عَلاقات صِحيَّة في ضوء كلمة الله!

العلاقات مهمة جدا لحياتنا، فالله خلقنا لنتواصل مع الآخرين، ونتفاعل معهم، لا لننعزل عنهم، ونكون وحيدين، وإلهنا إله العلاقات، ولا يمكننا أن نتجاهل موضوع العلاقات الاجتماعية في المجتمع البشري الواحد، الذي يبدأ بالأسرة، التي تشكل النواة الأساسية في المجتمع. ونحن لا نعيش بمعزل عن العالم الكبير الذي يحيط بنا.

وكم علينا أن نشكر الله؛ لأنه لم يتركنا لشأننا، بل أعطانا تعليماتٍ هامَّة في كتابه المقدس؛ لتنظيم حياتنا الاجتماعية. وهكذا نقرأ عن علاقة الزوج بزوجته، والوالدين بأولادهم، والمسؤولين بمرؤسيهم. ومن المهم جدا أن نتذكر، أن الرسول بولس، بنى جميع هذه التعليمات، على أساس عقائدي متين، ألا وهو شخص السيد المسيح، وعمله الفدائي والخلاصي، الذي أتمَّه لصالح البشرية على الصليب. إذ لم يعترف الرسول، بأي نظام أخلاقي، منفصل عن العقيدة الصحيحة، النابعة من الوحي الإلهي.

خُطوات كتابية تُمكننا من الوصول لعلاقات صحية سليمة

  • حِب لغيرك ما تحبه لنفسك: “كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا بهم” (متى 12:7).
  • عدم الإدانة:
  • ·       “لا تدينوا كي لا تدانوا” (متى 1:7).
  • إن إدانة الآخرين من أخطر الأعداء وأشدها، فهي قادرة أن تضرب العلاقات.
  • لإن الإدانة تُشعر الآخرين بأننا افضل منهم، وهذا الشعور يؤذيهم، ويجعلهم يبتعدون عنا.
  • كذلك عندما ندين، ونصدر الأحكام، فنحن نأخذ مكان الله، الوحيد الذي له الحق أن يدين.
  • لذلك يجب أن ننتبه للكلمات الخارجة من أفواهنا، ونمتحنها، لأن الكلمة الخارجة لا يمكن إعادتها.
  • “لا تنطقوا بكلمات ردية بل بكلمات تبني وتحقق السلام” (أمثال 2:18).
  • الإنصات والاهتمام: تعودوا في تواصلكم مع الآخرين أن تُنصتوا باهتمام وانتباه (يعقوب 1-20:19).
  • التواضع الحقيقي:
  • اعتبروا الآخرين افضل منكم، وتجنبوا تعظيم الذات (فيلبي 2-8:3).
  • ·       “هاتوا اقل ما عندكم فهو أعظم من كل ما نملك” (قضاة 2:8).
  • علينا أن نستخدم عبارات كهذ دائمًا؛ لإطفاء نار غيرة من حولنا، والتي قد تُعيق تَقدُّمنا.
  • الاتزان:
  • يساعد الاتزان على بقاء العلاقات سليمة.
  • “اجعل رجلك عزيزة في بيت قريبك لئلا يمل منك فيبغضك” (أمثال 17:25.)
  • “لا تحد عن الأمر يمينًا أو شمالًا (تثنية 11:17).
  • يخبرنا الكتاب المقدس بأهمية الاتزان، فيجب ألا ننعزل عن الناس والعالم الخارجي.
  • لأن المعتزل يطلب شهوة نفسه (أمثال 1:18).
  • إذ من الممكن أن ننغمس في أفكار شريرة، تؤدي الى خطية بسبب عدم انشغالنا بشيء آخر.
  • ومن المفضل، ألا نكثر الأصدقاء، “فالمكثر الأصحاب يخرب نفسه” (أمثال 18: 24).
  • وهذا يسبب لنا أيضًا الضرر والتشويش والضغط السلبي.
  • عَمَل الخير:
  • ·       “فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل” (غلاطية 9:6).
  • يجب ألا نتوقع أن نستوفي أجرنا من البشر؛ لأننا سنُصاب بالإحباط.
  • لذلك علينا أن نُكثر في عمل الخير وللجميع، وأن نزرع المحبة.
  • لأن “مَن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد (في وقته)” (كورنثوس الثانية 9: 6).
  • والله يعطينا الحصاد، لذلك فلنزرع محبة حتى نحصد محبة.
  • المحبَّة:
  • ·       “مارسوا المحبة بلا رياء مظهرين ثمار المسيح في أفكاركم وكلامكم وأفعالكم” (رومية 9:12).
  • كونوا مبادرين في التصالح مع الآخرين (متى9:5)
  • الغفران:
  • علينا أن نتبع مثال الرب في منح الغفران للآخرين، ولا ننسى أنه غفر لنا جميع خطايانا.
  • ولقد منحنا الله هذه القدرة أن نغفر للآخرين (أفسس 32:4)؛
  • ولا يعتمد الغفران على مشاعرنا، بل هو قرار ينبع من القلب، عندما نتجاوب مع محبة الله.
  • وإذا لم نحب الآخرين، فذلك يشير إلى أننا لا نحب الله! (يوحنا الأولى 20:4-21).
  • وإن لم نغفر فلن نتمتع بغفران الله (مرقس 25:11-26).
  • فغفراننا للآخرين يُظهر طاعتنا لله ولكلمته (كولوسي 13:3).
  • ومِن ثم يُظهر محبتنا له (يوحنا 15:14).

بدون العلاقات، نَجِف ونذبُل، فالعلاقات هي أخذ وعطاء، فنحن نبارك الآخرين ونفيدهم، بالمقابل؛ فإن الرب يستخدمهم ليكونوا بركة وتشجيعًا لحياتنا. ولكي تكون علاقتنا بالآخرين سليمة وإيجابية، يجب أن نحافظ على علاقة صحيحة بالله، كي ما يُرشدنا، ويُعطينا الحكمة في التعامل معهم. فكل مؤمن بالمسيح، مسؤول عن القيام بدوره، لتأسيس علاقات طيبة، والحفاظ عليها، ومثالنا في ذلك هو الرب يسوع، الذي أظهر عندما عاش على هذه الأرض، مثالاً للمحبة الكتابية، ومشاركتها مع الآخرين (متى 23:5-24).

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع