الدرس الأول: لا بد أنك سمعت، على الأقل، ولو مرة عن تعبير “أبوة الله”، لكن ماذا تعني أبوة الله؟ وهل الله فعلا أب لنا؟!
يظن البعض أن الله “ضابط شرطة”، يقتفى أثر الهاربين منه؛ حتى يقبض عليهم ويعاقبهم! ويظنه البعض الآخر بعيدا كما السموات، لا يهتم بما يجرى أو يحدث فى عالمنا.
وقد يصوره البعض على أنه سيد قاسٍ جبار، بلا رحمة أو شفقة وترفق، لكن بمجئ السيد المسيح إلى عالمنا متجسدا، لم نعد فى ظلام عدم معرفة الله. بل أصبحنا نعرف، من خلال حياته، أن الله أب محب رحيم، وراعٍ صالح!
الحقيقة نحن لا نود أن نخوض في دراسات، وأبحاث أكاديمية، تتحدث عن هذا الأمر، بل نريد أن نسير معك رحلة منطقية عقلانية، نكتشف فيها معا، المعنى الحقيقي الكامن وراء هذا المصطلح.
لذا؛ إن كنتَ من هواة التفكير والتأمل، ما رأيك أن تُشاركنا في سطرين أو ثلاثة على الأكثر، بما تعرفه أو تُدركه عن كلمة “بابا”! عن الأبوة!
ما رأيك أن تقوُل لنا ما ترى أن هذه الكلمة، أو هذه الصفة، يجب أن تحمله! أو قُل لنا حتى ما تتمناه في الأبوة! ما استمتعَتَ به، أو حُرمت منه!
1. أب: “فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ” (مَتَّى 6: 9).
2. يغفر: “فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ” (مَتَّى 14:6).
3. يَعتني: “اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ : إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟” (مَتَّى 26:6).
4. يترأف: “كَمَا يَتَرَأَفُ ٱلْأَبُ عَلَى ٱلْبَنِينَ يَتَرَأَفُ ٱلرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ”. (مزمور 13:103).
5. يقود: “لِأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ ٱللهِ، فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ٱللهِ”. (رُومِيَةَ 14:8).
6. متفرد لا مثيل له: “فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ”. (مَتَّى 9:6).
7. يُعطي عطايا جيدة: “فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!” (مَتَّى 11:7).
8. صالح: فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا، أَفَيُعْطِيهِ حَجَرًا ؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ ٱلسَّمَكَةِ؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ ٱلْآبُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلسَّمَاء”. (لُوقَا 11:11-13).
9. سَنَد: وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ ٱللهِ. (يوحنا 1: 12).
10. يُرشد ويُنمي ويُكبِّر ويُعلم: “إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ»”. (رومية 8: 15)
وأمور أخرى كثيرة: مثل أنه شافي، مُحرر، مُخلص، مُعين، مُعزي، مُقوي، مُشدِّد، حنون، رحيم، يشجع، يرعى، يَحمي، يُلاحظ، سريع الاستجابة، ضامن لنا، مُريح التعابى، صبور، متأنٍ، باذل، مترفق، إلى ما آخره من كل معاني الأبوة الحرفية والمعنوية والضمنية. (بعض هذه الموضوعات تناولناها في الجزء الأول من المنهاج، وبعضها سنتناوله في هذا الجزء “الثاني”).
“الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ “( مزمور 1:23): إن رعاية الله للإنسان لا تشمل مجرد تسديد الاحتياجات المادية له؛ بل هي أعم، وأشمل. هي تمتد إلى جعْله ليس في احتياجٍ أو عِوزٍ لشيء من احتياجاته الأساسية، تماما كما يتكفل الأب بطفله، ويحمله على جناح المحبة والرفق والرحمة والعناية والرعاية. مباركٌ اسمه القدوس!
الربُ حنانُ ورحيمْ
الربُ طويلُ الروحْ
الربُ كثيرُ الرحمةِ
الربُ صالحُ للكلِ
(أنتَ صالحُ للكلِ) 3 ومراحمك على كل أعمالك
يحمدك يارب كل أعمالك
ويباركك أتقيائك
بمجدِ ملكك ينطقون
بجبروتك يتكلمون
ملكك ملك كل الدهور
وسلطانك في كل دور فدور، دور فدور
(إلهنا الحبيب الصالح، أشكرك كثيرا؛ لأني أدركت الآن أنك أب، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ إلهية رائعة، أنتَ سندي في هذه الحياة الدنيا، أنتَ أماني وسط الأمواج المضطربة، أشكرك على رعايتك لي كل هذه السنوات، وإلى نهاية عُمري، أبارك وأقدس اسمك، في اسم يسوع.. آمين.)