الخوف من المجتمع

في طريق الحياة، كثيرًا ما يضطر المرء الدفاع عن قراراته واختياراته وأحلامه في الحياة بكل شجاعة وبسالة، ولكن، ربما يتسلل إلى الفكر والقلب بعض المخاوف والأوهام كنتاج طبيعي للتغيير والتطوير، أبرزها “الخوف من المجتمع” والمحيط الأسري؛ وهي من أبرز وأهم المشكلات التي لابد وأن يمر بها المؤمن العابر الجديد، هو ذلك الشعور بعدم الأمان والرفض، عدم القدرة على مواجهه المجتمع، وصعوبة التعبير عن النفس بحرية وراحة، والشعور الدائم بحتمية رفض المجتمع له وعدم ترحيبه به نتيجة اختياراته في الحياة.

وفيما يلي سنحاول سرد بعض الحلول النفسية والخطوات العملية، لمواجهة أزمة الخوف من مواجهة المجتمع الرافض للتغيير، مع وضع نية تبديل الخوف بداخلنا إلى قوة كبيرة لإحداث تغيير في المجتمع، وأن نُبدد الخوف والظلام بقوة نور وشفاء وحب للنفس والمجتمع: 

الخطوة الأولى لمواجهة الخوف من المجتمع، تبدأ من الداخل، عليك أن تتذكر دائمًا أن الخوف في الأصل مجرد “فكرة” مرت بعقلك لك أن تصدقها أو ترفضها، قبل أن تتحول إلى “شعور” مُسيطر يقود سلوكك في الحياة. الخوف في الأصل فكرة وهمية هدفها أن تُزحزح سلامك وتُشعرك بعدم الأمان، وعدم الحرية، وأنك ضعيف منفصل عن قوة الله؛ فالحل الأول ارفض شراء فكرة “الخوف”، واثبت في طريق الحق.

الخطوة الثانية لمواجهة “الخوف” هي الثقة في الله تعالى، ففي الأساس هو من وضع بقلبك بذرة الإيمان والرجاء فيه بهدف خلاصك، ووضع خطة مُحكمة لخلاصك وخلاص من حولك، عليك أن تتأكد وتؤمن أنه سيُكمل معك الطريق لحياة أفضل، وتذكر دائمًا أنك لست منفصلا عن الله، وذلك بأن تجعل مبدأ التسليم والتوكل على الله هو منهج حياة تتبعه، ضع كل مخاوفك وسلمها في يد الله واشعر بالراحة والطمأنينة، وفي كل مرة تشعر بالخوف، اطلب من الله قائلاً: “أنا أسلم بين يديك قضية الخوف”.

الخطوة الثالثة اختر دائمًا أن تزرع الحب فستجني حبًا، إن قدمت حُبا ومودة وعطاءً لمن حولك، بهدف خلاصهم وخدمتهم، سيشعرون بتلك الطاقة الرائعة التي شملتك ويتفاعلون معها بحبٍ؛ فالعدو الأول للخوف هو الحب، إن أردت أن تهزم الخوف بداخلك بدله بطاقة حب، فيقول الكتاب في رسالة يوحنا الأولى 4: 18: “لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ”.

 الخطوة الرابعة سلَّح نفسك دائمًا بالعلم والمعرفة؛ لا تقف عند حد معين في طلب الحكمة، بل بدد ظلام الخوف بالمعرفة وانشرها، اقرأ وافهم كل المصطلحات الجديدة التي تمر عليك ودونها، لكي تستطيع التعامل مع المجتمع الجديد وتفهم آراءه بشكل صحيح دون خلط.

سؤال للتفكير: الآن بعد أن عرفت أن الخوف مجرد فكرة يصدرها لنا العقل، علينا أن نرفضها بكل قوة ونثق في ذواتنا ثقة كاملة، وعلينا أن نُعبر عن أنفسنا بثقة ونخرج من شرنقتنا لنُعبر عن روعة الخالق، وأن نثق في الله بالتسليم والتوكل عليه حتى تكون محبة الله والناس هي القائد الأول في رحلة الحياة. الآن فَكِر معي ما الفرق بين الإنسان المحكوم بالخوف في كل أمور الحياة والإنسان المحكوم بمبدأ الحب الإلهي في كل أمور حياته؟

آية للتذكر: “«لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.” (لوقا 12: 32).

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع