اكتشف هدف حياتك!

ستَسمع أفكارا كثيرة عن الهدف من الوجود البشري. فبالنسبة لكثيرين، الهدف الرئيس للحياة، هو تحقيق النجاح، وأن يُثبتوا لأنفسهم، ولمَن حولهم، أن لحياتهم معنى وقيمة. فيما يجد البعض أن القيمة الأسمى للحياة هي الحصول على زوجة جميلة، والكثير من الأبناء، أما بالنسبة لآخرين، الحصول على مستويات عالية من الاستقلالية المالية.

فيما يجد البعض معنى عظيما في نقائهم الديني، وأن يكونوا معروفين بمخافة الله. أما بالنسبة لآخرين؛ فالقيمة هي الحصول على القوة/ السلطة، والتمكن من التحكم بحياتهم الخاصة. وسواء كان الهدف: العائلة أو المهنة أو الديانة أو الفنون أو المكانة أو الثروة، فكلنا نسعى بحثا عن هدف.

الكتاب المقدس واضح جدا، تجاه ما يجب أن يكون هدف الحياة! هنا نجد أن سليمان، أحكم جميع البشر، اكتشف أن لا فائدة من الحياة عندما نعيشها فقط من أجل هذا العالم. ثم يعطينا هذه الخلاصة في سفر الجامعة: “فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلهِ: اتقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ لأَن هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلهُ. لأَن اللهَ يُحْضِرُ كُل عَمَلٍ إِلَى الديْنُونَةِ عَلَى كُل خَفِي إِنْ كَانَ خَيْرا أَوْ شَرا” (جامعة 13:12-14).

ما هو الهدف الأعظم للحياة؟

  • تمجيد الله
  • عندما نُمجد الله؛ فإننا نُدرك كم هو مُشبع، ما يُمكِّننا من الاستمتاع بكل شيء آخر في هذا العالم.
  • الله إله شخصي، وعندما نمجده، فإننا نشترك معه في علاقة.
  • تمجيد الله يعني أن نفهم أنه الوحيد مصدر كل حياة وجمال ومحبة ولطف وراحة.
  • وفرح وحكمة ورحمة، وآلاف مؤلفة من الصفات الأخرى، أعظم مما يمكن لعقل بشري أن يدركه.
  • كل هذه الأمور تنبع بحرية من كيانه نحونا كنبع لا ينضب من البركات.
  • لذا، فتمجيد الله يعني أن نعيش الحياة في واقع أنه هو الآب السماوي الذي يحبنا.
  • وتمجيد الله يقودنا لمعرفة الله
  • إذ لا يمكنك تمجيد من لا تعرفه. ولا يمكنك أن تُسر بما هو ليس ضمن مفاهيمك.
  • لا يمكنك أن تفهم ما لم تختبره قط. الله ليس صالح في كل طرقه فحسب (مزمور 145: 17).
  • بل هو إله شخصي، ويريدك أن تعرفه بشكل شخصي.
  • إنه يريد أن يكون في علاقة يومية حية وأساسية معك. يريدك أن تعرفه وتستمع به.
  • ومعرفة الله تقودنا للتمتع بالله
  • فكلما زادت معرفتك بالله، وعَرَفت شخصه وصفاته وشخصيته، تمتعت به أكثر.
  • لا يريدك الله أن تمجده فحسب، ولا يريد أن تعرفه فقط، بل يريد منك أن تتمتع به إلى الأبد.
  • يريدك أن تقع في حبه، وأن تتذوق وترى جماله، وتُسر به في كل لحظة من حياتك.
  • أن نرى الحياة على الأرض من منظور صحيح
  • نجد أن الملك داود، على خلاف الذين كل اهتمامهم هو هذه الحياة، يبحث عن شِبعه في الزمن الآتي.
  • قال داود: “أَما أَنَا فَبِالْبِر أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ” (مزمور 15:17).
  • فبالنسبة لداود، سوف يتحقق الشبع والرضى يوم يقوم (في الحياة الآتية).
  • ويرى وجه الله (يتمتع بالشركة معه) ويصبح شبهه (يوحنا الأولى 2:3).
  • وجزء من هدف الحياة أيضا هو مخافة الله وطاعته.

الحقيقة، أن كل الأهداف الأخرى، ستصغر جدا من تلقاء نفسها، كالعائلة والثروة والمكانة والديانة – فلا شيء منها يمكنه أن يرضيك تماما. كلهم سيخيبون رجاءك. لكن هذا لا يعني أن كل ما سبق خاطيء أو شرير!

لكن إن كانت حياتك تدور حول تمجيد الله، ومعرفته والتمتع به، ككنزك الأسمى، فإنك ستتمكن من محبة عائلتك وخدمتها بشكل أفضل، واستخدام ثروتك لتحسين المجتمع، والتمتع بمكانتك بدون عجرفة وكبرياء، والتعبد لله من أجل ما قد فعله من أجلك بدلا مما تفعله أنت من أجله.

لكن انتبه لبعض الأمور التي قد تجعلك تحيد عن هدفك الأسمى!

أمور قد تُبعدك عن الأهداف الصحيحة

  • الشعور بالذنب:
  • كثيرون يقودهم الشعور بالذنب، فيقضون حياتهم يهربون منه.
  • وهم بذلك يسمحون لماضيهم أن يتحكم بمستقبلهم. نعم أنت وليد ماضيك، لكن عليك ألا تكون أسيره.
  • فمهما تكون عظمة ذنوبك، تبقى رحمة الله أعظم منها:
  • “طوبى للذي غُفر إثمه وسُتِرت خطيئته. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية” (مزمور 32).
  • الحقد والغضب:
  • مِن الناس مَن يُخفي غضبه وحقده، ومنهم من ينفجر في وجه الآخرين، وكلا الأمرين غير صحي.
  • وهناك كثيرون يغذون الألم أكثر فأكثر في عقولهم، عوضا عن أن يتخطوه بالمغفرة.
  • فبينما ينسى من أساء إليك إساءته، ويتابع حياته بشكلٍ طبيعي، تبقى أنت تغذي ألمك ولا تتخطاه.
  • ماضيك لن تغيره. فبمرارتك وحقدك، أنت تؤذي نفسك فقط: “لأن الغيظ يقتل” (أيوب 5: 2).
  • الخوف:
  • الخوف سجن يمنعك من أن تصبح ما يريده الله لك. عليك أن تواجهه بسلاح الإيمان والمحبة:
  • “لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف… لأن له عذاب” (يوحنا الأولى 4: 18).
  • الأمور المادية:
  • يظن كثيرون أنهم كلما امتلكوا أكثر، صاروا أكثر سعادة، وطمأنينة، وأمانًا.
  • لكن قيمتك أنت، لا تحددها أموالك، وشعورك بالأمان والسعادة ليس أساسه المال.
  • فالمال قد تفقده. أما كنزك الذي لا يفنى، وأساس سعادتك الحقيقية، فهو علاقتك بالله.
  • الحاجة إلى التقدير:
  • بعض الناس يسمحون لتوقعات الآخرين أن تتحكم بحياتهم.
  • وأحد مفاتيح الفشل هو محاولة إرضاء الجميع.
  • ·       “فلو كنت بعد أُرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح” (غلاطية 1: 10).
  • إن تحكُّم آراء الآخرين بك هو طريقٌ مضمونة لتفويت هدف الله لحياتك.

وعنكَ.. ما الذي يُوجِّه حياتك؟ أإحدى هذه الأمور أو شيء آخر؟

فوائد معرفة هدف الحياة:

  • معرفة الهدف تُعطي معنًى لحياتك:

نحن صُنعنا ليكون لنا معنى. وبدون الله لا هدف للحياة، وبدون هدف لا معنى للحياة. فالمأساة الحقيقية ليست الموت، بل الحياة دون هدف نتوخاه برجاء كبير. والكتاب يقول: “والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا” (أفسس 3: 20).

  • معرفة الهدف تُبسط حياتك:

فالهدف هنا يصبح المقياس الذي تستخدمه لتقييم ما هي الأنشطة الضرورية وتلك غير الضرورية، فيُصبح الأساس الذي تبني عليه قرارتك وتنظم وقتك، وتستخدم مواهبك. وأنتَ لديك الوقت الكافي فقط لتفعل مشيئة الله. فالحياة المنطلقة نحو الهدف تقود إلى بساطة الحياة، وسلام الذهن.

  • معرفة الهدف تجعل حياتك أكثر تركيزا:

فهي تركز جهدك وطاقتك على ما هو مهم، فتصبح أكثر فاعلية، عن طريق انتقاء ما تقوم به. فبدون هدف واضح، ستستمر في تغيير الاتجاهات والوظائف والعلاقات. يقول الكتاب:“من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب” (أفسس 5: 17)؛ لذا إن أردت أن يكون لحياتك تأثير، قم بتركيزها، حدد أولوياتك.

  • معرفة الهدف تحفز حياتك:

لا شيء يمكنه أن يمدك بالطاقة أكثر من هدف واضح، في حين أن الشغف يتبدد عندما يُفقد الهدف.

  • معرفة الهدف تؤهلك للأبدية:

يقضي كثير من الناس حياتهم في محاولة تحقيق صيت شائع، وذكرى خالدة، لكن ما يهم في النهاية، ليس ما يقوله الآخرون، بل ما يقوله الله. فكل ما يحققه الناس سيُنسى في النهاية. فالعيش لتحقيق هدف أرضي، هو هدف قصير المدى، بينما الاستخدام الأكثر حكمة للوقت هو في بناء ميراثٍ أبدي. فأنت لم توضع على الأرض ليتذكرك أحد، لكنك وُضعت لتتأهل للأبدية. “لأننا جميعنا سنقف أمام كرسي المسيح… إذًا كل واحدٍ منا سيعطي عن نفسه حسابًا لله” (رومية 14: 10، 12).

ختاما.. ما هو هدف حياتك، الذي يجب أن تعرفه؟! إذ لا يوجد شيء أكثر أهمية من أن تعرف هدف الله لحياتك، ولا شيء يمكن أن يعوض هذه الخسارة: “لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟”. فبدون هدف، لا معنى للحياة.

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع