تعليم كتابي

كيف نفرح وسْطَ عالمٍ مُضطرب؟!

فى وسط عالم متغير، يسوده القلق والاضطراب والهم.. يبرز سؤال يلح على أذهاننا، هو: كيف أقتنى حياة الفرح الثابتة، التى لا يشوبها تردد ولا نقصان؟! ولماذا نفقد أحيانًا إحساس الفرح، وننحصر في أحاسيس الألم والندم أو القلق والمخاوف؟!

فما هو الفرح المطوب وكيف نقتنيه؟!

مفهوم الفرح :

  • فرح زمني: وهو فرح الإنسان في الدنيا، سواء كان فرحا جسديا، أو فرحا روحيا، أو أي نوع من الأفراح، وهو فرحٌ مؤقت.
  • فرح أبدى: هو فرح الإنسان في السماء؛ إذ هو فرح كامل يفوق الوصف، ولا ينتهي، “ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون (السماء) بترنم وفرح أبدي على رؤوسهم ابتهاج وفرح يدركانهم ويهرب الحزن والتنهد.” (إشعياء 35: 10).
  • فرح خارجي: وهو نابع عن شيء أو حدث، أو موقف، أو مُناسبة، يسبب بهجة أو سرورا للإنسان، وقد يكون غير نابع من القلب، وهو أيضا مؤقت.
  • فرح داخلي: هو نابع من الرضا والسعادة وراحة البال، والعِشرة مع الله، وهو فرح دائم “يفرح الصديق بالرب ويحتمي به ويبتهج كل المستقيمي القلوب” (مزمور 64: 10)
  • فرح خاطئ: وهو الذى يكون مصدره الخطية، أو المعاشرات، أو الشهوات، والسلوكيات الخاطئة، مثل الإدمان.. إلخ، “افرح أيها الشاب (فرح خاطئ).. واسلك في طرق قلبك، وبمرأى عينيك، واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة” (جامعة 11: 9).
  • فرح حقيقي: وهو الذى يستمد مصدره من الله، والعِشرة معه، وهو فرح عميق، لا يتأثر بالظروف الخارجية، أو التجارب، أو الضيقات.. إلخ، “افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا” (فيلبي 4: 4).

الله والفرح:

  • الله مصدر الفرح: الفرح من صفات الله، فهو دائما في فرحٍ، وهو يَفرح بنا “الرب إلهك في وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحا.” (صفنيا 3: 17).
  • خلق الله الإنسان للفرح: ومن أجله، خلق كل شيء لراحة الإنسان، وسعادته، ومن فرح الله بالبشر، أنه يديم إحساناته الكثيرة عليهم، “وافرح بهم لأحسن إليهم..” (إرميا 32: 41) ويريدنا أن نكون فرحين به أولا.
  • أعدَّ الله للإنسان أفراحا أبدية: أعدَّ الله لأحبائه السالكين حسب وصاياه، أفراحا في السماء، لا يُعبَّر عنها، “ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه..” (كورنثوس الأولى 2: 9).

الرب يسوع مَثلنا الأعلى في الفرح:

  • إنجيل الفرح: كلمة الإنجيل معناها “البشارة المفرحة”، ويبدأ الإنجيل بالفرح، بميلاد المسيح المخلص، وينتهي بأفراح قيامة المسيح، وإتمام الخلاص .
  • كان يفرح ويتهلل بالروح: “وفى تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها ألآب..” (لوقا 10: 21)، كما أن المسيح، وكلامه، هما مصدران للفرح الروحى “كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم” (يوحنا 15: 11).
  • دعوته للفرح الدائم: حتى في الضيقات والاضطهاد “افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم” (متى 5: 12)، إن الله يبارك القلوب المبتهجة الشاكرة .

الفرح من ثمار الروح القدس :

  • الفرح الروحي: وهو من ثمر الروح القدس في الإنسان “أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام..” (غلاطية 5: 22).
  • فرح الامتلاء بالروح: يُعطي الامتلاء بالروح القدس، فرحا لا يُعبَّر عنه، وقال أحد القديسين: “حينما تمتلئ النفس من الروح القدس، تتحرر تماما من الكآبة والضيق والضجر، وتلبس الاتساع والسلام والفرح بالله، وتفتح في قلبها باب الحب لسائر الناس.”

سِمات الفرح المسيحي:

  • الفرح بالله: وهو فرح العِشرة معه “جعلت الرب أمامي في كل حين. لأنه عن يميني فلا أتزعزع. لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي” (مزمور 16: 8 ،9). إن الفرح المسيحى ناتج عن وجود الله في حياتنا، ولو كانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالإنسان مضادة.
  • الفرح الكامل: لأنه من السيد المسيح، الذى أعطانا الفرح الكامل، الذى يشمل الفرح الخارجي، والفرح الداخلي، فرح الروح والنفس.. إلخ، “ليكون لهم فرحى كاملا فيهم” (يوحنا 17: 13)، وهذا الفرح لا يمكن أن يُنزع مِنا حتى بالموت.
  • الفرح الدائم: لأنه مرتبط بحياة التسليم لله، الذى يحبنا، ويعمل كل خير لنا “كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله” (رومية 8: 28)، إن الفرح الدائم هو ثمرة التسليم الواثق في الله، وعندما تبدو الأمور غير مفرحة، تقول الكلمة “افرحوا كل حين” (تسالونيكي الأولى 5: 16).

مجالات الفرح :

  • فرح التوبة: إن فرح التائب بتوبته، فرحٌ، لا يعادله فرحٌ آخر، وهو فرح التخلص من الخطية، وقيود الشيطان، أو التخلص من خطية متكررة أو عادة مسيطرة.. إلخ، وهو أيضا فرح الغفران، والرجوع لله. كما أن التوبة تُفرح قلب الله، وتُفرِّح السماء بمَن فيها من الملائكة والقديسين “هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب..” (لوقا 15: 7).
  • فرح العطاء: وهو أن يُصاحب العطاء السرور والفرح، ولا يكون عن تغصُّب أو حُزن، وبقدر سرورنا بالعطاء، يحبنا الله “كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله” (كورنثوس الثانية 9: 7)، ويكون “الراحم بسرور” (رومية 12: 8).
  • فرح في التجارب: إن الفرح المسيحي فرح صادق، يدوم حتى وقت التأديب والتجارب، “احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة” (يعقوب 1: 2)، والتجارب غالبا ما تكون فرصة يستخدمها الله لتنقيتنا من الشوائب، أو للترقيات الروحية، والنضوج.

بركات حياة الفرح :

  • نوال القوة: إن الفرح الروحي، هو مصدر للقوة الروحية والنفسية والجسدية “لا تحزنوا لان فرح الرب هو قوتكم” (نحميا 8: 10) إن كل قلق أو خوف أو اضطراب أو يأس هو من عمل الشيطان، ولكن المسيح قد انتصر على الشيطان، وأعطانا قوته وفرحه.
  • الأمان والاطمئنان: وهما نتيجة طبيعية لحياة التسليم والفرح “ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده” (رومية 8: 28)، إن قوة الله العظيمة، تُحيط بنا وتحرسنا؛ لذلك نشكره ونفرح بذلك.
  • عربون الفرح السماوي: إن أولاد الله فَرِحون بملكوت الله داخلهم، فرحون بعمل الروح القدس فيهم، فرحون لأن لهم ملكوت السموات.. “إن كنتم لا ترونه الآن (ملكوت السموات) لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد.” (بطرس الأولى 1: 8)، وهذا فرحٌ، بالرغم من الشدائد والآلام في الحياة..”!

 تدريبات لحياة الفرح:

  • أظهِر المحبة والبشاشة للجميع – يجب أن يكون فرحك غامرا يشع على الآخرين.
  • حوِّل الأمور المخيبة للآمال، إلى فرح ومسرة، وكل شكوى وتذمر، إلى شكر ورضى.
  • كما أن التسبيح هو تقدمة الإنسان المفرحة للرب، فبينما نُسبح، يَسرى في كِياننا الفرح السماوي.

صلاة

ربنا وإلهنا، أعِنَّا حتى نعبُر :من العِوز إلى الوفرة، من القلق إلى الراحة، من الحزن إلى الفرح، من الضعف إلى القوة، من اليأس إلى الإيمان، ومن الخوف للسلام والطمأنينة.

إذن… تعالوا نقتنى الفرح… فالفرح هو من الرب، وبالرب، وفى الرب!

 من الرب… أي إنه مصدر هذا الفرح.

وبالرب… أي أننى فرحان به شخصيا وليس بعطاياه.

وفي الرب… الذى يحوِّل الشر إلى خير، وفيه أنا واثق أنه سيصنع كل خير.

أحبائى… مسيحُنا “هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ” (عبرانيين 13: 8)، فكما كان بالأمس معنا، نثق أنه سيكون معنا في المستقبل، يدبره، ويضمنه، ويأمر بالبركة، لكل من يخدمه، فلا ننزعج من جهة المستقبل، بل نضعه في يده الحافظة.

ماذا يُعلِّمنا الكتاب المقدس عن العطاء؟!‏

إن حياة الإنسان تُقاس، أو تُقيَّم، بمقدار ما يُقدِّمه من عطاء. لذلك فكل يوم يمر عليك، دون أن تعطى فيه شيئا لغيرك، لا يُحسب من أيام حياتك، ومن جهة العطاء، وَضَع سليمان الحكيم، وصيتين ذهبيتين هما: “لا تمنع الخير عن أهله، حين يكون في طاقة يدك أن تفعله، لا تقل لصاحبك اذهب وعُدْ غدًا فأعطيك، وموجود عندك” (أمثال 3: 27، 28)، الواجب إذن أن تُعطى، ولا تؤجل العطاء إلى غدٍ. فإن أنعم الله عليك ببعض الخيرات، لا تظن أنها كلها لك وحدك!

بل الله – فيما يعطيك – إنما يختبرك: هل أنت بدورك سوف تعطى أيضا؟ أم سوف تملكك الأنانية؛ فتستأثر بكل شيء لذاتك دون غيرك؟! فالعطاء هو خروج من محبة الذات، إلى محبة (الآخر). والعطاء يحمل فضيلة البذل، وشيئًا من فضيلة التجرُّد، وبُعدا عن الجَمْع والتكويم. والذي يتصف بالعطاء، يدل على أن المال لا يتسلط عليه، بل هو الذي يملُك المال، ويُنفِقه في خير الآخرين.

مفهوم العطاء:

  • عطاء مطلق: يتمثل في عطاء الله لخليقته، من عطايا مختلفة لكل البشر، من نِعمٍ وبركات وخيرات، كما أن كل عطاياه صالحة وبوفرة وسخاء. (يعقوب 1: 17)، وأعظم ما أعطانا الربُّ، نعمة الوجود، والحياة الأبدية.
  • ·        عطاء نسبى: كعطاء الإنسان من عشور أو بكور أو نذور، أو مال، أو وقت، أو عمل، أو مساعدة، وهو ما يتناسب مع محبة الإنسان لله، ومدى محبته للغير والعطاء.
  • عطاء القلب: هو مَنْح القلب للرب “يا ابني أعطني قلبك” (أمثال 23: 26)، فهو يطالبنا أن نعطيه قلوبنا، أي يملك عليها، وعلى ونفوسنا، ويكون هو الكل فى حياتنا.
  • عطاء العشور: وهو دَفْع عشور دَخْلنا، من المال لبيت الرب الكنيسة، والفقراء والمحتاجين، وعشور الدخل هو الحد الأدنى لعطاء المال، “هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماوات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع” (ملاخي 3: 10).
  • عطاء الخدمة: أن نستخدم المواهب التى يعطيها لنا الله، فى خدمة الآخرين، سواء خدمة تعليم أو وعظ أو خدمة مرضى أو معاقين.. إلخ “ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة” (بطرس الأولى 4: 10).

الرب يسوع مثلنا الأعلى فى العطاء:

  • أعطانا الخلاص: من سلطان إبليس والخطية “ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص” (أعمال الرسل 4: 12).
  • أعطانا جسده ودمه: لغفران الخطايا والحياة الأبدية “من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير” (يوحنا 16: 54).
  • عطايا أخرى كثيرة ومتنوعة: مثل الشفاء والتحرير والتعزية وإراحة التعابى وإقامة الموتى والتعاليم الإلهية، إلى ما آخره من كل عطاياه التي وهبها لنا، لا عن استحقاقٍ فينا، بل عن محبةٍ أبوية.

سمات العطاء المسيحى :

  • العطاء بسرور: أي أن يُصاحب العطاء السرور، فلا يكون عن تغصُّب أو حزن، وبقدر سرورنا بالعطاء، يحبنا الله “كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله” (كورنثوس الثانية 9: 7)، وأن يكون “الراحم بسرور” (رومية 12: 8).
  • العطاء بسخاء: أن يكون “المعطى بسخاء” (رومية 12: 8)، أي أن نُعطى بسخاء ووفرة، ولا ندع مكانا للشُّح فى قلوبنا، وأن نعطى أحسن ما عندنا لكل محتاج “أسخياء فى العطاء كرماء فى التوزيع (على الفقراء)” (تيموثاوس الأولى 6: 18).
  • العطاء فى الخفاء: أي ألا يكون بقصد حب الظهور، والمجد الباطل، ومديح الناس، بل فى الخفاء “فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كالمراؤون.. لكى يمجدوا من الناس.. وإنما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعله يمينك لكى تكون صدقتك فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية (فى السماء)”، (متى 6: 1-4).
  • السعادة فى العطاء:متذكرين كلمات الرب يسوع، أنه قال “مغبوط (سعيد) هو العطاء أكثر من الأخذ” (أعمال 20: 35)، ويكون العطاء حسب الاحتياج “أن يُعطى من له احتياج” (أفسس 4: 28).

مجالات العطاء:

  • عطاء مادي: وهو عطاء المال والمقتنيات، سواء عشور، أو بكور أو نذور، “أعطوا تُعطوا كيلا جيدا مهزوزا فائضا يعطى فى أحضانكم لأنه بنفس الكيل الذى تكيلون به يُكال لكم” (لوقا 6: 38)، استخدموا كل العطايا التى يمنحها الله لكم لمساعدة الآخرين.
  • عطاء معنوي: إن الله يكافئ الإنسان على أعماله الصالحة، بقدر ما يكون الدافع، هو المحبة، “بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا” (غلطية 5: 13). أعطوا حبا واهتماما لكل من يقابلكم، ولكل من تتعاملوا معهم فى الحياة، أعطوهم من صلواتكم، من أوقاتكم، من حبكم واهتمامكم، ومن نفوذكم، ثم بعد ذلك من خيرات العالم وأمواله.
  • عطاء روحي: أى الخدمات الروحية من وعظ وتعليم وافتقاد.. إلخ “أم خدمة ففي الخدمة أم المعلم ففي التعليم. أم الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور.” (رومية 12: 8). مهمتكم أن تساعدوا فى خلاص النفوس.
  • النجاة من الشرور والضيقات: إن الصدقة والعطاء، يُنجيان من شرورٍ كثيرة، “طوبى لمن ينظر إلى المسكين (يساعده). فى يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه. يغتبط (يسعد) فى الأرض” (مز41: 1، 2).
  • نوال الخير والبركات: حقا إن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا، فمن يزرع خيرا يجد أيضا خيرا، وبقدر ما نعطى ننال بركات “على قدر ما تسمح يدك أن تعطى كما يباركك الرب إلهك” (تثنية 16).

 متى لا يُرضي العطاء اللّٰه؟‏

 اذا كان بدافع أناني،‏ مثل:‏

 إذا كان لدعم نشاطات أو مواقف يدينها اللّٰه.‏ مثلا،‏ من الخطأ إعطاء المال لأحد، لكي يقامر، أو يتعاطى المخدرات أو الكحول.‏ (‏كورنثوس الأولى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ كورنثوس الثانية ٧:‏١‏)،‏ أيضا،‏ لا يليق العطاء لشخص يقدر أن يعيل نفسه، لكنه يرفض ان يشتغل.‏‏ تسالونيكي الثانية ٣:‏١٠‏.‏

 إذا كان يؤدي إلى إهمال عائلتنا.‏ يعلِّم الكتاب المقدس أن رؤوس العائلات، يجب أن يُؤمِّنوا حاجات أهل بيتهم،‏ (‏تيموثاوس الأولى ٥:‏٨‏)؛‏ فلا يليق أن يكون رأس العائلة سخيا في العطاء للآخرين، على حساب أهل بيته.‏ كما أدان يسوع الذين رفضوا تأمين حاجات والديهم المسنين؛ بحجة أن كل ممتلكاتهم «عطية مكرسة للّٰه».‏  مرقس ٧:‏٩-‏١٣‏.‏

أنتَ تهتمُّ بي!

يُعلمنا الكتاب المقدس، بوضوح أنه يجب على المؤمنين، ألا يهتموا أو يقلقوا! لكن المقصود هنا، ليس أن نُجرَّد من مشاعِرنا الفِطرية الطبيعية، أو نكون في لا مبالاة، بلْ ألا نعتل همَّ الحياة، وكأن لا رجاءَ لنا فيها أو سَنَد، المقصود أن نثق في إلهنا، في محبته وأبوته وصلاحه، لكن طبعا دون تواكل!

 ففي رسالة فيلبي 4: 6 يوصينا الكتاب المقدس: “لاَ تَهْتَموا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُل شَيْءٍ بِالصلاَةِ وَالدعَاءِ مَعَ الشكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ“. نتعلم في هذه الآية، أننا يجب أن نأتي إلى الله، بكل احتياجاتنا واهتماماتنا، بالصلاة، بدلا من القلق والاهتمام (عولان الهَم).

ويشجعنا الرب يسوع أن نتجنب القلق، والاهتمام (عولان الهَم) باحتياجاتنا المادية، مثل اللباس والطعام. ويؤكد لنا الرب يسوع أن أبانا السماوي يعتني بهذه كلها (متى 6: 25-34). لذلك يجب ألا نقلق بشأن أي شيء.

وبما أن القلق لا يجب أن يكون جزءا من حياة المؤمن، كيف يُمكننا نتغلب على القلق؟ يعلمنا الكتاب المقدس في رسالة بطرس الأولى 5: 7 “مُلْقِينَ كُل هَمكُمْ عَلَيْهِ لأَنهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ”. الله لا يريدنا أن نحمل ثِقل المشاكل والهموم. وفي هذه الآية يقول لنا الله، أن نعطيه كل همومنا واهتماماتنا. إذ هو يهتم بكل ما يحدث لنا. ليس هناك هَمٌ أكبر أو أصغر من أن يهتم به. وعندما نسلم مشاكلنا وهمومنا لله؛ فإنه يعدنا بأن يمنحنا السلام، الذي يفوق كل عقل (فيلبي 4: 7).

ونؤكد ثانيةً، أن المقصود ليس التواكل أو اللا مبالاة، أو عدم القيام بدورنا، لكن ألا نكون يأسين بلا رجاءٍ، أو أملٍ، أو ثقةٍ في محبة وصلاح إلهنا، وتدخُّله، وألا نكون منزعجين فاقدين لسلامنا وراحتنا.

أمَّا بالنسبة للذين لا يعرفون المخلص، فإن القلق والهم يكونان جزءا من حياتهم بالطبع. أما الذين سلموا حياتهم للمسيح؛ فإنه وَعَدهم: “تَعَالَوْا إِلَي يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلمُوا مِني لأَني وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَن نِيرِي هَينٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ”. (متى 11: 28-30).

لماذا يَقلق البشر؟

بعض الناس يقلقون خوفا من مستقبلٍ غامضٍ مجهول: يُعتبر هذا السبب من أهم الأسباب التي تجعل البشر يقلقون، بل وأكثرها شيوعا، فكما هو معروف أن الإنسان، مهما بلغ من تقدُمٍ وتطوُرٍ، يظل ضعيفا، وعاجزا، أمام أمورٍ كثيرةٍ تواجهه، كل لحظة بحياته، ويقف إزاءها قليل الحيلة، مثل المرض والصحة، الموت والكوارث الاقتصادية، أو العجز أو البطالة.. إلخ. 

بعض الناس يقلقون بسبب الأخطار الطبيعية:  كثيرون يرتعِدون خوفا ورعبا من الكوارث الطبيعية، التي تجري في أماكن كثيرة من بلدان العالم، كالزلازل والسيول والأعاصير والمجاعات والأوبئة. ومَشاهِد معاناة أولئك الذين يُقاسون الأهوال، ويُصارعون الموت في هذه الأماكن المنكوبة.

بعض الناس يقلقون لأنهم اعتادوا على ممارسة أمرٍ كهذا: فالقلق يمكن أن يُصبح عادة، ويتحول إلى نوع مَرَضي من الإدمان، الذي يعتاده الإنسان.

بعض الناس يقلقون من جهة الله (أو قد يكون لديهم خوف من الله): ويحدث ذلك كثيرا؛ لأن الشيطان يضع أمام عيونهم؛ صورة مُضلِلة وخادعة ومشوَهة عن الله، أنه يتربص بنا، وينتظر لنا الخطأ ليعاقبنا.

كيف يمكننا أن نتعامل مع القلق؟

اِعلم أنه لا توجد حياة بلا مُنغِصات: فأمور مثل الآلام والمعاناة والمُضايقات، إنما هي ـ بكل أسف ـ تُعتَبر طبيعية في هذه الحياة، ولا تخلو حياة أي إنسان منها، لكنها تأتي وتمضي، وإن استمرت لبعض الوقت، لكن “في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا”. (رومية 8: 37).

عِش في حدود يومك: لا تقتل نفسك بالتفكير في الغد، والمشغوليات، والقلق لأجل المُستقبل، وما قد يحمله لك، بل درب نفسك على العيش في حدود يومك. لقد علمنا الرب يسوع أن نُصلي ـ في الصلاة الربانية ـ قائلين: “خُبزنا كفافنا، أعطنا اليوم..” (متى6: 11). والمقصود ألا نحمل هَم التفكير بالمزيد من الخُبز للأيام التالية، وأن نعيش كل يوم بيومه، واثقين ومُطمئنين، أن لنا أبا سماويا صالحا، يهتم بنا، ويرعانا، ولن يترُكنا نحتاج.

دَربْ نفسك على الاتجاهات الإيجابية وأقلِع عن السلبية: إنْ قادَتْنا الظروف لأمورٍ صعبة، علينا أن نحولها ـ بنعمة الله ومعونته لنا ـ لأمرٍ حلوٍ وفاعلٍ ومُؤثرٍ، لمصلحتنا، ولخير الذين حولنا. لذا تعامَل مع المشكلات والصعوبات بروحٍ إيجابيةٍ.

تعامَل مع النقد بهدوء وموضوعية: لا تكُن مثاليا، أو حساسا بشكلٍ زائد، تجاه من ينتقدونك، فكثيرون منهم لا يكرهونك، بل يودون مساعدتك. واعلم أنَّ بقَدر نجاحك، بقدر ما ستُنتَقد! لذا ابتسم، واهدأ في مواجهة النقد، حتى لو لم يكن غرضه نبيلا، ولا ترُد على الإساءة بمثلها، فهذا أفضل لسلامتك.

اعلم أن الله إله صالح، وأنك ستجد العون والقوة والإرشاد: لا يستطيع أي إنسان ـ مهما كانت درجة صلابته، ومهما كان قويا ـ أن يظل ثابتا، من دون معونة الله، ورفقته، ورفعته له، والكتاب المقدس يُعلمنا، أن الله يجعل كل الأشياء ـ بما فيها المصائب والأزمات ـ تعمل معا للخير للذين يُحبُون الله. (رومية 8: 28).

كيف تتحكم في القلق؟‏

 إذا كنت تقلق بشكلٍ زائد عن الحد؛ أنت تؤذي نفسك جسديا وعاطفيا.‏ حتى إن ذلك، قد يسبب لك مشاكل أكبر، من المشكلة التي كنتَ تحمل همها في الأساس.‏

اقتراحات لتخفيف القلق

لا تقضِ كل وقتك في سماع الاخبار.‏ لست مضطرا أن تعرف كل تفاصيل ما يَشْغَل بال الناس.‏ فالكثير من الاخبار المزعجة سيُزيد خوفك، ويجعلك تيأس.‏

ضع برنامجا والتصق به.‏ حدد وقتا لتستيقظ من النوم،‏ وقتا لتأكل،‏ لتقوم بالاعمال المنزلية،‏ لتنام.‏ فالبرنامج يساعدك على أن تكون حياتُك أكثر طبيعيَّة، ويُخفف قلقك.‏

ركز على الأمور الإيجابية.‏ ستشعر بقلقٍ أكبر، إن بقيتَ نادما على ما فاتك، وخائفا من الآتي.‏ بدلا من ذلك،‏ فكر في أشياء تُشعِرك بالفرح.‏

فكر في غيرك.‏ حين تكون قلقا،‏ ربما تُفضل أن تبقى وحدك.‏ لكن لماذا لا تفكر كيف تساعد شخصا يحتاج إلى المساعدة؟‏

حافظ على صحتك.‏ حين تقوم بالتمارين الرياضية، وتنام جيدا، وتأكل طعاما صحيا، تتحسن صحتك.‏ وهكذا تتحسن نظرتك إلى الحياة وتتخلص من القلق.‏

طبَّق كثيرون هذه الاقتراحات ليخففوا من قلقهم،‏ لكنهم يستفيدون أيضا، حين يتعلمون عن وعود الكتاب المقدس بمستقبلٍ افضل.‏‏

آيات تُساعدنا على هزيمة القلق

مزمور ٥٥:‏٢٢‏:‏ أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ.”

المعنى:‏ نَقِدر أن نُلقي عبئنا،‏ أي كل همومنا، وكل ما يقلقنا،‏ على اللٰه حين نُصلي إليه.‏ فالصلاة هي الطريقة التي نتكلم بها مع الخالق.‏ وهو يساعدنا، ويعزينا في كل ضيقتنا.

أمثال ١٢:‏٢٥‏:‏ الْغَمُّ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ يُحْنِيهِ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ.”

المعنى:‏ تَواصَلْ مع أفراد عائلتك وأصدقائك الذين يَقدرون أن يشجعوك ويساعدوك.‏

متى ٦:‏٢٧‏:‏ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟

المعنى:‏ لا داعي للقلق.‏ فهو لن يُحسِّن وضعك، أو يحل مشاكلك.‏

متى ٦:‏٣١،‏ ٣٢‏:‏ “فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.”

المعنى:‏ يعرف الرب، أكثر منا، أننا نحتاج إلى المأكل والمَلبَس، وإلى مكانٍ نسكن فيه.‏

الغفران.. ضعفٌ أم قوة؟!

الغفران هو أن يُسامح المرء شخصا أساء إليه.‏ والكلمة اليونانية المُترجَمة إلى «غفران» في الكتاب المقدس، تعني حرفيا «التخلي عن»،‏ مثلما يتخلى الشخص عن حقه في المطالبة بدَيْنٍ ما.‏ وقد استخدم يسوع هذا التشبيه حين علَّم اتباعه أن يصلُّوا:‏ “وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ”. (‏لوقا ١١:‏٤‏)‏ كذلك في مثَله عن العبد العديم الرحمة،‏ شبَّه يسوع الغفران بترك الدَّيْن.‏ متى ١٨:‏٢٣-‏٣٥‏.

 ونحن نسامح الآخرين، حين لا نُضمر لهم الاستياء، ولا نطالب بأي تعويض عما عانيناه منهم مِن ألمٍ أو خَسارة.‏ والكتاب المقدس يُعلِّم أن المحبة غير الأنانية، هي أساس الغفران الصادق،‏ لأن المحبة “الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ”. (كورنثوس الأولى ١٣:‏٤،‏ ٥‏).‏ والكتاب المقدس، يقول الكثير بشأن الغفران وعدم الغفران.

ربما يكون من أشهر التعاليم حول عدم الغفران، هو المثال الذي قدَّمه يسوع عن العبد غير الرحيم، والمُسجَّل في متى 18: 21-35. في هذا المثل، غَفَر مَلِك دينا كبيرا جدا (دينا لا يمكن أن يتم ردُّه) لأحد عبيده. بعد ذلك، رفض نفس العبد أن يغفر دينا صغيرا لشخص آخر. فَسَمِع الملك بذلك؛ ففام بإلغاء غفرانه السابق. وخَتَم المسيح المثل بقوله: “فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ».” (متى 18: 35). وتخبرنا مقاطع أخرى أنه يغفر لنا كما نغفر نحن للآخرين (انظر مثلا متى 6: 14؛ 7: 2؛ ولوقا 6: 37).

ولا يجب أن نتخبَّط هنا؛ إن غفران الله لا يعتمد على أعمالنا. فالغفران والخلاص مؤسسان بالكامل في شخص الله، وعمل المسيح الفدائي على الصليب. ولكن أفعالنا تُظهر إيماننا، وتبين مدى فهمنا لنعمة الله (انظر يعقوب 2: 14-26 ولوقا 7: 47). إننا غير مستحقين تماما، ولكن الرب يسوع، اختار أن يدفع ثمن خطايانا، ويمنحنا الغفران (رومية 5: 8). عندما ندرك بالفعل عظمة عطية الله، لنا سوف نقدمها للآخرين. لقد منحنا الله نعمة، وعلينا بالمقابل أن نمنح النعمة للآخرين. إننا في المثل السابق، نستاء من العبد الذي لم يغفر دينا صغيرا، بعد أن غُفِر له دينه الذي لا يُغفَر. لكننا عندما لا نغفر للآخرين، نتصرف مثل العبد في ذلك المثل تماما.

الغفران لا يعني أن .‏ .‏ .‏

  • تتجاهل الاساءة.‏ يدين الكتاب المقدس مَن يدَّعون أن الأعمال الشريرة هي مقبولة أو غير مؤذية.‏ (إشعياء ٥:‏٢٠‏).
  • تتظاهر بأن الاساءة لم تحصل.‏ سَامَح اللّٰه الملك داود على خطيَّتين خطيرتين، لكنَّه لم يحمِه من عواقب أعماله.‏ حتى إنه حَرِص أن تُدوَّن هاتان الخطيَّتان، وتُحفظا إلى يومنا هذا.‏ —‏ ٢ صموئيل ١٢:‏٩-‏١٣‏.‏
  • تسمح للآخرين باستغلالك.‏ تخيَّل مثلا أنك اقرضت شخصا مبلغا من المال.‏ لكنه بذَّره، وعجز عن تسديده كما وعد.‏ فيشعر بأسفٍ شديد، ويعتذر منك.‏ عندئذ قد تقرِّر أن تسامحه، فلا تضمر الاستياء، ولا تفاتحه في الموضوع، مرةً بعد اخرى،‏ حتى إنك قد تلغي الدَّيْن بكامله.‏ لكنك، قد تُقرر في الوقت نفسه، ألا تقرضه المال في ما بعد.‏ مزمور ٣٧:‏٢١؛‏ أمثال ١٤:‏١٥؛‏ ٢٢:‏٣؛‏ غلاطية ٦:‏٧‏.‏
  • تُسامِح مهما كان موقف الشخص المسيء.‏ لا يسامح اللّٰه مَن يرتكب عمدا خطية خبيثة، ويرفض الاعتراف بأخطائه، وتغيير مسلكه، وتقديم الاعتذار.‏ (أمثال ٢٨:‏١٣؛‏ أعمال الرسل ٢٦:‏٢٠؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٦‏)‏؛ فاللّٰه يعتبر مَن لا يتوبون عن خطاياهم، أعداءً له،‏ وهو لا يطلب منا أن نسامح مَن لم يسامحهم هو.‏ مزمور ١٣٩:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

 لكن ما العمل، أذا وقعت ضحية معاملة ظالمة، رفض مُسبِّبها أن يعتذر أو حتى يُقرَّ بما فعله؟‏ ينصح الكتاب المقدس:‏ “كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ، وَلاَ تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ،” (‏مزمور ٣٧:‏٨‏)؛‏ فعدم السماح للغضب بأن يسيطر عليك، لا يعني أن تتجاهل الخطأ.‏ ثق أن اللّٰه سيحاسب هذا الشخص.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٠،‏ ٣١‏)،‏ وقد يريحك أن تعرف بأن اللّٰه يعدنا بعالم جديد، يخلو من الآلام والأحزان التي تضايقنا اليوم.‏ إشعيا ٦٥:‏١٧؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

تغفر كل «إهانة».‏ في بعض الحالات،‏ علينا أن نعترف بأن استياءنا هو أساسا غير مبرَّر.‏ يذكر الكتاب المقدس:‏

“لاَ تُسْرِعْ بِرُوحِكَ إِلَى الْغَضَبِ، لأَنَّ الْغَضَبَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ الْجُهَّالِ.” (جامعة ٧:‏٩‏).

كيف تغفر للآخرين؟‏

  • تذكَّر ما يعنيه الغفران.‏ أنت لا تتجاهل الخطأ، أو تتصرَّف، وكأن شيئا لم يكن،‏ بل أنت ببساطة تغض النظر عنه.‏
  • اعرف فوائد الغفران.‏ عندما تسيطر على غضبك، ولا تُضمِر الاستياء،‏ تحافظ على هدوئك، وتحسِّن صحتك، وتزيد سعادتك.‏ (‏أمثال ١٤:‏٣٠؛‏ متى ٥:‏٩‏)،‏ ولكي يغفر اللّٰه لك،‏ عليك أن تغفر أنت للآخرين.‏
  • كن متعاطفا.‏ نحن جميعا نخطئ.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ ومثلما نُقدِّر غفران الآخرين لنا،‏ يجب أن نغفر لمَن يخطئ الينا.‏ (متى ٧:‏١٢‏).‏
  • كن متعقلا.‏ حين يكون الخطأ طفيفا،‏ يمكننا أن نُطبِّق مشورة الكتاب المقدس:‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا” كولوسي ٣:‏١٣‏.‏
  • تصرَّف بسرعة.‏ اسعَ أن تسامح في أسرع وقت ممكن عوض أن تدع غضبك يزداد.‏ (أفسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏).‏

آيات عن الغفران

أَمْثَال ١٧:‏٩ “مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبِ الْمَحَبَّةَ، وَمَنْ يُكَرِّرْ أَمْرًا يُفَرِّقْ بَيْنَ الأَصْدِقَاءِ.”

مَتَّى ٦:‏١٤ “فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ.”

لُوقَا ٦:‏٣٧ “«وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ.”

مَتَّى ١٨:‏٢١-‏٢٢ “حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.”

أَمْثَالٌ ٢٨:‏١٣ مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ.”

اَلْمَزَامِيرُ ٨٦:‏٥ لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِكُلِّ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ.

الله.. الإنسان.. الحُريَّة!

لدى البشر مفهوم مغاير عن الحرية، مضاد للمفهوم الكتابي. لكن الكتاب يصف ماهية الحرية الحقيقيَّة، وامتيازاتها، وكيفية الحصول عليها في المسيح.

وللحرية بوجهٍ عام، معانٍ متنوعة، مثل الخلاص من الشوائب أو الرق أو اللوم، كما تعنى التحرر من شيء غير محبوب، أو سيطرة غير مرغوبة. وسنتحدث في هذه المقالة، في نقاطٍ محددة، عن معنى الحرية الحقيقية في الكتاب المقدس!

 أنواع الحرية:

  • حرية خارجية: مثل الحريات السياسية والاجتماعية، كالتى تركز على الديمقراطية، والمساواة.
  • حرية داخلية: وتعنى الحرية من عبودية الخطية، أو الشهوات، أو العادات الضارة.
  • حرية حقيقية: وتعنى أن يتحرر الإنسان من سلطان الشيطان، والخطية، والعالم، بقوة المسيح.
  • حرية زائفة: وهى الاستعباد للشهوات والعادات الشريرة التي تُوقع الإنسان في عبودية بغيضة.
  • حرية منضبطة: بحيث لا يتعدى الإنسان على حريات الآخرين، ولا يكسر وصايا الله، أو القانون.

 الله والحرية:

  • خلق الله الإنسان حرا: فقد شَرَّف الله الإنسان بالحرية؛ لأنه على صورته ومثاله، “على صورة الله خلقه..” (تكوين 1: 27). فالحرية أحد عناصر الصورة الإلهية المطبوعة داخل الإنسان، ولها شِقان: حرية الاختيار، وحرية الفعل.
  • إرادة الله حرية الإنسان: إن حريتنا مُنِحت من الله، وينبغى أن تنتهى بنا إليه، ولكي يستخدم الإنسان حريته، يجب أن يكون هناك قانون ووصايا إلهية.

 السيد المسيح مثلنا الأعلى فى الحرية؛ إذ:

  • انتصر على الشيطان: ففى التجربة على الجبل، انتصر المسيح على الشيطان، ولم يخضع له (متى 4)، إذ قال “رئيس هذا العالم (إبليس) يأتي وليس له في شيء..” (يوحنا 14: 30).
  • يمنحنا الحرية الحقيقية: فهو يُحررنا من نير الخطية، وقيود الشيطان والعالم. “فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا..” (يوحنا 8: 36).

 ضوابط الحرية في المسيحية:

  • الروح القدس الساكن فينا: حيث يقوم بدوره مبكتا، مرشدا، مقدسا، معزيا، قائدا، معطيا ثماره.
  • الضمير: وهو صوت الله فى الإنسان، الذى يبكت على الخطأ، وينبه للصواب.
  • الإنجيل: حيث ينير القلب وطريق الحياة “سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مزمور 119: 105).
  • التعليم الكنسي: حيث الإرشاد على طريق الملكوت، والتحذير من أسباب الغواية والانحراف.
  • الأب الروحي: حيث الإرشاد الشخصي المباشر فى كل ظروف الحياة وأخذ الحل وحل المشكلات.
  • القانون الوضعي: حيث يخضع المسيحي لسلطة القانون عملا بالوصية كما جاء في (رومية 13: 1).

 مجالات الحرية في المسيحية:

  • حرية من استعباد الخطية: علينا أن نثبت فى حرية المسيح، ولا نُستعبَد لأيَّة خطية بعد الآن؛ فالتوبة الحقيقية هى حرية من عبودية الخطية، “فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية.” (غلاطية 5: 1).
  • حرية من سلطان إبليس: إن إبليس سيد قاسٍ، يريد السيطرة على البشر بحرية زائفة، عاميًا أذهانهم؛ حتى لا يروا الحرية الحقيقية التى لهم فى المسيح، الذي جاء كى يُنقض أعمال إبليس، ويعطينا الغلبة عليه؛ فهو عدو مهزوم.
  • حرية من الخوف: حررناالمسيح من كل خوف، سواء كان خوفا من مرض، أو فقر، أو موت، أو شر، أو اضطهاد “يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر..” (لوقا 12: 4). و“المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج” (يوحنا الأولى 4: 18).
  • حرية من الدينونة: من نتائج الحرية التي لنا فى المسيح، خلاصُنا من الدينونة الحاضرة والمستقبلة “إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.” (رومية 8: 1)؛ فكل من يسلك فى حياة القداسة والروح لا يدان (يوحنا 5: 24).
  • حرية مجد أولاد الله: لقد أعدَّ الرب المجد السماوي لأحبائه “القادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج..” (يهوذا 1: 24)؛ لأن الحرية الكاملة هى فى السماء؛ حيث المجد الأبدي “لأن الخليقة (الجديدة فى المسيح) نفسها أيضا ستعتق (فى السماء) من عبودية الفساد (على الأرض) إلى حرية مجد أولاد الله (المجد الابدى). “(رومية 8: 21).

آيات عن الحرية

  • أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي.” (مزمور 1:18-2).
  • ·        وَأَتَمَشَّى فِي رَحْبٍ [حريةٍ]، لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ.” (مزمور 45:119).
  • ·        أَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.” (إشعياء 1:61).
  • ·        وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ.” (رومية 17:6-18).
  • ·        وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ، وَصِرْتُمْ عَبِيدًا ِللهِ” (رومية 22:6).
  • ·        الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.” (رومية 20:8-21).
  • ·        “وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.” (كورنثوس الثانية 17:3).
  • ·        فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ.” (غلاطية 1:5).
  • ·         “هكَذَا تَكَلَّمُوا وَهكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ.” (يعقوب 12:2).
  • ·        كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ اللهِ.” (بطرس الأولى 16:2).

السَّماء.. حياةٌ بعد حياة!

يُعتبر وجود حياة بعد الموت مسألة تشغل الجميع. ويُعبِّر أيوب عنا جميعنا بقوله: “اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبا. يَخْرُجُ كَالزَّهْرِ ثُمَّ يَذْوِي وَيَبْرَحُ كَالظِّلِّ وَلاَ يَقِفُ… إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟” (أيوب 14: 1-2، 14). ومِثل أيوب، يجتهد كل منا في إجابة هذا السؤال. ماذا يحدث لنا بعد الموت؟ هل ينتهي وجودنا ببساطة؟ هل يذهب جميع البشر إلى نفس المكان بعد الموت؟ وهل هنك حقا سماء وجحيم؟

نَسمع مرارا وتكرارا عن السَّماء، لكن مفهوم السماء في الكتاب المقدَّس، مُختلفٌ عن مفاهيم البشر.

ما هي السماء؟

السماء ليست مكان سَهَر وموسيقى، كما أنَّها ليست مكانًا للمُتعة الجنسيَّة، كما يظنُّ البعض. السَّماء كمفهوم مسيحي، هي حيث سنلتقي بالخالق نفسه، يسوع المسيح، وجها لوجه.

يكتب الرَّسول يوحنا في سِفر الرُّؤيا عن تفاصيلَ مِن السَّماء قائلا:

“وَسَمِعْتُ صَوْتا هَاتِفا مِنَ الْعَرْشِ: “الآنَ صَارَ مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، هُوَ يَسْكُنُ بَيْنَهُمْ، وَهُمْ يَصِيرُونَ شَعْبا لَهُ. اللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلها لَهُمْ!”

وكون الله موجودٌ مع النَّاس وجها لوجه، فلن يكون هناك شرٌّ بتاتا!

“وَسَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ. إِذْ يَزُولُ الْمَوْتُ وَالْحُزْنُ وَالصُّرَاخُ وَالأَلَمُ، لأَنَّ الأُمُورَ الْقَدِيمَةَ كُلَّهَا قَدْ زَالَتْ!”

ويصف أحد الكُتَّاب المسيحيين “السماء” قائلا:

“لن يكون هناك تظاهُر أو ارتداء أقنعة. لا مجموعات. لا وجود لمُخطّطات خفيَّة أو صفقات سريَّة أو خيانات أو طُموحات أو مؤامرات أو خطط شريرة، فبمجرَّد وجود الله في ذلك المكان، لا يمكن وجود الخطيَّة معه في ذات المكان. كما أنَّ وجوده يلغي الحاجة إلى النُّور؛ كون الله هو نور وهو سيُضيء السَّماء!”.

“(وَلَمْ تَكُنِ الْمَدِينَةُ فِي حَاجَةٍ إِلَى نُورِ الشَّمْسِ أَوِ الْقَمَرِ، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ يُنِيرُهَا، وَالْحَمَلَ مِصْبَاحُهَا.”(رؤيا يوحنا 23: 21.

ولا يكتفي الكتاب المقدس بالتأكيد على أن هناك حياة بعد الموت، بل مكتوب أنها حياة أبدية رائعة ومجيدة “مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ” (كورنثوس الأولى 9:2).

التجسُّد والقيامة

جاء يسوع المسيح، الله المتجسد، إلى الأرض، ليمنحنا عطية الحياة الأبدية. “وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا” (إشعياء 5:53). لقد تحمَّل يسوع المسيح العقاب المستحق علينا، وضحي بحياته من أجلنا. وبعد ثلاثة أيام، أثبت انتصاره على الموت، بقيامته من القبر، بالجسد والروح. ومكث في الأرض لمدة أربعين يوما، وشاهده آلاف من الناس، قبل صعوده إلى السماء. تقول (رسالة رومية 4: 25)، إنه “أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا“.

إن قيامة المسيح هي حدث تاريخي مثبت. وقد شجَّع الرسول بولس الكثيرين على استجواب شهود العيان بشأن مصداقيته، ولم يقدر أحد أن يناقض الحقيقة. والقيامة هي حجر الأساس في الايمان المسيحي. فنحن نؤمن أننا سنقام من الأموات بسبب قيامة المسيح من الأموات. فقد كانت قيامته الدليل الأعظم على وجود حياة بعد الموت. لأن المسيح كان بكر الراقدين الذين سوف يحيون مرة أخرى.

وجاء الموت الجسدي من خلال شخص واحد نرتبط به جميعنا، الا وهو آدم. ولكن كل من تم تبنيهم في عائلة الله، سيمنحون حياة جديدة من خلال إيمانهم بيسوع المسيح (كورنثوس الأولى 15 : 20 -22). وكما أقام الله جسد يسوع المسيح، كذلك ستقام أجسادنا عند المجيء الثاني للمسيح (كورنثوس الأولى 14:6).

ورغم أننا كلنا سنقام ثانية، لن يذهب الجميع الي السماء. فهناك قرار يجب على كل إنسان أن يتخذه خلال حياته، وبناء على هذا القرار، يتم تحديد أين سيقضي حياته الأبدية. يقول الكتاب المقدس إنه علينا أن نموت مرة ثم بعد ذلك الدينونة (عبرانيين 27:9). والذين آمنوا وتبرروا من خلال الإيمان بالمسيح، سوف يقضون حياة أبدية في السماء، بينما يذهب من يرفضون المسيح مخلصا لهم إلى عذاب أبدي في الجحيم (متى 46:25).

الجحيم والسماء أماكن حقيقية مذكورة في الكتاب المقدس، وليست مجرد حالة. والجحيم هو مكان سيختبر فيه غير المؤمنين غضب الله الأبدي. ويصف الكتاب المقدس الجحيم بالهاوية التي بلا نهاية (لوقا 31:8؛ رؤيا يوحنا 1:9)، في الجحيم، سيكون هناك بكاء وصرير الأسنان، مما يدل على الألم والغضب الشديد (متى 42:13).

لا يُسَر الله بموت الأشرار، ولكنه يريدهم أن يبتعدوا عن طرقهم الردية؛ حتى تكون لهم حياة (حزقيال 11:33)، والله لن يرغم البشر على الطاعة والخضوع؛ لهذا إن اخترنا أن نرفض الله؛ فإنه يقبل اختيارنا للحياة المنفصلة عنه إلى الأبد.

إن حياتنا على الأرض هي إختبار، أو إعداد للحياة الآتية. بالنسبة للمؤمنين ستكون تلك حياة أبدية مع الله، وبالنسبة لغير المؤمنين، الحياة بعد الموت هي أبدية منفصلة عن الله. وهناك طريق واحد كما تعلم عزيزي، نحصل فيه على الحياة الأبدية بعد الموت، وننجو من الأبدية التعيسة، وهو الإيمان والثقة في يسوع المسيح. قال الرب يسوع: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ” (يوحنا 11 : 25 – 26).

عطية الحياة الأبدية متاحة للجميع. “اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ” (يوحنا 36:3). لن نُمنَح الفرصة لقبول عطية الله للخلاص بعد الموت. فمصيرنا الأبدي يتحدد أثناء حياتنا على الأرض، بناء على قبولنا، أو رفضنا للرب يسوع. “هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ” (كورنثوس الثانية 6: 2). إذا قبلنا موت يسوع المسيح، كثمنٍ لخطايانا ضد الله، ستكون لنا حياة أبدية مجيدة مع المسيح، بالإضافة إلى الحياة الهادفة على الأرض.

حياة التسبيح!

في الحياة، أوقاتٌ من الفرح، وأوقات من الضغوط والتحديات، وتقول الكلمة، أن نصلي ونُسبح كلَّ حين، في الضيق والفرح معا، على حدٍّ سواء، والحقيقة المُدهشة، أن هناك سفرا كاملا من الكتاب المقدس، وهو سفر المزامير، يتحدث بأكمله، عن تسبيح الله.

كثيرا ما يتكلم المؤمنون، أيضا، عن “تسبيح الله”، ويُوصي الكتاب المقدس كل الخلائق بتسبيحه (مزمور 150: 6)، وإحدى معاني كلمة “تسبيح” هي “يمدح، يقدم الشكر، يعترف“. وكلمة أخرى تترجم أحيانا “تسبيح” في العهد القديم هي بمعنى “التغني بالمديح“. وكلمة ثالثة تترجم بمعنى “مدح، إكرام، ثناء“. وتحتوي الكلمات الثلاث، فكرة تقديم الشُّكر والإكرام لمن يستحق التسبيح.

  • أمثلة للتسبيح في العهد القديم
  • تكوين 29: 35

“وَحَبِلَتْ [ليئة] أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: «هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «يَهُوذَا».”

  • أخبار الأيام الأول 23: 3- 6

“فَعُدَّ اللاَّوِيُّونَ مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، فَكَانَ عَدَدُهُمْ حَسَبَ رُؤُوسِهِمْ مِنَ الرِّجَالِ ثَمَانِيَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا. مِنْ هؤُلاَءِ لِلْمُنَاظَرَةِ عَلَى عَمَلِ بَيْتِ الرَّبِّ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. وَسِتَّةُ آلاَفٍ عُرَفَاءُ وَقُضَاةٌ. وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ بَوَّابُونَ، وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ مُسَبِّحُونَ لِلرَّبِّ بِالآلاَتِ الَّتِي عُمِلَتْ لِلتَّسْبِيحِ. وَقَسَمَهُمْ دَاوُدُ فِرَقًا لِبَنِي لاَوِي.”

وبالمضي قُدما في كتاب المزامير، سنجد العديد من الفقرات الأخرى التي تشير إلى التسبيح، والترنُّم لله، القائمة طويلة لذلك، اكتفينا بسرد أمثلة قليلة جدا منها،

  • مزمور 21: 13

“ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمْ وَنُنَغِّمْ بِجَبَرُوتِكَ.”

  • مزمور 22: 23

“يَا خَائِفِي الرَّبِّ سَبِّحُوهُ! “

  • مزمور 28: 7

“الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ.”

  • مزمور 30: 4

“رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَتْقِيَاءَهُ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ.”

  • مزمور 33: 2

“احْمَدُوا الرَّبَّ بِالْعُودِ. بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ رَنِّمُوا لَهُ.”

جديرٌ بالمُلاحَظة، أنَّ مزمور 150، يستخدم، كلمة تسبيح ثلاثة عشر مرة في ست آيات. تقدم الآية الأولى “مكان” التسبيح – وهو كل مكان! “سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ. سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ.”

والآية التالية تعلمنا “لماذا” نسبح الله: “سَبِّحُوهُ عَلَى قُوَّاتِهِ. سَبِّحُوهُ حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ.”

ثم الآيات من 3-6 تقدم “كيف” نسبح الله – بآلات مختلفة، بالرقص، وكل نَسَمة حياة نمتلكها. فكل وسيلة يمكن أن تصنع صوتا يُستخدم لتسبيح الله!

  • أمثلة للتسبيح في العهد الجديد

في العهد الجديد، توجد أمثلة للتسبيح المُقدَّم للمسيح:

  • يذكر (متى 21: 16)، أولئك الذين سبحوا المسيح، وهو راكبٌ على الأتان في دخوله إلى أورشليم.
  • ويذكر (متى 8: 2)، الأبرص الذي سجد للمسيح.
  • وفي (متى 28: 17) يقول إن التلاميذ سجدوا للرب بعد قيامته. وقد قَبِل تسبيحهم وسجودهم لأنه الله.
  • بالطبع، لا يتعلق الترنيم والتسبيح بالعهد القديم فقط،
  • وقد أضيفت طريقة أخرى لتسبيح الله في العهد الجديد، بحلول الروح القدس، وهي الترنيم بالروح.
  • فنقرأ في كورنثوس الأولى 14: 14- 17

“لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ. فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ، وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضً. وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ! 17فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا، وَلكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى.”

  • وبالمضي قدما في موضوعنا، تخبرنا كولوسي وأفسس:
  • كولوسي 3: 16

“لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.”

  • وكذلك أفسس 5: 18- 19

“وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ”

  • واعتاد يسوع وتلاميذه على الترنُّم بالتسابيح في اجتماعاتهم، ونرى هذا في متى 26: 30
  • ثُمَّ سَبَّحُو وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.”
  • وكثيرا ما كانت الكنيسة الأولى تتشارك في أوقات التسبيح.
  • مثلا، كان هناك تركيز على العبادة في الكنيسة الأولى في أورشليم (أعمال الرسل 2: 42-43).
  • وقد صلى القادة في أنطاكية، وعبدوا الرب، وصاموا،
  • خلال الفترة التي دعي فيها بولس وبرنابا للعمل الرسولي. (أعمال الرسل 13: 1-5).
  • وتضمنت العديد من رسائل بولس فقرات مطولة من تسبيح الرب، تماما كما جاء في
  • (تيموثاوس الأولى 3: 14-16؛ فيلبي 1: 3-11).

ختاما.. إن تسبيح وتمجيد الله ليس نشاطا قديما، بل هو نشاط كل العصور، للخليقة كلها، ولن يتوقف.

وفي نهاية الزمان، سوف يشترك كل شعب الله في التسبيح الأبدي لله. “وَلاَ تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ. وَعَرْشُ اللهِ وَالْحَمَلِ يَكُونُ فِيهَا، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ.” (رؤيا 22: 3). عندما تزول لعنة الخطية، فإن من هم مع الرب، سوف يسبحون ملك الملوك، في كمالٍ إلى الأبد. كما قيل إن عبادتنا للرب على الأرض، هي ببساطة استعدادٌ لاحتفال التسبيح، الذي سيكون في الأبدية معه.

محبة.. ليست من هذا العالم!

غالبا ما تُترجَم الكلمة اليونانية، وهي اللغة التي كُتِب بها العهد الجديد، “أغابي“(agape)  بمعنى “المحبة”، لكن، ما هو الفرق بين المحبة المسيحية وأنواع المحبة الأخرى؟

إن جوهر المحبة المسيحية هو النوايا الحسنة، والإحسان، والابتهاج الواعي بموضوع الحب. ولا تُستخدم كلمة أغابي في العهد الجديد؛ للإشارة إلى الحب الرومانسي، أو الصداقة العميقة، أو حتى المحبة الأخوية التي تُستخدم كلمة “فيليا” (philia) للإشارة إليها، لكن، تتضمن المحبة أغابي، الأمانة والولاء والإرادة. وتتميز عن أنواع المحبة الأخرى، بسمو طبيعتها الأخلاقية، وقوة صفاتها. وتقدم (رسالة كورنثوس الأولى 13)، شرحا رائعا للمحبة المسيحية.

بعيدا عن العهد الجديد، تُستخدم كلمة “أغابي” في سياقات مختلفة، لكنها تكتسب معنى متميزا في العهد الجديد، فتُستخدم لوصف المحبة التي من الله، الذي هو نفسه محبة: “… اللهَ مَحَبَّةٌ” (يوحنا الأولى 4: 8). إن الله لا يحب وحسب، إنه المحبة ذاتها. وكل ما يفعله الله، يفيض من نبع محبته. كما تُستخدم كلمة أغابي لوصف محبتنا نحن لله (لوقا 10: 27)، وولاء العبد واحترامه لسيده (متى 6: 24).

إن المحبة التي يتميز بها الله ليست مشاعر عاطفية، كما يتم تصويرها غالبا. فالله يحب لأن هذه هي طبيعته، ولأن المحبة هي التعبير عن كيانه ووجوده. فهو يحب من لا يُحَب، ومن ليس جميلا، ليس لأننا مستحقون المحبة، أو لأية ميزة نمتلكها، لكن لأن طبيعته هي المحبة، وهو أمين وصادق في التعبير عن طبيعته.

يتم التعبير عن المحبة المسيحية (أغابي) بالعمل. فتظهر محبة الله واضحة وجلية في الصليب. “اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ — بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ” (أفسس 2: 4-5).

كما أننا لم نكن مستحقين مثل هذه التضحية، “وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 8) إن محبة الله تسعى باستمرار لصالح من يحبهم. ويقول الكتاب المقدس إننا غير مستحقين لفيض محبته الإلهية الفائقة (يوحنا الأولى 3: 1). وقد أدت محبة الله إلى تضحية ابن الله من أجل الذين يحبهم (يوحنا 3: 16-18).

وعلينا أن نحب الآخرين بالمحبة المسيحية، سواء كانوا إخوة مؤمنين (يوحنا 13: 34) أو أعداء ألداء (متى 5: 44). وها أعطانا المسيح مثل السامري الصالح كمثال على التضحية من أجل الآخرين، حتى الذين قد لا يهتمون بنا بالمرة. فلا تعتمد المحبة المسيحية التي قدَّم المسيح مثالا لها على المشاعر؛ بل هي فعل إرادي مدروس، وتصميم بفرح على وضع صالح الآخرين فوق صالحنا نحن.

المحبة المسيحية ليست تلقائية. فبسبب طبيعتنا الساقطة لا نستطيع أن نقدم مثل هذه المحبة. لهذا إن كنا نريد أن نحب الآخرين كما أحبنا الله، فتلك المحبة – أغابي – تأتي فقط من مصدرها الوحيد. هذه هي المحبة التي “انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” عندما صرنا أولاد الله (رومية 5: 5؛ غلاطية 5: 22). “بِهَذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ” (يوحنا الأولى 3: 16). فنحن نستطيع أن نحب الآخرين فقط بسبب محبة الله لنا.

  • مفاهيم مختلفة عن المحبة:
  • محبة غير محدودة : وهى محبة الله للبشرية فإن “الله محبة” (رسالة يوحنا الأولى و4: 16)، وهى محبة كاملة وشاملة وأبدية. ومحبته لكل إنسان، فهو يقول “محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة” (إرميا 31: 3)
  • محبة المسيح : محبته فائقة المعرفة، قوية عميقة واسعة مخلصة، “وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة “(أفسس 3: 16)، وظهرت محبته للكنيسة بالفداء “أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها..”(أفسس 2: 25) 
  • محبة محدودة : هى محبة الإنسان، سواء كانت لله أو للآخرين، وهى نسيبة تتناسب مع مدى تجاوب الإنسان مع محبة الله، والعمل بوصاياه، إن المحبة هى غاية وهدف وصية الله “أما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء” (تيموثاوس الأولى 1: 5)، فهى” الوصية الأولى والعظمى” 
  • محبة صحيحة: هى المحبة الموجهة أولا لله، ومن خلال محبتنا لله نحب الآخرين، وهى محبة مسيحية روحانية ثابتة باذلة معطاءة”(رسالة يوحنا الأولى 3: 16).
  • محبة خاطئة: هى محبة شهوات الجسد والعالم “أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله” (يعقوب 4:4) وأيضا محبة المال والطمع (تيموثاوس الأولى 6: 10).
  • سمات المحبة المسيحية
  • المحبة القلبية : أن تكون محبتنا لله من كل القلب وبكل القدرة.. “فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.” (تثنية 6: 5)، وأن تكون محبتنا لإخوتنا من قلب طاهر، خالٍ من أية بُغضة أو غيرة أو رياء.
  • المحبة الكاملة : هى محبة الله ومحبة الغير ومحبة الخير.. “أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة” (كورنثوس الأولى 13: 13)، وفاعلية المحبة أنها رباط الكمال؛ أنها تربط الإنسان بالله، وتربطه بأخيه الإنسان، وأيضا ترتبط بالفضائل المسيحية كلها.
  • المحبة العاملة : أى لا تكون بالكلام فقط، بل هي محبة عملية : تساعد وتشجع وتعطى.. إلخ، “من نظر أخاه محتاجا وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه. يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.” (يوحنا الأولى 3: 17، 18).
  • مجالات المحبة
  • محبتنا لله :  محبتنا لله تضمن طاعتنا لكل مشيئته، وكل وصاياه، فالمحبة هى تكميل الناموس “فان هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه ووصاياه ليست ثقيلة”.
  • محبة الأخوة : أي أن تسود المحبة الأخوية بين جميع المؤمنين “لتثبت المحبة الأخوية” (عبرانيين 13 : 1)، “وادين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة” (رومية 12: 10).
  • محبة الجميع : أي أن نُدرب أنفسنا على حب الجميع “الرب ينميكم ويزيدكم في المحبة بعضكم لبعض وللجميع..” (تسالونيكي الأولى 3 : 12)، إن المحبة تُجمع ولا تفرق، توحد ولا تقسم، تحيى ولا تميت، تعطى ولا تستهلك، تهب دون مقابل.
  • بركات حياة المحبة
  • العِشرة مع الله : المحبة هى مقياس ثبات الإنسان فى الله والعشرة معه، “من يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه” (يوحنا الأولى 4: 16).
  • كل الأشياء تعمل للخير: إن الله يدبر كل الأمور والأحداث لخير أحبائه “و نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله.” (رومية 8: 28)، إن إغداق الحب على الجميع، سوف يأتي حقا بثمار رائعة في حياتنا.
  • نوال النعمة : يعطى الله النعمة لكل من يسلك بمحبه نحو الله والناس “النعمة مع جميع الذين يحبون ربنا يسوع المسيح” (أفسس 6: 24)، إن نقصان الحب، يسد الطريق أمام نعمة المسيح، فيعطل سريانها فينا.
  • ميراث الملكوت : إن المحبة الكاملة، هى جواز المرور للسماء، أما البُغضة ومحبة العالم، تمنع من دخول السماء، مسكن إله المحبة، “أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه.” (يعقوب 2: 5).

إن أرادَ أحد أن يتبعني!

يطلب المسيح، اليومَ، كما كان يطلب دائما، لا جماهير تتبعه على غير هدى، بل أفرادا من الرجال والنساء، يتبعونه عن ثقةٍ وإدراك، مستعدين لأن يسيروا في طريق إنكار النفس، الذي سار هو فيه من قبلهم.

وليس إلا التسليم غير المشروط، يصلح أن يكون تلبية لائقة، لذبيحة المسيح على الجلجثة. فمحبته الإلهية الفائقة، تقتضي مِنَّا، تسليمه نفوسنا وحياتنا، وكل ما لنا. وهذا يقودنا لتعريف كلمة “تلمذة”!

تعريف التلمذة في المسيحية

تَعني التَّلمَذة المسيحيَّة، تَعليم المؤمنين الجُدد من كلمة الرَّب، فالمؤمنون بالمسيح، يجب أن يُعَلِّموا الآخَرين ما عَلَّمَهُ يسوع لتَلاميذهِ، وكُل كَلِمات الكِتاب المُقدَّس، وتَعاليمه، لمُساعَدتهِم على النُّمو في المسيح، وإرشادهِم؛ كي ما يعيشوا حَياةً روحيَّة صَحيحة.

الاستخدام في الكتاب المقدس

أَوكَل الرَّب مَهمَّة تَعليم الشَّريعة للشَّعب في العَهد القَديم للكَهَنة، كما وَرَد في سِفر مَلاخي النَّبي: “لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ الْعِلْمَ، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُ النَّاسُ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ الرَّبِّ الْقَدِيرِ.” (مَلاخي 2: 7)، وفي العَهد الجَديد، أَوصَى الرَّب يسوع المسيح، رُسُله وكَنيسته،ماجُدد من كلمة الرَّب، فالمؤمني بأن تكون مَهمَّتهُم في العالَم كالتَّالي: “فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ؛ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.” (متَّى 19:28-20)، لذلك خَصَّ المسيح الكَنيسة بتَلمَذَة العالَم.

وتتطلب حياة التلمذة:

·       محبة قصوى للمسيح

“إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا” (لوقا 14: 26).

هذا لا يعني أن نبغض أقاربنا، أو نحقد عليهم، بل أن تكون محبتنا للمسيح قوية جدا، بحيث تبدو كل محبة أخرى، وكأنها بُغضٌ؛ إذا ما قورنت بها؛ فمحبة النفس من أشد العقبات صعوبة في سبيل التلمذة.

·       إنكار النفس

“إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه..” (متى 16: 24).

يَعني إنكار الذات، إخضاع النفس، وتسليمها لسيادة المسيح؛ بمعن أن أعتبر سعادتي، وإراداتي، متوقفة بالكلية على طاعتي التامة لمشيئتة الرب!

·       حَمْل الصليب طوعا واختيارا

“… ويحمل صليبه..” (متى 16 :24) .

المقصود بالصليب ليس ضعفا جسمانيا، ولا ألما نفسيا، ولا شيئا مما يصيب البشر عامة، بل هو طريق نختاره بأنفسنا طوعا، وإن كان يعد في نظر العالم هوانا وعارا. فهو يُمثل الاضطهاد والضيق، الذي صبَّه العالم على ابن الله، وما زال يصبه على جميع الذين يختارون أن يقفوا ضد التيار.

·       إنفاق الحياة في اتباع المسيح

“وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ. وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ”. (غلاطية 5: 22 – 24).

أي أن تكون حياتُنا في قوة الروح القدس، حياة خدمة مُضحية لأجل الآخرين، حياة صبر وطول أناة في مواجهة أشد الآلام، وأفظع الإساءات. حياة غيرة وبذل وضبط نفس ووداعة ولطف وأمانة وولاء، يظهر فيها ثمر الروح.

·       محبة قوية لجميع تابعي المسيح

“بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض” (يوحنا 13: 35).

وهذه هي المحبة التي تحترم الآخرين أكثر من النفس. المحبة التي تستر كثرة من الخطايا. التي تتأنى وترفق، المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ. المحبة التي لا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء، وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء (كورنثوس الأولى 13: 4-7).

·       ثبات دائم في كلمته

“إن ثبتم في فبالحقيقة تكونون تلاميذي” (يوحنا 8: 31).

تتميز التلمذة الحقيقية بالاستمرار والدوام، فما أسهل أن نبدأ حسنا، لكن المحك الحقيقي هو الثبات إلى النهاية، لهذا؛ فإن الطاعة المتقطعة لوصايا الكتاب المقدس، والاتباع المُجزأ لتعاليمه، لا يكفيان ولا ينفعان.

·       تَرك كل شيء في سبيل اتباعه

“فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا” (لوقا 14: 33).

ولا تَعني هذه الآية، أن يترك التلميذ، الكل، فيُصبح متعطلا متسكعا في الشوارع، لكنه، نعم، يشتغل بجِد ليوفر لنفسه وعائلته ضروريات الحياة، ولوازمها العادية، لكنه يطلب أولا ملكوت الله وبره، ويؤمن أنه لن يعوزه طعام ولا لباس. ويريد أن يطيع وصية الرب، التي تأمره، بأن لا يكنـز لنفسه كنوزا على الأرض. وألا يكون قلبُه متعلقا بالمال!

ختاما.. دعنا نقول للسيد: “لتكن إرادتك ولو هلكت أنا في سبيل ذلك”!

ونقول له مع المُرنم:

سيدي قُدني إلى المدخل

اِلمسنَّ نفسي وفي قلبي افعل

قيودك حريَّة وكلها أمل

أعني يا سيدي معك لأعمل

أعني سيدي لأطيع واحتمل

أمثلة من عَهدي الكتاب المقدس لحياة التلمذة

الشَّركة مع الله

(الفَرق بين العَلاقة والشَّراكة)

عندما قبِلت المسيح مخلصا لك؛ فقد بدأت عَلاقة شخصية معه. لقد أصبحت ابنا لله بحسب بما جاء في (يوحنا 12:1). هنا يتساءل، أحيانا، بعض المؤمنين بالمسيح، قائلينَ: “ماذا يحدث حين أخطئ وأعمل ما يُغضب الله؟”، وأحيانا يتساءلون: “هل تنقطع شركتي معه”، أو “يخرج المسيح من حياتي؟” للإجابة عن هذه الأسئلة، يجب أن نعرف الفرق بين العلاقة مع الله والشركة معه.

  • العـلاقـة مـع الله

يُمكننا أن نوضح الفرق بين العلاقة مع الله والشركة معه، بالتأمل في علاقة الإبن بأبيه، في الأسرة العادية.

حين يُولد الطفل، يُصبح ابنا لأبيه، بموجب الحياة التي انتقلت من الأب الى إبنه، لهذا فهو يحمل اسم أبيه، وينتسبُ إليه، ويكون الاثنان في شراكةٍ معا، تتزايد كلما كَبُر الابن، وصار ناضجا، واعيا، بمعنى أن بينهما سيكون حبٌّ متبادَل، وعطاء، وعاطفة جميلة، وإحساس بالمسؤولية كلٌّ تجاه بعضمها، وتشارُك بالمشاعر والأفكار، والتساؤلات، والمشاركة الوجدانية، في كل ظروف وتحيات الحياة!

أما لو فرضنا أن هذا الابن ارتكب أعمالا، من شأنها أن تُحزن قلب أبيه، وتجلب العارَ عليه، فهل يظل، هذا الابنُ، بعد، ابنا لأبيه؟ بكل بساطة، نعم تستمر العلاقة بينهما، رغم تصرُّف الابن، لكن قد يقل عُمق الشَّراكة بينهما، أو قد تنقطع أحيانا!

  • الشركة مع الله

هنا، ماذا يجب على الابن أن يعمل؛ حتى يستعيد الشركة مع أبيه؟ لا بُدَّ أن يرجِع الابنُ الى أبيه، ويعترف بأنه أخطأ، ويطلب غفرانه. وإذا طبقنا هذا المثال على علاقتنا بالله؛ نجد أن العلاقة بيننا وبين الله- أبينا- مستمرة؛ لأننا أولاده، وعلاقتنا به، ومكانته فيه، ولديه، لا تتغير أبدا. لكن حين نخطئ، ونعمل أشياء لا ترضيه؛ فإن شركتنا معه تنقطع؛ نعم.. تنقطع الشركة مع الله؛ بسبب الخطية.

إن كلمة «شركة» في الكتاب المقدس؛ تعني «التشارُك معا». أي المُشاركة بين شخصين أو أكثر، في أمرٍ يهم الطرفين. بهذا الفكر؛ دعونا نقرأ بعض الآيات التي تتحدث عن الشركة .

«أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا» (رسالة كورنثوس الأولى 1: 9).

«شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور» (كولوسى 1: 12)

أليس هذا امتيازا عظيما؟ أنَّ الله الذي خلصنا، وطهَّر بالإيمان قلوبنا، أعطانا امتياز، أن ندخل في شركة معه، هو شخصيا. هل أدركت ذلك؟ هل تتمتع عمليا بهذا الامتياز العظيم؟!

  • يتطلب التمتع بالشركة مع الله:
  • الرجوع القلبي الدائم لله: أن تكون رجِعت عن حياتك الماضية؟ وصِرتَ من أولاد الله الحقيقيين.
  • الاعتراف بالخطية وإدانتها: إن التساهل مع أبسط خطية، كافٍ، بأن يحرمنا من هذه الشركة. إذ قال الرب «آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم» (إشعياء 59: 2).
  • السلوك في النور: نخدع أنفسنا عندما نسلك في الظلمة، وندَّعى أن لنا شركة معه، لكن إن سلكنا في النور، سنتمتع بحلاوة وقوة الشركة.
  • المواظبة على الخلوة والصلاة: إن الحديث اليومي مع الله، والتعوُّد على سماع صوته، بصورة مستمرة، يُمتعنا بحضوره المستمر معنا.
  • حِفظ وصايا وكلمة الرب بصورة عملية: كلما درسنا كلمة الرب بعُمق، وأحببناها في قلوبنا، وسكنت فينا بغنى، سنتمتع بقول المسيح «إليه نأتي وعنده نصنع منزلا» (يوحنا 14: 23).
  • عِش حياة الترنيم والتسبيح للرب: هل تتذكر بولس وسيلا فى السجن؟ لقد كانا يُصليان، ويُسبحان الله، ماذا كانت النتيجة؟ حضور إلهي عظيم (أعمال الرسل 16: 25).
  • المواظبة على اجتماعات المؤمنين: إن الرب يسكن وسط تسبيحات شعبه، تذكّر قوله «أُخبِر باسمك إخوتى وفي وسط الكنيسة أسبحك» (عبرانيين 2: 12).
  • نتائج حياة الشركة المستمرة :
  • حياة الشِبع والإمتلاء: تذكَّر المكتوب «أمامك شِبع سرور في يمينك نِعم إلى الأبد» (مزمور 16: 11)
  • حياة الفرح الحقيقي: فَرِح التلاميذ عندما رأوا الرب بعد القيامة، وتقول الكلمة «افرحوا في الرب كل حين» (فيلبى 4: 4).
  • التمتع بمعرفة فكر الرب: تذكّر إبراهيم رجل الشركة المستمرة مع الله، وكيف قال الرب له، «هل أخفي عن ابراهيم ما أنا فاعله» (تكوين 18: 17)
  • قوة التأثير على الآخرين: تأمل في أندراوس، الذي مكث مع الرب يومًا كاملًا، وكيف خرج من عنده، وبكلمات بسيطة، استطاع أن يربح أخاه سمعان بطرس للمسيح (يوحنا 1: 42،41)
  • حياة النمو والتغير المستمر: لقد مكث موسى رجل الله، مع الرب أربعين يومًا على الجبل، فنزل، وجلد وجهه يلمع. وهكذا نحن لنا هذا الإمتياز، كما هو مكتوب «ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف (من خلال الشركة).. نتغير إلى تلك الصورة عينها» (رسالة كورنثوس الثانية 3: 18)
  • تطبيق عملي – ثـلاث دوائـر:

سنستخدم ثلاث دوائر لإيضاح الفرق بين العلاقة مع الله والشركة معه، بشكل عملي. اقرأ أولا رسالة الرسول بولس الأولى الى أهل كورنثوس 14:2 إلى 3:3 ثم اكتب إجابتك على الاسئلة المذكورة في الأماكن المناسبة.

  • ما هي صفـة الإنسـان المذكور فـي كورنثوس الأولى 14:2 ؟
(غير المؤمن بالمسيح)
هل توجد علاقة و/أو شركة بين هذا الإنسان والله؟
العلاقة: نعم لا
الشركة: نعم لا
(المسيح يسيطر على الحياة)
هل توجد علاقة و/أو شركة بين هذا الإنسان والله؟
العلاقة: نعم لا
الشركة: نعم لا
(الذات تسيطر على الحياة)
هل توجد علاقة و/أو شركة بين هذا الإنسان والله؟
العلاقة: نعم لا
الشركة: نعم لا
  • بحسب رسالة يوحنا الأولى 9:1
  • ماذا توصينا هذه الآية أن نفعل بخطايانا؟ _________________________
  • بماذا يعدنـا الله عندمـا نعترف بخطايانا؟ _________________________
  • متى تنقطع شركة المؤمن مع الله؟ _________________________
  • كيف يستعيد شركته مع الله؟ _________________________

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع