الله المُتجسد .. وعصمة الكتاب!

الأدلة الأثرية والتاريخية لصحة الكتاب المقدس!

س: هل توجد إثباتات أثرية وتاريخية تؤكد صحة ما جاء بالكتاب المقدس من أحداثٍ ووقائع؟!

  • مُقدمة

تحدَّثنا سابقا عن استحالة تحريف الكتاب المقدس، واليومَ سنتحدث بتدقيقٍ أكبر، عن صحته من الناحية التاريخية، ومن ناحية الأدلة الأثرية، ما يُؤكد، ويُثبت، صحة ما جاء به من أحداثٍ ووقائع، سنذكر فقط بعضا منها، على سبيل المثال، لا الحصر، لأن الإثباتات كثيرة جدا!

  • أولا: الأدلة الأثرية على صحة الكتاب المقدس
  • ألواح إيبلا:
  • وهي السجلات المكتوبة منذ أكثر من 4000 سنة.
  • وقد تمَّ اكتشاف ألواح “إيبلا” عام 1975، في مدينة إيبلا، الواقعة جنوب مدينة حلب السورية.
  • وتضمَّن ذلك الاكتشاف 15000 لوح مسماري، تميزوا بسهولة التعبير.
  • ووُجِد من خلالهم ذِكر لآلهة وثنية، مثل الإله داجون، وإله البعل.
  • وهي الآلهة التي لم يأتِ ذِكرٌ لها، أو معرفة، إلا من خلال الكتاب المقدس.
  • وذكروا اسم إبراهيم، وأور (محل ولادته حسب الكتاب المقدس).
  • كما تم اكتشاف 400 لوح مسمارى في ذلك الموقع.
  • كانوا جزءا من السجلات الملكية لأمنحوتب الثالث،
  • وأمنحوتب الرابع (إخناتون)، الذى تولى العرش عام 1400 ق. م.
  • وكان من بين هذه السجلات، خطاباتٌ كُتبت بالنقوش البابلية، موجَّهة الى فراعنة مصر.
  • من ملوكٍ عدة، قطنوا مِنطقة كنعان وسوريا، كُتبت في زمن موسى (و يشوع).
  • وقد وفَّرت هذه الكتابات الأدلة الأولى لنزوح القبائل اليهودية.
  • ودخولهم أرض كنعان في الأزمنة القديمة.  ما يُطابق تماما ما جاء ذِكرُه في العهد القديم.
  • الإمبراطورية الحيثية:
  • تمَّ ذِكر الحيثيين مئات المرات في الكتاب المقدس.
  • وحتى قرنٍ سابق، كان نُقَّاد الكتاب المقدس متأكدين أن هذه الإمبراطورية غير موجودة على الإطلاق.
  • لكن تمَّ اكتشاف عاصمة الإمبراطورية الحيثية، عام 1906م.
  • ما تبعه بعد ذلك، العديد من الاكتشافات.
  • التي عرَّفتنا بشكلٍ هائل، على وجود إمبراطورية حيثية بشكلٍ فعلي.
  • الخط التاريخى للملك داود:
  • وَجَدَ علماء الآثار المرجع الأول، المعروف خارج الكتاب المقدس، لبيت داود.
  • وهي سلالة حاكمة، تمَّ تأسيسُها من قِبل الملك داود، في القرن العاشر قبل الميلاد.
  • وهذا المرجع عبارة عن قطع حجرية، بها نقوش، وُجِدت في بقايا تل دان (في شمال إسرائيل).
  • توضح أن هذا الملك، أي داود، مَلِك منتصر.
  • وإحدى هذه القِطع، كانت توثق لمعركة أحد الملوك ضد مملكة داود (“بيت داود”).
  • وحسب صحيفة ” نيويورك تايمز؛ فهذا دليلٌ قوى مستقل على وجود ونفوذ بيت داود.
  • الملك سرجون:
  • يقول إشعياءُ النبى، في “إشعياء 1: 20”:في سنة مجيء ترتان إلى أشدود، حين أرسله سرجون ملك آشور، فحارب أشدود (مدينة ساحلية في إسرائيل القديمة)”.
  • لم يكن اسم سرجون مألوفا.
  • وشكَّلت تلك الآية خلاف فيما مضى لعلماء الاثار.
  • وما زاد الأمر تعقيدا، أنَّ بعض الباحثين كشفوا عن حجر مسلة،
  • محفور عليها قائمة بأسماء الملوك الآشوريين، لكنها لم تتضمن اسم سرجون.
  • لذلك أعلن علماء جامعة شيكاغو، أنهم رأوا “تناقضا صريحا في الكتاب المقدس”،
  • لكنهم كانوا مخطئين، فعندما تم أكتشاف القصر الملكى لسرجون،
  • شمال شرق مدينة الموصل العراقية، عام 1843 م،
  • وجد الباحثون اسمه محفورا على أحد أعمدة القصر،
  • كذلك خطابات تشيد بانتزاعه مدينة أشدودالإسرايئلية .
  • مدينةعَقرونالفلسطينية (تُسمَّى حاليا تل مسكن):
  • في لَوحٍ مَنقوش من الحجر الجيرى، وُجِد في تل مسكن، الذي يبعد 23 ميلا من جنوب أورشليم،
  • تمَّ ذِكْر موقع (عَقرون)، وهي واحدة من العواصم الفلسطينية الخمس، التي ذُكرت في الكتاب المقدس.
  • وهذا اللوح فريد؛ لأنه يحتوى على اسم المدينة التي ذُكرت في الكتاب المقدس،
  • وخمسة من حكامها، اثنين منهما تم ذِكرهما في نصوص الكتاب.
  • ويُعد هذا أيضا تأكيدا لصحة ما جاء بالكتاب المقدس.
  • وتمَّ نَشْر، هذه الحقائق الأثرية، بواسطة معهد الآثار الأمريكي.
  • ثانيا: الأدلة التاريخية على صحة الكتاب المقدس
  • تأمل في تلك الروابط الرائعة بين الكتاب المقدس والاكتشافات التاريخية:
  • إسرائيل القديمة:
  • إن أول إشارة إلى إسرائيل، كأمة خارج الكتاب المقدس،
  • نجدها في نقش لمنفتاح فرعون مصر، الذي حكم مصر من سنة 1227- 1234 ق.م. 
  • وكما تقول عالمة الآثار بولا ماكنوت:
  • من المحتمل أن الإسرائيليين بدأوا يُعرِّفون أنفسهم باستخدام هذه الصفة خلال العصر الحديدي الأول.
  • وهو العصر، الذي برز فيه استعمال الإنسان للحديد في صناعة الأدوات والأسلحة.
  • وقد بدأوا يُميِّزون أنفسهم عن جيرانهم من خلال حظر التزاوج مع الشعوب الأخرى.
  • والتركيز على التاريخ العائلي وعلم الأنساب والدين.
  • وهذا كله يؤكد صحة ما جاء ذِكره بالكتاب المقدس عن الإسرائليين.
  • قيام وسقوط الإمبراطوريات:
  • عندما غزا المَلك نبوخذ نصَّر إسرائيل، أحْضَر دانيال النبي إلى قصره.
  • حيث قام النبىُّ المُخلص بتفسير أحلام الملوك الغريبة، وكَسَبَ احترامهم.
  • وهذا الحُلم، تحديدا، تحقَّق بوضوحٍ تام:
  • وَكَانَ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَا دَانِيآلَ الرُّؤْيَا وَطَلَبْتُ الْمَعْنَى، إِذَا بِشِبْهِ إِنْسَانٍ وَاقِفٍ قُبَالَتِي. وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ بَيْنَ أُولاَيَ، فَنَادَى وَقَالَ: «يَا جِبْرَائِيلُ، فَهِّمْ هذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا». فَجَاءَ إِلَى حَيْثُ وَقَفْتُ، وَلَمَّا جَاءَ خِفْتُ وَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. فَقَالَ لِي: «افْهَمْ يَا ابْنَ آدَمَ. إِنَّ الرُّؤْيَا لِوَقْتِ الْمُنْتَهَى». وَإِذْ كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كُنْتُ مُسَبَّخًا عَلَى وَجْهِي إِلَى الأَرْضِ، فَلَمَسَنِي وَأَوْقَفَنِي عَلَى مَقَامِي. وَقَالَ: «هأَنَذَا أُعَرِّفُكَ مَا يَكُونُ فِي آخِرِ السُّخَطِ. لأَنَّ لِمِيعَادِ الانْتِهَاءَ. أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ. وَالتَّيْسُ الْعَافِي مَلِكُ الْيُونَانِ، وَالْقَرْنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ هُوَ الْمَلِكُ الأَوَّلُ. وَإِذِ انْكَسَرَ وَقَامَ أَرْبَعَةٌ عِوَضًا عَنْهُ، فَسَتَقُومُ أَرْبَعُ مَمَالِكَ مِنَ الأُمَّةِ، وَلكِنْ لَيْسَ فِي قُوَّتِهِ. (دانيال 8: 15-22)
  • بعد ذلك بعدة قرون لاحقة، غزت مملكة مادي وفارس، الإمبراطورية البابلية الشاسعة.
  • وتم استبدال (مملكة مادي وفارس) حين اكتسحتها جيوش الإسكندر، واقتحمت الشرق الأوسط.
  • وعندما مات الإسكندر الأكبر تم تقسيم إمبراطوريته بين أربع قادة وتلاشى مجدُه.
  • كما أنَّ خرائب القصور والقبور الملكية ما هي إلَّا لمحة عن عظمة وقوة إمبراطورية مادي وفارس.
  • وهي الدولة العالمية الرابعة في تاريخ الكتاب المقدس.‏
  • في البداية،‏ أي قبل اتحاد المملكتين،‏ كانت مادي هي المملكة المسيطرة.
  • لكن سنة ٥٥٠ ق‌م،‏ أخضع الملك الفارسي كورش الثاني، الماديين، وأصبح ملكا على الماديين والفرس.
  • واتسعت رقعة هذه الإمبراطورية الواقعة شمال الخليج العربي،
  • •         فامتدت تخومها من بحر إيجه إلى مصر، وشمال غرب الهند،‏ بما في ذلك اليهودية.‏
  • فيما فرضت مملكة مادي وفارس، سيطرتها، على الأمة اليهودية لأكثر من ٢٠٠ سنة،‏
  • من سقوط بابل سنة ٥٣٩ ق‌م، حتى هزيمة مادي وفارس أمام اليونان سنة ٣٣١ ق‌م.
  • وتأتي عدة أسفار في الكتاب المقدس على ذِكر أحداث مهمة حصلت في هذه الفترة.‏
  • غَرَق (مدينة صور) في البحر:
  • تنبأ النبى حزقيال عن الدمار الفريد لمدينة صور – مركز ساحلى تجارى بالشرق الأوسط،
  • قبل حدوث هذا الدمار بعدة قرون: لأنه هكذا قال السيد الرب: حين أصيرك مدينة خربة كالمدن غير المسكونة، حين أصعد عليك الغمر فتغشاك المياة الكثيرة أهبطك مع الهابطين في الجب، إلى شعب القدم، وأجلسك في أسافل الأرض في الخرب الأبدية مع الهابطين في الجب، لتكوني غير مسكونة، وأجعل فخرا في أرض الأحياء “ (حزقيال 26: 2-5، 19-20)
  • وتساءل الجميع، بعد هذه النبوة: “مدينة تغرق في الماء؟!”. مستحيل!
  • وبحسب التاريخ وعلم الآثار، جاءت الهجمات الأولى على تلك المدينة، من جيوش نبوخذ نصَّر.
  • وتم تدمير المدينة تماما، لكن معظم قاطنيها هربوا الى جزيرة كبيرة قرب الساحل.
  • بعدها بخمسة قرون، قرر الإسكندر الأكبر، أن يضم تلك الجزيرة المحصنة جيدا الى إمبراطوريته.
  • وحينما قاومت، بنى الجيش الإغريقى (اليوناني) ممرا اتساعه 200 قدم إلى الجزيرة.
  • مستخدما الرمال والأحجار من بقايا المدينة الأصلية ليبنى الممر.
  • وفي سبيل ذلك، حطَّم بقايا صور، وألقوا بها في وسط البحر .
  • لتتحق نبوءة النبي دانيال، في دقةٍ تامة، مدهشة، وهي التي كانت تبدو مستحيلة حين قالها!

 البتراء وآدوم:

  • آدوم هي دولة جنوب شرق البحر الميت، عاصمتها البتراء بالأردن.
  • ولا بد أنها كانت شريرة فعلا، حتى إن ستة أنبياء تكلموا ضدها هم:
  • إشعياء، إرميا، حزقيال، يوئيل، عاموس، عوبديا.
  • والنبوات ضد آدوم كثيرة ودقيقة، سنقدم هنا بعضها:
  • وَتَتَحَوَّلُ أَنْهَارُهَا زِفْتًا، وَتُرَابُهَا كِبْرِيتًا، وَتَصِيرُ أَرْضُهَا زِفْتًا مُشْتَعِلًا. لَيْلًا وَنَهَارًا لاَ تَنْطَفِئُ. إِلَى الأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ تُخْرَبُ. إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ لاَ يَكُونُ مَنْ يَجْتَازُ فِيهَا. وَيَرِثُهَا الْقُوقُ وَالْقُنْفُذُ، وَالْكَرْكِيُّ وَالْغُرَابُ يَسْكُنَانِ فِيهَا، وَيُمَدُّ عَلَيْهَا خَيْطُ الْخَرَابِ وَمِطْمَارُ الْخَلاَءِ. أَشْرَافُهَا لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَدْعُونَهُ لِلْمُلْكِ، وَكُلُّ رُؤَسَائِهَا يَكُونُونَ عَدَمًا. وَيَطْلَعُ فِي قُصُورِهَا الشَّوْكُ. الْقَرِيصُ وَالْعَوْسَجُ فِي حُصُونِهَا. فَتَكُونُ مَسْكِنًا لِلذِّئَابِ وَدَارًا لِبَنَاتِ النَّعَامِ. وَتُلاَقِي وُحُوشُ الْقَفْرِ بَنَاتِ آوَى، وَمَعْزُ الْوَحْشِ يَدْعُو صَاحِبَهُ. هُنَاكَ يَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ وَيَجِدُ لِنَفْسِهِ مَحَّلًا. هُنَاكَ تُحْجِرُ النَّكَّازَةُ وَتَبِيضُ وَتُفْرِخُ وَتُرَبِّي تَحْتَ ظِلِّهَا. وَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشَّوَاهِينُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. (إشعياء 34: 9 – 15).
  • حرفيا جفَّت آدوم، ذبُلت وماتت.
  • حياتها وكرومها صارت تراب – ليس بسبب الكلوروفلوروكربون ! chlorofluorocarbons
  • بل قد فعل الله ذلك بها بسبب الآدوميين المتعجرفين الذين رفضوا طُرقه:
  • رُؤْيَا عُوبَدْيَا: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ عَنْ أَدُومَ: سَمِعْنَا خَبَرًا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَأُرْسِلَ رَسُولٌ بَيْنَ الأُمَمِ: «قُومُوا، وَلْنَقُمْ عَلَيْهَا لِلْحَرْبِ». « إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ صَغِيرًا بَيْنَ الأُمَمِ. أَنْتَ مُحْتَقَرٌ جِدًّا. تَكَبُّرُ قَلْبِكَ قَدْ خَدَعَكَ أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ، رِفْعَةَ مَقْعَدِهِ، الْقَائِلُ فِي قَلْبِهِ: مَنْ يُحْدِرُنِي إِلَى الأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ تَرْتَفِعُ كَالنَّسْرِ، وَإِنْ كَانَ عُشُّكَ مَوْضُوعًا بَيْنَ النُّجُومِ، فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ، يَقُولُ الرَّبُّ. (عوبديا 1: 1 – 4).
  • وعلى عكس خرافات وأساطير المعتقدات الروحية الأخرى،
  • كان الكتاب المقدس دقيقا في تسجيل الأحداث التاريخية،
  • بما يوافق التاريخ البحثى، واكتشافات علم الآثار،
  • حتى فترات الجفاف التي في العهد القديم (والتي قادت لمجاعات وحروب)–
  • الهجرات، التغيرات المُناخية، حلقات الأشجار.
  • واكتشافات أخرى مُمثلة بيانيا من قِبل الدارسين.
  • ختاما إن كلمة الله حقيقية. و يمكننا أن نعتد بها، ونُعوِّل عليها.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • توجد إثباتات أثرية وتاريخية، كثيرة، تؤكد صحة ما جاء بالكتاب المقدس من أحداثٍ ووقائع.
  • تحدَّثنا في هذا الدرس، عن بعضٍ منها؛ لأن المجال لا يسع لذكرها جميعا، من تعدُّدها وتنوُّعها!
  • ومن هذه الأدلة الأثرية:
  • ألواح إيبلا، التي ذَكرت أسماء آلهة ومُدن ذُكِرت في العهد القديم، لم تكن معروفة.
  • اكتشاف عاصمة الإمبراطورية الحيثية، وهي الإمبراطورية التي لم يكن لها ذكر خارج التوارة.
  • اكتشاف قطع حجرية، بها نقوش، تُثبت الخط التاريخي للملك داود.
  • أكتشاف القصر الملكى لسرجون، وهو الملك الذي لم يكن له ذكر إلا في الكتاب المقدس.
  • لَوحٍ مَنقوش من الحجر الجيرى، وُجِد في تل مسكن، يذكر موقع عقرون،
  • المدينة التي ذُكرت في الكتاب المقدس.
  • ومن الأدلة التاريخية:
  • شهادة عالمة الآثار بولا ماكنوت، عن إسرائيل القديمة.
  • النبوات المتعلقة بقيام وسقوط إمبراطوريات العالم القديم، مثل بابل، ومادي وفارس.
  • نوبات غَرَق (مدينة صور) في البحر، وهي النبوة التي بدت حينها مستحيلة.
  • نبوات خراب مدينة آدوم، التي تحققت بدقةٍ تامَّة.
  • تأمُّل مُشجع

دُوّن الكتاب المقدس على مدى ٦٠٠‏,١ سنة تقريبا.‏ ويرتبط تاريخه ونبواته، بعدة دول عالمية، في العالم القديم، مثل:‏ مصر،‏ آشور،‏ بابل،‏ مادي وفارس،‏ اليونان،‏ روما،. والتأمل في حقائق عن مصر مثلا،‏ أولى هذه الدول،‏ سيؤكد أن الكتاب المقدس جدير بالثقة، وموحى به من اللّٰه، وأن رسالته تبعث الرجاء بنهاية الآلام، الناجمة عن حُكم البشر الفاسد.‏

مثلا مصر هي أول دولة عالمية في تاريخ الكتاب المقدس.‏ ففي كنفها تشكّلت أمة اسرائيل.‏ وفي أراضيها وُلد وتثقّف موسى، كاتب الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس.‏ ويؤيد التاريخ وعلم الآثار، ما كتبه موسى عن تلك البلاد القديمة! لنتأمل في بعض الامثلة:

غالبا ما تتجلّى دقة التاريخ، من خلال تفاصيل كالعادات،‏ آداب السلوك،‏ وأسماء وألقاب الرسميين، وهو ما اتضح في سفرَي الكتاب المقدس الأولين: التكوين والخروج، تعليقا على قصة يوسف، ابن الأب الجليل يعقوب، الواردة في سفر التكوين،‏ كذلك على سفر الخروج،‏ فظهر كاتب هذين السفرين، ملمًّا كل الالمام، بالشؤون المصرية، مثل اللغة،‏ الأعراف،‏ المعتقدات،‏ الحياة في البلاط الملكي،‏ آداب السلوك،‏ والامور المتعلقة بفئة الموظفين.

في الواقع،‏ هذا مجرد دليل واحد، على مصداقية الكتبة، ودرايتهم التامة بما يكتبون، ما يجعلنا نُضيف لأذهاننا، مجموعة إثباتات راسخة لصحة الكتاب المقدس، وموثوقيته، من كافة الزاويا، الأمر الذي يقودنا بالأخير أن نكون فرحين، واثقين، في عظمة ودقة وروعة ما جاء به، وأنه كتاب إلهي تماما، نستطيع الوثوق به، والرسوخ فيه، والاعتماد كليا على تعاليمه ومبادئه، القادرة على نقلنا من الظلمة للنور، من خلال محبة إلهنا الحبيب للإنسان!

  • مُشارَكة
  • يُرجَى من قائد المجموعة، أن يُشارك الأعضاء، بآياتٍ أخرى، متعلقة بالنبوات الخاصة، بخراب مدينة آدوم، وتعريفهم أيضا بقصة الإله داجون الورادة في العهد القديم، ومعناها الروحي.
  • •        على أن يقوم عضو من أعضاء المجموعة، بمشاركة زملائه، بنُبذة أخرى، عن ما ذُكِر في الكتاب المقدس، بخصوص الحيثيين، وتعريف الأعضاء أكثر بهم.
  • فيما يقوم عضو آخر، بمشاركة نُبذة عن قوة وعظمة مملكة مادي وفارس، لأن الحديث عن خرابها في نبوات الكتاب، كان يبدو حينها خيالا للسامعين، ما يوضح عظمة ودقة وإلهية هذا الكتاب.
  • أسئلة للتفكير
  • اذكر عددا آخر (لم نذكره بالدرس) من الأدلة الأثرية الشهيرة على صحة ما جاء بالكتاب المقدس .
  • كذلك عددا آخر من الإثباتات التاريخية الشهيرة على صحة ما جاء به.

المسيح.. ابن الله الوحيد!

  • ماذا يعني تعبير “ابن الله الوحيد” في المسيحية؟ ولماذا كَثُر استخدامُه؟!
  • مُقدمة

دُعيَ المسيح ابن الله؛ لأنه واحد مع الآب في الألوهية، وهذا الإسم تم إعلانُه لنا في العهد الجديد مباشرةً، من الآب، بواسطة الملاك الذي بشر بتجسُّد المسيح، وأيضا بصوت الآب نفسه من السماء، حين كان المسيح يعتمد في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان “وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ“. (إنجيل لوقا 3: 22).

تجسَّدَ المسيح بشرا؛ من أجل الرسالة التي حملها لنا؛ محققا وعد الله بخلاص الإنسان “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ“. (إنجيل يوحنا 3: 16)، وجوهر رسالة المسيح هي نقل الإنسان من الظلمة إلى النور، أي من ظلمة الخطية، إلى نور الحياة الأبدية.

عندما نقول إن المسيح هو ابن الله، يتجه فكر بعض الناس مباشرةً، إلى اعتبار أن الابن يُولَد من زوجَين، وعلى هذا الأساس؛ فإن ابن الله قد وُلِدَ من زوجَين: الله ومريم، هذا المفهوم البشري لبنوة المسيح خاطئ، فالأمر يختلف اختلافا جوهريا بالنسبة لبنوة المسيح، لذا يجب أن يتجه فكرنا إلى نوع آخر من الولادة، فالابن، أي ابن الله، مولود حقا، ولكن ليس نتيجة زواج الله من امرأة، بل هو تجسد الله الكلمة نفسه، في أحشاء العذراء مريم، بقدرة فائقة؛ فاتخذ منها صورة بشر مثلنا، لكن من دون خطيئة، كما أوضحنا في الدرس السابق، والمولود دُعِيَ ابن الله.

  • ابن الله!

نأتي إلى توضيحٍ أعمق بالنسبة لمعنى الولادة، أي ولادة الابن، فعندما نقول “ابن الله”، نفهم مباشرة أنه يوجد ولادة كما ذكرنا أعلاه، وقد تحدثنا عن الجانب البشري الخاطئ عن هذه الولادة، لكن هذا ليس كافٍ لإيفاء بنوة المسيح حقها، ومعناها الصحيح، لذا من المهم أن نعرف أن الولادة الإلهية ليست بنت ساعتها، ومن أجل ذلك يجب أن نطرح سؤالا هاما وهو: كيف نفهم عبارة “المسيح ابن الله”؟ وما هي طبيعة هذه الولادة من جهة الألوهية.

  • إن عبارة ابن الله بالمفهوم الإلهي هي:
  • ولادة أزلية: أي إنها خارج الزمن، بمعنى لا وقت زمني يحددها في أصلها، فهذه الولادة الإلهية تخالف الولادة البشرية التي نفهمها نحن البشر، وهذا يعني أنه لا يوجد أسبقية في الزمن بين الآب والابن، وهذا يساعدنا على فهم قول المسيح لليهود في (إنجيل يوحنا 8: 58)،”قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ“. وكذلك على فهم ما قاله المسيح أيضا بأنه البداية (رؤيا يوحنا 1: 8)، “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“.
  • ولادة أبدية: فكما أنها ولادة أزلية، أي لا بداية لها؛ فهي أيضا ولادة أبدية، أي لا نهاية لها، بمعنى أن الآب في الابن لاهوتيا، دون انفصال، أو تجزئة، من الأزل، وإلى الأبد.
  • ولادة مستمرة: بمعنى أنه لم يكن، ولن يكون، وقت لم يكن فيه المسيح هو ابن الله، فهو ابن الله منذ الأزل، وقد تجلت هذه البنوة بتجسُّده، وهي باقية للأبد، أي إن المسيح واحد مع الآب والروح القدس في الألوهية، دون انقطاع، أو انفصال.
  • ولادة روحية لا جسدية ولا مكانية: إن ولادة الابن من الآب لا تخضع لا للمكان ولا للزمان؛ لأن الله روح، لا جسدَ في كينونته، أي إن الابن موجود مع الآب في ذاته منذ الأزل. هذا يساعدنا على فهم قول المسيح في إنجيل (يوحنا 17: 5)، وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
  • إعلان البنوة جسديا: في الوقت المعين من الله، تجسَّد الله الكلمة بشرا؛ من أجل تحقيق خُطته في خلاص الإنسان. وبتجسُّده، عَرَّفَ عن نفسه كونه ابن الله، وفي الوقت عينه أنه ابن الإنسان، جامعا في شخصه المبارك طبيعتَيه الإلهية والبشرية المتميزَتَين غير المنفصلَتَين، ما يعني أن المسيح عاش بشريته بشكل كامل دون أن يفقد ألوهيته.
  • ابن الله الوحيد!
  • تَرِد عبارة “ابن وحيد” في (إنجيل يوحنا 3: 16)، الذي يقول: لأَنهُ هَكَذَا أَحَب اللهُ الْعَالَمَ حَتى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُل مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيةُ.”
  • إن الكلمة في اللغة اليونانية monogenes تُترجم إلى “الابن الوحيد”، وأيضا: “فقط”؛ “واحد فريد”؛ “الوحيد”.
  • وعبارة الابن الوحيد هي ما تسبب اللغط. فلقد تمسَّك البعضُ، زورا، بهذه الكلمة؛ في محاولة لإثبات التعليم الكاذب بأن المسيح ليس هو الله؛ أي، أن المسيح ليس مساويا لله في الجوهر كالأقنوم الثاني في الثالوث المقدس.
  • فهم ينظرون إلى عبارة “الإبن الوحيد”، ويقولون إن المسيح كائن مخلوق؛ لأنه فقط له بداية.
  • لكن هذا التفسير يفشل في ملاحظة أن هذا التعبير ترجمة عن اللغة اليونانية. لذلك، يجب أ نرجع إلى المعنى الأصلي للكلمة اليونانية، لا أن نُضفي معاني لغتنا على النص.
  • إن كلمة  monogeneوفقا لقواميس الكتاب المقدس، والأدب المسيحي، تحمل تعريفين أساسيين:
  • التعريف الأول: “شيء فريد من نوعه في إطار علاقة محددة”.
  • التعريف الثاني: هو “شيء وحيد من نوعه أو جنسه، فريد من نوعه”. وهو ما استخدمه القديس يوحنا في عدة مواضع، مثل (يوحنا 3: 16، 1: 14، 18؛ 3: 16، 18؛ ويوحنا الأولى 4: 9). إذ كان مهتما بالدرجة الأولى بإظهار أن يسوع هو إبن الله، واستخدم هذه الكلمة؛ ليُبرز يسوع كإبن الله الوحيد الفريد – مشاركا إياه في طبيعته الإلهية – في مقابل المؤمنين الذين هم أبناء وبنات الله من خلال الإيمان.
  • الوحدةالتفرُّد
  • إن المسيح مميز بالطبع عنا؛ لأنه هو بنوة بالطبيعة فهو

يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي (1: 14 -17): الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ.

  • فهو ابنٌ بالطبيعة، وهو أقنوم الابن، والآب والابن واحدٌ في:
  • وحدة الكيان

إنجيل يوحنا 10: 38 وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَن الآبَ فِي وَأَنَا فِيهِ».

  • وحدة الكرامة

إنجيل يوحنا 5: 23 لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الذِي أَرْسَلَهُ.

  • وحدة العمل

انجيل يوحنا 14: 10 أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.

  • وحدة المعرفة

إنجيل يوحنا 8: 19 فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا».

  • وحدة الإيمان

إنجيل يوحنا 14: 1 لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي.

  • وحدة الرؤيا

(إنجيل يوحنا 14: 9) قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟

  • وحدة المِلكية

إنجيل يوحنا 17: 10 وَكُل مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجدٌ فِيهِمْ.

  • وحدة السُّلطان

إنجيل يوحنا 5: 21 لأَنهُ كَمَا أَن الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.

  • وحدة القدرة علي الخلق

إنجيل يوحنا 1: 3 كُل شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِما كَانَ.

  • وحدة إعطاء الحياة

إنجيل يوحنا 14: 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطرِيقُ وَالْحَق وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلا بِي.

  • وحدة مغفرة الخطايا

(انجيل متى 9: 2)  وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ. فَلَما رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَي. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».

  • وحدة الدينونة والجزاء

إنجيل يوحنا 5: 22 لأَن الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُل الديْنُونَةِ لِلابْنِ.

  • وحدة المجد

إنجيل يوحنا 11: 4 فَلَما سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: «هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجدَ ابْنُ اللهِ بِهِ».

  • وحدة اللا محدودية

إنجيل متى 18: 20 لأَنهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».

  • وحدة الأزلية الأبدية

(سفر دانيال 7: 13، 14) كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى الليْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيامِ، فَقَربُوهُ قُدامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبدَ لَهُ كُل الشعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِي مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.

  • وحدة التكلم من خلال البشر

إنجيل لوقا 21: 15 لأَني أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.

  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • إن كلمات مثل “الآب” و “الابن”، التي تصف الله ويسوع، هي تعبيراتٌ بشرية.
  • تُستخدم لكي تعيننا على فهم العَلاقة بين الأقانيم الثلاثة.
  • فإذا فهمنا العلاقة بين الأب البشري، والابن البشري، يمكننا أن تفهم، ولو جزئيا، العلاقة بين الأقنوم الأول والثاني في الثالوث المقدس.
  • لكن هذا التشبيه ينهار إن حاولنا التمادي في تفسيره.
  • أو قمنا بالتعليم كما تفعل بعض البدع بأن المسيح كان “ابنا” بالمعنى الحرفي للكلمة، أي “مخلوقا” بواسطة الله الآب.
  • إن عبارة “ابن وحيد” تحمل معنى “شيء فريد من نوعه في إطار علاقة محددة”.
  • إن هذه الكلمة تُبرز يسوع كإبن الله الوحيد الفريد.
  • أي مشاركا إياه في طبيعته الإلهية.
  • في مقابل المؤمنين الذين هم أبناء وبنات الله من خلال الإيمان.
  • تأمُّل مُشجع

اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُو خَبَر”، (يوحنا 1: 18) إن الله لم يرَه أحد، وتعبير الابن الوحيد يوضح لاهوته، وكلمة في حِضن الآب، تؤكد ميلاده الأزلي، وهو خبر، يوضح تجسُّده؛ فالمسيح هو الله، وهو أيضا أقنوم الابن. فالمسيح ابن بالطبيعة، وهو بلا بداية، وهو الخالق،أما الإنسان؛ فهو ابن بالتبني، له بداية، وهو مخلوق. وقد كتبها القديس يوحنا بهذه الطريقة؛ لأنه يشرح الفرق الوظيفي بين الله، الذي لم يرَ جوهره أحد، والابن الذي هو بهاء مجده، ورسم جوهره، الذي هو الله الظاهر في الجسد.

  • مُشارَكة
  • •        لو سألك صديق غير مسيحي عن معنى كلمة “ابن الله”، بماذا ستُجيبه بطريقةٍ بسيطة يفهمها؟!
  • •        تشارَكْ مع زملائك في المجموعة بالفرق بين “التفرُّد” في المطلق، و”تفرُّد” السيد المسيح.
  • تشارك مع زملائك في المجموعة بعددٍ آخر، لم نذكره، من الآيات التي تتحدث عن “الابن الوحيد”.
  • أسئلة للتفكير
  • •        في ضوء فَهمك لمحتوى الدرس، شاركنا بما تعلمته عن الفرق بين مفهومي “ابن الله”، “ابن الله الوحيد”.
  • •        ما هي النقاط التي يتشابه فيها أقنوما الابن والآب؟!

إنجيلٌ واحد أم أربعة؟!

س1: هل فِعلا لدينا كمسيحيين أربعة أناجيل؟!

س2: وإن كان هذا ليس صحيحا، ماذا عن أناجيل: متى – مرقس – لوقا – يوحنا؟!

  • مقدمة

لعل عدم فهم البعض لوظيفة كُتَّاب الأسفار المقدَّسة، جعلهم يتشكَّكون، ويتساءلون:

  • ألم ينزل على المسيح بن مريم إنجيلٌ واحد؛ فلماذا نجد في المسيحية أربعة أناجيل؟

قبل أن نُجيب عن هذه الأسئلة، باستفاضة، دعونا نطرح بعض النقاط التي تُخاطب العقل والمنطق:

  1. مِنَ المعروف أن الإنجيل لم ينزل، ولم يهبط على السيد المسيح. فلم يقف أمامه ملاكًا يُمليه الإنجيل آية آية. بل كيف يمكن أن يُملي ملاك من الملائكة، السيد المسيح له المجد، وهو، في إيماننا المسيحي، رب الملائكة جميعًا؟!
  2. كما أنَّ السيد المسيح هو موضوع الكتاب كله، فالعهد القديم يشير إليه عبر النبوءات والرموز والإشارات، والعهد الجديد يحدثنا عنه، والتلاميذ لم يسجلوا إلَّا القليل عن معجزاته وحياته:

“وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ” (إنجيل يوحنا 20: 30، 31).

  • إذا فالكتاب كله محوره شخص واحد، وليس مجموعة أحداث متناقضة، من حيث الجوهر أو المضمون.
  • ألقى كلُّ كاتب الضوءَ، على جانب من جوانب حياة السيد المسيح، فالقديس متى كتب لليهود عن المسيح ابن الإنسان، وكتب مرقس الإنجيلي للرومان عن المسيح ابن الله صانع المعجزات، وكتب لوقا الطبيب لليونان عن المسيح الفادي، وحَلَّق يوحنا في اللاهوتيات.
  • عندما يشهد في القضية أكثر من شاهد، فهذا يؤكد صحتها، فكم وكم عندما يشهد للكتاب عشرات من الأنبياء القديسين صانعوا المعجزات.

هنا يُمكن أن نقولها صراحة: إن كلمة إنجيل، كلمة يونانية، تعني “الخبر أو البشارة السارة”، وليست كما يعتقد الإخوة غير المسيحيين، أن معناها كتاب، أو أنها تعني الكتاب المقدس، وبهذا ليست هناك أربعة كُتب مقدسة لدينا، إنما أربع بشارات سارة، جوهرها ومضمونها واحد.

  • إنجيل متى
  • كَتَب البَشير متى إنجيله لليهود؛ لإقناعهم أن إتمام نبوات العهد القديم عن المسيا،
  • المسيح المُخلِّص الآتي قد تحققت في يسوع الناصري.
  • لهذا أيضا جاء يسوع ليُفتَتح به العهد الجديد؛ لأنه يُظهِر العَلاقة بين العهد الجديد والعهد القديم.
  • ويشرح ظهور ابن الله، ليس كحَدَث مستقل بذاته،
  • بل كإتمام سلسلة نظام تاريخي ونبوي، مُرتَّبة من الله.
  • وكَتب متى إنجيله باللغة الآرامية، التي كانت لغة اليهود العامية.
  • ليُفيد المؤمنين الذين جاءوا من أصلٍ يهودي.
  • عكس باقي أسفار العهد الجديد التي كُتبت باللغة اليونانية.
  • وقد اقتبس متى نحو أربعين آية من العهد القديم ليُثبت بها حُجَّته.
  • ويُظهِر كيفية إتمام ما قيل بالأنبياء عن المسيا (المسيح).
  • إنجيل مرقس
  • كتب مرقس إنجيله إلى الرومان.
  • وهو مِثل متى يُخبرنا عن وظيفة المسيح الملوكية.
  • وكَتب إنجيله بكيفية يستطيع معها قُراؤه من الرومان،
  • أن يفهموا ويدركوا رسالة يسوع المسيح صاحب السلطان.
  • ولم يذكر مرقس سلسلة أنساب المسيح،
  • بل استهلَّ كلامه بالخبر عن ظهور المسيح،
  • في سن البلوغ، وبأعمال سلطانه الفائق.
  • ويتضمن إنجيل مرقس سجلا حافلا بالمعجزات التي صنعها المسيح،
  • والتي تُظهر قوته الفائقة وسلطانه على العالم المنظور وغير المنظور.
  • كما أن وجود تفاصيل جَلية كُلية الوضوح في هذا الإنجيل يجعلنا نسلّم أنه صَدَر عن شاهد عيان.
  • مثلا يتذكر الكاتب إخضرار العُشب (إنجيل مرقس 39:6).
  • والوسادة التي كان يسوع نائما عليها (إنجيل مرقس 38:4).
  • والمتأمل بعمق في هذا الإنجيل، يلاحظ أنه كُتب بصورة تُناسب طبيعة وآراء الرومان،
  • أصحاب المملكة التي كانت يومئذ في أوج عظمتها،
  • وكان مُلْكهم قويا، وإمبراطوريتهم واسعة جدا.
  • لذلك حرص مرقس على أن يُريهم في إنجيله المسيح ملكا أقوى، صاحب ملكوت أوسع.
  • وبقدر ما نظر متّى إلى يسوع كملك معيَّن من قديم الزمان، وقد أخبر عنه بالأنبياء،
  • يترك مرقس ذِكر النبوات ولا يشير إليها.
  • إنجيل لوقا
  • اتجه البَشير لوقا بكتابته نحو العموم، فقدَّم الإنجيل كدستور صالح لكل الجنس البشري،
  • لا فرقَ بين جنس أو لون أو شعب أو أمة أو لسان.
  • ويتتبع لوقا نسب المسيح ليس إلى إبراهيم فقط كما فعل متى، بل إلى آدم أب البشر جميعا.
  • ويكشف عن محبة المسيح للإنسان بنوع أجلى وأسمى مما نرى في بقية البشائر.
  • ويُصوِّر لنا ببراعته الباهرة، يسوع الإنسان، بأسلوب جذاب، يجعله محبوبا من جميع البشر.
  • وإنجيل لوقا هو الإنجيل الاجتماعي، إنجيل الفقراء والمعوَزين والمرضى والبائسين.
  • ففيه ذكر زيارة ملاك الله لعذراء الناصرة الفقيرة،
  • وظهور الملائكة للرعاة المساكين في برية بيت لحم،
  • ولعازر المصاب بالقروح، والذي كان يتناول الفتات الساقط، الذي تبقّى من طعام كلاب الغني!
  • وهو الذي تفرَّد بذكر مثَل السامري الصالح. ناسيا ما كان بين اليهود والسامريين من خلاف.
  • وفيه مَثَل الفريسي والعشار، وقصة الابن الضال،
  • وقصة مريم المجدلية، وتوبة اللص التائب بكل ما فيها من لمساتٍ إنسانية.
  • ويُظهر لوقا لنا الجانب الاجتماعي من حياة المسيح نفسه،
  • إذ يُرينا إياه في صلاته العائلية، وصداقته للناس.
  • منها تناوُل العشاء في بيت سمعان الفريسي، وبيت زكا العشار.
  • وفي كتابات لوقا، نلتقي بيسوع الصديق والأخ، الذي يقف إلى جانبنا،
  • مُبيِّنا لنا شعورَه معنا في كل تجاربنا وأحزاننا.
  • ففيه نرى المُحب المهتم باليتامى والأرامل والمنبوذين.
  • والمطرودين من أجل البر، والمُعذَّبين في الأرض.
  • إنجيل يوحنا
  • كتب يوحنا إنجيله للمؤمنين بالمسيح من كل أمة،
  • ليُثبّتهم في إيمانهم بيسوع ابن الله ونور العالم وحياته.
  • وهذا يَظهر في قوله: «وَأَمَّا هَذِهِ الآيَاتُ فَقَدْ دُوِّنَتْ لِتؤْمِنُوا بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ إِذْ تُؤْمِنُونَ.» (إنجيل يوحنا 20: 31).
  • ومن مزايا الإنجيل بحسب يوحنا أنه إنجيل الحق، فقد وردت فيه كلمة «الحق» 62 مرة.
  • وتكررت «الحق الحق» 24 مرة في هذا الإنجيل، على لسان المسيح وحده.
  • فالمسيح هو الحق الذي يقول الحق، كلَّ الحق.
  • ويمتاز إنجيل يوحنا بأنه يناسب كل قارئ مهما كانت لغته وجنسيته،
  • ففي صفحاته كلمات جامعة تناسب جميع البشر في كل جيل وعصر،
  • لأنها تلامس القلب «المحبة، الحياة، النور، الحق، الخبز، والماء».
  • صحيح أن الإنجيليين الآخرين رأوا وأعلنوا مجد المسيح،
  • لكن يوحنا الملقَّب بالحبيب، واللاهوتي، كان يتمتع بروحٍ تأمُّلي مدهش،
  • وبمحبة فائقة ليسوع المسيح، لأنه تأهَّل من الله؛
  • ليرى من خلال إعلانات يسوع عظمة الله الذي ظهر في الجسد.
  • فلم يبدأ إنجيله من حادثة زمنية كميلاد يسوع بن داود بن إبراهيم،
  • ولا مِنْ خَلْق آدم، ولا من شروع المسيح في خدمته بين الشعب،
  • بل بدأ من أعماق الأزل، إلى أن أُعلن ظهوره مملوءا نعمة وحقا.
  • وحين نقارن بين الإنجيل بحسب يوحنا والأناجيل الأخرى،
  • نرى أنه يمتاز عنها في أمور أخرى كثيرة، منها:
  • أن متى ومرقس ولوقا يخبروننا خصوصا عن تاريخ حياة المسيح على الأرض وسيرته بين الناس،
  • وعن الأمور التي حدثت له في مدة ثلاث سنين ونصف قضاها في خدمته الجِهارية.
  • أما يوحنا فيحدثنا عن أسرار شخصه ولاهوتيَّة تعاليمه.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • يَعتقد غيرُ المسيحيين أن الإنجيل هو كتاب مُنَّزل من الله على يسوع المسيح.
  • وهذا فهم خاطئ، مرجعه الأول هو عدم الدراية الكاملة بمعنى كلمة إنجيل.
  • فالمسيح لم يكتب الأناجيل، أو أي سفر من الكتاب المقدس.
  • الإنجيل كلمة يونانية “إيفنجليون” تعني “الشارة أو الخبر السار”، وهذه البشارة تتعلق بيسوع المسيح.
  • فالخبر المفرح والسار هو واحد، أن الله افتقد أرضنا عندما جاء المسيح إلينا.
  • ليُعلن لنا محبة الله، وأنه يرغب في خلاص البشر.
  • لكلٍ من الأناجيل الأربعة ميزاته الخاصة التي ينفرد بها،
  • لكنها مجتمعة معا لقصد واحد هو أن تصف لنا يسوع الناصري المنقذ.
  • فمتى كتب لليهود الذين بين أيديهم كُتب الأنبياء القدماء عن المسيح ابن الإنسان.
  • ومرقس كتب للرومان الذين كانوا أصحاب مملكة قوية عن المسيح ابن الله صانع المعجزات.
  • ولوقا كتب لكل الأمم بدون تمييز عن المسيح الفادي.
  • ويوحنا كتب الإنجيل بنوع خاص للأمم، وهم غير اليهود، الذين قبلوا المسيح، مُتحدثا عن لاهوتِه.
  • تأمُّل مُشجع

يمكن أن يكتب مجموعة من الأشخاص تاريخ مصر، لكن لن يعني هذا، أن هناك أكثر من تاريخ لمصر، أو أن الحدث نفسَه جرى بعدة طرق مختلفة، في الوقت ذاته، بل إن كل واحد من المؤرخين، نقل روايته عن ذات الأحداث.

بنفس الطريقة، أوحى الله، إلى أربعةٍ من تلاميذ المسيح، أن يدونوا الإنجيل، ووجهات النظر الأربع هذه، تعطي صورة دقيقة وكاملة، عن شخص يسوع المسيح. وهذه الأناجيل الأربعة، التي كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا، كَوَّنت بإلهام الروح القدس، معا إنجيلا واحدا. ولا يوجد أي تناقضات في الأناجيل، وإن كان الحوار يختلف في طريقة وصف الحدث، لكنه لا يصف عكس الحدث.

وهذا في حد ذاته إثبات وتأكيد آخر، أن الكتاب المقدس كله وحدةٌ واحدة، يصعُب وجود ثغرات أو تناقضات بها، مهما ادَّعى المشككون والمنتقدون، لكن ولأنه كلمة الله الحية، فبداخلها إثبات لصحة الكتاب، ناهيك عن كمية الإثباتات الأخرى الكثيرة، كشهادات المؤرخين، والأدلة الأثرية والتاريخية.

لنفرح ونتتهلل بكلمة الله، ونثق بها، ونعتمد عليها، لأن بها يتحدث الله للبشرية جمعاء، ويُجيب عن أسئلتها، ويكشف عن صورته، ويُطمئنها، وينقلها من الظلمة للنور، من الخوف للراحة والسكينة، من الهلاك للخلاص!

  • مُشارَكة
  • يقوم قائد المجموعة، بمُشارَكة أعضاء المجموعة، بمَثَل الفريسي والعشار، وقصة الابن الضال.
  • على أن يقوم عضو من الأعضاء بمشارَكة زملائه، بقصتي: مريم المجدلية، وتوبة اللص التائب.
  • فيما يقوم عُضوٌ آخر بمشارَكة قصتي: تناول يسوع العشاء في بيت سمعان الفريسي، وزكا العشار.
  • أسئلة للتفكير
  • ما معنى كلمة «إنجيل» وما هو الخبر المفرح الواحد الذي سجَّله البشيرون الأربعة؟
  • اذكر آية تبين أن البشيرين كتبوا ما سمعوا ورأوا، وواقعتين عن: اهتمام المسيح بالمساكين، والمنبوذين.

نبوءات الكتاب المقدس.. بين الدقة والإعجاز!

  • س: هل صَدَقت “كلُّ” نبوات الكتاب المقدس؟ وهل ذلك يُعتبر دليلا على مصدره الإلهي؟!
  • مُقدمة

“وعندنا الكلمة النبوية وهى أثبت، التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير فى موضع مظلم”، (رسالة بطرس الثانية 1: 19).

إن النبوات في الكتاب المقدس قسمان: قسم منها خاص بالأيام الأخيرة، وقيمتها أنها تعطينا فكر الله من جهة ما هو مزمع أن يحدث في العالم، والقسم الآخر تمَّ في الماضي، وقيمتها أنها تعطينا البرهان القاطع، بأن هذا هو كتاب الله. نعم.. فمَن غيرُ الله يقدر أن يُخبرنا بالمستقبل؟

لنفرض أنني قلت إن السماء ستمطر في مدينة الإسكندرية في شهر نوفمبر القادم. هذا الكلام لن يدهش أي شخص، حتى لو تحقق كلامي، فعادةً ما تُمطر السماء في الإسكندرية في شهر نوفمبر. أما إذا ذكرت تفصيلات أخرى؛ فحددت اليوم، وذكـرت الساعة والدقيقة، التي ستمطر فيها السماء، وحددت المدة التي ستستمر فيها السماء تمطر، فإن هذه التفصيلات تعطى لنبوتي قيمة، مما يجعلها شيئا غير عادى.

طبِّق هذا الكلام على نبوات الكتاب المقدس؛ أولا سيدهشك العدد الكبير لنبوات أسفار العهد القديم، كما ستدهشك الدقة العجيبة في ذكر تفصيلات متنوعة، كلها تمت في دقةٍ عجيبة.

ولقد حسب أحد الدارسين عدد نبوات الكتاب المقدس، فوجدها 10385 نبوة. لهذا فلا عجب أن يطلق الرسول بطرس على هذا الكتاب، اسم «الكلمة النبوية»، ويضيف قائلا “إننا نفعل حسنا إن انتبهنا إليها”، (رسالة بطرس الثانية 1: 19).

  • النبوات الخاصة بالمسيح

أما بالنسبة لعدد النبوات التي قيلت عن السيد المسيح، ذكر أحد الدارسين، واسمه كانون ليدون، أن هناك 333 نبوة عن المسيح، وردت فى أسفار التوراة. ولأن المجال لا يسمح بذكر هذه النبوات جميعها، فإننا سنكتفي بذكر أهمها. ونُذكِّر القارئ، أن هذه النبوات جميعها توجد فى التوراة، التى بين أيدي اليهود، الذين لا يؤمنون بالمسيح، مما يجعل مسألة تحريف هذه النبوات، أو دسها فى هذه الأسفار، غير واردة مطلقا.

التتميمالنبوةذُكِر عن المسيح أنه
متى 1: 22،23إشعياء 7: 14سيولد من عذراء
متى 2: 5،6ميخا 5: 2سيولد فى بيت لحم
متى 2: 15هوشع 11: 1سيلجأ إلى مصر
متى 12: 14-21إشعياء 42: 1-4سيعيش حياة كاملة فريدة
متى 21: 4،5زكريا 9: 9سيدخل إلى أورشليم راكبا على جحش
يوحنا 13: 18مزمور 41: 9أحد تلاميذه سيخونه
متى 27: 35مزمور 22: 16سيموت مصلوبا
متى 27: 57-60إشعياء 53: 9سيُدفن فى قبر رجُل غنى
أعمال الرسل 2: 31مزمور 16: 10سيقوم من الأموات
أعمال الرسل 1: 2، 9، 11، 22مزمور 68: 18سيصعد إلى السماء

هناك عالم رياضيات في جامعة باسادينا في كاليفورنيا بأمريكا، يُدعى بيتر ستونر، اختار أوضح 48 نبوة من هذه النبوات، ثم طبَّق نظرية الاحتمالات، في أن تتحقق تلك النبوات مصادفة، في شخص واحد، فوجد أن هذا الاحتمال هو فرصة واحدة، أمام رقم فلكى، يُكتب هكذا: واحد وأمامه 181 صفرا!

  • النبوات الخاصة باليهود
  • هناك نبوات قيلت عن اليهود في الكتاب، وتمت في دقةٍ عجيبة:
  • تشتيتهم بين الأمم لشرهم: تحدَّث موسى نحو عام 1500 ق. م. عما سيحدث لهذا الشعب عندما يخطئون ضد الرب إلههم، وقال إنهم سيتشتتون فى كل العالم مرتين (تثنية 28: 36، 49). وهذا ما تم فعلا. المرة الأولى كانت بواسطة جيوش الكلدانيين سنة 588 ق.م. والثانية على يد الرومان بقيادة تيطس فاسباسيان سنة 70 م.
  • رفضهم للمسيح وصلبهم إياه: أوضحت النبوات أن اليهود سيرفضون المسيا أولا، ثم بعد ذلك، يصلبونه، وهذا ما جاء في نبوة إشعياء النبي في أصحاح 53 (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة).
  • عيشتهم وحدهم دائما: فعندما كانوا فى الأرض، ما كانوا يسمحون باختلاط أحد من الغرباء بهم (عزرا 10: 11، نحميا 13: 3، يوئيل 4: 9)، وحتى بعد تشتيتهم فى العالم، كانوا يسكنون معا فى مناطق خاصة بهم، ولا يختلطون بسواهم. وهو نفس ما قالته النبوة عنهم، حتى قبل دخولهم أرض كنعان (عددد 23: 9).
  • خراب أورشليم وخراب الهيكل: هـذا ما قاله المسيح قبيل صلبه، عندما نظر مدينة أورشليم، وبكى عليها؛ لأنها لم تعرف زمان افتقادها، قائلا «ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة، ويهدمونك وبنيك فيك، ولا يتركون فيك حجرا على حجر» (لوقا 19: 43، 44).
  • حالة البلاد أثناء شتات الشعب: تصف النبوات حالة اليهود أثناء شتات الشعب، وكيف ستكون أورشليم خربة ومهجورة، طوال هذه الفترة (إشعياء 6: 11، 12، ميخا 3: 12)، وهو ما تم بالفعل.
  • النبوات الخاصة بمصر
  • رحلة العائلة المقدس لمصر: لمصر مكان بارز فى نبوات الكتاب المقدس، لعل أشهر النبوات المتعلقة بمصر، هى نبوة هوشع النبي، عن التجاء الرب يسوع فى طفولته إلى مصر، التى تمت بعد نحو 750 سنة (هوشع 11: 1، متى 2: 15).
  • تغرُّب نسل إبراهيم: أما عن أولى النبوات التي تخص مصر في الكتاب المقدس،هي ما قاله الله لإبراهيم، عن تغرب نسله فى أرض ليست لهم، وعبوديتهم وذلهم فيها، ثم خروجهم منهـا بأملاك جزيلة، بعد أن يوقع الله قضاءه عليها (تكوين 15: 13، 14). وقد تمت هذه النبوة بحذافيرها بعد ذلك بأربعمائة سنة فى عهد موسى (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة)، عندما “صنع الرب أحكاما بكل آلهة المصريين” (خروج 12: 12).
  • اضمحلال عظمة مصر: ففى إشعياء 19 نبوة كبيرة عن مصر، وكانت مصر قد وصلت فى أيام إشعياء إلى الدرك الأسفل فى الوثنية، وابتداءً من سرجون ملك آشور حوالي 700 ق م، كانت بداية اضمحلال عظمة مصر كما ورد فى هذا الأصحاح.
  • خراب بعض المدن المصرية: تتحدث النبوات عن خراب كثير من المدن المصرية القديمة، وتهدُّم هياكلها (إرميا 43: 8 ـ 13، 46: 19، حزقيال 30: 14، يؤئيل 3: 19)، وكما قال الرب حدث تماما.
  • النبوات الخاصة بزوال بعض المدن
  • نكتفي بالإشارة إلى نبوتين عن مدينتين:
  • النبوة الأولى عن بابل: وردت في نبوة إشعياء، مع أن بابل لم تكن في أيام إشعياء، قد بلغت مجدها، ومع ذلك ترد هذه النبوة العجيبة في أصحاح 13 «تصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين كتقليب الله سدوم وعمورة».
  • الثانية عن صوُر: وعن صور (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة) أيضا، وكانت وقت النبوة عنها من أقدم الممالك وأكثرها غنىٍ، جاءت نبوة عجيبة فى سفر حزقيال، بأنها ستُهدَم، وتخرب، وستُسوى بالأرض، إذ سيُرمى أطلال مبانيها فى البحر « يضعون حجارتك وخشبك وترابك فى وسط المياه.. وأصيرك كضح الصخر فتكونين مبسطا للشباك لا تبنين بعد، لأني أنا الرب تكلمت يقول السيد الرب» (حزقيال 26).
  • ورغم أن موقع المدينة ممتاز، ويصلح لإقامة مدينة عظيمة عليه، إلا أنه – وتتميما لقول الكتاب المقدس – لم تُبنَ حتى اليوم، ولن تُبنَى. ولا يرى الزائر لموقعها إلا الصيادين وهم باسطون شباكهم للصيد!
  • ولقد أوضح عالم الرياضيات الأمريكي الدكتور بيتر ستونر، أن احتمال إتمام النبوة الخاصة بخراب صور، على نحو ما ورد فى حزقيال 26، لو تُرِك للصدفة هو بنسبة 1: 75 مليون. ومع ذلك فقد تمت النبوة بحذافيرها!
  • النبوات الخاصة بطابع الأيام الأخيرة
  • تُحدثنا الأجزاء النبوية فى العهد الجديد، بوضوح عن وصف الأيام الأخيرة، ويمكن تقسيمه كالآتي:
  • أولا: فى دائرة الاعتراف المسيحي

الناس يُقسُّون قلوبهم، ويرتدون عن الإيمان؛ فيرِد في (رسالة تيموثاوس الثانية، أصحاح 3)، وصف لهذه الحالة: «محبين لأنفسهم، محبين للمال، محبين للذات» أيضا «مستكبرين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين”.. إلخ. أَيمكن إجمال وصف الناس بكلمات أدق من هذه؟!

  • ثانيا: الحالة الاجتماعية للناس بصفة عامة

الحروب والإرهاب، والسلام يكاد ينعدم؛ فيرِد في (لوقا 21)، وما يُعتبر وصفا دقيقا لهذه الحالة: «على الأرض كرب أمم بحيرة». فها علامات الاستفهام غائرة على الوجوه، والأمراض العصبية والنفسية والقلق، أصبحت من سمات العصر.

  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • تنقسم النبوات في الكتاب المقدس إلى قسمين.
  • قسم خاص بالأيام الأخيرة، يُعطينا فكر الله من جهة ما سيحدث في العالم.
  • وقسم تمَّ في الماضي، يُعطينا البرهان القاطع، بأن هذا هو كتاب الله.
  • هناك 333 نبوة عن المسيح وردت فى أسفار التوراة، تحققت جميعا.
  • واحتمالية أن تتحقق تلك النبوات مُصادَفةً، في شخصٍ واحد، تُكتب هكذا: واحد وأمامه 181 صفرا!
  • وهناك نبوات عديدة، خاصة بدول وأمم ومُدن، تحققت بدقة متناهية، مثل:
  • النبوات الخاصة باليهود، على سبيل المثال:
  • تشتيتهم بين الأمم لشرهم.
  • رفضهم للمسيح وصلبهم إياه.
  • عيشتهم وحدهم دائما.
  • النبوات الخاصة بمصر، مثل:
  • رحلة العائلة المقدس لمصر.
  • اضمحلال عظمة مصر.
  • خراب بعض المدن المصرية.
  • النبوات الخاصة بزوال بعض المدن
  • كتلك التي قيلت عن بابل.
  • وتلك التي قيلت عن مملكة صوُر.
  • كذلك النبوات الخاصة بطابع الأيام الأخيرة، وهو ما نراه الآن بكل وضوح.
  • تأمُّل مُشجع

بعد عرضنا السريع في هذا الدرس، لبعض نبوات الكتاب المقدس، بعهديه، القديم والجديد، والتى تمت فى دقةٍ عجيبة، عليك عزيزي، أن تفرح وتطمئن وتفتخر، بكلمة الرب، التي أثبت، وتُثبت، وستظل، أن مصدرها الوحيد، هو الله، وهذا يجعلك تقرأها في ثبات، وثقة، وطمأنينة، وهو ما سيجعلك واثقا أنها سندك ومتكلك وراحتك وتعزيتك ومرشدك.

أرأيت إذا لماذا يحارب الشيطان هذا الكتاب بكل قوة؟ لأنه الكتاب الوحيد الذي يخبرنا عن نهاية الشيطان ومصيره، اقرأ، أخي، كلمة الله. وتمسك بثبات بالكتاب المقدس.

  • مُشارَكة
  • اكتُب نُبذة سريعة، شارك بها زملاءك في المجموعة، عن أحكام الله التي صنعها بالمصريين في قصة الخروج.
  • كذلك نُبذة سريعة عن مملكة صور، أقدم الممالك، وعن خرابها ودمارها.
  • شاركهم أيضا بآيات من إشعياء 53 عن رفض اليهود للمسيح، وصلبهم إياه.
  • أسئلة للتفكير
  •  اذكر عددا آخر من الصفات التي سيتسم بها الناس في أواخر الأيام.
  • اذكر عددا آخر من النبوات التي قيلت عن السيد المسيح.

رحلة تدوين الكتاب المقدس

  • س: كيف تمَّ تجميع الكتاب المقدس؟!
  • مُقدمة

سنفهم في هذا الدرس، كيف وصل الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد، إلينا (من فم الرب إلى قلوبنا)، وسنعرف هل يمكننا أن نقول بكل يقين إن “الكتاب المقدس، الذي بين أيدينا الآن، هو الكتاب الوحيد والأكيد؟”.

لذلك سنتعرَّض لثلاثة أسئلة محورية، يتخللهما، ملحوظتانن هامتان:

  • السؤال الأول: كيف صدر أمر الله بكتابة الوحي للأنبياء والرُّسل؟
  • كانت كلمة الله تتناقل شفهيا من آدم، حتى موسى، عبر الأجيال، وساعدت الأعمار الطويلة آنذاك، على نقل الكلمة، من جيل إلى جيل (انظر تكوين 5)، إلى أن قُصِّرت الأعمار (تكوين 3:6، مزمور 90: 10)؛ فاستلزم الأمر تدوين كلمة الله لحفظها.
  • صدر أمر مباشر لبعض أنبياء الله بتسجيل الوحي، كان أولهم موسي في برية سيناء (خروج 14:17)، قبل المسيح بنحو 1500 سنة، وآخرهم كان يوحنا الحبيب، وهو منفيٌّ في جزيرة بَطمُس، عندما سمع صوتا عظيما يقول: “الذي تراه اكتب في كتاب” (رؤيا 11:1).
  • فى نبوة (إرميا 36)، نجد تصويرا للطريقة التى كانت تُكتـب بها الأسفار المقدسة؛ فلقد استدعى إرميا، وهو فى السجن “باروخ بن نيريا/ تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة”؛ ليكتب فى دَرْج (مخطوطة يُكتب عليها)، كل كلام الرب على إسرائيل. وابتدأ إرميا يملي على باروخ الأقوال، كلمة بعد كلمة، حتى إن باروخ قال وصفا لذلك «كان يقرأ لي كل هذا الكلام وأنا كنت أكتب فى السفر بالحبر» (عدد 18). لكن بعد أن انتهى باروخ من الكتابة، لم تعد هذه الأقوال هى أقوال إرميا بل «كلام الرب»، (عدد 4، 6، 8، 11).
  • ثم لما تجاسر يهوياقيم الملك الشرير (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة)، فشق هذا الدرج، وأحرقه بالنار، مستخفا بكلام الرب نفسه (عدد 23)، فإن كلمة الرب صارت إلى إرميا قائلة «عُد فخذ لنفسك دَرجا آخر، واكتب فيه كل الكلام الأول، الذى كان فى الدرج الأول، الذى أحرقة يهوياقيم ملك يهوذا» (عدد 28). لاحظ أن إرميا لم يكتب فقط الفكرة السابقة، بل ذات الكلمات الأولى تماما.
  • وقال بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس (وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص، كل الكتاب هو موحي به من الله)، (رسالة تيموثاوس الثانية 3: 15 و16).
  • ويشير بطرس الرسول إلى رسالتيه، وإلى كل كُتب العهد القديم بقوله (هذه أكتبها الآن إليكم رسالة ثانية، فيهما أنهض بالتذكرة ذهنكم النقي لتذكروا الأقوال التي قالها سابقا الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلص)، (رسالة بطرس الثانية 3: 1و 2).
  • السؤال الثاني:_كيف نتأكد أن مَن كَتَب لم يؤلف أو يكذب؟
  • لقد كَتب الكُتَّاب حقائق إلهية، تفوق إدراكهم، مثل حقائق لاهوت المسيح والثالوث، وعدم جواز تعدد الزوجات، بخلاف الأنبياء الكذبة، في العهد القديم، الذين أحلوا ذلك، بل أباحوا ما يريده القلب البشري.
  • اتفاقهم في شهادتهم حول الله وصفاته الأدبية.
  • كانوا أتقياء وأمناء في تسجيل ما يُوحَى لهم من الروح القدس.
  • كانوا صادقين في تسجيل أخطائهم وعيوبهم بل ونقائص أفاضل رجالهم.
  • صنعوا معجزات لإثبات المصدر الإلهي لوحيهم (قصة إيليا وأنبياء البعل/ تابع التطبيقات العمية – مُشارَكة).
  • السؤال الثالث:_كيف تمَّ تجميع أسفار الكتاب المقدس؟

من الكلام السابق، نعلم أن الكتاب لم يهبط إلينا من السماء، مرةً واحدة، لكنه كُتب على قسمين، كالتالي:

  • القسم الاول، وينقسم إلى ثلاث مراحل:
  • المرحلة الاولي:
  • وهي تتحدث عن الأحداث من آدم وحتى موسى،  وفي هذه المرحلة، أعطى الله وصاياه وشرائعه لأنبيائه، بداية من آدم الذي أخذ الوصايا من الله، وعاش حتى رأى أخنوخ، ونقل إليه ما تلقاه من الله.
  • كذلك متوشالح ابن أخنوخ، الذي بقى حيا إلى زمن نوح، الذي كان بارا وكاملا، في أجياله، وسام ابن نوح، الذي عاش إلى زمن إبراهيم (انظر تكوين 10، وتكوين 11).
  • وكان كل جيل ينقل وصايا الله وشرائعه، للجيل الذي يليه، ولم يكن صعبا أن يعرف موسى مما سبقوه، عن الأحداث السابقة له؛ ليسجلها ويكتبها بإرشاد الروح القدس.
  • المرحلة الثانية: (عصر موسى)
  • ابتداء من سفر الخروج، أصبح تسجيل الأحداث يتم كتابةً أولا بأول، حيث كانت الكتابة معروفة قبل موسى بأكثر من ثلاثة قرون، لذلك كان سهلا أن يسجل موسى كلمة الرب كتابة.
  • وبناءً على الأمر الإلهي الصادر من الله رأسا إلى موسى، قال الله لموسى:
  • §       اكتب هذا تذكارا في كتاب وضعه في مسامع يشوع” (خروج 17: 14).
  • المرحلة الثالثة :
  • من يشوع إلى ملاخي، حيث قال الله ليشوع “لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج به نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه” (يشوع 8:1).
  • حافظ يشوع على الشريعة الإلهية، وسجَّل كل ما صنعه الله معه، يقول الكتاب المقدس “كتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله” (يشوع 26:24).
  • وهكذا الأمر نفسه حدث مع الأنبياء، فلم يكتبوا من ذواتهم، بل ما أمر به الله أن يُكتب، ومن فاتحة سفر يشوع، نفهم أن ما كتبه موسى كان معروفا ومقبولا وقتها أنه كلام الله.
  • وكلما أعطى الله وحيا، كان يُضاف إلى جنب أسفار موسى، ويُعترف به من كل شعب الرب؛ وهكذا، فإن صوئيل يشير إلى القضاة، ودانيال يشير إلى إرميا، وهكذا.
  • فكانت كلمات الوحي المُسجلة في أسفار الأنبياء مسبوقة، بعبارة مثل “كلام الرب إلىَّ”، أو “هكذا قال رب الجنود”، أو “هكذا قال الرب”.
  • داود….. يوشيا…… السبي، في فترة 605 – 538 ق م.
  • وبعد السبي 440 ق م، أمر عزرا، سمعان الكاهن، بالتجميع.
  • إلى أن كتب ملاخي سفره، ليكتمل بذلك القسم الأول من أسفار الكتاب المقدس.
  • القسم الثاني (العهد الجديد)
  • وبنفس الفكرة، جاء تسجيل الإنجيل والرسائل، وكما عمل السيد، واقتبس من الأسفار المكتوبة، نجد التلاميذ، والرسل يقتبسون منها، ويقتبسون من كتابات بعضهم البعض أيضا، فالرسول بولس، وهو يكتب إلى تلميذه تيموثاوس نحو عام 66 م، يقتبس من إنجيل لوقا (رسالة تيموثاوس الأولى 18:5، لوقا 7:10).
  • كما أن الرسول بطرس في رسالتة الثانية، يشير إلى رسائل بولس الرسول (رسالة بطرس الثانية 3: 15، 16)، “واحسبوا أناة ربنا خلاصا. كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضا بحسب الحكمة المعطاة له كما في الرسائل كلها أيضا متكلما فيها عن هذه الأمور”.
  • ولقد حافظ المؤمنون في العصر الأول على الأسفار المقدسة، ونؤكد أن الله قد أطال في عمر يوحنا الرسول لهذا الغرض السامي؛ ليسجل آخر أسفار الكتاب المقدس، ويسلم إلى تلميذه بوليكاربوس (ثم إلى قادة الكنيسة)؛ وبذلك أصبح الكتاب المقدس مكتوبا، ومُتفقا عليه، ليصل إلينا في صورته الحالية.
  • ملحوظتان هامتان:
  • مَن جَمَع العهد القديم هو عزرا الكاتب، كاتب سفر عزرا، ومعه سمعان الكاهن، ومَن عَمَل على تجميع المكتبة الكاملة لكل أسفار العهد القديم، هو نحميا، كاتب سفر نحميا.
  • مَن جَمَع العهد الجديد، هو يوحنا الحبيب، تلميذ المسيح، وسلَّمه إلى تلميذه بوليكاربوس؛ وهذا يدل على الاتفاق الجمعي، بأن الكتاب المقدس، وصل إلينا، من خلال الأنبياء والرسل، بشكل مباشر، وهذا يعطي مصداقيةً كاملة للتجميع، ووصول الكتتاب المقدس إلينا، بصورةٍ دقيقة وصحيحة.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • كانت كلمة الله تتناقل شفهيا من آدم، حتى موسى، عبر الأجيال.
  • وساعدت الأعمار الطويلة آنذاك، على نقل الكلمة، من جيل إلى جيل.
  • –         كَتب كُتَّاب، الكتاب المقدس، حقائق إلهية، تفوق إدراكهم.
  • مثل حقائق لاهوت المسيح، والثالوث، وعدم جواز تعدد الزوجات.
  • بخلاف الأنبياء الكذبة، في العهد القديم، الذين أحلوا ذلك.
  • –         لم يهبط إلينا، الكتاب المقدس، من السماء، مرةً واحدة.
  • لكنه كُتب على قسمين:
  • القسم الأول، وهو ثلاث مراحل
  • المرحلة الاولي:
  • وهي تتحدث عن الأحداث من آدم وحتى موسى.
  • §        وفي هذه المرحلة، أعطى الله وصاياه وشرائعه لأنبيائه، بداية من آدم.
  • المرحلة الثانية: (عصر موسى)
  • ابتداء من سفر الخروج، أصبح تسجيل الأحداث يتم كتابةً أولا بأول.
  • حيث كانت الكتابة معروفة قبل موسى بأكثر من ثلاثة قرون.
  • المرحلة الثالثة
  • وهي من يشوع إلى ملاخي.
  • وقد حافظ يشوع على الشريعة الإلهية.
  • وسجَّل كل ما صنعه الله معه، يقول الكتاب المقدس.
  • القسم الثاني (العهد الجديد)
  • بنفس الفكرة، جاء تسجيل الإنجيل والرسائل.
  • وكما عَمَل السيد المسيح، واقتبس من الأسفار المكتوبة,
  • نجد التلاميذ، والرسل يقتبسون منها.
  • ويقتبسون من كتابات بعضهم البعض.
  • تأمُّل مُشجع

كانت الفترة التي كرز فيها السيد المسيح أثناء تجسده، والتي تزيد عن ثلاث سنوات، فترة غنية جدًا، وثرية، بالتعاليم، والوصايا، والأعمال التي عملها، والأحداث التي حدثت فيها. وكانت هذه التعاليم، والأعمال، والأحداث، أكبر وأعظم، من أن يُكرز بكل ما قيل، ويقول القديس يوحنا، في إنجيل يوحنا، وعدد 10 “وأشياء آخر كثيرة صنعها يسوع أن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة”.

وكان على الرسل، أن يختاروا من هذا الكم الهائل، من التعاليم والأحداث، ما يرشدهم إليه الروح القدس، وما يقودهم للكرازة به، وذلك بحسب ما يتلاءم مع احتياج البشرية، للخروج من ظلمة هذا العالم، والدخول إلى ملكوت الله، وبحسب غاية وهدف الإنجيل ذاته، الذي هو الإيمان بالرب يسوع المسيح، كالفادي، والطريق الوحيد إلى الحياة الأبدية.

وقد وجَّه الروح القدس الرسل، إلى التركيز في كرازتهم، بالأخبار السارة، ووجَّه ذلك إلى اتجاهين؛ الاتجاه الأول، هو التركيز على قصة وأحداث وروايات الآلام والصلب والقيامة والصعود وشفاعة الرب الحي الدائمة في المؤمنين ومجيئه الثاني في مجد ليدين الأحياء والأموات، وكانت هذه الأمور هي محور وجوهر وبؤرة الكرازة والإيمان، والاتجاه الثاني هو تسليم أقوال الرب وتعليمه ووصاياه، في ترتيب دقيق ومحكم، وذلك بحسب إرشاد الروح القدس وتوجيهه وعنايته.

  • مُشارَكة
  • شارك زملاءك في المجموعة، بنذة عن باروخ بن نيريا.
  • كذلك شاركهم بنبذة عن يهوياقيم الملك الشرير.
  • ثم اذكر في خمسة أسطر على الأقل ما تعرفه عن قصة إيليا وأنبياء البعل.
  • أسئلة للتفكير
  • في ضوء فهمك لمحتوى الدرس، ما هي الصفات التي كان يجب أن يتحلى بها كُتاب كلمة الله .
  • ما هي الحقائق التي كانت تفوق إدراك كُتاب العهد القديم؟ ولماذا كانت تفوق إدراكهم؟!

استحالة تحريف الكتاب المقدس

  • س1: هل توجد أدلة على تحريف الكتاب المقدس؟!
  • س2: هل توجد أدلة على استحالة تحريف الكتاب المقدس؟!
  • مُقدمة

طِبقا لوعد السيد المسيح نفسه، فإن: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لن يزول” (متى 35:24)؛ ما يقودنا لطرْح موضوع “استحالة تحريف الكتاب المقدس“، وهو موضوع شائك، وشهير، كثيرا ما يتم النقاش والجِدال فيه.

وسنستعرض في هذا الدرس أدلةً كثيرة، على استحالة تحريف الكتاب، لكن دعنا قبلها، نطرح عددا من الأسئلة، التي يستحيل أن يجد المُدَّعون، والمشككون في صحة الكتاب، إجابةً واحدةً لها، مثل:

  • هل يستطيع القائلون بالتحريف، أن يدلونا على مؤرخ، ذَكر شيئا فى التاريخ – ولو عابرا – عن مؤتمر، أو مَجْمَع، ضمَّ أجناسا من البشر، من جميع القارات، لتحريف الكتاب المقدس؟
  • هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يجيبوا لنا عن هذه الأسئلة أو حتى واحدٍ منها:
  • مَن الذى حرَّف الكتاب المقدس؟
  • متى حُرِّف الكتاب المقدس؟
  • أين حُرِّف الكتاب المقدس؟
  • لماذا حُرِّف الكتاب المقدس؟
  • أين النسخة الأصلية التى لم تُحرَّف؟
  • إن كلمة “تحريف” لا يمكن إثباتها عمليًا إلا بالمقارنة:
  • أي مقارنة الإنجيل الأصلي، بالإنجيل الذي يُقال بتحريفه.
  • والمقارنة تُظهر أين يوجد ذلك التحريف؟
  • في أي فصل أو فصول من الإنجيل تمَّ التحريف؟
  • أو في أي الآيات؟
  • أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه، يكون هذا الاتهام خطيرا، بلا بينة، بلا دليل، بل إثبات، بلا بحث علمي.
  • بالتالي لن يكون مقنعًا لأحد.

عزيزى: لم تمتد أبدا للكتاب المقدس، يَدُ التحريف، من بعيدٍ أو قريب!

وسنتطرق في هذا الدرس الهام، لعددٍ من أدلةٍ كثيرة، متنوعة، تُثبت استحالة التحريف، عبر كل الأزمان والعصور، وفي كل دليل، سنعرض نقاطا، على سبيل المثال، لا الحصر، وتحت كل دليل، يمكنك الاستفاضة، بالبحث، عن مزيدٍ من النقاط.

  • أولا: شهادة المخطوطات القديمة:
  • أهم مخطوطات العهد القديم :
  • لفائف البحر الميت وترجع إلى 100- 250 ق.م.
  • بردية ناش وترجع للقرن الثانى الميلادى.
  • مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100ق.م.
  • أهم مخطوطات العهد الجديد :
  • المخطوطات البردية :
  • مخطوطة جون رايلاند وترجع إلى 125م.
  • مخطوطة بودمير وترجع إلى 150م.
  • مخطوطة تشستر بيتي وترجع إلى 220م.
  • المخطوطات البوصية :
  • النسخة السينائية وترجع إلى 340م. وهى محفوظة الآن بالمتحف البريطانى.
  • النسخة الفاتيكانية وترجع إلى 350م. وهى محفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان.
  • النسخة الاسكندرية وترجع إلى 450م. وهى موجودة الآن بالمتحف البريطانى.

هذه المخطوطات، وآلاف المخطوطات الأخرى، الموجودة لدينا الآن، والتى حدَّد عمرها علماء محايدون، تؤكد بكل يقين، أن الكتاب المقدس، تمَّ نقله إلينا بأمانة، ودقة تامة.

  • ثانيا: شهادة الترجمات :
  • ترجمات العهد القديم :
  • الأرامية (500 ق.م)
  • السبعينية (285 ق.م)
  • السريانية (فى القرون الأولى للمسيحية).
  • ترجمات العهد الجديد :
  • الترجمات السريانية: القديمة (القرن الثانى الميلادى).
  • الترجمات القبطية: الصعيدية، الأخميمية، والفيومية (الرابع والخامس الميلادى) – البحيرية (القرن الرابع الميلادى).
  • ترجمات أخرى: مثل الأرمينية والجورجية والأثيوبية والعربية وغيرها، وقد عملت هذه الترجمات الكثيرة للكتاب المقدس، على سرعة انتشار الكتاب المقدس بين شعوب العالم، ولدينا الآن حوالي 10 آلاف مخطوطة، تتفق جميعا، مع النسخة التي بين أيدينا الآن.
  • ثالثا: شهادة كتابات الآباء الأولين :

اقتبس آباء الكنيسة الأولون، الكثير من نصوص الكتاب المقدس، فى عظاتهم، وكتابتهم، وترجع أهمية هذه الاقتباسات كدليل على صحة العهد الجديد، للآتي :

  • أنها قديمة جدا إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول الميلادى.
  • أنها باللغات الأربع القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية.
  • أنها مقتبسة فى بلاد عديدة سواء فى الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب.
  • أنها كثيرة جدا إذ يبلغ عدد الاقتباسات التى اقتبسها الآباء قبل مجمع نيقية حوالى 32000 اقتباسا.
  • رابعا: شهادة العلم
  • عزيزى القارئ: نريد أولا أن نضع أمامك الحقائق الآتية :
  • الكتاب المقدس يحتوي على حقائق علمية كثيرة، مكتوبة بأسلوب بسيط يناسب القارئ العادى.
  • الكتاب المقدس لم يحتوِ على الأخطاء العلمية التى كانت شائعة وقت كتابته.
  • الكتاب المقدس أخبر عن كثير من الأمور العلمية، والتى لم تكتشف إلا حديثا.
  • وإليك (بعضا) مما يوضح توافق العلم مع الكتاب المقدس :
  • الكون ليس أزليا (تكوين 1:1).
  • اجتماع المياه كلها إلى مكان واحد (تكوين 9:1،10).
  • إشارة إلى كروية الأرض (إشعياء 22:40).
  • إشارة إلى الجاذبية الأرضية (أيوب 7:26).
  • خامسا: شهادة التاريخ والآثار

شهدت الآثار لقصص الكتاب المقدس، وأنها حقيقة، وليست خيالا، وإليك بعضا من هذه الاكتشافات:

  • العهد القديم :
  • اكتُشفت صحائف وكتابات أشورية وبابلية، تحكى قصة خلق الإنسان، وطرده من الجنة، طبقا لما ورد فى (تكوين 2).
  • اكتشف الأثريون مدينة فيثوم التى بناها رمسيس الثانى، وتعرف الآن بتل المسخوطة بالقرب من الإسماعيلية (خروج 5:1).
  • اكتشف الأثريون مدينة أريحا القديمة، وقد وجدت الجدران ساقطة على الأرض، كما وُجِدت بقايا أخشاب محترقة، ورماد، دليلا على صدق رواية يشوع أن المدينة أحرقت بالنار (يشوع 6).
  • وغيرها الكثير والكثير من الاكتشافات، مثل حجر موآب، وصخرة كردستان، وبوابة أشتار فى بابل، وحجر قانون حمورابى، وحفريات مدينة صور والسامرة، وكلها تحكى قصصا مطابقة لما جاء فى الكتاب المقدس.
  • العهد الجديد :
  • شهادة يوسيفوس المؤرخ اليهودى فى القرن الأول الميلادى فى كتابه “العاديات والآثار”.
  • شهادة كرنيليوس ناسيتوس المؤرخ الرومانى، فى القرن الأول الميلادى، فى كتابه عن تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
  • تقرير بيلاطس البنطى، إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر، بشأن المسيح، وهو محفوظ الآن بمكتبة الفاتيكان بروما.
  • صورة الحكم الذى نطق به بيلاطس البنطى على يسوع، وهو موجود الآن بدير الكارثوزيان بالقرب من نابولي إيطاليا.
  • سادسا: شهادة إتمام النبوات
  • نبوات العهد القديم :
  • نبوات عن السيد المسيح: هناك أكثر من 300 نبوة، تنبأت عن شخص الفادى والمخلص، وكلها تحققت فى السيد المسيح، مولود بيت لحم.
  • نبوة نوح لأولاده الثلاثة عن شعوب الأرض (تكوين 25:9-27).
  • نبوة يشوع عن أريحا فى القرن الـ 15 قبل الميلاد (يشوع 26:6)، وتحققت فى (سفر الملوك الأول 34:16).
  • نبوة إشعياء عن انتصار كورش على البابليين، وعودة اليهود من السبى إشعياء 45:44)، وتحقق ذلك حرفيا.
  • نبوات العهد الجديد :
  • تنبأ السيد المسيح عن الاضطهاد الذى سيلاقيه التلاميذ (متى 17:10-23).
  • وتنبأ عن دمار وخراب بيت صيدا وكفر ناحوم (متى 20:11-24)، وقد زالت هذه المدن فى القرن الرابع الميلادى.
  • وتنبأ عن خراب أورشليم والهيكل قبل خرابها بأربعين سنة (لوقا 43:19،44).
  • وتنبأ عن انتشار الإنجيل فى المسكونة كلها (مرقس 10:13)، وقد تحقق ذلك.
  • سابعا: شهادة العقل والمنطق
  • دور العهد القديم فى إثبات صحة وسلامة العهد الجديد :

إن وحدة العهد القديم والجديد، وترابطهما الشديد، يؤكدان على صحة وسلامة العهد الجديد، لأنه يلزم لمن يرغب فى تحريف العهد الجديد، أن يحرف أيضا العهد القديم؛ ليجعله مطابقا له، وإذا كان المسيحيون سيحرفون العهد الجديد ليجعلوا من مسيحهم إلها، فلماذا سيصمت اليهود، وهم يرون كتبهم تُحرَّف أمام أعينهم؟

  • دور كتبة العهد الجديد فى إثبات وحيه وعصمته :
  • كان معظم كتبة العهد الجديد شهودا للأحداث، وكتبوا أسفارهم من أماكن متفرقة، لكن بوحدة واحدة.
  • ذكر الرسل أخطاءهم الشخصية مما يدل على أمانتهم، وقد كرزوا بالإله المتجسد والمصلوب.
  • ولو كانت نية التحريف أو التبديل عندهم لنادوا بالأمر السهل والأكثر قبولا.
  • كما لم يعتمدوا فى كرازتهم على سلاح أو مال، رغم ذلك نجحوا فى الكرازة للعالم كله.
  • مما يدل على صدق دعوتهم، وأنها بمؤازرة الله نفسه.
  • استشهدوا جميعا (عدا يوحنا الحبيب) فى سبيل ما كتبوا وكرزوا به.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • تحدَّثنا في بداية الدرس عن استحالة إثبات أن الكتاب المقدس مُحرَّف.
  • ثم تحدَّثنا عن إثباتات متنوعة لاستحالة تحريفه، واكتفينا، على سبيل الإيجاز، بسبعة إثباتات جوهرية.
  • وتحت كل إثبات اكتفينا بثلاث أو أربع نقاط (لنترك للقاريء فرصة للمزيد من البحث والاستفاضة).
  • وكانت الإثباتات المذكورة كالتالي:
  • أولا: شهادة المخطوطات القديمة.
  • ثانيا: شهادة الترجمات.
  • ثالثا: شهادة كتابات الآباء الأولين.
  • رابعا: شهادة العلم.
  • خامسا: شهادة التاريخ والآثار.
  • سادسا: شهادة إتمام النبوات.
  • سابعا: شهادة العقل والمنطق.
  • تأمل مشجع
  • الرائع والمُفرح، أن الكتاب المقدس، دونا عن غيره، متفرد بشكل مدهش، في أمورٍ عديدة، لا تُثبت فقط صحته، واستحالة تحريفه، لكن دقته، وروعته، وكماله، وتناسقه، وتناغمه، وقيمته العظيمة لكل البشر، مثل أنه فريد فى:
  • وحدته:
  • فقد كتبه حوالى أربعين رجلا على مدار 1600 سنة، وذلك في أماكن مختلفة من قارات العالم القديم.
  • وتنوعت مهنة كل كاتب وظروف الكتابة، مع ذلك خرج الكتاب المقدس فى وحدة كاملة وتناسق بديع.
  • ما يدل على أن وراء هؤلاء الكتبة جميعا روح واحد هو روح الله القدوس.
  • ملائمته لكل جيل وعصر: فهو الكتاب الوحيد الذى لم يصبه القدم، دائما وصالح لكل زمان وعصر.
  • ملائمته لكل عمر وفرد: فهو مناسب لكل فئات الناس ولكل القامات الروحية.
  • شموله وكماله:
  • فهو الكتاب الوحيد الذى كَتَب فى جميع الموضوعات.
  • وهو مكتبة إلهية شاملة تحوى: التاريخ والأدب والشعر، والمنطق، والفلسفة، إلخ.
  • إلى جانب القضية الأساسية وهى خلاص الإنسان.
  • انتشاره وتوزيعه: فقد تم توزيعه فى عام 1998م 20.751.515 نسخة كاملة فى 2212 لغة ولهجة.
  • صموده وبقائه: رغم أنه أكثر الكُتب التي واجهت اضطهادات، لكنه بقي صامدا كلَّ العصور.
  • قوته وتأثيره: فهو يلمس الأرواح والقلوب ويُغيِّر حياة الملايين.
  • مُشارَكة
  • يُمكن أن يطلب قائد كل مجموعة من الأعضاء، أن يُشاركوا زملاءهم بالمجموعة، بُنبذة مُختصَرة، عن بعض النقاط التي ورد في الدرس، مثل:
  • عضو 1: لفائف البحر الميت- مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية.
  • عضو 2: النسخة السينائية – النسخة الفاتيكانية.
  • عضو 3: شهادة يوسيفوس المؤرخ اليهودى – شهادة كرنيليوس ناسيتوس المؤرخ الرومانى.
  • عضو 4:  حجر موآب – صخرة كردستان.
  • أسئلة للتفكير
  • اذكر عددا من الأدلة، التي لم نتطرق لها في هذا الطرق، بشأن استحالة التحريف.
  • واذكر أيضا عددا من الأسئلة العقلانية التي تطعن في ادعاءات المُشككين.

مفهوم الوحي في المسيحية

وحدة وتكامُل على مر العصور!

تقول كلمة الله إن “كل الكتاب هو مُوحى به من الله” (رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16)، وتعبير “مُوحَى به” في اللغة اليونانية، الذي كُتِبَ به العهد الجديد من الكتاب المُقدس، تَعنى الذي يتنفس من الله، ومنها تُشتَق كلمة تَعني “الإلهام الإلهي، أو الوحي، أو أنفاس الله”.

وللمزيد من معرفة معاني الوحي في المسيحية، وطريقة كتابة الكتاب المقدس، وأسباب اختلاف أسلوب كل كاتب، رغم أن مصدر الكتاب واحد، دعونا نتعرف، على مراحل كتابة الوحي!

  • مراحل كتابة الوحي في المسيحية:
  • يختار الله بعض القديسين، ويُحرِك قلوبهم للكتابة، وقد يأمرهم مباشرةً، كما قال لموسى “اكتب هذا التذكار..” (خروج 14:17)، وكما قال لإرميا “خذ لنفسك دَرْج سفر واكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به..” (إرميا 2:36).
  • يترك الله للكاتب حرية اختيار الألفاظ والأسلوب والكلمات، لذلك نجد الأسلوب يختلف من كاتب لآخر، لكن دون أي تناقض، أو تضارب، بل في انسجامٍ كامل، وتوافق تام؛ فنري داود النبي يكتب بلغة الراعي، وسليمان بلغة الحكيم، وبولس بلغة الفيلسوف وهكذا، في الوقت نفسه، نجد روح الله يساعد الكاتب على انتقاء الألفاظ المناسبة.
  • يكون الكاتب أثناء الكتابة تحت هيمنة وسيطرة روح الله، الذي يحفظه، ويعصمه من الخطأ أثناء الكتابة.
  • كما يكشف روح الله للكاتب ما خَفِي عنه، مثلما كشف لموسى عن أيام الخليقة.
  • كما أن الله يتدرج بالبشرية من مرحلة لأخرى في طريق الكمال والملكوت.
  • كذلك لا يتقيد الوحي بلغة معينة، إنما يستخدم اللغة التي يستخدمها الشعب، فعندما كانت لغة شعب الله هي اللغة العبرية، جاءت كتابات العهد القديم بهذه اللغة، وعندما بدأ الشعب يتكلم الآرامية، ويصعب عليه فهم العبرية، جاءت بعض الكتابات باللغة الآرامية. والوحي لا يتمسك بلغة معينة، ولا يفضل لغة على أخرى، لذلك أوصى الرب تلاميذه، أن يذهبوا ويكرزوا للعالم أجمع، وأعطاهم أن يتكلموا بلغات مختلفة.
  • الكتاب المقدس هو كلمة الله
  • وفي هذا الصدد نجد
  • أن كُتَّاب الكتاب المقدس أنفسهم أعلنوا أنهم كانوا مسوقين من الروح القدس:

اعتبر كُتّاب الكِتاب المقدس، عبر كل الأسفار، أنهم كانوا مسوقين من الروح القدس، في كتابة الوحي. فداود النبي قال: ”رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي.” (سفر صموئيل الثاني ٢٣: ٢).

الرسول بطرس أيضا في حديثه عن العهد القديم، بأسفاره جميعها، يقول: ”لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”. (رسالة بطرس الثانية ١: ٢١) .

وكان الأنبياء يتكلمون دائما بـ “هكذا قال الرب”.

  • أن الأسفار المقدسة أعلنت عبر صفحاتها أن الله تنفّس بها:

نقرأ في العهد الجديد، إعلان بولس الرسول، في رسالته إلى تلميذِه تيموثاوس، أن: ”كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. ” (رسالة تيموثاوس الثانية ٣: ١٦-١٧).

والرب يسوع نفسه، وصف الأسفار المقدسة، بالكلمة الحقيقية، التي: ”… تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّه” (متى ٤: ٤).

  • إعلان الكتاب المقدس نفسه أنه كُتب بواسطة أنبياء الله (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة):

إن جميع الذين قاموا بكتابة الأسفار المقدسة، هم إما أنبياء، أو رسل من الله. وتوجد دلالات عدة، حول شخصية النبي، و صفاته، ولقبه، تسلط الأضواء، على دوره في نقل و تدوين كلمة الرب. عِلما بأن (كلمة نبي) تَعني بشكل عام التحدُّث باسم الرب.

  • مُعادَلة أن “ما يقوله الكِتاب، يقوله الرب أيضاً”

إن المعادلة التالية: ”ما يقوله الكتاب يقوله الرب أيضا”، تقدم لنا طريقة أخرى، يعلن فيها الكتاب المقدس، أنه كلمة الله.

إن هذا الأمر يظهر من خلال المقاطع المتكررة في العهد القديم، التي تُعلن “هكذا قال الرب”، في حين أن هذه المقاطع نفسها، عندما يَقتبس العهد الجديد منها، تذكر أن “الكتاب المقدس قال”.

  • وحدة وتكامل الكتاب أهم إثبات لصحته!
  • لنفرض أن شخصا طرق باب بيتك، وبعد أن سمحت له بالدخول، قدم لك قطعة من الرخام، غير مُشكَّلة، وتركها على أرض حجرة الضيوف، وخرج دون كلمة. ثم جاء شخص آخر، وفعل الشيء نفسه، ثم جاء شخص ثالث، ورابع، وخامس، وسادس، حتى اجتمع في بيتك عدد 40 قطعة رخام.
  • وعندما خرج آخر الكل، تكتشف المفاجأة، أن هذه القطع كوَّنت تمثالا جميلا مجسما. عندئذ ستُدرك، أن هؤلاء الضيوف النحاتين، الذين لم يقابل أي منهم الآخر، وجاءوا من أقاصي الأرض،  جاءوا  وراءهم عقل كبير، أرسل كل رجل على انفراد، وهو يحمل القطعة المتطابقة؛ لتكون جزءا من هذا العمل. وهذا ما حدث في تدوين أسفار الكتاب المقدس!
  • وإليك قصة تدوينه في نقاط:
  • الكتاب المقدس وحدة واحدة، الرب يسوع محوره، ففي العهد القديم نجد رموزا ونبوات عنه، وفي العهد الجديد نجد الحقيقة.  
  • كُتب الكتاب المقدس في ثلاث قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.                                  
  • كُتب في أماكن مختلفة؛ فبولس الرسول كتب في السجن، ودانيال في القصر، وإرميا في السجن، ولوقا في رحلات السفر، وداود وهو يرعى الغنم تارة، وهو ملك تارة أخرى، ويوحنا في بطمس.
  • كُتب في أزمنة مختلفة، وقت السلم كسليمان، ووقت الحرب كداود. 
  • كُتب في أحوال نفسية مختلفة، فالبعض في عمق حزنهم وفشلهم كأيوب، والآخرون في قمة أفراحهم كسليمان في سفر نشيد الأنشاد.                 
  • كُتب بالعبرية والآرامية العهد القديم، واليونانية في العهد الجديد.           
  • ناقش قضايا جدلية كثيرة لكن الوحدة، والترابط يتضحان في كل الكتاب.
  • كُتب بمختلف أنواع الكتابات؛ أدب وتاريخ وقانون وشعر ومقالات وأمثال وكتابات وتراجم حياة أشخاص ومراسلات ومذكرات.
  • يغطي تاريخ البشرية  دون فجوات تاريخية، فسفر ينتهي ليبدأ سفر آخر في تكامل تاريخي.
  •  تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • أحد تعريفات الوحي في المسيحية أنه “الإلهام الإلهي، أو الوحي، أو أنفاس الله”.
أما عن مراحل الوحي؛ فهي:اختيار الله للكاتب.عصمة الكاتب من الخطأ.تعريف الكاتب ببعض الأمور المَخْفيَّة.للكاتب حرية التعبير مع عصمة الروح القدس له.   وفي هذا نجد:تصريح الكتّاب أنفسهم بـ: “هكذا يقول الرب”تصريح الكتاب المقدس أنه “كلمة الله”إعلان الكتاب المقدس أنه يتمتع بالسلطة الإلهيةوأنه كُتب بمصطلحات بشرية.الكتاب المقدس وحدة واحدة، الرب يسوع محوره، ففي العهد القديم نجد رموزا ونبوات عنه، وفي العهد الجديد نجد الحقيقة.  
  • تأمُّل مُشجع

الوحي في المسيحية، هو إبلاغ الحق الإلهي للبشر بواسطة بشر. وهو عمل روح الله، أو بعبارةٍ أدق، عمل الروح القدس، في أفكار أشخاص مختارين، وفي قلوبهم، بما يجعلهم، بكامل إرادتهم، أداة للوحي الإلهي.

والعهد الجديد يؤيد العهد القديم، ويكمله. وقد وُجِد لغاية واحدة، وهي إعلان شخصية المسيح، وإيمان البشرية به.

كما أن الله لم يقف عند حد إعلان ذاته للبشر فحسب، بل بحث عن وسيلة، يُمكِّن بها الإنسان، من إدراكه. وكان على الروح القدس أن يقوم بهذه المهمة. وقد أكد المسيح لتلاميذه هذه الحقيقة إذ قال: “إن الروح القدس سوف يعلمكم كل شيء”، “ويرشدكم إلى جميع الحق” (يوحنا 14: 26؛ 16: 13).

إن العهد الجديد، هو شهادة لما حلَّ في أذهان وقلوب البشر، الذين آمنوا بالمسيح، بفعل الروح القدس. فقد ألهمهم لإدراك ما أعلنه الله ذاته، بابنه. والعهد الجديد يوضح لنا نتيجة ذلك الوحي!

  • مُشارَكة
  • إن ما يقوله الله، يقوله الكتاب المقدس: (غلاطية ٣: ٨)، (تكوين ١٢: ٣)، شارك زملاءك في المجموعة، بشاهدين كتابيين آخرين، عن هذه النقطة.
  • وما يقوله الكتاب المقدس، يقوله الله: (متى١٩: ٤-٥)، (تكوين ٢: ٢٤)، شارك زملاءك في المجموعة، بشاهدين كتابيين آخرين، عن هذه النقطة.
  • شارك زملاءك في المجموعة، بما تعرفه الآن، عن الفرق بين مفهوم الوحي في المسيحية، والأديان الأخرى!
  • أسئلة للتفكير
  • في ضوء فهمك لمحتوي الدرس، ما هي أسباب اختلاف أسلوب بعض الأسفار، رغم أن المصدر واحد.
  • ما هي المراحل التي يتطلبها تدوين الوحي في المسيحية بشكلٍ صحيح.

ألقاب وأسماء السيد المسيح

  • هل تعلم عدد أسماء وألقاب السيد المسيح التي وردت في الكتاب المقدس؟!
  • مُقدمة

تعكس أسماء السيد المسيح، وألقابُه، الورادة عبر صفحات الكتاب المقدس، في عهديه: القديم والجديد، معا، طبيعته، وطبيعه عمله على الأرض أثناء تجسُّدِه، كذلك مكانته بالنسبة للثالوث.

عِلما بأنه يوجد في الكتاب المقدس، حوالي 200 اسم ولقب للمسيح، سُنورد في هذا الدرس بعضا منها، مُرتبةً في أجزاءٍ ثلاثة، إضافةً لبعض الألقاء الأخرى.

  • ألقاب تعكس طبيعة المسيح
  • إبن الله: يؤكد لقب “ابن الله” الذي استُخدِم 42 مرة في العهد الجديد، على ألوهية المسيح. “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” (لوقا 1: 35).
  • كذلك لقب ابن الله الوحيد: “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.” (يوحنا 1: 14).
  • إبن الإنسان: وفي مقابل لقب “ابن الله”، يؤكد لقب “ابن الإنسان” على طبيعة المسيح البشرية، إلى جانب ألوهيته. “وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ.” (يوحنا 5: 27).
  • الكلمة: إن الكلمة هو الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس، كما درسنا سابقا، فهو الذي قال فكان، والذي أوجد كل الأشياء بكلمته، وبه خُلقت كل الأشياء “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ”. (يوحنا 1: 1).
  • كلمة الله: وهذا هو الإسم الذي أعطي للمسيح، والذي لا يعرفه أحد سواه. إنه يشير إلى سر ألوهيته، “وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ”. (رؤيا 19: 12-13).
  • كلمة الحياة:  لم يتكلم يسوع فقط بالكلام الذي يقود إلى الحياة الأبدية، لكن وفقا لهذه الآية؛ فإنه هو نفسه كلمة الحياة، في إشارةٍ إلى الحياة الأبدية، المملوءة بالفرح والشِبع، اللذين يقدمهما هو. “اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ”. (يوحنا الأولى 1: 1).
  • رأس الكنيسة: إن يسوع المسيح وحده، هو رأس ورئيس الكنيسة، الذين مات من أجلنا، ومن أجل الذين وضعوا إيمانهم فيه وحده لخلاصهم.“وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ” (أفسس 1: 22).

 حجر الزاوية: إن يسوع المسيح هو حجر الزاوية في البناء الذي هو الكنيسة. فهو يربط معا كل القديسين، من كل الأجيال، والأماكن، في بناءٍ واحد، مبني على الإيمان المشترك بشخصه. “مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ،” (أفسس 2: 20).

  • القدوس والبار: وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ، وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. (أعمال الرسل 3: 14) – إن المسيح قدوس، في طبيعته الإلهية، كذلك البشرية، وهو نبع قداسة شعبه؛ فبموته صِرنا قديسين، وأبرارا، أمام الله.
  • الديَّان: عيَّن الله يسوع المسيح؛ ليدين العالم، ويمنح المكافآت الأبدية.“وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ، وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّانًا لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ.” (أعمال الرسل 10: 42).
  • رئيس الحياة: كذلك أحد أهم ألقاب السيد المسيح “رئيس الحياة”، “وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ. (أعمال الرسل 3: 15).
  • ملك الملوك ورب الأرباب: ليسوع المسيح، سلطان على كل سلطة على الأرض، على الملوك والحكام، ولا يستطيع أحد أن يمنعه من تحقيق مشيئته وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ». (رؤيا 19: 16).
  • نور العالم: جاء يسوع إلى عالمٍ صار مُظلما بسبب الخطية، فأطلق نور الحياة والحق، من خلال أعماله وتعاليمه. فالذين يضعون ثقتهم فيه، تنفتح أعينهم، ويسلكون في النور.“ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».” (يوحنا 8: 12).
  • رئيس السلام: “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.” (إشعياء 9: 6). جاء يسوع لا ليأتي بالسلام إلى العالم بمعنى عدم وجود حروب، ولكن السلام بين الله والإنسان، الذي انفصل عنه بسبب الخطية. لقد مات ليوجد المصالحة بين الخطاة والله القدوس.
  • صورة الله غير المنظور وبكر كل الخليقة: إن السيد المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد، فعَكَس للبشر حقيقة الإله غير المرئي وغير المنظور، كما أن كلمة “بِكر كل خليقة”، لا تَعني أنه أول المخلوقات، بل تَعني أن له مكانةً تفوق الجميع، وأن مكانته أهم وأعلى من الجميع. “الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ”. (كولوسي 1: 15).
  • مكانته في الثالوث المقدس
  • الألف والياء: أعلن يسوع أنه بداية ونهاية كل الأشياء، في إشارةٍ إلى الله الواحد الحقيقي. إن صفة الأبدية هذه تنطبق على الله وحده  “«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (رؤيا 1: 8).
  • عمانوئيل: وتعني حرفيا “الله معنا”. ويؤكد كلٌّ من النبي إشعياء، ومتى البشير، أن المسيح سيولد في بيت لحم، وهو نفسه الله المتجسد الذي جاء ليعيش بين شعبه، ففي (إشعياء 7: 14) “وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».”؛ كما نجد “«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.” في (متى 1: 23).
  • أنا هو: عندما نسب السيد المسيح هذا اللقب لنفسه؛ حاول اليهود أن يرجموه؛ بتهمة التجديف. فقد فهموا أنه يعلن عن نفسه أنه هو الله الأبدي، يهوه العهد القديم الذي لا يتغير “قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».”. (يوحنا 8: 58).
  • رب الكل: يسوع المسيح هو السيد المتسلط على كل العالم، والأشياء التي فيه، بالذات مختاري الله “الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ.”. (أعمال الرسل 10: 36).
  • الإله الحقيقي: وهذا تأكيد مباشر على أن يسوع المسيح، وهو الإله الحقيقي، ليس له صفة الألوهية فقط؛ لكنه الله، وبما أن الكتاب المقدس يعلمنا أنه يوجد إله واحد فقط؛ فهذه الآية تصف طبيعة المسيح كجزء من الثالوث المقدس. “وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (رسالة يوحنا الأولى 5: 20).
  • عمله على الأرض
  • رئيس إيماننا ومكمله: يتم الخلاص من خلال الإيمان الذي هو هبة من الله، لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. (رسالة أفسس 2: 8-9)، ويسوع هو مؤسس إيماننا ومكمله أيضا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. (رسالة العبرانيين 12: 2). فمن البداية إلى النهاية، هو مصدر وحافظ إيماننا الذي يخلصنا.
  • خبز الحياة: كما أن الخبز يحافظ على استمرارية الحياة بالمعنى الجسدي، فإن يسوع هو الخبز الذي يعطي الحياة الأبدية ويضمنها. لقد دبَّر الله المَنَّ من السماء؛ ليُطعم شعبه في البرية، ودبَّر لنا السيد المسيح؛ الخلاصَ؛ ليُعطينا الحياةَ الأبدية من خلال جسده المكسور لأجلنا “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا.” (يوحنا 6: 35).
  • العريس: إن عَلاقة السيد المسيح بالكنيسة، وعهده معها، تُشبه تماما قُدسية عهد العريس بعروسه؛ من حيث المحبة والبذل والتضحية والعطاء، وكل معاني المحبة العميقة؛ إذ نحن مرتبطون معه، بعهد نعمة لا يمكن أن ينكسر أبدا “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.” (متى 9: 15).
  • المخلص: كما كان شعب إسرائيل بحاجة لأن يخلصهم الله من عبوديتهم؛ كذلك فإن المسيح هو مخلصنا من عبودية الخطية. “لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.” (رومية 11: 26).
  • الراعي الصالح: في زمن الكتاب المقدس، كان الراعي الصالح مستعدا أن يخاطر بحياته؛ كي ما يحمي خرافه من المعتدي. هكذا وضع يسوع حياته من أجل خرافه، وهو يهتم بنا، ويُطعمنا، ويغذينا “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.” (يوحنا 10: 11).
  • رئيس الكهنة: كان رئيس الكهنة اليهودي يدخل الهيكل مرةً واحدة في السنة؛ ليُقدم ذبيحة كفارة عن خطايا شعبه. وقد الرب يسوع بهذا الدور لشعبه؛ مرةً، وإلى الأبد، على الصليب. مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. (عبرانيين 2: 17).
  • حَمَل الله: تطلبت شريعة الله تقديم ذبيحة بلا عيب كفارة عن الخطايا، وأصبح يسوع ذلك الحملَ الذي اقتيد بوداعةٍ إلى الذبح؛ مُظهرا صبره في آلامه، واستعداده لأن يموت من أجل خاصته. “وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!” (يوحنا 1: 29).
  • الوسيط: الوسيط هو من يتدخل بين طرفين؛ ليصلح بينهما، والسيد المسيح هو الوسيط الوحيد الذي يصلح بين الله والإنسان. لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، (تيموثاوس الأولى 2: 5).
  • الصخرة: كما فاضت المياه المانحة للحياة، من الصخرة التي ضربها موسى في البرية؛ هكذا المسيحُ هو الصخرة التي تفيض منها مياه الحياة الأبدية، هو الصخرة التي نبني عليها بيوتنا الروحية؛ حتى لا تهزها أي رياحٍ أو عواصف وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. (رسالة كورنثوس الأولى 10: 4).
  • القيامة والحياة: في قيامة السيد المسيح من الأموات، طريقٌ، لقيامة الخطاة إلى حياة أبدية؛ إذ دُفِنت معه خطايانا، لنعيش في حياةٍ جديدة “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،” (يوحنا 11: 25).
  • المخلص: هو يخلص شعبه بموته من أجل فدائهم، وبأن يعطيهم الروح القدس ليجددهم بقوته، وبأن يمكنهم من الإنتصار على أعداؤهم الروحيين، وبأن يحفظهم في التجارب وفي الموت، وبأن يقيمهم في اليوم الأخير “أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” (لوقا 2: 11).
  • الكرمة الحقيقية: الكرمة الحقيقية توفر كل ما تحتاجه الأغصان (المؤمنون) لكي يُنتجوا ثمار الروح – المياه الحية للخلاص والغذاء من كلمة الله «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. (يوحنا 15: 1).
  • الطريق والحق والحياة: يسوع هو الطريق الوحيد إلى الله، الحقيقة الوحيدة في عالم مملوء بالأكاذيب والمصدر الحقيقي الوحيد للحياة الأبدية. إنه يجسد هذه الثلاثة زمنيا وأبديا. “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يوحنا 14: 6).

من ألقاب السيد المسيح أيضًا (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة): عريس الكنيسة، العريس، سليمان الحقيقي، الكرمة، الألف والياء، الأول والآخر، الأسد الخارج من سبط يهوذا، المسيح فصحنا، شمس البر، الصخرة، الرب، الإله، الباب، الراعي الصالح، ملك الملوك، رب الأرباب، الملك، ملك السلام، آدم الثاني، آدم الجديد، الخروف، حمل الله.

  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • للسيد المسيح، له كل المجد، العديد من الأسماء والألقاب في الكتاب المقدس.
  • تعدَّت هذه الأسماء والألقاب الـ200 اسم ما بين عهدي الكتاب القديم والجديد.
  • تكشف هذه الألقاب عن طبيعة السيد.
  • كما تشكف عن طبيعه عمله العظيم على الأرض.
  • تكشف أيضا عن مكانته في الثالوث.
  • من هذه الأسماء على سبيل المثال، لا الحصر:
  • المخلص، (إنجيل متى 21/1).
  • عمانوئيل أي الله معنا، (إنجيل متى 23/1).
  • السيّد، (إنجيل متى 2/8).
  • المعلم، المعلم الوحيد، (إنجيل متى 10/23).
  • ابن الإنسان، (إنجيل متى 30/24).
  • الابن، (إنجيل مرقس 7/9).
  • الكلمة، (إنجيل يوحنا 1/1).
  • حمل الله، (إنجيل يوحنا 29/1).
  • ابن الله، (إنجيل يوحنا 18/3).
  • خبز الحياة، (إنجيل يوحنا 35/6).
  • تأمُّل مُشجع

الرائع في إلهنا أنه ليس إلها غامضا مجهولا، بل إله واضح، كشف، ويكشف، عن نفسه دائما، بطرقٍ وأشكال عديدة، واضحة ظاهرة جلية للجميع، إحدى هذه الطرق، أنه كشف لنا عن هويته، ومبادئه، وفِكره، من خلال الكثير جدا من الأسماء والألقاب، التي قالها عن نفسه، أو تلك التي أطلقها عليه كثيرون، من خلال تعاملاته المُحِبة معهم، فنراه المخلص، الشافي، الرحيم، الحنون، ونراه كلمة الله، وابن الله الوحيد، وحمل الله، إلى آخر كل الألقاب، التي تكشف لنا من هو هذا الإله العظيم الرائع، الذي يحب، ويقدر، ويحترم الإنسان، ويحامي عنه دائما.

  • مُشارَكة
  • –         أوردنا في نهاية الدرس هذه الألقاب: عريس الكنيسة، العريس، سليمان الحقيقي، الكرمة، الألف والياء، الأول والآخر، الأسد الخارج من سبط يهوذا، المسيح فصحنا، شمس البر، الصخرة، الرب، الإله، الباب، الراعي الصالح، ملك الملوك، رب الأرباب، الملك، ملك السلام، آدم الثاني، آدم الجديد، الخروف، حمل الله.
  • –         على أن يقوم قائد المجموعة، بتوزيع خمسة ألقاب، على كل عضو من أعضائها، ليكتب شاهدا كتابيا يختص بكل لقب.
  • اذكر عددا آخر من ألقاب السيد المسيح التي لم نُوردها في هذا الدرس
  • أسئلة للتفكير
  • اذكر عددا من الأسماء التي وردت في العهد القديم إشارةً إلى السيد المسيح .
  • في ضوء مطالعتك للدرس، شارك زملاءك بالمجموعة، بما لمس قلبك شخصيا، من معاني ألقاب السيد المسيح.

“المسيا”.. ووظائف المسيح الثلاث!

  • ماذا تَعني كَلمة “مَسيَّا”؟ وما هي الوظائف التي يقوم بها الـ”مَسيَّا”؟
  • مُقدمة

تَعني كلمة “مَسيا” بكل بساطة، شخصا عليه مَسحة الروح القدوس، له هدف خاص جدا، ووظيفة محددة، من قِبل الله. وأُطلِقت كلمة “مسيا” في العهد القديم، على ثلاثة أشخاص، هم الكاهن والملك والنَّبي؛ ذلك لأن وظيفة المسيا، كانت صورة رمزية لوظيفة السيد المسيح، الله الظاهر في الجسد.

ولأنها وظيفة ضخمة، ومتشعبة، كان من الصعب، في العهد القديم، أن يشغلها شخصٌ واحد؛ إذ يستحيل، أن يكون شخصٌ واحد، قادرا، على التمثُّل بالسيد المسيح، من جميع الأوجه، لا سيما في العهد القديم، حيث تسود طبيعة الخطية، قلوب البشر.

  • لهذا شَغَل هذه الوظيفة العديد من الأنبياء والكهنة والملوك:
  • مثلًا موسى النبي، الذي أنقذ الشعب من عبودية فرعون، كان رمزًا للسيد المسيح، الذي أنقذنا من عبودية إبليس.
  • هارون أخو موسى، الذي كان كاهنا، أي شفيعا للشعب أمام الله، للتكفير عن خطاياهم، تماما كما فعل السيد المسيح لأجلنا.
  • داود الملك، الذي عاش ممسوحًا كمَلك، وهو بلا مملكة، كان رمزًا للسيد المسيح، الذي قال “مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ.” (يوحنا 18: 36).
  • ملحوظة: كان من الممكن للشخص الواحد، في العهد القديم، أن يجمع وظيفتين فقط من تلك الوظائف الثلاث (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة):
  • فهارون كان كاهنًا فقط، إشعياء وحزقيال وملاخي أنبياءً فقط، شاول وعُزيا ملوكًا فقط.
  • أما صموئيل؛ فكان كاهنًا ونبيًا، كذلك إرميا وإيليا، في حين كان داود نبيًّا ومَلكًا.
  • لكن لم يحدث أن جَمَع شخصٌ بين هذه الوظائف الثلاث إلا السيد المسيح.

الآن.. دعونا نتعرف على وظائف السيد المسيح، التي كانت هذه الوظائف ترمز لها، وترمز لما كان سيقوم به أثناء وجوده على الأرض.

  • أولا: المسيحُ النَّبي:
  • تمهيد
  • تَعني كلمة “نَبي”، الشخص الذي يُنبيء الناسَ، ويُخبرهم، برسائلَ، مُحددة، خاصة جدا، لهم من االله، تختص بالحاضر والمستقبل، وأحيانا الماضي.
  • والأنبياءُ الحقيقيون، قد سبقوا مجيء المسيح، وجميعهم تكلَّموا بكلام اللّه للشعب، لكن ما أوحى اللّه لهم به، كان ذا طبيعةٍ تمهيدية، وغير مكتملة.
  • لقد كانوا جميعا يرمزون للمسيح النبي الأعظم، الذي كانوا قد أتوا من أجل التمهيد لمجيئه.
  • فيما أدَّى كلُّ نبي دوره، بكل أمانة وجدارة، مدعوما بقوة اللّه، في التحضير التدريجي
    لمجيء المسيح. ولو أنَّ اللّه كشف عن كل شيء دفعةً واحدة، لما كان من الممكن لبني البشر استيعابه.
  • شَرْح.. ومُقارَنة
  • 1. ثمَّة اختلاف جوهري بين دور المسيح كنبي، وأدوار أنبياء اللّه.
  • 2. تكلم أنبياء العهد القديم كبشر مسوقين من عند اللّه، بينما تكلَّم، السيد المسيح، بالسُّلطان الإلهي.
  • 3.     كان الأنبياء يصحبون رسالتهم بتعبيرات مثل: «هكذا يقول الرب»، لكن عندما أشار، المسيح، إلى ما يقوله هو، قال: «أمَّا أنا فأقول»، أو «الحقَّ الحقَّ أقول لكم».
  • 4.     لم تكن لدى الأنبياء لا السُّلطة، ولا القدرة، على قول أي شيء بالنيابة عن اللّه،  أمَّا يسوع فقد كان يؤكد في رسالته على الدوام، أنه يتكلم بسلطته هو.
  • 5.     أدهش، السيد المسيح، معاصريه، الذين لاحظوا أنه يختلف عن الأنبياء، ورجال الدين، «لأنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَٱلْكَتَبَةِ» (متى 7: 29)، «لأنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى ٱلأَرْوَاحَ ٱلنَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ»(مرقس 1: 27).
  • 6. صرَّح، السيد المسيح، أكثر من مرة، بأن له سلطانا، يفوق ما لأي بشر، مثل غُفران الخطايا، على سبيل المثال، لا الحصر: “وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ”. (متى 9: 6).
  • 7. كما أنه أعطى رسله، الذين أوحى لهم بكتابة الإنجيل، بواسطة الروح القدس، السُّلطانَ، في مهماتهم النبوية.”ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْف.“، (متى 10: 1).
  • 8. ولم يكن يسوع مجرد نبي عادي، بدليل تفوُّقه المعجزي والأخلاقي.
  • 9. كما أن مهمة المسيح النبوية، امتدَّت إلى المستقبل، حتى بعد صعوده، إذ واصَل خدمته النبوية عبر رسله الأطهار.
  • 10. كما لا يزال يقوم بمهمته النبوية تلك، بواسطة الروح القدس المعزِّي، الذي أرسله إلى كنيسته؛ لينعشها، ويقويها، ويطبق في حياتها ما قالته كلمته الطاهرة. وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. (يوحنا 14: 26).
  • ثانيا: المسيح الكاهن
  • تمهيد
  • تُعتبر وظيفة الكهنوت في الكتاب المقدس، موازية لوظيفة النبُّوة. فبينما يقوم النبي بنقل رسالة من اللّه إلى البشر، أو بالتكلُّم للبشر بالنيابة عنه، فإن الكاهن هو الشخص الذي يقوم بتمثيل البشر أمام اللّه.
  • وذلك إما بتقديم ذبائحهم للّه بالنيابة عنهم، أو نقل صلواتهم وطلباتهم إلى اللّه؛ هذا لفُقدان البشر المقدرة على الوقوف أمام اللّه؛ بأنفسهم بسبب فسادهم وخطيتهم.
  • لم يكن الشخص العادي يقدر أن يقترب من قدس الأقداس داخل الهيكل، حيث تُقدَّم الذبائح، والصلوات الشفاعية الخاصة، لأن الإِنسان في حالته الساقطة، مفصول أخلاقيا وروحيا، عن اللّه، وهو ذو طبيعة مغايرة لطبيعة اللّه الطاهرة.
  • فكان الكاهن يأخذ على نفسه مهمة إعادة تلك العلاقة الطبيعية، التي كانت بين اللّه وبني البشر، إلى ما كانت عليه قبل السقوط، ولو بشكلٍ جُزئي ومؤقَّت.
  • شَرْح.. ومقارَنة
  • كانت وظيفة المسيح الكهنوتية أيضا ضمن الخواص المميزة للمسيَّا، الذي تنبأت عنه أسفار
    العهد القديم. فقد قيل عنه: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلأَبَدِ» (مزمور 110: 4).
  • كما قالت النبوة إنه: «يَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ ٱلْجَلالَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِناً عَلَى كُرْسِيِّهِ» (نبوة زكريا 6: 13).
  • نرى أن كهنة العهد القديم لم تكن مهمَّتهم، رغم عظمتها وفعاليتها وجديتها، سوى مهمَّة رمزية، ترمز إلى الكاهن الأعظم، الذي سعى هؤلاء الكهنة للتشبُّه به، وهو المسيح.
  •  أكدت الرسالة إلى العبرانيين، تفَوُّق مركز المسيح الكهنوتي، وألوهيته، وكذلك مركزه النبوي، على كافة الأنبياء.
  • بينما أشارت نصوص العهد الجديد الأخرى، إلى عمل المسيح الكهنوتي، “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ”. (مرقس 10: 45).
  • في الرسالة ذاتها إلى العبرانيين دُعي المسيح:
  • «رئيس كهنة اللّه» (3: 1).
  • «ورَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ» (4: 14).
  • «كَاهِنٌ إِلَى ٱلأَبَدِ» (5: 6).
  • «رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى ٱلأَبَدِ» (6: 20).
  • «رَئِيسُ كَهَنَةٍ… قُدُّوسٌ بِلا شَرٍّ وَلا دَنَسٍ، قَدِ ٱنْفَصَلَ عَنِ ٱلْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ ٱلسَّمَاوَاتِ» (7: 26).
  • «رَئِيسَ كَهَنَةٍ… قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ ٱلْعَظَمَةِ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ خَادِماً لِلأَقْدَاسِ وَٱلْمَسْكَنِ ٱلْحَقِيقِيِّ ٱلَّذِي نَصَبَهُ ٱلرَّبُّ لا إِنْسَانٌ» (8: 1، 2).
  • ومثلما تميَّز يسوع كنبي عن جميع الأنبياء، تميَّز أيضا عن جميع الكهنة.
  • هذا ما نراه في جانبي خدمته الكهنوتية: أي في عمله الكفاري كفادي البشر.
  • والبديل الحقيقي عنهم أمام اللّه.
  • وفي عمل وساطته وخدمته الشفاعية، كممثلٍ أوحد لكنيسته المفديَّة، أمام اللّه.
  • ثالثا: المسيح الملك:
  • تمهيد
  • للسيد المسيح، مكانتُه المَلَكية الخاصة؛ بصفته الوسيط بين اللّه والناس، ومخلّص البشر الخطاة.
  • فهو كابن اللّه المتجسِّد، إنسان كامل، أُعطي سلطة خاصة؛ لتكميل ملكوته الروحي في الكنيسة؛ وذلك بحفظها، وحمايتها، وقيادتها نحو المجد الأبدي.
  • من جهةٍ ثانية؛ فإن المسيح أيضا، بصفته الفادي والوسيط، لديه سلطة خاصة، كمَلِك، على كل المخلوقات.
  • كما أن الجانب الأول من ملكية المسيح، يرتبط بعلاقته بالمفديين. فهو مَلِكهم الروحي، وله سلطة على خلاص وفداء النفس. وتلك المسؤولية، كانت ضمن مواصفات المسيح المنتظر.
  • شَرْح.. ومقارَنة
  • «أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي» (مزمور 2: 6). كان هذا الوعدَ المُعطَى للملك داود، الذي كان رمزا للمسيح الملك الحقيقي.
  • أمَّا عن بشارة الملاك للعذراء مريم؛ فكانت عن المسيح الموعود بقدومه: «هٰذَا يَكُونُ عَظِيماً، وَٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَلا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ» (لوقا 1: 32 – 33).
  • وهذا ما أقرَّت به الجماهير الغفيرة عندما هتفت قائلةً: «مُبَارَكٌ ٱلْمَلِكُ ٱلآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ» (لوقا 19: 38).
  • أمَّا يسوع؛ فقد أشار إلى طبيعة مملكته تلك، عندما دحض أقوال زعماء اليهود، الذين اتَّهموه بالتآمُر على نظام الحكم الروماني، فقال كما أوردنا في بداية الدرس: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ…» (يوحنا 18: 36).
  • إن الجانب الروحي لمَلكية المسيح، يتجلَّى بأن يتخذ إطارا روحيا على قلوب وحياة المؤمنين، بعد خلاص الخطاة. وهو يَحكم بواسطة كلمته وروحه.
  • ويُعبِّر عن مُلكه هذا بواسطة، تجميع وحكم وحماية وتكميل كنيسته.
  • إن مُلك المسيح هذا، يُسمَّى في العهد الجديد «ملكوت الله» أو «ملكوت السموات».
  • وأعضاء الملكوت الروحي، الذي يملك عليه المسيح، هم المواطنون أعضاء كنيسته الحقيقية، المفدية التي اقتناها بدمه الطاهر، “اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.” (أعمال الرسل 20: 28).
  • وللتأثير الروحي لمملكة المسيح، الذي هو ملكوت النور، بُعدٌ أوسع من حياة المؤمنين. فحيثما وُجدت كنيسته، وتزايد تأثيرُها على المجتمع، يُلاحَظ نمو غير عادي للوفاء، والمحبة، والعدالة، وروح الطهارة، والقداسة، والبذل، والتضحية، والسلام.
  • فالمسيح عندما يملك على قلوب البشر، ينقلهم من ملكوت الظلمة، حيث هم بالطبيعة مستعبَدون للشر، إلى ملكوت النور، حيث كل جمال وحُسْن وصلاح، “الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ”. (رسالة كولوسي 1: 13).
  • ختاما.. وإذ يرى الناس الحياة المتغيرة في المؤمنين، والمخلوقة من جديد بواسطة روح المسيح، يمجدون الله، فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 5: 16)، من هنا يكون امتداد تأثير ملكوت المسيح.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • تَعني كَملة “مسيا”، شخصا ممسوحا من الروح القدس للقيام بمهام خاصة جدا محددة من قِبل الله.
  • كان للمسيا في العهد القديم وظيفة واحدة من إحدى هذه الوظائف الثلاث: نبي – كاهن – ملك.
  • كان يمكن للشخص الممسوح في العهد القديم أن يجمع بين وظيفتين، لكن لا يمكنه جَمْع الـ3 معا.
  • كانت هذه الوظائف ترمز لما كان سيقوم به السيد المسيح، له كل المجد، أثناء تجسُّدِه.
  • والعهد الجديد يقدمه لنا نبيا وكاهنا وملكا، وقد مَارس السيد المسيح بالفعل هذه الوظائف الثلاث.
  • وباعتبارنا، قبل الخلاص، كُنا بشرا ساقطين، جهلاء، مذنبين، متدنسين، وعاجزين،
  • كنا نحتاج إلى مخلص، يكون نبيا ليُعلمنا،
  • كاهنا يُكفر عن خطايانا، ويشفع فينا،
  • وملكا يسود علينا، ويحمينا.
  • –        . وبقبولنا الخلاص: صِرنا مُصالَحين مع الله؛ بموت ابنه ذبيحةً عن خطايانا،
  • مُنقذين من سلطان الشيطان،
  • ومُدخلين إلي ملكوت الله.
  • وذلك كله يقتضي أن يكون فادينا: نبيا وكاهنا وملكا معا.
  • تأمُّل مُشجع

قد يقول الإنسان، لا أستطيع من ذاتي التقرب إلى الله مباشرةً، بل أحتاج لإنسانٍ قريب منه، يعرفني، ويعرف ضعفي؛ ليقوم بهذا الدور؛ لذا جاء السيد المسيح في صورة إنسان، لكن يختلف عن كل البشر؛ لأنه قدوس، وإن كان من الناحية الظاهرية إنسانا، إلا إنه في الجوهر هو الله، والاقتراب منه هو اقترابٌ من الله. أليس هذا شيئا رائعا عجيبا عظيما؟!

أفليس هو من بَذل نفسه؛ إذ لا يوجد إنسان نفسُه ملكه لكي يقدمها، إلا يسوع المسيح..؟!

كما أن الوساطة أو المُصالِحة، التي قام بها السيد المسيح، لا تعني أن هناك طرفا ثالثا يتداخل بين الله والناس؛ فالإنسان، قبل الخلاص، كان لا يستطيع أن يقترب من قداسة الله؛ هنا قام الله بنفسه بهذا العمل. وهذا ما نقرأه في العهد الجديد «وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» (رسالة كورنثوس الثانية ٥: ١٨، ١٩).

وقد عجز الجميع، البشر، أو الملائكة، عن القيام بهذه الوساطة؛ لأنهم خلائق محدودة، لا سيما الملائكة التي لا تستطيع التطلع إلى الله؛ إذ هم يغطون وجوههم وأرجلهم أمام الله (راجع إشعياء ٦).

  • مُشارَكة

يطلب قائد المجموعة، من أعضاء المجموعة، بعد أن يقوم بتعليمهم سريعا، عن كيفية دراسة شخصيات الكتاب المقدس، أن يقدم كل شخص نُبذةً مختصرة عن اسم أو اسمين من هذه الشخصيات، حسب عدد أفراد المجموعة: (هارون الكاهن، حزقيال، إيليا، داود، صموئيل النبي، عُزيا الملك).

  • أسئلة للتفكير
  • في ضوء فهمك للدرس، اكتب سطرين، لا أكثر، عن كل وظيفة من وظائف السيد المسيح.
  • راجع (إشعياء 6)، واكتب نُبذة سريعة، عن “حال الملائكة” في هيبة الحضور الإلهي.

الميلاد العذراوي.. أهميتُه وصحته!

  • ما أهمية الميلاد العذراوي للسيد المسيح؟! وهل توجد إثباتات لصحته؟!
  • مقدمة

يحتفل العالمُ المسيحيُ، كلَّ عامٍ، بميلاد السيد المسيح، ومن الأركان الهامة في هذه الاحتفالية، التأكيد المسيحي الدائم، على ميلاد المسيح من عذراء، وقد صُكت عقيدة هامة، تناقش هذه القضية، واصطُلح على تسميتها، بـ «عقيدة الميلاد العذراوي»، فما هي أهميَّة أن يُولد المسيح من عذراء لم يمسسها رجلٌ؟ وما صحة هذه العقيدة؟!

  • أهمية الميلاد العذراوي
  • هو الآية التي أعطاها الله لكي يلفت الانتباه إلى كون يسوع المسيح هو تتميم العهد الداودي
  • توجد في كلٍ من إنجيل متّى، وإنجيل لُوقا، صلة وثيقة بين ميلاد المسيح، والوعد العهدي الذي قطعه الرب مع داود.
  • وقد ورد الاستخدام الوحيد في بشارة متّى لكلمة «عذراء»في اقتباسه من نبوة إشعياء (7: 14) وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ.
  • مُشيرًا إلى تتميمها في (متّى 1: 23)، هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.
  • أعلنت هذه النبوة عزم الله على تتميم عهده، الذي أقسم به لبيت داود، من خلال ابن يُحبَل به ويُولَد من عذراء، سيكون هو الله الظاهر في الجسد.
  • هو الوسيلة التي اختارها الله لكي يدخل بها المُخلِّص إلى العالم
  • كان ينبغي لذلك الابن المولود من عذراء أن يُدعَى يسوع، لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم (متَّى 1: 21)، فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.
  • أكَّد كل من زكريا في (لُوقَا 1: 68-75)، والملاك في (لُوقَا 2: 11) أن يسوع دخل إلى العالم لكي يُدبِّر الخلاص لإسرائيل، ولجميع من سُرَّ بهم الله.
  • كان الميلاد العذراوي هو الوسيلة التي لا بد أن يدخل بها مُخلِّص شعبه، أي المنقذ، وحامل خطاياهم، إلى العالم.
  • أتاح أن يُولَد يسوع من الله
  • اشترك آدم ويسوع معًا فيما لا ينطبق على أي إنسان آخر.
  • فقد جاء كلاهما إلى الوجود دون تدخل رجل.
  • لقد «وُلد» كلاهما من الله بشكل فريد، بحيث دُعيا «ابن الله» في الحالتين:
  • يسوع في لُوقا 1: 35: فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
  • وآدم في لُوقا 3: 38: بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.
  • وبما أنهما «وُلدا»من الله نفسه، فقد جاءا أيضًا إلى العالم بلا خطيَّة.
  • لكن، يوجد أيضًا اختلاف شديد بين الاثنيْن، ففي حين ذُكر آدم أولًا في سلسلة نسب الفصل الخامس من سفر التكوين، ذُكر يسوع أخيرًا في سلسلة نسب الفصل الأوَّل من إنجيل متَّى.
  • نَتجَ عنه حُلول الله بين البشر في جسم بشري
  • كان هو الوسيلة التي بها يمكن لله السابق الوجود أن يتخذ جسدًا مع الاحتفاظ بطبيعته الإلهيّة. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. (يوحنا 1: 14).
  • فبحسب يُوحنّا 1: 1، الكلمة (الذي كان هو الله)، صار جسدًا. أي صار الله إنسانًا.
  • ويُعرَف هذا باسم التجسُّد.
  • وكما يروي الكتاب المُقدّس، حدث هذا التجسد بواسطة الحبل العذراوي.
  • إذ أوجد الله الروح القدس الجنين في رحم عذراء تُدعَى مريم.
  • كان شَهادة عن قُدرة الله على فعل ما يستحيل على الإنسان فعله
  • قال الملاك جبرائيل: «لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى ٱلله»(لُوقَا 1: 37).
  • تضمَّن هذا منح أليصابات التي كانت قد اجتازت عُمر الإنجاب ابنًا من زوجها، زكريا.
  • ومنح مريم حَبَلًا دُون رجل من البشر، عن طريق الميلاد العذراوي.
  • كانت هاتان المعجزتان عمليْن ضمن الكثير من أعمال الله القديرة التي صنعها عبر التاريخ.
  • والتي يُسجِّلها لنا الكتاب المُقدّس.
  • يقودنا إلى حقيقة أن خلاصنا يتُّم بالنِّعمة وحدها
  • إن الأمر برمته لم يكن طفرة جينيَّة، أو مجرَّد علاقة جنسيّة بين طرفين. إنما كان الله الآب هو صاحب المُبادرة؛ ليهب لنا الخلاص من خلال ابنه المتجسد، بعمل الروح القدس (رسالة تيموثاوس الأولى 2: 5)، لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.
  • حتى إن العذراء مريم أقرت بأنها كانت مجرَّد أداة مُختارة في عمل الله الفدائي (لوقا 1: 38)، فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.
  • لقد وُلِدَ يسوع ليموت مِن أجلنا، حاملًا عنَّا عقوبة خطايانا بعد أن أتم الناموس عنَّا. حتى نتمكن من أن نُخَلَص به مِن خلال الإيمان وحده (رومية 5: 1)، فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
  • اعتراضاتٌ.. والردُّ عليها:

أنكر الكثيرون عبر العصور، حقيقةَ الميلاد، أو الحبَل العذراوي للمسيح يسوع. فمنذ القرون المسيحية الأولى، أنكر الكثيرون، أنَّ المسيح حُبِل به بمعجزةٍ، دون زواج بشري طبيعي، وقاومهم الكثير من آباء الكنيسة، وازداد هذا الاعتراض ازديادًا ملحوظًا، منذ بداية القرن التاسع عشر، وإلى يومنا هذا. فما هي بعض الحُجج التي يستخدمها مُعارِضو الميلاد العذراوي، وكيف نردُّ عليها؟

هناك عِدَّة اعتراضات، يقدِّمها مَن يُشكِّكون في صحة رواية الحبَل العذراوي في الإنجيل، كما رواها متَّى ولوقا:

  1. الاعتراض الأول: يشكُّ البعض في تاريخية القصة، قائلين إنَّها “مجرد قصة لاهوتية غنية، باقتباسات كثيرة من العهد القديم، وليست قصة تاريخية!”.
  • للردِّ على هذا الاعتراض، نؤكِّد أنّه ليس علينا الاختيار بين كونها قصة لاهوتية أو قصة تاريخية.
  • فالتلاميذ كتبوا التاريخَ من منظور لاهوتي إلهي: لقد تركوا الله يفسِّر لهم التاريخ.
  • الاعتراض الثاني: اختلاف سلسلة نسب المسيح يسوع بين متَّى ( ١: ١-١٧) ولوقا ( ٣: ٢٣-٣٨) يُشير إلى عدم تاريخية رواية الميلاد بأكملها.
  • أولًا، كَتب متَّى اليهودي أحداثًا تاريخية، وبدأها بسلسة نسبٍ، بنفس الطريقة التي كتب بها كُتَّاب العهد القديم، وقد أكَّد الكثير من علماء العهد الجديد دقة لوقا التاريخية والجغرافية.
  • ثانيًا، يُمكن تفسير الاختلاف بين سلسلتي النسب بأنّ متَّى تتبَّع سلسلة النسب الملوكية (الانتقال من داود إلى سليمان، متَّى ١: ٣)، بينما تتبَّع لوقا سلسلة النسب الجسدية الفعلية ليوسف (الانتقال من داود إلى ناثان، وهو ابن غير مشهور مذكور في ٢ صموئيل ٥ :١٤؛ لوقا ٣: ٣١).
  • الاعتراض الثالث: يُشكِّك البعض في رواية الميلاد قائلين إنّ الرواية هي تخيُّلات مأخوذة من أساطير يونانية.
  • أولًا، إنّ قراءة الأناجيل بحرص، تجعلنا نستنتج بسهولة، أنَّ مصدرَ روايتهم لم يكن خلفيةً يونانية، بل خلفية عبرية (مثال: هناك تشابُه بين قصة ظهور الملاك للعذراء وقصص عبرية مثل قصة امرأة منوح، قضاة ١٣؛ وقصة هاجر، تكوين ١٦).
  • ثانيًا، لا يُوجَد توازٍ بين هذه الروايات اليونانية، ورواية العهد الجديد. على سبيل المثال، عكس كل الروايات اليونانية، لا يُوجَد في العهد الجديد أيُّ إشارة للتزاوج بين الله ومريم (حاشا!). الأمر الذي قاد المؤرخ ميلارد إريكسون إلى القول بأنّ أساطير العالم القديم هذه “ليست أكثر من قصص عن زنا بين الآلهة والبشر، وهو أمر يختلف اختلافًا جذريًّا عن الروايات الكتابية عن الولادة من عذراء”.
  • الاعتراض الرابع: رواية الميلاد العذراوي موجودة فقط في لوقا ومتَّى، ولم يعترف بها باقي كُتَّاب العهد الجديد.
  • أولًا، أنّ الرب لا يحتاج إلى أن يقول الأمر أكثر من مرَّة لكي نؤمن بأقواله، والرب قال لنا بوضوح عن الميلاد العذراوي مرَّتين، فهذا أكثر من كافٍ.
  • ثانيًا، قصة الميلاد موجودة مرَّتين، ونجد في كلتيهما الحبَل العذراوي.
  • ثالثًا، لا يُوجَد مكان في الكتاب المقدس يعارض حقيقة الحبَل العذراوي.
  • رابعًا، لو كان يوحنا مُعترِضًا على الميلاد العذراوي، لصحَّحه في إنجيله الذي كُتِب أخيرًا. لكن على العكس، نجد في (يوحنا ٨: ١٩، ٤١) إشارةً إلى الميلاد غير الطبيعي في اتِّهامات الفريسيّين ليسوع “أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟”.
  • الاعتراض الخامس: يرفض المُتشكِّكون الحبَلَ العذراوي، لرفضهم كل ما هو خارق للطبيعة.
  • قال أحد المؤرخين، إن “الغالبية العُظمى من الذين يرفضون الميلادَ العذراوي، يرفضون أيضًا المحتوى الخارق للطبيعة للعهد الجديد، إنّ الأمر يتعلّق في الحقيقة بكل المعجزات، والقضية المتعلِّقة بجميع المعجزات ما هي إلَّا مسألة قبول أو رفض المُخلِّص الذي يقدِّمه العهدُ الجديد”.
  • بالتالي إن رفض الميلاد العذراوي هو رفض المُخلِّص يسوع المسيح ورفض المسيحية.
  • ورفض الميلاد العذراوي هو رفض حقيقة أنّ كل شيء مُستطاع لدى الله (لوقا ١: ٣٧، العدد الموجود في قلب الحدث للتأكيد على تدخُّل الله فيه تدخُّلًا فوق طبيعي).
  • الإله الذي خلق من العدم، هو نفسه الذي تدخَّل ليحدث الحبَل/ الميلاد العذراوي، وهو نفسه إله القيامة من الأموات.
  • أدلَّة تاريخية على صحة الميلاد العذراوي:
  • تمت كتابة الأناجيل في وقت قريب من وقت ميلاد المسيح، فلم تمض فترة بين الميلاد وبين تسجيل قصته لتسمح للأساطير بأن تُنسَج حولها. ولو أن قصة الميلاد العذراوي لم تكن صحيحة، فإن سؤالين يعترضاننا:
  • لو أن قصة الميلاد العذراوي لم تكن مؤسسة على حقائق، فكيف كانت تنتشر بمثل السرعة التي انتشرت بها؟
  • لو لم تكن الأناجيل صحيحة تاريخياً، فكيف حدث قبولها في العالم كله في هذا التاريخ المبكر؟
  • يقول جريشام ماتشن: لو أن العهد الجديد لم يذكر قصة الميلاد العذراوي فإن الشهادات التي جاءتنا من القرن الثاني عن انتشار عقيدة الميلاد العذراوي قبل أواخر القرن الأول الميلادي، تكفي لإِثبات هذه الحقيقة (15) ولقد كانت هناك طائفة مسيحية اسمها الأبيونيون رفضت تصديق أن العذراء تلد ابناً (إشعياء 7: 14) وقالوا إن ترجمتها هي سيدة شابة تلد ابناً ولكن الثابت أن الكنيسة رفضت فكرة الأبيونيين! وقد آمن كل المسيحيين بالميلاد العذراوي، ما عدا الأبيونيين وقليلين من طائفة الغناطسة (العارفون باللّه) انظر التطبيقات العملية، فقد كان الإيمان بالميلاد العذراوي جزءاً لا يتجزأ من إيمان الكنيسة.
  • ومما يؤيّد ذلك تاريخياً، شهادة الآباء الأقدمين، فالقديس أغناطيوس مثلا (110 م)، يقول في رسالته لأهل أفسس: “إلهنا يسوع المسيح حُبل به بالروح القدس في رحم العذراء مريم . ويقول عذراوية القديسة مريم والمولود منها، أسرار أجراها اللّه في الخفاء، والعالم كله يتحدث عن ذلك”.
  • وقد كتب أرستيدس (125 م) عن الميلاد العذراوي، قال: إنه ابن اللّه المتعالي، الذي وُلد بالروح القدس من مريم العذراء. إنه حسب الجسد من الجنس العبراني، بزرع اللّه في مريم العذراء (4).
  • ويقدم جستن الشهير (150 م) برهاناً قوياً على الميلاد العذراوي، فيقول: “معلمنا يسوع المسيح، ابن اللّه الوحيد، لم يولد ثمرة لاتصال جنسي، ولكن قوة اللّه حلَّت على العذراء وظللتها، وجعلتها تحبل مع بقائها عذراء”.
  • وكتب ترتليان، المحامي، أول مسيحي عظيم ممن يتكلمون باللغة اللاتينية. وهو لا يقول لنا فقط إن عقيدة الميلاد من عذراء كانت معروفة في عصره (200 م) بل يزيد بأن يقول لنا إن لها اسم لاهوتي، ونحن نعلم أن العقيدة لا يصير لها اسم لاهوتي إلا بعد أن تكون قد رسخت فترة من الزمن.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • إنَّ الكتاب المقدس يؤكد أنَّ العذراء «وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ».
  • وحينما فاجأها الملاك بخبر حملها بدون علاقة زواج، تساءلت: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟».
  • فأجابها الملاك قائلًا: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لوقا 1: 34-35).
  • إنَّ المسيح، القدوس ليس ابنًا لأبٍ بشري.
  • بل ابن الله يُدعى، إنه الله، كُلي القدرة، لا يعسر عيه أمر.
  • وعندما أراد أن يدخل عالمنا ويفي بوعده، جاء من نسل المرأة.
  • كان المسيح المولود من العذراء مريم، هو الله الظاهر في الجسد.
  • وهذا ما أكده البشير يوحنا قائلًا: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.» (يوحنا 1: 1، 14)
  • وهناك ردودٌ على كل الاعتراضات التي تتناول قضية الميلاد العذراوي.
  • كذلك إثباتات تاريخية عديدة لذات القضية.
  • تأمُّل مُشجع

إنَّ ولادة المسيح من عذراء، تؤكد ليس فقط على حقيقة ألوهيته، بل تؤكد أيضًا على حقيقة إنسانيته، إنَّ الكتاب المقدس يُعلمنا أنَّ المسيح كان إنسانًا كاملًا، له جسد مادي، وقد شابهنا في كل شيء عدا الخطية (عبرانيين 2: 17، 4: 15)، ويُعتبر الميلاد العذراوي ليسوع المسيح أحد أعظم المعجزات في التاريخ الكِتابيّ. فالكتاب الُقدّس يُعلّمنا أن يسوع وُلِد مِن عذراء اسمها مريم، وأنه حُبل به بقوَّة الروح القدس (متى 1: 18-20؛ لوقا 1: 34-35). ولكن حتى هذا التعليم البسيط لم يَسلم من هجمات المُشككين عبر تاريخ الكَنيسة. أيضا بدون الميلاد العذراوي، يصير العهد الداودي لاغيًا وباطلًا.

  • مُشارَكة
  • –         قُمْ بعمل سيرش، وشارك زملاءك في المجموعة، بما تعرفه عن “الأبيونيين”.
  • –         كذلك شاركهم بعد البحث بما تعرفه عن “الغناطسة”- العارفون بالله.
  • كذلك أعطهم لمحةً عن كلٍّ من جريشام ماتشن،أرستيدس، جستن الشهير.
  • أسئلة للتفكير
  • في ضوء فهمك لمحتوى الدرس، شاركنا بثلاث نقاط عن أهمية الميلاد العذراوي للسيد المسيح، مع شرح مبسط.
  • اذكر شهادة اثنين من المؤرخين المشهورين في القرون الأولى، تُثبت صحة عقيدة “الميلاد العذراوي”، تاريخيا.

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع