1- الإله السادي: مرفوض أم عادي؟!
(مُعضلة الإله شديد العقاب)
هي قسوة حياة أم قسوة إله؟
قال أحدهم: “يبقى أن نتوقف مليا أمام هذه الحفلة السادية من العذاب المستمر والقسوة المفرطة والانتقام الشرس؛ فمشهد الجحيم والتعذيب يصفع أى عقل غافل، ويثقب عين أى متغافل؛ لتسأل ببساطة شديدة: (لماذا التعذيب كعقاب؟ فلما لا يُكتفى بالحرمان من الحياة الأبدية أو الحبس مثلا، إذا كانت هناك ضرورة حتمية للعقاب؟ ثم أين الله الرحوم الرؤوف من مشهد الجحيم؟ فنحن نحظى هنا على فكرة إله سادى يتفنن ويتلذذ بممارسة التعذيب)، فإذا كان رحيما رؤوفا فمتى يُظهر تلك الرحمة والرأفة طالما يمارس التعذيب المستمر إلى الما لا نهاية من الزمن !! أين الرحمة من جلود تحترق ليتم تبديلها في أحد الكُتب المقدسة،، ولحوم محترقة فى كتابٍ آخر مقدس؛ داخل بحيرة النار والكبريت يلتهمها الدود كوجبة شهية، ولن يستمر هذا المسلسل لمدة تريليونات المليارات من السنين، بل إلى الأبد.. ما كل هذه السادية؟!”.
ليرد عليه آخر: “الله غنى وعظيم وكامل ولا يحتاج لشئ، ولن يزيده إيماننا، أوأعمالنا الصالحة، أو تنتقص منه حسب ما يُردَّد دوما. إذن لماذا العقاب، والتلويح به دوما كعقوبة على عدم الإيمان، وفعل الشرور، طالما عدم إيماننا وأعمالنا السيئة لن تزيده أو تنتقص منه ؟!”
فيما يؤكد دائما رجالُ الدين، مسلمون ومسيحيون، ومثقفون، على أن (التخلى عن الأديان يجعل البشر أكثر قسوة، وأن التسامح هو الأساس الذى تقوم عليه الحياة الاجتماعية، وكل جوانب الحياة فى المجتمع، في حين أن تاريخ الأنبياء يزخر بقصص هائلة من التسامح)، هذا كله في وقتٍ يواجه المجتمع فيه دعوات الإلحاد واللا دينية.
فهل فكرة الجحيم حرفية؟
هل هي رمزية؟!
هل هي خرافة من اختراع البشر؟
هل يمكن لشخص سَوي أن يتقبل وجود شخص يخلق كل هذا العذاب غير المحدود أو المتناهي؛ ليعاقب أشخاصا على أخطاء وخطايا ارتكبوها، في فترة زمنية صغيرة قياسا بالأبدية؟
هل هي صور مشوهة عن شخصية الله؟
أم هذا كله خرافات ولا وجودَ لله؟!
هل الله شخص غامض متقلب المِزاج يصعب توقعه؟!
هل له صلاحيات مطلقة يفعل ما يشاء في أي وقتٍ يشاء مع أي شخص بالطريقة التي تحلو له؟!
هل غضبه عنيف متوحش مدمر؟!
هل يجرب البشر بالكوارث والأمراض القاتلة؟
هل يختبر إيمانهم ومحبتهم لهم بالمصائب السوداء؟
تخيل لو أنت تحب شخصا حبا جما فتُعد له حقنة بها مادة مُسرطنة وتعطيها له وتتركه يتعذب وهو يعلم أنك الفاعل لترى هل سيستمر في حبك أم لا؟!
هل هو مرعب قرر ورسم لك كل شيء وأنت قطعة شطرنج تنفذ وأنت صامت؟!
أم هذا كله تصور بشري لتلك القوى الخارقة للطبيعي وفوق الطبيعية التي لم يروها أبدا؟
أم أسقط البشر ما عايشوه في بيئاتهم وثقافاتهم وحضاراتهم من شخصيات الملوك والقادة على شخص الإله؟!
أم أن صورة الإله تكونت في عصور بدائية، لم يكن فيها لا علوم ولا تكنولوجيا ولا وسائل تواصل ونقل حديثة؛ فتخيلوا أن الظواهر الطبيعية العجيبة، مثل الزلالال والبراكين والأوبئة والأمراض والحرائق والموت المفاجيء، إلخ، مِن فِعل ذلك المسؤول عن قوى الطبيعية؛ فتخيلوا أن هذه صورة الله؟!
وبصفتي ملحد سابق، لو لم أجد إجاباتٍ منطقية عن هذه الأسئلة، لاخترت عن طيب خاطر، وقناعة تامة، الاستمرار في الإلحاد!