Sor Online

الدروس المُستفادة من إنجيل متى أصحاح ٣

 

١- كان من عادات الشرق، أن يسبق الملك رسول، يهيئ له الطريق، والسيد المسيح كملكٍ روحيٍ، أعد لنفسه رسولًا، سبق وأنبأ عنه باشعياء النبي: “صوت صارخ في البرية، أعدوا طريق الرب، قوموا في القفر سبيلًا لإلهنا” (إش 40: 3).

٢- خرج يوحنا المعمدان إلى البرية؛ ليفضح ما وصلت إليه الطبيعة البشرية، التي تخلت عن نقائها، فصارت مملوءة جفافًا؛ وبرية قاحلة، وقفرًا محتاجًا إلى المسيا، ليرويها بمياه روحه القدوس، فيجعلها فردوسًا تحمل ثمار الروح.

٣- هيأ القديس يوحنا المعمدان الطريق الملوكي للرب يسوع، بالمناداة بالتوبة، قائلًا: “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات”.

٤- لقد “اقترب ملكوت السماوات”، فصار على الأبواب، إذ جاء السيد المسيح ليسكن فينا، ولم يعد بعيدًا عنا.

٥- إن طريق الرب للقلب يكون مستقيمًا متى استقبل بتواضعٍ كلماته للحق.

٦- يكون مستقيمًا إن مارسنا حياتنا في توافق مع وصاياه.

٧- أمّا من يرفع قلبه بالكبرياء، ومن يلتهب بحُمَّى الطمع، ومن يلوث نفسه بدنس الشهوة يغلق باب قلبه ضدَّ مدخل الحق.

٨- كانت صرخات يوحنا المعمدان لا تخرج من فمه فحسب، وإنما تنطلق من كل حياته.

٩- تعلنها حياته الداخلية، ومظهره الخارجي، حتى ملبسه، كان أشبه بعظة صامتة، وفعَّالة.

١٠- كان يوحنا يكرز بالتوبة، وكانت الجموع تأتي إليه تطلب العماد على يديه، معترفين بخطاياهم.

الدروس المُستفادة من إنجيل متى أصحاح ٢

 

١- ابتدأ القديس متى هذا الأصحاح بذكر المكان، والمَلك الذي وُلد المسيح في عهد ملكه.

٢- وهذا لكي يعلمنا أن النبوّات قد كملت بالسيد المسيح.

٣- بيت لحم هي مدينة يهودية معنى اسمها بيت الخبز.

٤- فالرب يسوع جاء إلينا خبزًا سماويًّا يتناوله الجِياع والعطاش إلى البر.

٥- يكلم الله كل إنسان باللغة التي يفهمها، فكما تحدث مع التلاميذ عن طريق صيد السمك، وتحدث مع اليهود بالنبوات، ومع اليونانيين بالفلسفة. وكلم المجوس الذين لا يفهمون سوى لغة النجوم، عن طريق نجم.

٦- وهكذا يكلمنا الله من خلال اعمالنا، ودراستنا، ومنازلنا، كل اليوم.

٧- آية (10): “فلما رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا.” حينما نرى الطريق الملوكي لا بُد وأن نفرح جدًا.

٨- المجوس قبل هداياهم قدموا قلوبهم وسجدوا له،
– ذهبًا: إشارةً لأنه ملك، بالرغم من مظاهر البساطة التي كان فيها.
– لبانًا: إشارةً لكهنوته (مز 4:110). وكاهن أي شفيع.
– مرًّا: إشارةً لآلامه، وإشارةً لأنه نبي (فـ وظائف المسيح الثلاث ملك/ كاهن/ نبي، وقد تنبأ عنها المجوس يوم ميلاده)، والأنبياء الذين أرسلهم الله لشعبه عانوا الأمرَّين.

٩- إن انصراف المجوس دون أن يلتقوا بهيرودس، فيه درس روحي لنا، إذ على النفس التي تلتقي بالمسيح، أن لا تعود لطريقها القديم (إبليس).

١٠- تكشف لنا آية 16 عن وحشية هيرودس، فمن قتل أولاده، وزوجاته، وأقرباءه، من المؤكد أن يقتل أطفال بيت لحم، للسبب ذاته، ألا وهو خوفه وحرصه على عرشه. وهذا يرينا نتائج الحسد والغضب ومحبة العالم. وقد صار هؤلاء الأطفال أول شهداء المسيحية.

الدروس المُستفادة من إنجيل متى أصحاح ١

 

١- كان من المستحيل أن نصعد نحن إلى الله، فنزل هو إلينا ليرفعنا إلى علوه.

٢- وُلِدَ السيد المسيح من العذراء مريم بواسطة الروح القدس.

٣- هيأ الروح القدس أحشاء العذراء وقدسها ليحل فيها، فولِد المسيح دون زرع بشر.

٤- يوسف النجار خطيب السيدة العذراء من نسل داود. ونُسِب له المسيح ليكون ابن داود.

٥- ظهرت علامات الحمل على مريم العذراء؛ فكان أمام يوسف خطيبها أحد اختيارين:
– أن يحاكمها أمام الشيوخ فترجم حسب الشريعة.
– أن يُطلقها أمام شهود بدون علة حتى لا يشهرها.

٦- لم يكن يمكن تصديق قصة الميلاد العذراوي إن لم يكن بظهور ملائكي مثلما حدث مع يوسف النجار.

٧- يسوع هو النطق اليوناني لاسم يشوع أو يهوشع أي الرب يخلص شعبه.

٨- يخلصه من محبة الخطية وسلطانها وقوتها.

٩- يخلصه من عقوبة الخطية ويصالحنا مع الله الآب.

١٠- فَهِم اليهود أن الخلاص سيكون من الرومان أو أية مصائب، وبعضهم يفهم ذلك للآن.

(4) لستُ هكذا

س: كيف تؤمنون أن الله ينجب ولدًا؟ ولماذا ليس لديه أكثر من ولد؟

لا، نحن لا نؤمن بهذا، حاشا لله أن يتزوج وينجب… ولا يوجد مسيحي يقول إن الله له ولد من زوجة. أما اسم ابن الله الموجود في الكتاب المقدس، والذي نؤمن به، فنتعرف عليه ونفهمه من خلال آيات الكتاب المقدس وايماننا المسيحي.

أولًا – آيات الكتاب:

“الله روح لم يره أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبر” (يوحنا 1: 13). بمعنى أن ظهور الله في جسد المسيح أعلن لنا محبة الله وطبيعته؛ لأن الله روح غير مرئي. ظهوره في الجسد إعلان عن نفسه، بمعنى أن الابن ليس ناتجًا عن علاقة جنسية ولا زواج، لكن حلول روح الله كاملًا في جسد المسيح يعني بنوة ذاتية، مثلما بنقول مثلًا “ابن السبيل”، فهذا ليس معناه أن السبيل تزوج أو أنجب. ومثلما قال الكتاب عن يهوذا أنه “ابن الهلاك” (يوحنا 17: 12) هذا ليس معناه أن الهلاك تزوج وأنجب يهوذا، ومثل أيضًا “ابن النيل” و”ابن مصر”.. وأمثلة كثيرة.

وعندما قال السيد المسيح عن نفسه إنه ابن الله، مزق اليهود ثيابهم غضبًا؛ لأنه حسب نفسه معادلًا لله؛ بمعنى أنهم فهموا اليهود اللفظ بطريقة صحيحة. (متى 26: 65 ومرقس 14: 63)

هل أنت ابن الله؟ أجاب المسيح عن هذا السؤال قائلًا: “أنا هو”، ولهذا السبب صُلب، ولهذا أيضًا فهم اليهود كلامه أنه الله الظاهر في الجسد، وليس ابنًا بعلاقة جنسية، حاشا لله!

في يوحنا 10: 30، قال السيد المسيح: “أنا والآب واحد”، يعني ليسا اثنين. إذن من أين جاءت هذه الفكرة المغلوطة عن الإيمان المسيحي؟

جاءت الفكرة من الخلط بين النصارى أو (المريميين) من ناحية، والمسيحيين. ورغم أن الفارق كبير جدًّا بينهم، لكننا سنوضحه باختصار: النصارى أو (المريميون) كانوا يؤمنون بالله الآب ويسوع الابن ومريم العذراء الأم والثلاثة بالنسبة لهم آلهة؛ مثل الثالوث المصري إيزيس وأوزوريس وحورس ابنهما. ورفضت الكنيسة هذا الفكر، وطردت معتنقيه؛ لأنه لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تشير إلى أن مريم إلهة، أو أن يسوع جاء من علاقة جنسية، حاشا لله! لذلك الخلاف الرئيسي هنا هو مع النصارى، وليس المسيحيين؛ لأن المسيحيين مؤمنون بيسوع المسيح، الله الذي ظهر بروحه في الجسد، والذي تنبأ عنه العهد القديم بأكثر من 33 نبوة؛ في التوراة وكتب الأنبياء ومزامير داود. باختصار، الله لم يتزوج ولم ينجب، ونحن لا نؤمن بهذا.

لستُ هكذا (٩)

س: كيف تعبدون إنسانًا وتجعلونه إلهًا؟

لا، الأمر ليس كذلك.

المسيح ليس إنسانًا ونحن جعلناه إلهًا… هذه كدبة يحاول الشيطان أن يخدع بها الناس؛ لأن المسيح إله أخذ صورة إنسان وليس العكس… ولقد تحدثنا قبل ذلك حول نبوات العهد القديم عن ظهور الله في الجسد… وعندما نتعامل مع شخص المسيح وطبيعته سنفهم أن العكس هو الذي حدث؛ بمعنى أن الإله حلَّ في جسد إنسان (يوحنا 1: 14).

فمثلًا، الميلاد المعجزى للمسيح وهذا ليس كل الأمر، لكننا نذكر الأمور بالترتيب؛ ميلاده من عذراء ليس لها رجل بدون علاقة جنسية، وهذا يختلف كليًّا عن آدم وحواء؛ لأن آدم خُلق من التراب ولم يولد، وحواء أُخِذت من ضلع من آدم ولم تولد، ولأن في هذا الوقت كان آدم أول الخليقة؛ فثمة منطق أن يكون هكذا، وحواء أيضًا. لكن بعد آلاف السنين والأزواج والزوجات موجودون، لا يكون من المنطقي أن يولد المسيح هكذا ما لم يكن هذا غرض الله.. والكتاب من أول سفر في التوراة يقول إن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تكوين 3: 15)… لم يقل “نسل الرجل”.

وأيضًا في بشارة الملاك للعذراء مريم يقول لها: “القدوس المولود منكِ… ويخلص شعبه من خطاياهم” (متى 1: 21).

وشهادة يوحنا المعمدان عنه عندما سأله اليهود، وحتى قبل أن يسألوه عندما رأى المسيح، وقال: “هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يوحنا 1: 29).

وعندما قال: “بينكم الذي يعمد بالروح”، وقال: “في وسطكم الذي لا تعرفونه ولست مستحقًّا أن أحل سيور حذائه” (يوحنا 1: 27).

ويسوع أيضًا قال عن نفسه: “ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء” (يوحنا 3: 13).

إضافة إلى ذلك شفى المسيحُ المرضى، وطهر البرص، وفتح عيون العميان، وأقام الموتى، وخلق، وصعد إلى السماء بعد القيامة، قام من الموت وهزمه. المسيح هو كلمة الله، روح الله. قال: “أنا في الآب والآب فيَّ” (يوحنا 14: 10).. إذًا هو إله أخذ صورة إنسان وليس العكس (فيلبي 2: 7).

لستُ هكذا (٢)

س: كتابُكم محرَّف.. كيف تؤمنون بكتاب محرَّف؟

لا، كتابُنا ليس محرَّفًا.

كما أن موضوع تحريف الكتاب المقدس، كلمة الله، موضوع كبير جدًّا لا يصح أن يتم تناوله بهذه السهولة، لأن القول بتحريف الكتاب يعني اتهامًا ضمنيّا لله بأنه ضعيف لا يستطيع أن يحافظ على كلمته.

⏺ أولًا: لدينا بعض الأسئلة يجب أن نجيب عنها، لأننا نحتاج لدليل على التحريف؛ فالبينة على من ادعى.

  • من الذي قام بعملية التحريف؟ أسماء الأشخاص؛ بمعنى أنه إذا لم تكن توجد أسماء، فهو مجرد كلام مُرسَل.
  • أين تم التحريف؟ اسم المكان مهم جدًّا، وسنعرف سويًّا سبب أهميته.
  • متى تم التحريف؟ الوقت بالتحديد.. في أي سنة؟
  • أين كان الله وقت تحريف كلمته؟ ولماذا لم يتخذ رد فعل؟
  • كيف أثق في أي قصة عن الله بعد هذا مادام الناس قادرين على تغيير كلامه؟
  • ما ذنب الناس الذين خُدِعوا وآمنوا بكتاب محرَّف؟

⏺ ثانيًا: هل تملك نصًّا مكتوبًا. وهل كل اليهود وكل المسيحيين حرفوا كل الكتاب، وأكرر كل المسيحيين وكل اليهود حرفوا كل الكتاب؛ لأن لو كان بعضهم فقط هو من فعل ذلك، فالاكيد أن البعض الآخر كان سيرد عليهم.

⏺ ثالثًا: توجد الآف المخطوطات من العهد الجديد والعهد القديم تحتاج لآلاف الأشخاص ليحرفوها.

تمت ترجمة الكتاب إلى كل لغات العالم، فالذي يريد التحريف يجب عليه أن يحرف كل الترجمات في كل اللغات.

ليتم التحريف يجب أن يتفق كل الناس في كل الدنيا على هذا، وأن يقوموا بهذا العمل كل الترجمات. وهل الله يمكن أن يصمت على فعل كهذا؟

⏺ رابعًا: المسيحية والإيمان المسيحي انتشرا في وقت قصير جدًّا جدًّا في أوروبا، آسيا، إفريقيا. وتمت ترجمة الكتاب المقدس من العبرية واليونانية لكل لغات العالم في هذا الوقت. والسؤال: إذا كان شخصٌ ما أو مجموعة ما أقدمت على تحريف الكتاب، فهل كل هؤلاء الناس في كل هذه الأماكن اتفقوا على هذا؟ يبدو الأمر صعبًا…

⏺ خامسًا: الكتاب المقدس كتبه 30 كاتبًا من ثقافات وبيئات وأماكن وأزمنة ونفسيات مختلفة، على مدار 1600 سنة وكان موضوعه واحدًا وهدفه واحدًا وكلهم أكدوا على كلام بعضهم البعض.

أخيرًا التحريف فكرة تطعن في نزاهة الله وأمانته وقدرته على حفظ كلمته… وتطعن في صلاحه، وحاشا وألف حاشا، أن يكون الله هكذا.
لا تنسَ أن تجيب عن الأسئلة التي سألناها أولًا حتى لا يكون الكلام عن التحريف كلامًا مرسلًا.

في بحث منشور في سنة 2003 في موقع يهتم بالأبحاث الطبية، يحكي عن شخص حدث لهُ تغير في ميولهِ الجنسية فجأةَ!! وأصبح منجذبًا للجنس مع الأطفال (بيدوفيليا).

يقول أنه لم يكن لديه مثل هذه الميول من قبل ولا يعلم كيف تحول وتغير الى هذه الميول الغير مستقيمة. وبعد الفحص اكتشف أنه مصابٌ بورم في منطقة معينة في المخ، وعندما تم استئصال الورمٍ عاد إلى ميولاته الطبيعية، ولكنه بعد فترة شعر بنفس الميولات غير السوية تجاه الأطفال، و عندما أجرى فحص على المخ وُجد أن الورم قد نبت مرة أخرى في نفس المكان.

هذه القصة بغض النظر عن مستوى صحتها استخدمها بعض الدارسين ليستنتجوا ان كل قرارات الإنسان مجرد تفاعلات كيميائية تصدر عن المخ، وقراراته هو غير مسؤول عنها، أن ميولنا وشهواتنا، وعواطفنا ليست سوى كيمياء، ونبضات كهربائية تخدعنا بشكل احترافي لنظن أنها مشاعر وعواطف حقيقية.

فهل معنى هذا أننا مسيرون؟

في الواقع البحث هو بحث طبي يحتاج إلى تأكيد، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى نتيجة من خلال حالة واحدة فقط.

ولكن هذا يجعلنا نفكر هل الإنسان مخير أم مسير؟

⬅️ وهنا ثلاث مجالات يمكن أن نفكر فيهم،

١- الظروف الخارجة عن الإرادة:

يولد كل إنسان مسير في مجموعة كبيرة من الأشياء التي لا ناقة له ولا جمل، مثل مكان الميلاد والعائلة والمستوى الاجتماعي والثقافي، الاب والام والاخوة. كلها اشياء نخرج للنور وهي معنا. اطفال الصومال والمجاعات يولدون في هذا الموضع المزري وهم لم يختاروا هذا، وبالتالي تكون هذه الظروف والنشأة هي أشياء لم نتحكم فيها. ولكن في واقع الأمر كلما يكبر الإنسان يصبح مسؤولًا عن تغيير واقعه، فيحول ما هو كان مسير إلى مخير بسلسلة من القرارات التي لو اتخذها لتغيرت ما كانت نشأته. ولكن القرارات نفسها لها عوامل أخرى في التربية، فعندما يخرج الإنسان لا يعرف ان يتخذ قرار.

٢- الظروف التي تحتاج إلى قرارات:

هل أذهب لأعمل في بلدة اخرى؟ ام ابقى هنا؟ هل ادرس الانجليزية او الاسبانية، ام اتعلم حرفة. ابي لم يعلمني الكتابة بسبب الظروف، هل اسعى لتعلمها؟ أم أرثي لحالي؟ هل اتزوج؟ ام اظل عازبًا، هل انجب؟ وفي حال أن اكون عقيمًا هل اسعى للتبني ليكون عندي اطفال؟ كلها قرارات إذا اتخذتها نصل إلى نتيجة تختلف عما إذا اتخذنا غيرها، وهذه المنطقة بالذات هي منطقة اختيار للإنسان، ولكن يحددها موارد الانسان وطبيعة ذهنه، وطبيعة تراكمات أفكاره.

ملاحظة: هل يستطيع الإنسان أن يكسر دوائره؟

الله خلق الانسان وفي داخله طاقة كبيرة تحتاج الى استكشاف، كثير من لاعبي الكرة الافارقة كانوا يعيشون في جوع شديد، ولكنهم يمتلكون الموهبة، والطبيعة حبتهم لياقة بدنية متميزة، والبعض اتخذ القرار واستثمرها والبعض لم يتخذ هذا القرار وبقي على حاله.
الله خلق الجنس البشري، ولكن كل فرد من هذا الجنس البشري كانت لديه ظروف ليس صاحب قرار فيها، ولكن الله خلق في داخله ما يجعله يتمرد على تلك الظروف، من خلالها يكسر دوائر في حياته ولكنه يفشل في كسر دوائر اخرى بسبب تلاقي الإرادات او تخالفها.

فهناك من عاش في هيروشيما مثلًا، وأصيب مع غيره من الاطفال بالتشوهات الاشعاعية، ولكن البعض كسر دوائر الظروف الصعبة، ليخرج الى دوائر جديدة.

الأمر يحتاج إلى إيمان … والإيمان هو قرار شخصي، كثيرون يفكرون في أن الإيمان هو اختيار إلهي، ولكن في حقيقة الامر هذه الزاوية هي ملك الله وحده، ولكنه أعطانا من جانبنا حرية اتخاذ هذا القرار، الذي من شأنه يمكن أن تتحول الكثير من القيود التي في حياتنا إلى معجزات حقيقية تنقلنا راحة أوسع

الموضوع يحتاج الى كلام اكثر.. هو مجرد فتح مدارك عن هذا الموضوع.

عماد حنا

كيف لإله محب أن يسمح بوجود الشر؟

“تأتينا الأخبار من هنا وهناك عبر الأقمار الصناعية ووسائل الإعلام المتنوعة؛ أخبار حروب وصراعات.. تدمير وتشريد وتفجير وقتل، عصابات وقراصنة متطرفون وإرهابيون، بالإضافة لما يمر به عالمنا اليوم من هجمات الأوبئة والفيروسات وغضب الطبيعة والتغير المناخي.. ويخرج أمام هذا المشهد السؤال القديم الجديد الذي ربما جال فى ذهنك – عزيزي القارئ – وتحيرت أمامه وحاولت أن تصل لأي إجابة لعلها تكشف لك ذلك “الغموض” لكن هيهات!، أين الله مما يحدث؟ هل غافل عنه أم يسمح بكل شئ ومتواطئ مع الشر؟”

– في البداية دعني أقتبس تلك الكلمات من كاتب يدعى “جورج تيرل” إذ يقول:“لو أن لهفة الإنسان لمعرفة ما هو غامض أو غريب أو عجيب، أو ما هو فوق الطبيعة، لو أن هذه اللهفة لم تتغذ على الحق، فحتما سوف تُغذي نفسها على قمامة الخرافات التي تُقدم لها” إلى هنا انتهى الاقتباس، والذي ينقلنا لنذهب إلى كلمة الحق؛ الكتاب المقدس، وماذا قالت، لعلنا نجد نور يرشدنا لإجابات شافية بعيداً عن الخرافات!

هل حقاً خلق الله الشر؟

هذا سؤال زائف (غير حقيقي)؛ فلا وجود لكائن (مخلوق) يدعى “الشر”؛ يوجد اعتقاد شعبي بأنه طالما أن الله هو “الخالق” لكل شيء، إذاً فهو خالق للشر أيضاً، لكن الحقيقة المؤكدة أن “الشر” ليس شيئاً – ملموس مادياً – أو كياناً يُخلق، فلا وجود له بصورة فردية (ليس له وجود في ذاته)، لكنه بكل بساطة هو غياب الله؛ فالله هو الصلاح والجمال والحق، وعدم وجوده هو شر وقبح وظلمة وزيف. أو بمعنى آخر هو فساد لكل ما هو حسن وخير خلقه الله.

لكن يمكن أن يخرج أمامنا ثمة سؤال ينسف هذه الإجابة؛ ماذا عن الآية التي في سفر النبي (اشعياء 45: 7) ؛ التي تقول عن الله:”مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ.” أليس هذا المقطع يؤكد أن الله هو خالق الشـر والمسئول الأول عنه؟ لكن القارئ المدقق لكلمة الله سوف يكتشف أن للشر (في الكتاب المقدس) معنيان؛ الأول :”الخطية / المعصية” أي الانحراف الأدبي عن كل ما هو مستقيم. والثاني: الشر الذي يحدث لأي إنسان (المحن والتجارب والمأساة)، فالمعنى الأول يقصد به الخطية وحاشا لله كلي القداسة الذي أعلن فى كلمته أنه يكره الخطية والشر (حبقوق : 1 :13) حاشا أن يكون صانعه. أما المعنى الثاني فهو يشير لنتاج الفعل الأول، إنها النتيجة الطبيعية للمعصية والتمرد على الله. ونستنتج هنا أن الآية تؤكد أن الله ليس بصانع للشر، بل”المُسيطر” فكل ما يحدث تحت “السيطرة الإلهية”، يسمح الله بحدوثه كنتيجة طبيعة لاختيارات الإنسان، ولكي بها يوقظ قلب الإنسان لعله ينتبه ويتجه إليه.

مرآة الله

أعتقد لم يوجد بعدُ إنسان لم يسأل نفسه أو الآخرين هذا السؤال الأزلي “لماذا أنا موجود؟”، “لماذا خلقني الله؟”، أو إن كان لا يؤمن بوجود الله فـ “لماذا خُلِقت؟”

عن نفسي أنا شخصيًا أؤمن بالطبع بوجود الله، والحقيقة إن إجابة هذا السؤال استغرقت مني سنوات عمري حتى أصل لفكرة منطقية تحترم عقلي.

في البداية دعونا نستبعد معا الأسباب التي لا تحترم بالطبع العقل الإنساني ونحن في القرن الواحد والعشرين، أعظم عصور التكنولوجيا والمعرفة في التاريخ.

دعونا أيضا نحاول أن نرى المفاهيم الدينية والروحية بعقلية العصر الحالي.

بكل تأكيد أنت تتفق معي أن الله شخص “سَوي”.

ولو تتفق معي في هذا بكل تأكيد ستتفق معي أن كل تصرفاته تصرفات سَوية.

إذن سأفترض أنك ستتفق معي حتمًا أن شخصًا بحجم لا محدودية الله، وبمقدار لا محدودية عقله وإبداعه، لا يمكن أن يخلقني من أجل أن يعذبني.

لا يمكن أن يخلقني لـ يجربني بالمصائب والكوارث.

لا يمكن أن يخلقني لـ يصيبني بالسرطانات والأمراض والأوبئة.

لا يمكن أن يخلقني لـ يستمتع بمشقتي.

لا يمكن أن يخلقني لـ يجعلني غارقا في طين الفقر والجهل.

لا يمكن أن يخلقني لـ يغطسني في الحزن والمرارة والفشل.

لا يمكن أن يخلقني لـ يُحمّلني بهمومٍ مثلَ الجبل.

ولا خلقني حتى لـ أكون عبدًا له. فليس من المنطق في شيء أن يقرر الإله أن يخلق بشرًا ليسجدوا له ويعبدوه.

أؤمن أن الله كامل. ولأنه كامل لديه ملء وفيض من كل شيء.

لديه فيض وملء من المحبة والكرامة والبركة والسلام والراحة والعلم والصبر والإدراك والوعي والرحمة والعدل إلى آخر كل صفات الله العظيمة.
إن كانت أمثالُنا الشعبية تقول “المليان يُكب ع الفاضي”.

أليس بالأحرى أن نقول “الكامل يكب ع المحتاج أو الفاضي”.

خلقنا الله على صورته ومثاله، ولن يشوه الله بيديه عمل يديه. لن يشوه صورته ومثاله؛ لأننا اتفقنا أنه “سَوي” ولن يشوه شخص “سَوي” نفسه، أو عمله، بل سيعتني به، وسيكون أهم شيء لديه، ويكون كل تركيزه منصبا على نموه وجعْله في أفضل صورة وتقويم.

أؤمن أن الإنسان خُلِق في هذه الحياة ليتمتع بالملء الذي لدى الله. نعم. هذا ليس كلامًا ضخمًا ولا كبيرًا.

إن كان الأب والأم الأرضيَّين من لحظة مولد وليدهما الرضيع يهتمان به يغذيانه يُطعمانه يحميانه يحافظان عليه يعلمانه يهذبانه يعتنيان به. حتى يكبُر ويكون صورة وواجهة مشرفة ومشرقة لهما، وشخصًا قادرًا على إفادة نفسه ومجتمعه. فكم وكم الخالق المبدع الذي يحمل كل صفات الأبوة والرحمة.

بكل تأكيد خلقنا هذا الإله لنتمتع بالعلاقة معه وننهل منها كل ما تحتاجه أنفسنا البشرية وأرواحنا، ولنكون الأداة والإناء الذي يُشكله هو بيده لنكون في أفضل صورة نُصدر بها للعالم حقيقة الله النقية العظيمة المبهرة.

نحن صورة الله. نعم. ومثاله، وكلما عمل الله فينا وترك بصماته فينا صرنا أكثر انعكاسًا لشخصيته الحقيقية وسفراء مشرفين له ولحقيقته وبهاء روعته.

لذلك مسرة قلبه أن يعمل فينا ويشكلنا، ودورنا السامي أن نكون مرآة تعكس جمال وحقيقة وروعة الله بسلوكنا ومبادئنا وأفعالنا وإفادتنا للمجتمع والبشرية بكل ما هو للخير والبنيان.

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع