الله.. الإنسان.. الحُريَّة!

لدى البشر مفهوم مغاير عن الحرية، مضاد للمفهوم الكتابي. لكن الكتاب يصف ماهية الحرية الحقيقيَّة، وامتيازاتها، وكيفية الحصول عليها في المسيح.

وللحرية بوجهٍ عام، معانٍ متنوعة، مثل الخلاص من الشوائب أو الرق أو اللوم، كما تعنى التحرر من شيء غير محبوب، أو سيطرة غير مرغوبة. وسنتحدث في هذه المقالة، في نقاطٍ محددة، عن معنى الحرية الحقيقية في الكتاب المقدس!

 أنواع الحرية:

  • حرية خارجية: مثل الحريات السياسية والاجتماعية، كالتى تركز على الديمقراطية، والمساواة.
  • حرية داخلية: وتعنى الحرية من عبودية الخطية، أو الشهوات، أو العادات الضارة.
  • حرية حقيقية: وتعنى أن يتحرر الإنسان من سلطان الشيطان، والخطية، والعالم، بقوة المسيح.
  • حرية زائفة: وهى الاستعباد للشهوات والعادات الشريرة التي تُوقع الإنسان في عبودية بغيضة.
  • حرية منضبطة: بحيث لا يتعدى الإنسان على حريات الآخرين، ولا يكسر وصايا الله، أو القانون.

 الله والحرية:

  • خلق الله الإنسان حرا: فقد شَرَّف الله الإنسان بالحرية؛ لأنه على صورته ومثاله، “على صورة الله خلقه..” (تكوين 1: 27). فالحرية أحد عناصر الصورة الإلهية المطبوعة داخل الإنسان، ولها شِقان: حرية الاختيار، وحرية الفعل.
  • إرادة الله حرية الإنسان: إن حريتنا مُنِحت من الله، وينبغى أن تنتهى بنا إليه، ولكي يستخدم الإنسان حريته، يجب أن يكون هناك قانون ووصايا إلهية.

 السيد المسيح مثلنا الأعلى فى الحرية؛ إذ:

  • انتصر على الشيطان: ففى التجربة على الجبل، انتصر المسيح على الشيطان، ولم يخضع له (متى 4)، إذ قال “رئيس هذا العالم (إبليس) يأتي وليس له في شيء..” (يوحنا 14: 30).
  • يمنحنا الحرية الحقيقية: فهو يُحررنا من نير الخطية، وقيود الشيطان والعالم. “فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا..” (يوحنا 8: 36).

 ضوابط الحرية في المسيحية:

  • الروح القدس الساكن فينا: حيث يقوم بدوره مبكتا، مرشدا، مقدسا، معزيا، قائدا، معطيا ثماره.
  • الضمير: وهو صوت الله فى الإنسان، الذى يبكت على الخطأ، وينبه للصواب.
  • الإنجيل: حيث ينير القلب وطريق الحياة “سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مزمور 119: 105).
  • التعليم الكنسي: حيث الإرشاد على طريق الملكوت، والتحذير من أسباب الغواية والانحراف.
  • الأب الروحي: حيث الإرشاد الشخصي المباشر فى كل ظروف الحياة وأخذ الحل وحل المشكلات.
  • القانون الوضعي: حيث يخضع المسيحي لسلطة القانون عملا بالوصية كما جاء في (رومية 13: 1).

 مجالات الحرية في المسيحية:

  • حرية من استعباد الخطية: علينا أن نثبت فى حرية المسيح، ولا نُستعبَد لأيَّة خطية بعد الآن؛ فالتوبة الحقيقية هى حرية من عبودية الخطية، “فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية.” (غلاطية 5: 1).
  • حرية من سلطان إبليس: إن إبليس سيد قاسٍ، يريد السيطرة على البشر بحرية زائفة، عاميًا أذهانهم؛ حتى لا يروا الحرية الحقيقية التى لهم فى المسيح، الذي جاء كى يُنقض أعمال إبليس، ويعطينا الغلبة عليه؛ فهو عدو مهزوم.
  • حرية من الخوف: حررناالمسيح من كل خوف، سواء كان خوفا من مرض، أو فقر، أو موت، أو شر، أو اضطهاد “يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر..” (لوقا 12: 4). و“المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج” (يوحنا الأولى 4: 18).
  • حرية من الدينونة: من نتائج الحرية التي لنا فى المسيح، خلاصُنا من الدينونة الحاضرة والمستقبلة “إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.” (رومية 8: 1)؛ فكل من يسلك فى حياة القداسة والروح لا يدان (يوحنا 5: 24).
  • حرية مجد أولاد الله: لقد أعدَّ الرب المجد السماوي لأحبائه “القادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج..” (يهوذا 1: 24)؛ لأن الحرية الكاملة هى فى السماء؛ حيث المجد الأبدي “لأن الخليقة (الجديدة فى المسيح) نفسها أيضا ستعتق (فى السماء) من عبودية الفساد (على الأرض) إلى حرية مجد أولاد الله (المجد الابدى). “(رومية 8: 21).

آيات عن الحرية

  • أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي.” (مزمور 1:18-2).
  • ·        وَأَتَمَشَّى فِي رَحْبٍ [حريةٍ]، لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ.” (مزمور 45:119).
  • ·        أَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.” (إشعياء 1:61).
  • ·        وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ.” (رومية 17:6-18).
  • ·        وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ، وَصِرْتُمْ عَبِيدًا ِللهِ” (رومية 22:6).
  • ·        الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.” (رومية 20:8-21).
  • ·        “وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.” (كورنثوس الثانية 17:3).
  • ·        فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ.” (غلاطية 1:5).
  • ·         “هكَذَا تَكَلَّمُوا وَهكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ.” (يعقوب 12:2).
  • ·        كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ اللهِ.” (بطرس الأولى 16:2).

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع