البركة وتطوير الذات

  • هل للإنسان دورٌ في الحصول على البركة؟
  • هل تطوير ذاتي يتعارض مع عمل الروح القدس داخلي؟
  • ماذا أفعل لأكون حسب المشيئة والنموذج الإلهي؟

هل تساءلت تلك الأسئلة وأخذتك الحيرة.. تعال – عزيز القاريء – لنستكمل معا رحلة الحصول على “البركة”، ونتعرف على، ونكتشف إجابات تلك الأسئلة.

البداية – بكل بركة روحية!

كما وضحنا في مقالات سابقة أن الله أمر بالبركة لكل مؤمن، وهناك نص كتابي عن هذا الأمر؛ إذ يقول: “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ،” (رسالة أفسس 1: 3)؛ لكن هل فكرتَ من قبل ما نوع البركة هنا؟ الإجابة بكل بساطة:

أ) البركة في طبيعتها روحية؛ أي تعلو عن بركات (العهد القديم) المادية/ الزمنية/ الوقتية، بل بركات عهد جديد خالدة، بركات من طراز أعلى وأرقى من مجرد صحة وأموال وسيارات وأكل وشرب.. إلخ، بل تتعلق بالروح القدس روح هذه البركات.

 ب) دائرتها في الأمور السماوية “السماويات”؛ أي آتيةٌ من فوق، لكي تسمو بالمؤمنين.

ج) أساس هذه البركات: في المسيح؛ فمن خلاله فقط تسري تلك البركات فهي – حصرية – في المسيح، ولا تعتمد علينا بل على نعمته.

ماذا عن البركات الزمنية المادية؟

هل معنى ذلك أن الله لن يعطينا بركات مادية وأموالًا؟ لا لم يقل الله ذلك على الاطلاق، لكنه نقلنا لمستوى أعلى وأسمى؛ ليوضح لنا أنه يريد لنا الأفضل والأبقى!

لكن لكي تكون مباركا ماديا؛ عليك أن تضع يدك في يد الله، وتكون عاملا معه، ساعيا باجتهاد نحو البركة؛ فبدون أدنى شك لنا دور – أنا وأنت – والله ينتظر منا أن نأخذ هذا الدور.

لا تعارض بل تكامل وتعاون!

هل يتعارض دور الإنسان في الحصول على البركة الزمنية مع دور الروح القدس؟ بكل تأكيد لا، فالله سعى منذ البدء أن يعمل الإنسان ليجمع ثمر تعبه، فنفخة الله التي في الإنسان نفخة “مبدعة”، “مثمرة”، لا تكف عن الحركة والنشاط! وعندما نسلم ما نعمله ليكون تحت قيادة الله؛ سنحصد بركات وفيرة من الذي وعد أنه يُعطي بكل غنى للتمتع.

خطوات عملية للتطوير

إن كان الله وعد بالبركة، وطلب أن نجتهد ونسعى؛ فهذا دورنا الذي لابد أن نجتهد فيه؛ لنعمل على أنفسنا، ونطورها بالدراسة، والتعليم المستمر.. وإليك بعض النقاط المقترحة للتطوير:

       (1) لا يمكنك أن تخطو خطوة واحدة نحو البركة (أوالتطوير) وأنت في منطقة راحتك! اخرج من منطقة الراحة الآمنة التي بلا تحدٍّ ولا مغامرة ولا جدية!

     (2) ضع أهدافا محددة لحياتك؛ ضع لك قائمة مهام محددة بخطة محكمة بنظام ووقت والتزام.
       (3) تغلب على مخاوفك وماضيك؛ لا تدع الخوف يعرقلك عن التقدم للأمام.
       (4) تعلم مهارات جديدة؛ ادرس لغة جديدة، تعلم حرفة ما لم تكن تتقنها.. إلخ.
       (5) كن مستمعا جيدا؛ تعلم من الآخرين وتجاربهم لتكتسب خبرات جديدة.
       (6) حافظ على وجود شبكة علاقات مثمرة من الأصدقاء الداعمين لك.
      (7) لا ترتكن على نجاحات الأمس.. كن طموحا أكثر مما أنتَ عليه الآن!
* أخيرا هذا هو “النموذج الإلهي” الذي يُريدك الله أن تكون عليه: إنسان متكل على الله مُفوض له الأمر، غير متواكل أو متقوقع حول ذاتك، تعمل باجتهاد وسعي دون ثقل الهموم والضغوط، ولأنك في المسيح مُبارك روحيا وزمنيا أيضاً فأنت تجتهد كل يوم لتطور نفسك، مُبـادرا نحو مساعدة الآخرين. وبهذه الصورة ستصير أنت نفسك “بركة” لكل المحيطين بك.

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع