الخوف من المُقربين

يعتبر “الخوف” من رد فعل المُقربين هو من أصعب المشاعر التي يختبرها المؤمن الجديد، ومن أكثر الأسئلة الشائعة التي تشغل الأذهان هو كيفية التعامل مع الأهل والأحباب وفقًا للمعتقدات الجديدة؛ وبالرغم من الاقتناع التام بالإيمان المسيحي يظل الشخص مترددًا حائرًا فيما يخص أبعاد هذا القرار المحوري وتأثيره على حياته ومحيطه الأسري.

عليك أن تعرف أن “الخوف” مقبول ومُختبر من الجميع؛ ولكن من المفترض، بعد أن آمنت بالمسيح، أن يتغلب عليك الشعور بالأمان والطمأنينة والحب الفائق الذي أفاض به الله عليك، ومن جهتك اختبرت أيضًا تلك الثقة الكاملة والرعاية الشاملة والاهتمام بكل تفاصيل حياتك التي تغيرت على مدار رحلة بحثك ومعرفتك، والدليل الأكيد على ذلك هو التغيير الكامل الذي حدث في أفكارك ومشاعرك وأفعالك وكلامك، والذي أراد لك التغيير سيحفظك وسيعتني بك اليوم وغدًا وإلى الأبد حتى إتمام رسالتك.

وإليك بعض النصائح للتغلب على شعور “الخوف” من رد فعل الأحباب:

1- كن حكيمًا:

عليك أن تعرف أنك مسئول مسئولية كاملة ولك حرية الاختيار فيما يتعلق بعلاقتك مع الأهل والأصدقاء بعد إيمانك، فبالرغم من رعاية الله الكاملة لك إلا أنه ترك لك حرية التصرف فيما يخص تعاملاتك؛ فكن حكيمًا عاقلاً بسيطًا مُحبًا قدر الإمكان، كما يُرشدنا إلى ذلك إنجيل متى بإعطائه الوصفة المتكاملة في كيفية التعامل مع الآخرين، بقوله: “كُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَام” ( متى 10: 16)

2- الصلاة الدائمة:

قد تبدو كلمة “الصلاة” كلمة مُستهلكة بديهية، ولكنها الحل الأمثل لعلاج كافة التحديات التي نواجها في الحياة، لأن الحفاظ على صِلة قوية مستمرة بينك وبين الله لها علاقة مباشرة بالتوازن النفسي ومن ثم الاجتماعي، وسوف يُرشدك “روح الله” – من خلال الصلاة – إلى التصرف الحكيم والفعل اللائق والكلمة الحق، كما يقول إنجيل يوحنا “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي”. (يو10: 27-28)

3لا تتسرع:

لا تتسرع في الافصاح عن إيمانك الجديد لأهلك وأحبابك، ففي حالة الإفصاح توقع حالة من الغضب والاستياء لمن حولك، مما يؤدي إلى مشاحنات أنت في غنى عنها في بداية إيمانك؛ ففي إعلانك للإيمان حديث عن إله مجهول بالنسبة لهم، توقع ألا يفهموك ولن يشعروا بما شعرت به. فقط اهدأ واستشعر حالة السلام الداخلي التي تشعر بها الآن، صلي واقرأ الكتاب المقدس، تعمق في إيمانك وتعقل في فهمك؛ وسوف ينعكس كل ذلك على شخصيتك؛ وستخبرهم بدون كلمات، فقط من خلال التغيير الذي حدث في حياتك سيشعرون بروعة ما حدث، وعندما يحين الوقت ستشهد عن إيمانك بأقوال وكلمات.

4توقف عن انتقادهم

لا تحكم عليهم بأنهم في طريق الهلاك، لا تنتقدهم ولا تسخر منهم؛ عاملهم كما تحب أن يعاملوك، باحترام وتقدير وترك حرية الاختيار، فقط صلي من أجلهم وانتظر حتى يتدخل الله وينير حياتهم كما أنارها لك.

5لا تستخدم مصطلحات غير مألوفة

من المُعتاد أن يميل المؤمن الجديد إلى استخدام بعض المصطلحات الإيمانية الجديدة غير المألوفة لمحيطه، مع التخلي التام للمصطلحات المألوفة لهم والقديمة بالنسبة له، وهذا قد يؤدي إلى حالة من الشك والنفور. لذلك حاول قدر المستطاع التعبير بنفس المصطلحات الشائعة لهم حتى لا تثير الشك والريبة وفي نفس الوقت لكي يفهموك.

6التواجد بين مجموعة من المؤمنين

ليس بالضرورة الذهاب إلى الكنيسة المحلية تجنبًا للتحديات التي قد تواجهها في بلدك أو ربما لا توجد كنائس متاحة في المنطقة التي تعيش فيها، ولكن يمكنك الاجتماع مع مجموعة من المؤمنين سواء في إحدى البيوت أو الأماكن العامة؛ فالمكان حقًا لا يهم لأن الله ينظر إلى القلب، “لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».” (متى 18: 20). ولكن، التواجد في وسط المؤمنين شيء أساسي ومهم، كما يقول في سفر المزامير “هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا!” (مزمور 133: 1)، لما في ذلك من جوانب إيجابية، منها:

حماية لك: حيث وقوف أخوتك بجانبك والصلاة من أجلك، سيساعدك ويُشددك في الإيمان وبالتأكيد ستتعلم منهم ومن الخبرة التي اكتسبوها في حياتهم مع الله ولاسيما لو كانوا من نفس خلفيتك فربما يعطوك بعض النصائح التي قد تتعلم منها كيف تتعامل مع الأهل.

فرصة جيدة: لكي تدرس الكتاب بعمق أكثر وتتلمذ في وسط مجموعة من المؤمنين، مما يساعدك في النمو والإيمان بشكلٍ ملحوظ. كما أنها فرصة جيدة للتعبير عن إيمانك وتتشارك بأفكارك ومشاعرك مع الآخرين، مما يخفف من الضغط من عدم البوح لأهلك عن إيمانك الجديد.

وأخيرُا تذكر!

أنت لست بمفردك، لست الوحيد الذي اختار أن يتبع السيد المسيح، وبالرغم من معرفتك لضريبة هذه التبعية ولكنك اخترت الطريق والحق والحياة الأبدية، لذا تأكد من أن الله لن يهملك ولن يتركك ولديه خطة عظيمة لحياتك، فقط ثق في الله وسوف ترى!

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع