حياة التسبيح!

في الحياة، أوقاتٌ من الفرح، وأوقات من الضغوط والتحديات، وتقول الكلمة، أن نصلي ونُسبح كلَّ حين، في الضيق والفرح معا، على حدٍّ سواء، والحقيقة المُدهشة، أن هناك سفرا كاملا من الكتاب المقدس، وهو سفر المزامير، يتحدث بأكمله، عن تسبيح الله.
كثيرا ما يتكلم المؤمنون، أيضا، عن “تسبيح الله”، ويُوصي الكتاب المقدس كل الخلائق بتسبيحه (مزمور 150: 6)، وإحدى معاني كلمة “تسبيح” هي “يمدح، يقدم الشكر، يعترف“. وكلمة أخرى تترجم أحيانا “تسبيح” في العهد القديم هي بمعنى “التغني بالمديح“. وكلمة ثالثة تترجم بمعنى “مدح، إكرام، ثناء“. وتحتوي الكلمات الثلاث، فكرة تقديم الشُّكر والإكرام لمن يستحق التسبيح.
- أمثلة للتسبيح في العهد القديم
- تكوين 29: 35
“وَحَبِلَتْ [ليئة] أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: «هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «يَهُوذَا».”
- أخبار الأيام الأول 23: 3- 6
“فَعُدَّ اللاَّوِيُّونَ مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، فَكَانَ عَدَدُهُمْ حَسَبَ رُؤُوسِهِمْ مِنَ الرِّجَالِ ثَمَانِيَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا. مِنْ هؤُلاَءِ لِلْمُنَاظَرَةِ عَلَى عَمَلِ بَيْتِ الرَّبِّ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. وَسِتَّةُ آلاَفٍ عُرَفَاءُ وَقُضَاةٌ. وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ بَوَّابُونَ، وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ مُسَبِّحُونَ لِلرَّبِّ بِالآلاَتِ الَّتِي عُمِلَتْ لِلتَّسْبِيحِ. وَقَسَمَهُمْ دَاوُدُ فِرَقًا لِبَنِي لاَوِي.”
وبالمضي قُدما في كتاب المزامير، سنجد العديد من الفقرات الأخرى التي تشير إلى التسبيح، والترنُّم لله، القائمة طويلة لذلك، اكتفينا بسرد أمثلة قليلة جدا منها،
- مزمور 21: 13
“ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمْ وَنُنَغِّمْ بِجَبَرُوتِكَ.”
- مزمور 22: 23
“يَا خَائِفِي الرَّبِّ سَبِّحُوهُ! “
- مزمور 28: 7
“الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ.”
- مزمور 30: 4
“رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَتْقِيَاءَهُ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ.”
- مزمور 33: 2
“احْمَدُوا الرَّبَّ بِالْعُودِ. بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ رَنِّمُوا لَهُ.”
جديرٌ بالمُلاحَظة، أنَّ مزمور 150، يستخدم، كلمة تسبيح ثلاثة عشر مرة في ست آيات. تقدم الآية الأولى “مكان” التسبيح – وهو كل مكان! “سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ. سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ.”
والآية التالية تعلمنا “لماذا” نسبح الله: “سَبِّحُوهُ عَلَى قُوَّاتِهِ. سَبِّحُوهُ حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ.”
ثم الآيات من 3-6 تقدم “كيف” نسبح الله – بآلات مختلفة، بالرقص، وكل نَسَمة حياة نمتلكها. فكل وسيلة يمكن أن تصنع صوتا يُستخدم لتسبيح الله!
- أمثلة للتسبيح في العهد الجديد
في العهد الجديد، توجد أمثلة للتسبيح المُقدَّم للمسيح:
- يذكر (متى 21: 16)، أولئك الذين سبحوا المسيح، وهو راكبٌ على الأتان في دخوله إلى أورشليم.
- ويذكر (متى 8: 2)، الأبرص الذي سجد للمسيح.
- وفي (متى 28: 17) يقول إن التلاميذ سجدوا للرب بعد قيامته. وقد قَبِل تسبيحهم وسجودهم لأنه الله.
- بالطبع، لا يتعلق الترنيم والتسبيح بالعهد القديم فقط،
- وقد أضيفت طريقة أخرى لتسبيح الله في العهد الجديد، بحلول الروح القدس، وهي الترنيم بالروح.
- فنقرأ في كورنثوس الأولى 14: 14- 17
“لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ. فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ، وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضً. وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ! 17فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا، وَلكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى.”
- وبالمضي قدما في موضوعنا، تخبرنا كولوسي وأفسس:
- كولوسي 3: 16
“لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.”
- وكذلك أفسس 5: 18- 19
“وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ”
- واعتاد يسوع وتلاميذه على الترنُّم بالتسابيح في اجتماعاتهم، ونرى هذا في متى 26: 30
- “ثُمَّ سَبَّحُو وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.”
- وكثيرا ما كانت الكنيسة الأولى تتشارك في أوقات التسبيح.
- مثلا، كان هناك تركيز على العبادة في الكنيسة الأولى في أورشليم (أعمال الرسل 2: 42-43).
- وقد صلى القادة في أنطاكية، وعبدوا الرب، وصاموا،
- خلال الفترة التي دعي فيها بولس وبرنابا للعمل الرسولي. (أعمال الرسل 13: 1-5).
- وتضمنت العديد من رسائل بولس فقرات مطولة من تسبيح الرب، تماما كما جاء في
- (تيموثاوس الأولى 3: 14-16؛ فيلبي 1: 3-11).
ختاما.. إن تسبيح وتمجيد الله ليس نشاطا قديما، بل هو نشاط كل العصور، للخليقة كلها، ولن يتوقف.
وفي نهاية الزمان، سوف يشترك كل شعب الله في التسبيح الأبدي لله. “وَلاَ تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ. وَعَرْشُ اللهِ وَالْحَمَلِ يَكُونُ فِيهَا، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ.” (رؤيا 22: 3). عندما تزول لعنة الخطية، فإن من هم مع الرب، سوف يسبحون ملك الملوك، في كمالٍ إلى الأبد. كما قيل إن عبادتنا للرب على الأرض، هي ببساطة استعدادٌ لاحتفال التسبيح، الذي سيكون في الأبدية معه.