سؤال أزلي.. كيف أختار شريك حياتي؟!

من أصعب قرارات الحياة هو اختيار شريك الحياة؛ فاختيار الشريك من أهم القرارات التي نتخذها في مرحلة ما في حياتنا قد تؤثر بالسلب أو الإيجاب على بقية مراحل وجوانب حياتنا؛ فعلينا أن نُحسن الاختيار. ومن هنا يتساءل الشباب هل هناك المعايير وشروط ثابتة سليمة لاختيار شريك الحياة المناسب؟ ولكن قبل معرفة الصفات والشروط التي يجب توفرها في شريك الحياة المناسب، عليك أن تعرف الصفات والشروط التي يجب أن تتوفر فيك أولاً لتعرف هل أنت مؤهل نفسيًا للارتباط أم لا.
أولاً: “اعرف نفسك جيدًا” في جلسة هدوء وصفاء تحدث مع نفسك عن نفسك وكن صادقًا إلى أبعد حد. اسأل نفسك لماذا تريد الزواج؟ ما نيتك من هذا الزواج؟ هل من أجل البحث عن السعادة والاستقرار؟ هل من أجل الأطفال؟ هل تريد إشباع عاطفي وجسدي من الطرف الآخر؟ أم أن غايتك التطور والنمو بمساعدة طرف آخر ناضج؟ وما الذي تستطيع تقديمه للطرف الآخر؟ وهل أنت حقًا مؤهل للارتباط؟
ثانيًا: اكتب عشرة مقاييس وصفات لا يمكن أن تستغنى عنها في شريكك، كالفئة العمرية والمستوى الاجتماعي والتعليمي والديني، مؤهلاته العملية والمالية والعلمية، وبعض الصفات الشكلية والنفسية كتحمل المسئولية. اكتب أيضًا عشرة صفات لا تستطيع التعايش معها كالبُخل أو الاسراف، ساعات العمل الطويلة وظروف السفر المتواصل وغيرها. وهل هناك معايير ثانوية يمكن التنازل عنها والتكييف معها؟
ثالثًا: لابد من وضع فترة زمنية كافية جدًا للتعارف والاختبار، لمعرفة هل بالفعل هذا الشريك قد استوفى القدر الأكبر من المقاييس التي وضعتها أم لا. هل هي معين نظير تستطيع تحمل المسئولية بصبرٍ ووفاء؟ وهل هو على دراية باحتياج المرأة للاحتواء، والتفهم، والتقدير، والامتنان؟ هل هدفكما واحد في الحياة أم أن كل واحد منكما يسعى في اتجاه مختلف؟ هل هناك جوانب مشتركة بينكم وقدر من التفاهم تلجأوا إليه حين تشتد عواصف الخلافات؟ هل لكم هواية مُحببة لقلبكما تشتركان فيها سويًا كالموسيقى أو السفر؟ وما هي رؤيتكما لمستقبل أطفالكما؟ وهل تتفقان في إدارة الأمور المالية بدون تدخل من الأهل؟ راقب جيدًا علاقة الطرف الآخر بالله ومفهومه عن الله. هل يحيا في مخافة الرب وأمين في علاقته مع الخالق؟ هل العلاقة مع هذا الشريك ستكون مثمرة في حياتي الروحية وتقودني إلى العمق مع الله؟
رابعًا: لابد وأن يكون هناك قدر معقول من الانجذاب الشكلي والقبول العاطفي الروحي مع تحكيم العقل وعدم الانجراف الكامل وراء تيار العاطفة الرومانسية.
خامسًا: اطلب الإرشاد من الله بشكل يومي حتى تتكشف أمامك حقيقة الطرف الآخر بكل وضوح، فالصلاة والدعاء من أجل اختيار شريك الحياة المناسب تعتبر من أهم الأمور التي يجب على كل شاب وفتاة أن يقوما بها قبل اختيار شريك الحياة.
سؤال للتفكير: بعد أن عرفت أنك أنت المسئول عن اختيار شريك حياتك بالمعايير التي تضعها وتبحث عنها، الآن فَكِر معي ما الذي تستطيع تقديمه للطرف الآخر في علاقة الزواج؟ ما هي مواهبك الروحية وامكانياتك؟ وكيف أستطيع أن أطور من إمكانياتي الحالية بهدف الارتقاء بهذه العلاقة في المستقبل؟
آية للتذكر: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيق تَسْلُكُ فِيهِ.». (إشعياء ٤٨:١٧).