نتكلم إليه، ويتحدث هو أيضا الينا؛ فالحديثُ ليس من طرفٍ واحد.
وهذا ما يعطي للصلاة قيمتها، لأن فيها نلتقي بشخصه العظيم، نسمع صوته وحديثه معنا.
وهي ليست فرضا نؤديه ليرضي اللهُ عنا! بل دعوة الله لنا لنتقابل معه، وهي تعبر عن اشتياقه للانفراد بنا. وهي احتياج نفوسنا للاختلاء بالرب كي ما نستريح فيه، ونرى وجهه.
أما عن مفهوم الخلوة الشخصية؛ فهي:
الوقت اليومى الذى يُصرف فى الشركة مع الرب، عن طريق الكلمة والصلاة،
وهي الوقت الذى نخصصه لمقابلة الله، والهدف هو أن ننمو فى العلاقة الشخصية معه؛
حتى نعرفه أكثر، ونسبحه أكثر، ونُصبح مشابهين له،
والخلوة الشخصية تختلف عن دراسة الكتاب المقدس (وهو ما سنكتشفه لاحقا)!
في الصلاة، لا نتغير فقط عن شكلنا، إلى شَبَه صورته،
لكن أيضا قد أُعطينا السلطان من قبل الرب
لأن نُغير العالم من حولنا،
وذلك بحسب ما جاء في (يعقوب 5: 16): « طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا».
كيف نحصل على وقتٍ مثمر مع الرب؟
اختر وقتا محددا:
تكون فيه فى أفضل حالاتك، وأفضل الاوقات بالنسبة لمعظم الناس، هو الصباح الباكر،
مثل: إبراهيم في (تكوين 27:19).
خَصِّص مكانا مناسبا:
يجب أن يكون منعزلا عن الآخرين،
لأنه سيصبح بعد ذلك مكان مقدسا،
تَتقابل فيه باشتياقٍ مع الإله الحى.
ضع ترتيبا مبسطا لهذا الوقت:
انتظر الرب: اجلس هادئا لمدة دقيقة (إشعياء 15:30).
لتتخلص من أفكار العالم (مزمور 7:89).
ثم وجِّه طِلبة افتتاحية: تطلب من الرب فيها،
أن يفرغ قلبك، ويقودك للقائه.
ويمكنك أن تبدأ وقتك هذا بترنيمة.
اقرأ جزءا كتابىا:
من هنا تبدأ محادثتك مع الله،
فهو يكلمك من الكتاب المقدس،
وانت تكلمه بالصلاة،
واقرأ: بصوتٍ عالٍ مسموع، ببطء، وكرر القراءة.
ثم تأمل واحفظ.
وسجل ما لمس قلبك وعقلك أثناء هذا الوقت الثمين!
ختاما اقض وقتا فى الصلاة:
ابدأ صلاتك بالترنم (مزمور 100).
الاعتراف بأية خطية لم تتُب بعد عنها (رسالة يوحنا الأولى 9:1).
اطلب لنفسك وللآخرين (متى 7:7).
كُن محددا فى صلاتك، وقَدم نفسك للرب (رومية 1:12).
هييء نفسك لحظات لسماع الله.
وقد لا يحدث ذلك فى البدايات، لكن استمر ولا تيأس.
تطبيقات عملية
الدرس في نقاط
إن رجال الله في الكتاب المقدس كانوا رجال صلاة.
والكنيسة الأولى كانت كنيسة مُصلية.
وعن مفاهيم الصلاة السريعة التي استعرضناها، أنها
. تحوُّل النفس إلى الله، وطَلَب وجهه.
لقاءٌ خاص منفرد مع الرب، فيه حديث متبادل بيني وبينه!
وهي ليست فرضا نؤديه ليرضى اللهُ عنا!
أما عن مفهوم الخلوة الشخصية؛ فهي
الوقت اليومى الذى يُصرف فى الشركة مع الرب، عن طريق الكلمة والصلاة.
وهي الوقت الذى نُخصصه لمقابلة الله.
وعن أهمية الخلوة الشخصية
تُعرفنا عن الرب، وعن أنفسنا.
نُدرك: وهذا يتم عن طريق المعرفة المُباشِرة.
نتغير: من صورتنا لصورته.
نُغير: فى الأخرين.
تأمُّل مُشجع
إن أحد الأسباب الرئيسة لضعف حياة كثيرين من المؤمنين، وفشل خدمتهم، يرجع إلى إهمال حياة الصلاة، والشركة مع الرب. وأحد أهم الأمور، التي يهتم عدو الخير، أن يشغلنا عنها، ويحاربنا فيها، هي الصلاة؛ لأنه يعلم أنها مصدر القوة والحياة لقلوبنا، وأنها يد الرب القادرة على تحقيق الكثير. ووقت خلوتنا الشخصية، هو الوقت الهاديء الثمين، الذي نتقابل فيه مع حضور الرب، ونتحدث إليه من قلوبنا.
الجميل والمشجع، أن الصلاة هي الوسيلة الفاعلة التي تُحرك يد الله، القادرة أن تحول القفر غديرا، والنفس العطشانة ينابيع ماء، القادرة أن تُوقف المطر، أو تجعل السماء تعطي مطرها، أن تفتح أبواب السجن، وعيون العِميان، بل تُقيم الموتى بالجسد والروح أيضا، وهي السلاح الذي أعطانا الرب، لنتغير، ونؤثر في الآخرين، وهذا كله يبدأ من مخادعنا في حضرة الرب، إذ منه تخرج كلمة الحياة آمرةً بالبركة.
مُشارَكة
يقوم قائد المجموعة بمشاركة الأعضاء بمزيدٍ من الآيات التي تُبرز أهمية الصلاة.
– شارك زملاءك في المجموعة كيف تَقضي وقت خلوتك الشخصية مع الرب.
شاركهم أيضا بأكثر مرة تلامست فيها مع حضور الرب (في خلوتك) وعن أكثر ما لمس قلبك.
أسئلة للتفكير
اذكر بعض الأفكار العملية البسيطة التي يمكن أن تساعد في جَعْل خلوتك مريحة وفعَّالة .
في ضوء فَهمْك لمحتوى الدرس، كيف تُساعد الخلوة الشخصية في تعميق شراكتك مع الرب.