1.الخلوة الشخصية.. مفهومها وأهميتها!

الخلوة الشخصية.. مفهومها وأهميتها!

س: ما هو مفهوم الخلوة الشخصية في المسيحية؟

س: ما هي أهميتها؟ وكيف نَجعلها مثمرة؟

  • مقدمة:
  • تحدَّث الرب يسوع مع التلاميذ مراتٍ عديدة عن الصــلاة،
  • وعن دورهـــا العظيم في حياتنا، بل أوصاهم أن  يســهروا ويصـلوا:
  • ففي (لوقا 22: 46)، قال لهم: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».
  • وفي (لوقا 1: 1): «”وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ»”.
  • ويكتب بولس الرسول لكنيسة فيلبي:
  • فيقول في (فيلبي 4: 6) «لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ.»
  • إن رجال الله في الكتاب المقدس كانوا رجال صلاة،
  • والكنيسة الأولى كانت كنيسة مُصلية؛
  • عَرَفت كيف تستخدم قوة الصلاة لحياتها، وتحقيق رسالتها: (أعمال الرسل 2: 43) «وَصَارَ خَوْفٌ فِي كُلِّ نَفْسٍ. وَكَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ.»

لهذا دعونا نستعرض أولا بعضَ المفاهيم عن الصلاة، قبل أن نتمعن في الحديث عن مفهوم الخلوة الشخصية في المسيحية، وأهميتها بالنسبة لنا!

  • مفاهيم سريعة عن الصلاة
  • الصلاة ليست مجرد كلمات نتفوه بها، أو واجبٌ نفعله، لكنها:

تحوُّل النفس إلى الله 

  • ففيها يتحول الذهن والقلب والذات، إلى الله.
  • وهي التحول عن كل ما يُرى إلى ما لا يُرى، (مزمور 25: 1) «إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي.»

طَلَب وجه الله

  • فهي طلب الله ذاته، طلب شخصه، وليست مجرد طلب العناية أو الإرشاد أو تسديد الاحتياجات.
  • ·       (مزمور 27: 8) «لَكَ قَالَ قَلْبِي: قُلْتَ اطْلُبُوا وَجْهِي. وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ»
  • لقاءٌ خاص منفرد مع الرب
  • ·       (متى 6: 6) «وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً».
  • (متى 14: 23) «وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ.»
  • لقاءٌ فيه حديث متبادل بيني وبين الرب!  
  • نتكلم إليه، ويتحدث هو أيضا الينا؛ فالحديثُ ليس من طرفٍ واحد.
  • وهذا ما يعطي للصلاة قيمتها، لأن فيها نلتقي بشخصه العظيم، نسمع صوته وحديثه معنا.
  • وهي ليست فرضا نؤديه ليرضي اللهُ عنا! بل دعوة الله لنا لنتقابل معه، وهي تعبر عن اشتياقه للانفراد بنا. وهي احتياج نفوسنا للاختلاء بالرب كي ما نستريح فيه، ونرى وجهه.
  • أما عن مفهوم الخلوة الشخصية؛ فهي:
  • الوقت اليومى الذى يُصرف فى الشركة مع الرب، عن طريق الكلمة والصلاة،
  • وهي الوقت الذى نخصصه لمقابلة الله، والهدف هو أن ننمو فى العلاقة الشخصية معه؛
  • حتى نعرفه أكثر، ونسبحه أكثر، ونُصبح مشابهين له،
  • والخلوة الشخصية تختلف عن دراسة الكتاب المقدس (وهو ما سنكتشفه لاحقا)!
  • أهمية الخلوة الشخصية

تُعرفنا عن الرب، وعن أنفسنا:

  • عن الرب، نكتشف ونفهم:
  • محبته: (إرميا 31: 3)« تراءى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.»
  • رحمته:  (مزمور 63: 3) «لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَيَاةِ. شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ.»
  • قداسته: (إشعياء 6: 3) «وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
  • بره:  (مزمور 146: 17) «الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ.»
  • حكمته: (رومية 11: 33) «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ!»
  • حقه (صِدقه): (نحميا 9: 8) «وَقَدْ أَنْجَزْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ.» 
  • أمانته: (رسالة تيموثاوس الثانية 2: 13) «إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ».
  • قدرته السرمدية: (مزمور 89: 13) «لَكَ ذِرَاعُ الْقُدْرَةِ. قَوِيَّةٌ يَدُكَ. مُرْتَفِعَةٌ يَمِينُكَ.»
  • طرقه (مبادئ الملكوت): (مزمور 25: 4،9) «طُرُقَكَ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي»  «يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ
  • وعن أنفسنا، نكتشف ونفهم:
  • قيمتنا في عيني الله: أننا علي صورة الله، وعلى شبهه خُلقنا:(تكوين 1: 26) «وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

·       أن جميعنا واحدٌ فيه:  (غلاطية 3:  28) «لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.»

·       حاجتنا الحقيقية:
فليس بالخبز وحده نحيا، بل بكل كلمة تخرج من فم الله.
  • كما أن حاجة الروح والنفس تفوق حاجة الجسد.
·       الأخطاء والضعفات
التي تحتاج توبة.
  • أو التي تحتاج إلى تقويمٍ وتصحيح.
·       وزناتنا وإمكانياتنا: التي يريد الله أن يستخدمها لمجده.
  • نُدرك: وهذا عن طريق المعرفة المُباشِرة، واستنارة الذهن بطريقه روحية
  • إن أهم ما يميز لقاؤنا الشخصي مع الرب، ليس مجرد معرفة أمور جديدة عن الله، وعن أنفسنا،
  • بل أننا نستطيع أن نُدرك هذه الحقائق ونتلامس معها.
  • وهذه هي صلاة بولس الرسول لأجل الكنيسة في أفسس، والتي تناسب جميع العصور:
  • (أفسس 1: 17، 18) «كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ».
  • نتغير: من صورتنا لصورته- من ضعفنا لقوته- من إرادتنا لإرادته
  • إن هذه الاستنارة الذهنية إنما هي بفعل عَمَل الروح القدس.
  • الذي يؤثر فينا تأثيرا هائلا؛ فيغير فينا، ومن حياتنا، في محضر الله:
  • (رسالة كورنثوس الثانية 3: 18) “وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.”
  • نُغير: فى الأخرين، ويرى الآخرون فينا صورة المسيح!
  • في الصلاة، لا نتغير فقط عن شكلنا، إلى شَبَه صورته،
  • لكن أيضا قد أُعطينا السلطان من قبل الرب
  • لأن نُغير العالم من حولنا،
  • وذلك بحسب ما جاء في (يعقوب 5: 16): « طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا».
  • كيف نحصل على وقتٍ مثمر مع الرب؟
  • اختر وقتا محددا:
  • تكون فيه فى أفضل حالاتك، وأفضل الاوقات بالنسبة لمعظم الناس، هو الصباح الباكر،
  • مثل: إبراهيم في (تكوين 27:19).
  • خَصِّص مكانا مناسبا:
  • يجب أن يكون منعزلا عن الآخرين،
  • لأنه سيصبح بعد ذلك مكان مقدسا،
  • تَتقابل فيه باشتياقٍ مع الإله الحى.
  • ضع ترتيبا مبسطا لهذا الوقت:
  • انتظر الرب: اجلس هادئا لمدة دقيقة (إشعياء 15:30).
  • لتتخلص من أفكار العالم (مزمور 7:89).
  • ثم وجِّه طِلبة افتتاحية: تطلب من الرب فيها،
  • أن يفرغ قلبك، ويقودك للقائه.
  • ويمكنك أن تبدأ وقتك هذا بترنيمة.
  • اقرأ جزءا كتابىا:
  • من هنا تبدأ محادثتك مع الله،
  • فهو يكلمك من الكتاب المقدس،
  • وانت تكلمه بالصلاة،
  • واقرأ: بصوتٍ عالٍ مسموع، ببطء، وكرر القراءة.
  • ثم تأمل واحفظ.
  • وسجل ما لمس قلبك وعقلك أثناء هذا الوقت الثمين!
  • ختاما اقض وقتا فى الصلاة:
  • ابدأ صلاتك بالترنم (مزمور 100).
  • الاعتراف بأية خطية لم تتُب بعد عنها (رسالة يوحنا الأولى 9:1).
  • اطلب لنفسك وللآخرين (متى 7:7).
  • كُن محددا فى صلاتك، وقَدم نفسك للرب (رومية 1:12).
  • هييء نفسك لحظات لسماع الله.
  • وقد لا يحدث ذلك فى البدايات، لكن استمر ولا تيأس.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • إن رجال الله في الكتاب المقدس كانوا رجال صلاة.
  • والكنيسة الأولى كانت كنيسة مُصلية.
  • وعن مفاهيم الصلاة السريعة التي استعرضناها، أنها

. تحوُّل النفس إلى الله، وطَلَب وجهه.

  • لقاءٌ خاص منفرد مع الرب، فيه حديث متبادل بيني وبينه! 
  • وهي ليست فرضا نؤديه ليرضى اللهُ عنا!
  • أما عن مفهوم الخلوة الشخصية؛ فهي
  • الوقت اليومى الذى يُصرف فى الشركة مع الرب، عن طريق الكلمة والصلاة.
  • وهي الوقت الذى نُخصصه لمقابلة الله.
  • وعن أهمية الخلوة الشخصية
  • تُعرفنا عن الرب، وعن أنفسنا.
  • نُدرك: وهذا يتم عن طريق المعرفة المُباشِرة.
  • نتغير: من صورتنا لصورته.
  • نُغير: فى الأخرين.
  • تأمُّل مُشجع

إن أحد الأسباب الرئيسة لضعف حياة كثيرين من المؤمنين، وفشل خدمتهم، يرجع إلى إهمال حياة الصلاة، والشركة مع الرب. وأحد أهم الأمور، التي يهتم عدو الخير، أن يشغلنا عنها، ويحاربنا فيها، هي الصلاة؛ لأنه يعلم أنها مصدر القوة والحياة لقلوبنا، وأنها يد الرب القادرة على تحقيق الكثير. ووقت خلوتنا الشخصية، هو الوقت الهاديء الثمين، الذي نتقابل فيه مع حضور الرب، ونتحدث إليه من قلوبنا.

الجميل والمشجع، أن الصلاة هي الوسيلة الفاعلة التي تُحرك يد الله، القادرة أن تحول القفر غديرا، والنفس العطشانة ينابيع ماء، القادرة أن تُوقف المطر، أو تجعل السماء تعطي مطرها، أن تفتح أبواب السجن، وعيون العِميان، بل تُقيم الموتى بالجسد والروح أيضا، وهي السلاح الذي أعطانا الرب، لنتغير، ونؤثر في الآخرين، وهذا كله يبدأ من مخادعنا في حضرة الرب، إذ منه تخرج كلمة الحياة آمرةً بالبركة.

  • مُشارَكة
  • يقوم قائد المجموعة بمشاركة الأعضاء بمزيدٍ من الآيات التي تُبرز أهمية الصلاة.
  • –         شارك زملاءك في المجموعة كيف تَقضي وقت خلوتك الشخصية مع الرب.
  • شاركهم أيضا بأكثر مرة تلامست فيها مع حضور الرب (في خلوتك) وعن أكثر ما لمس قلبك.
  • أسئلة للتفكير
  • اذكر بعض الأفكار العملية البسيطة التي يمكن أن تساعد في جَعْل خلوتك مريحة وفعَّالة .
  • في ضوء فَهمْك لمحتوى الدرس، كيف تُساعد الخلوة الشخصية في تعميق شراكتك مع الرب.
Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع