شَخصيَّة المسيح .. اللاهوت!

يقدم لنا الإنجيلُ الطاهرُ شخصَ المسيح بصورةٍ فريدةٍ في كلِّ شيء، ولكي نتعرف على المسيح بصورةٍ صحيحةٍ، علينا أن نقدم دراسةً شاملةً حول كلِّ ما أثير حول شخصه، لماذا؟

لأن المسيح ببساطة إذا تأملت في مكتبه الإنجيل حول هويته لرأيت ما يبدو تناقضًا…

المسيح هل هو إنسان؟ يقول المسيح نفسه عن نفسه هذه العبارة:

وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ” (يوحنا 8: 40).

إذًا فالمسيح بحسب كلامه إنسان، ولكن هو نفسه وهو يتكلَّم مع اليهود طلبوا أن يقتلوه، لماذا؟ لأنه ساوى نفسه بالله (اقرأ يوحنا 8: 59).

فماذًا إذًا؟ المسيح هل هو إنسان؟ أم هو الله الظاهر في الجسد

في السطور القادمة، نتكلم عن المسيح كلمة الله الكائن قبل إبراهيم (متى 8: 58) وفي المقال القادم، سنرى الصورة الإنسانية للمسيح، ونفهم كيف يكون المسيح إنسانًا والله الظاهر في الجسد.

حقائق ينبغي الاتفاق عليها

  1. هل الله قادر على التجسد؟

إذا اتفقنا على أن الله قادر على فعل كل شيء، فحقيقة أن الله يظهر لنا بشكل بشري لكي يتمم مهمة لا يمكن أن يفعلها إنسانٌ بشريٌّ طبيعيٌّ، فالمبدأ هنا وارد… الله قادر على التجسُّد، لأنه قادرٌ على كل شيء… كيف؟ عقولنا المحدودة لا يمكن أن ترد على كلمة كيف، ولكن عقولنا تدرك احتمالية هذا الأمر، وتقبله… وأي شخص أراد أن يتفلسف ويكتب لنا كيف تجسَّد سنجد أنه أخطأ في التعبيرات… الله قادر على التجسد، والسؤال الآن هل من أهمية أن يفعلها؟

  • ما ضرورة تجسُّد الله؟

الشيء الوحيد الذي يجعل الله يتجسد كضرورة هو أن يفعل شيئًا ما لا يستطيع الإنسان أن يفعله، وباختصار الإنسان فقد تواصله مع الله عندما عصى ربه، والله أراد أن يسترد محبوبه الإنسان، ولكن الإنسان كان هناك حاجز فظيع بينه وبين الله هو العصيان… ولأن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله أصبح لا يوجد أي شخص يستطيع أن يعالج المشكلة، ولقد أثبت الله للإنسان أن الانسان عاجز تمامًا، فأعطاه تشريعًا يسير عليه، ولكن الإنسان فشل… وبعد أن أثبت الله للإنسان عدم قدرته صار هناك ضرورة للتدخل الإلهي، وصارت هناك ضرورة للتجسد. 

توجد إمكانية، وتوجد ضرورة… إذًا فالمسيح هو كلمة الله المتجسِّد.

  • هل يتعارض وجود الله في الجسد مع وجوده في السماء؟

شرح الوحي المبارك الفكرة بمنتهى البساطة، قائلًا: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ… وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّااَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ” (يوحنا 1: 1-5، 14، 18). 

  • هل ينبغي الفهم، أم نكتفي بقبول الفكرة بإيمان وتصديق؟

الإنجيل قال إن الله موجود في السماء وكلمته متجسد على الأرض، الله لم يغادر السماء، وموجود على الأرض، هو أزلي، على الرغم من أن تجسده له بداية.  

إذا فالمسيح هو الله المتجسد رأى الناس جسد المسيح، ولكنه متَّحدٌ اتحادًا كاملًا باللاهوت. 

الإشكالية 

عندما يأتي شخص فيقول: هل الله ينام ويجوع ويعطش ويحتاج؟ حاشا، هنا نقول أنت أهملت الجانب الإنساني… الجانب الإلهي واضح تمامًا ويمكن إثباته في مقالة مطولة… أما فكرة كيف أن الله يجوع ويعطش… إلخ، فهذا في المقال التالي مباشرةً الذي يناقش فكرة أن المسيح هو إنسان كامل.

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع