الدرس الأول: هل الخلاص بالأعمال أم الإيمان؟ وكيف أنال الخلاص؟ كيف تجسَّد الله؟ ولماذا؟ ستتعرف على إجابات كل هذه الأسئلة من خلال قرائتك للدرس.
جاء يسوع ليهبك الحياة الابدية: “وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقَّ وَحْدَكَ، وَالَّذِي أَرْسَلْتَهُ: يَسُوعَ الْمَسِيح.” (إنجيل يوحنا 3:17). وأنت قد فعلت ذلك أثناء صلاتك الصلاة الخلاصية. يُمكنك الآن أن تعيش السماءَ هنا على الأرض، من خلال يسوع؛ فمنذ عَرَفتَه، ومَلَك على قلبك؛ أصبحتَ تحيا الحياة الأبدية؛
ولا يوجد لشيء، الآن، سُلطانٌ علينا، حتى الموت نفسه؛ فالمسيح هزم الموت لأجلنا. “لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ.” (رسالة العبرانين 2: 14).
عندما هزم يسوع الموت، بقيامته من بين الأموات، كُسِرت شوكة الموت، وهُزم العدو، الذي كان يُخيف الجميع، ولم يعد الموتُ هو النهاية، بل تكملةً لحياةٍ أروع مع السيد المسيح.
أصبحنا الآن قادرين على التعامل مع الله، دون وسيط؛ نقدر أن نتعامل معه، في أي وقت، وكل مكان، بلا حواجزَ تمنعنا عنه. “فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ.” (رسالة العبرانين 10: 19).
أساس الخلاص ومصدره هو عمل الرب يسوع المسيح الكفاري على الصليب (فبموته غَفَر كل خطايانا).
“فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.” (رسالة كورنثوس الأولى 3: 11).
“وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ.” (سفر أعمال الرسل 4: 12).
“عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،” (رسالة بطرس الأولى 1: 18، 19).
الإيمان هو الطريق الوحيد لنوال الخلاص. والمقصود هنا الإيمان بعمل ربنا يسوع المسيح على الصليب، والموت، والقيامة (فهو مات كي يُخلصنا من خطايانا، وقام من الموت؛ ليهبنا بِرَه).
“وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.” (رسالة العبرانين 11: 6).
“الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ.” (إنجيل يوحنا 3: 36).
“اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.” (إنجيل يوحنا 6: 47).
“ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ: يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟ فَقَالاَ: آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ.” ( سفر أعمال الرسل 16: 30، 31).
الإيمان هو: التصديق المُطلق في الله – الثقة الكاملة في عمله ومحبته – القبول.
يَكمن برهان ودليل خلاص الإنسان فيما تتغير إليه حياتُه، وفى سلوكه؛ حيث يقول الكتاب “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (رسالة كورنثوس الثانية 5: 17).
تَعني خليقة جديدة، مخلوقًا جديدًا بالكامل، لم يكن موجودًا من قبل، لكنه يحيا الآن بحسب طبيعته الجديدة، التي أخذها من المسيح (كما هو موضح باستفاضة في درس يحمل العنوان نفسه).
يتمتع الإنسان بخلاص الله، من خلال عمله على الصليب، في أزمنةٍ ثلاثة: الماضي – الحاضر – المستقبل.
أي الخلاص من عقوبة الخطيئة “الموت”؛ لأن أجرة الخطيئة موت، والخلاص هو نجاةٌ من الموت. “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رومية 6: 23).
“إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآن عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.” (رومية 8: 1).
أي تمتُّع المؤمن بحياةٍ جديدة؛ “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (رسالة كورنثوس الثانية 5: 17).
بعد أن نال المؤمن نجاةً من الموت، وبعد أن تخلص في الحاضر من سُلطان الخطية عليه، يتمتع بحرية مجد أولاد الله، “لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أيضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.” (رسالة رومية 8: 21).
أخيرًا، تُعلن كلمة الله هذه الحقيقة لنا، أن خلاصنا على حساب دم يسوع المسيح، بالإيمان به.
إلهنا الصالح المحب الأمين.. شكرًا لأجل محبتك الفائقة. شكرًا لأجل خلاصك المجاني. نطلب لكل أحبائنا أن يتمتعوا بهذا الخلاص على حساب دم يسوع المسيح.. آمين.