الأدلة الأثرية والتاريخية لصحة الكتاب المقدس!

س: هل توجد إثباتات أثرية وتاريخية تؤكد صحة ما جاء بالكتاب المقدس من أحداثٍ ووقائع؟!
- مُقدمة
تحدَّثنا سابقا عن استحالة تحريف الكتاب المقدس، واليومَ سنتحدث بتدقيقٍ أكبر، عن صحته من الناحية التاريخية، ومن ناحية الأدلة الأثرية، ما يُؤكد، ويُثبت، صحة ما جاء به من أحداثٍ ووقائع، سنذكر فقط بعضا منها، على سبيل المثال، لا الحصر، لأن الإثباتات كثيرة جدا!
- أولا: الأدلة الأثرية على صحة الكتاب المقدس
- ألواح إيبلا:
- وهي السجلات المكتوبة منذ أكثر من 4000 سنة.
- وقد تمَّ اكتشاف ألواح “إيبلا” عام 1975، في مدينة إيبلا، الواقعة جنوب مدينة حلب السورية.
- وتضمَّن ذلك الاكتشاف 15000 لوح مسماري، تميزوا بسهولة التعبير.
- ووُجِد من خلالهم ذِكر لآلهة وثنية، مثل الإله داجون، وإله البعل.
- وهي الآلهة التي لم يأتِ ذِكرٌ لها، أو معرفة، إلا من خلال الكتاب المقدس.
- وذكروا اسم إبراهيم، وأور (محل ولادته حسب الكتاب المقدس).
- كما تم اكتشاف 400 لوح مسمارى في ذلك الموقع.
- كانوا جزءا من السجلات الملكية لأمنحوتب الثالث،
- وأمنحوتب الرابع (إخناتون)، الذى تولى العرش عام 1400 ق. م.
- وكان من بين هذه السجلات، خطاباتٌ كُتبت بالنقوش البابلية، موجَّهة الى فراعنة مصر.
- من ملوكٍ عدة، قطنوا مِنطقة كنعان وسوريا، كُتبت في زمن موسى (و يشوع).
- وقد وفَّرت هذه الكتابات الأدلة الأولى لنزوح القبائل اليهودية.
- ودخولهم أرض كنعان في الأزمنة القديمة. ما يُطابق تماما ما جاء ذِكرُه في العهد القديم.
- الإمبراطورية الحيثية:
- تمَّ ذِكر الحيثيين مئات المرات في الكتاب المقدس.
- وحتى قرنٍ سابق، كان نُقَّاد الكتاب المقدس متأكدين أن هذه الإمبراطورية غير موجودة على الإطلاق.
- لكن تمَّ اكتشاف عاصمة الإمبراطورية الحيثية، عام 1906م.
- ما تبعه بعد ذلك، العديد من الاكتشافات.
- التي عرَّفتنا بشكلٍ هائل، على وجود إمبراطورية حيثية بشكلٍ فعلي.
- الخط التاريخى للملك داود:
- وَجَدَ علماء الآثار المرجع الأول، المعروف خارج الكتاب المقدس، لبيت داود.
- وهي سلالة حاكمة، تمَّ تأسيسُها من قِبل الملك داود، في القرن العاشر قبل الميلاد.
- وهذا المرجع عبارة عن قطع حجرية، بها نقوش، وُجِدت في بقايا تل دان (في شمال إسرائيل).
- توضح أن هذا الملك، أي داود، مَلِك منتصر.
- وإحدى هذه القِطع، كانت توثق لمعركة أحد الملوك ضد مملكة داود (“بيت داود”).
- وحسب صحيفة ” نيويورك تايمز؛ فهذا دليلٌ قوى مستقل على وجود ونفوذ بيت داود.
- الملك سرجون:
- يقول إشعياءُ النبى، في “إشعياء 1: 20”: “في سنة مجيء ترتان إلى أشدود، حين أرسله سرجون ملك آشور، فحارب أشدود (مدينة ساحلية في إسرائيل القديمة)”.
- لم يكن اسم سرجون مألوفا.
- وشكَّلت تلك الآية خلاف فيما مضى لعلماء الاثار.
- وما زاد الأمر تعقيدا، أنَّ بعض الباحثين كشفوا عن حجر مسلة،
- محفور عليها قائمة بأسماء الملوك الآشوريين، لكنها لم تتضمن اسم سرجون.
- لذلك أعلن علماء جامعة شيكاغو، أنهم رأوا “تناقضا صريحا في الكتاب المقدس”،
- لكنهم كانوا مخطئين، فعندما تم أكتشاف القصر الملكى لسرجون،
- شمال شرق مدينة الموصل العراقية، عام 1843 م،
- وجد الباحثون اسمه محفورا على أحد أعمدة القصر،
- كذلك خطابات تشيد بانتزاعه مدينة أشدودالإسرايئلية .
- مدينة “عَقرون” الفلسطينية (تُسمَّى حاليا تل مسكن):
- في لَوحٍ مَنقوش من الحجر الجيرى، وُجِد في تل مسكن، الذي يبعد 23 ميلا من جنوب أورشليم،
- تمَّ ذِكْر موقع (عَقرون)، وهي واحدة من العواصم الفلسطينية الخمس، التي ذُكرت في الكتاب المقدس.
- وهذا اللوح فريد؛ لأنه يحتوى على اسم المدينة التي ذُكرت في الكتاب المقدس،
- وخمسة من حكامها، اثنين منهما تم ذِكرهما في نصوص الكتاب.
- ويُعد هذا أيضا تأكيدا لصحة ما جاء بالكتاب المقدس.
- وتمَّ نَشْر، هذه الحقائق الأثرية، بواسطة معهد الآثار الأمريكي.
- ثانيا: الأدلة التاريخية على صحة الكتاب المقدس
- تأمل في تلك الروابط الرائعة بين الكتاب المقدس والاكتشافات التاريخية:
- إسرائيل القديمة:
- إن أول إشارة إلى إسرائيل، كأمة خارج الكتاب المقدس،
- نجدها في نقش لمنفتاح فرعون مصر، الذي حكم مصر من سنة 1227- 1234 ق.م.
- وكما تقول عالمة الآثار بولا ماكنوت:
- من المحتمل أن الإسرائيليين بدأوا يُعرِّفون أنفسهم باستخدام هذه الصفة خلال العصر الحديدي الأول.
- وهو العصر، الذي برز فيه استعمال الإنسان للحديد في صناعة الأدوات والأسلحة.
- وقد بدأوا يُميِّزون أنفسهم عن جيرانهم من خلال حظر التزاوج مع الشعوب الأخرى.
- والتركيز على التاريخ العائلي وعلم الأنساب والدين.
- وهذا كله يؤكد صحة ما جاء ذِكره بالكتاب المقدس عن الإسرائليين.
- قيام وسقوط الإمبراطوريات:
- عندما غزا المَلك نبوخذ نصَّر إسرائيل، أحْضَر دانيال النبي إلى قصره.
- حيث قام النبىُّ المُخلص بتفسير أحلام الملوك الغريبة، وكَسَبَ احترامهم.
- وهذا الحُلم، تحديدا، تحقَّق بوضوحٍ تام:
- وَكَانَ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَا دَانِيآلَ الرُّؤْيَا وَطَلَبْتُ الْمَعْنَى، إِذَا بِشِبْهِ إِنْسَانٍ وَاقِفٍ قُبَالَتِي. وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ بَيْنَ أُولاَيَ، فَنَادَى وَقَالَ: «يَا جِبْرَائِيلُ، فَهِّمْ هذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا». فَجَاءَ إِلَى حَيْثُ وَقَفْتُ، وَلَمَّا جَاءَ خِفْتُ وَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. فَقَالَ لِي: «افْهَمْ يَا ابْنَ آدَمَ. إِنَّ الرُّؤْيَا لِوَقْتِ الْمُنْتَهَى». وَإِذْ كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كُنْتُ مُسَبَّخًا عَلَى وَجْهِي إِلَى الأَرْضِ، فَلَمَسَنِي وَأَوْقَفَنِي عَلَى مَقَامِي. وَقَالَ: «هأَنَذَا أُعَرِّفُكَ مَا يَكُونُ فِي آخِرِ السُّخَطِ. لأَنَّ لِمِيعَادِ الانْتِهَاءَ. أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ. وَالتَّيْسُ الْعَافِي مَلِكُ الْيُونَانِ، وَالْقَرْنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ هُوَ الْمَلِكُ الأَوَّلُ. وَإِذِ انْكَسَرَ وَقَامَ أَرْبَعَةٌ عِوَضًا عَنْهُ، فَسَتَقُومُ أَرْبَعُ مَمَالِكَ مِنَ الأُمَّةِ، وَلكِنْ لَيْسَ فِي قُوَّتِهِ. (دانيال 8: 15-22)
- بعد ذلك بعدة قرون لاحقة، غزت مملكة مادي وفارس، الإمبراطورية البابلية الشاسعة.
- وتم استبدال (مملكة مادي وفارس) حين اكتسحتها جيوش الإسكندر، واقتحمت الشرق الأوسط.
- وعندما مات الإسكندر الأكبر تم تقسيم إمبراطوريته بين أربع قادة وتلاشى مجدُه.
- كما أنَّ خرائب القصور والقبور الملكية ما هي إلَّا لمحة عن عظمة وقوة إمبراطورية مادي وفارس.
- وهي الدولة العالمية الرابعة في تاريخ الكتاب المقدس.
- في البداية، أي قبل اتحاد المملكتين، كانت مادي هي المملكة المسيطرة.
- لكن سنة ٥٥٠ قم، أخضع الملك الفارسي كورش الثاني، الماديين، وأصبح ملكا على الماديين والفرس.
- واتسعت رقعة هذه الإمبراطورية الواقعة شمال الخليج العربي،
- • فامتدت تخومها من بحر إيجه إلى مصر، وشمال غرب الهند، بما في ذلك اليهودية.
- فيما فرضت مملكة مادي وفارس، سيطرتها، على الأمة اليهودية لأكثر من ٢٠٠ سنة،
- من سقوط بابل سنة ٥٣٩ قم، حتى هزيمة مادي وفارس أمام اليونان سنة ٣٣١ قم.
- وتأتي عدة أسفار في الكتاب المقدس على ذِكر أحداث مهمة حصلت في هذه الفترة.
- غَرَق (مدينة صور) في البحر:
- تنبأ النبى حزقيال عن الدمار الفريد لمدينة صور – مركز ساحلى تجارى بالشرق الأوسط،
- قبل حدوث هذا الدمار بعدة قرون: “لأنه هكذا قال السيد الرب: حين أصيرك مدينة خربة كالمدن غير المسكونة، حين أصعد عليك الغمر فتغشاك المياة الكثيرة أهبطك مع الهابطين في الجب، إلى شعب القدم، وأجلسك في أسافل الأرض في الخرب الأبدية مع الهابطين في الجب، لتكوني غير مسكونة، وأجعل فخرا في أرض الأحياء “ (حزقيال 26: 2-5، 19-20)
- وتساءل الجميع، بعد هذه النبوة: “مدينة تغرق في الماء؟!”. مستحيل!
- وبحسب التاريخ وعلم الآثار، جاءت الهجمات الأولى على تلك المدينة، من جيوش نبوخذ نصَّر.
- وتم تدمير المدينة تماما، لكن معظم قاطنيها هربوا الى جزيرة كبيرة قرب الساحل.
- بعدها بخمسة قرون، قرر الإسكندر الأكبر، أن يضم تلك الجزيرة المحصنة جيدا الى إمبراطوريته.
- وحينما قاومت، بنى الجيش الإغريقى (اليوناني) ممرا اتساعه 200 قدم إلى الجزيرة.
- مستخدما الرمال والأحجار من بقايا المدينة الأصلية ليبنى الممر.
- وفي سبيل ذلك، حطَّم بقايا صور، وألقوا بها في وسط البحر .
- لتتحق نبوءة النبي دانيال، في دقةٍ تامة، مدهشة، وهي التي كانت تبدو مستحيلة حين قالها!
البتراء وآدوم:
- آدوم هي دولة جنوب شرق البحر الميت، عاصمتها البتراء بالأردن.
- ولا بد أنها كانت شريرة فعلا، حتى إن ستة أنبياء تكلموا ضدها هم:
- إشعياء، إرميا، حزقيال، يوئيل، عاموس، عوبديا.
- والنبوات ضد آدوم كثيرة ودقيقة، سنقدم هنا بعضها:
- وَتَتَحَوَّلُ أَنْهَارُهَا زِفْتًا، وَتُرَابُهَا كِبْرِيتًا، وَتَصِيرُ أَرْضُهَا زِفْتًا مُشْتَعِلًا. لَيْلًا وَنَهَارًا لاَ تَنْطَفِئُ. إِلَى الأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ تُخْرَبُ. إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ لاَ يَكُونُ مَنْ يَجْتَازُ فِيهَا. وَيَرِثُهَا الْقُوقُ وَالْقُنْفُذُ، وَالْكَرْكِيُّ وَالْغُرَابُ يَسْكُنَانِ فِيهَا، وَيُمَدُّ عَلَيْهَا خَيْطُ الْخَرَابِ وَمِطْمَارُ الْخَلاَءِ. أَشْرَافُهَا لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَدْعُونَهُ لِلْمُلْكِ، وَكُلُّ رُؤَسَائِهَا يَكُونُونَ عَدَمًا. وَيَطْلَعُ فِي قُصُورِهَا الشَّوْكُ. الْقَرِيصُ وَالْعَوْسَجُ فِي حُصُونِهَا. فَتَكُونُ مَسْكِنًا لِلذِّئَابِ وَدَارًا لِبَنَاتِ النَّعَامِ. وَتُلاَقِي وُحُوشُ الْقَفْرِ بَنَاتِ آوَى، وَمَعْزُ الْوَحْشِ يَدْعُو صَاحِبَهُ. هُنَاكَ يَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ وَيَجِدُ لِنَفْسِهِ مَحَّلًا. هُنَاكَ تُحْجِرُ النَّكَّازَةُ وَتَبِيضُ وَتُفْرِخُ وَتُرَبِّي تَحْتَ ظِلِّهَا. وَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشَّوَاهِينُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. (إشعياء 34: 9 – 15).
- حرفيا جفَّت آدوم، ذبُلت وماتت.
- حياتها وكرومها صارت تراب – ليس بسبب الكلوروفلوروكربون ! chlorofluorocarbons
- بل قد فعل الله ذلك بها بسبب الآدوميين المتعجرفين الذين رفضوا طُرقه:
- رُؤْيَا عُوبَدْيَا: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ عَنْ أَدُومَ: سَمِعْنَا خَبَرًا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَأُرْسِلَ رَسُولٌ بَيْنَ الأُمَمِ: «قُومُوا، وَلْنَقُمْ عَلَيْهَا لِلْحَرْبِ». « إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ صَغِيرًا بَيْنَ الأُمَمِ. أَنْتَ مُحْتَقَرٌ جِدًّا. تَكَبُّرُ قَلْبِكَ قَدْ خَدَعَكَ أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ، رِفْعَةَ مَقْعَدِهِ، الْقَائِلُ فِي قَلْبِهِ: مَنْ يُحْدِرُنِي إِلَى الأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ تَرْتَفِعُ كَالنَّسْرِ، وَإِنْ كَانَ عُشُّكَ مَوْضُوعًا بَيْنَ النُّجُومِ، فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ، يَقُولُ الرَّبُّ. (عوبديا 1: 1 – 4).
- وعلى عكس خرافات وأساطير المعتقدات الروحية الأخرى،
- كان الكتاب المقدس دقيقا في تسجيل الأحداث التاريخية،
- بما يوافق التاريخ البحثى، واكتشافات علم الآثار،
- حتى فترات الجفاف التي في العهد القديم (والتي قادت لمجاعات وحروب)–
- الهجرات، التغيرات المُناخية، حلقات الأشجار.
- واكتشافات أخرى مُمثلة بيانيا من قِبل الدارسين.
- ختاما إن كلمة الله حقيقية. و يمكننا أن نعتد بها، ونُعوِّل عليها.
- تطبيقات عملية
- الدرس في نقاط
- توجد إثباتات أثرية وتاريخية، كثيرة، تؤكد صحة ما جاء بالكتاب المقدس من أحداثٍ ووقائع.
- تحدَّثنا في هذا الدرس، عن بعضٍ منها؛ لأن المجال لا يسع لذكرها جميعا، من تعدُّدها وتنوُّعها!
- ومن هذه الأدلة الأثرية:
- ألواح إيبلا، التي ذَكرت أسماء آلهة ومُدن ذُكِرت في العهد القديم، لم تكن معروفة.
- اكتشاف عاصمة الإمبراطورية الحيثية، وهي الإمبراطورية التي لم يكن لها ذكر خارج التوارة.
- اكتشاف قطع حجرية، بها نقوش، تُثبت الخط التاريخي للملك داود.
- أكتشاف القصر الملكى لسرجون، وهو الملك الذي لم يكن له ذكر إلا في الكتاب المقدس.
- لَوحٍ مَنقوش من الحجر الجيرى، وُجِد في تل مسكن، يذكر موقع عقرون،
- المدينة التي ذُكرت في الكتاب المقدس.
- ومن الأدلة التاريخية:
- شهادة عالمة الآثار بولا ماكنوت، عن إسرائيل القديمة.
- النبوات المتعلقة بقيام وسقوط إمبراطوريات العالم القديم، مثل بابل، ومادي وفارس.
- نوبات غَرَق (مدينة صور) في البحر، وهي النبوة التي بدت حينها مستحيلة.
- نبوات خراب مدينة آدوم، التي تحققت بدقةٍ تامَّة.
- تأمُّل مُشجع
دُوّن الكتاب المقدس على مدى ٦٠٠,١ سنة تقريبا. ويرتبط تاريخه ونبواته، بعدة دول عالمية، في العالم القديم، مثل: مصر، آشور، بابل، مادي وفارس، اليونان، روما،. والتأمل في حقائق عن مصر مثلا، أولى هذه الدول، سيؤكد أن الكتاب المقدس جدير بالثقة، وموحى به من اللّٰه، وأن رسالته تبعث الرجاء بنهاية الآلام، الناجمة عن حُكم البشر الفاسد.
مثلا مصر هي أول دولة عالمية في تاريخ الكتاب المقدس. ففي كنفها تشكّلت أمة اسرائيل. وفي أراضيها وُلد وتثقّف موسى، كاتب الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس. ويؤيد التاريخ وعلم الآثار، ما كتبه موسى عن تلك البلاد القديمة! لنتأمل في بعض الامثلة:
غالبا ما تتجلّى دقة التاريخ، من خلال تفاصيل كالعادات، آداب السلوك، وأسماء وألقاب الرسميين، وهو ما اتضح في سفرَي الكتاب المقدس الأولين: التكوين والخروج، تعليقا على قصة يوسف، ابن الأب الجليل يعقوب، الواردة في سفر التكوين، كذلك على سفر الخروج، فظهر كاتب هذين السفرين، ملمًّا كل الالمام، بالشؤون المصرية، مثل اللغة، الأعراف، المعتقدات، الحياة في البلاط الملكي، آداب السلوك، والامور المتعلقة بفئة الموظفين.
في الواقع، هذا مجرد دليل واحد، على مصداقية الكتبة، ودرايتهم التامة بما يكتبون، ما يجعلنا نُضيف لأذهاننا، مجموعة إثباتات راسخة لصحة الكتاب المقدس، وموثوقيته، من كافة الزاويا، الأمر الذي يقودنا بالأخير أن نكون فرحين، واثقين، في عظمة ودقة وروعة ما جاء به، وأنه كتاب إلهي تماما، نستطيع الوثوق به، والرسوخ فيه، والاعتماد كليا على تعاليمه ومبادئه، القادرة على نقلنا من الظلمة للنور، من خلال محبة إلهنا الحبيب للإنسان!
- مُشارَكة
- يُرجَى من قائد المجموعة، أن يُشارك الأعضاء، بآياتٍ أخرى، متعلقة بالنبوات الخاصة، بخراب مدينة آدوم، وتعريفهم أيضا بقصة الإله داجون الورادة في العهد القديم، ومعناها الروحي.
- • على أن يقوم عضو من أعضاء المجموعة، بمشاركة زملائه، بنُبذة أخرى، عن ما ذُكِر في الكتاب المقدس، بخصوص الحيثيين، وتعريف الأعضاء أكثر بهم.
- فيما يقوم عضو آخر، بمشاركة نُبذة عن قوة وعظمة مملكة مادي وفارس، لأن الحديث عن خرابها في نبوات الكتاب، كان يبدو حينها خيالا للسامعين، ما يوضح عظمة ودقة وإلهية هذا الكتاب.
- أسئلة للتفكير
- اذكر عددا آخر (لم نذكره بالدرس) من الأدلة الأثرية الشهيرة على صحة ما جاء بالكتاب المقدس .
- كذلك عددا آخر من الإثباتات التاريخية الشهيرة على صحة ما جاء به.