السَّلامُ على مَن اتَّبعَ السَّلام!
السلام ونبذ العنف
مقدمة:
معروف عن المسيحيه أنها ديانة السلام وأن السيد المسيح هو رجل السلام وبشهادة كبار الفلاسفه المفكرين والعلماء الإجتماعيين أنه هو رسول السلام الأعظم وانه بتعاليمه وسلوكه قدم للبشريه الترياق الشافى لسموم الحروب والعنف والإضطهاد حيث إعلان السلام جاء منذ اللحظه الأولى من بداية العهد الجديد ففى إنجيل لوقا 2: 14 نسمع هتاف الملائكه مع ميلاد السيد المسيح
“«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».”
فهناك سلام سماوى مع الله وسلام أرضى بالتجسد وإعلان كرامة الجسد الإنسانى وأنه محل إقامة الله منذ بداية العهد الجديد وأصبحت الحياه الإنسانيه بكاملها مقدسه والأرض معفيه من اللعنه والبشر مدعوين إلى المحبه والإتحاد .
أصالة السلام فى المسيحيه:
1 – طبيعة الله هى السلام:
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15: 33
“إِلهُ السَّلاَمِ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. آمِينَ.”
2 – ونجد ذلك أيضاً فى التصميم االإلهى الأصيل للكون والخليقه وعلى رأسها الإنسان:
ففى سفر التكوين 1: 28
“وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».”
3 – تمرد الشيطان على الله وإتخذ من الكذب والعنف والقتل وسيله لتحطيم الإنسان بواسطة الإنسان نفسه من كل من يتبع طريقه وطريقته:
ففى إنجيل يوحنا 8
44 أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.
4 – جاء السيد المسيح ليعيد السلام مره أخرى وبالفعل أرسى قواعد السلام وهزم الشيطان وتمم الفداء .
ففى إنجيل لوقا 19: 38
“قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!»”
و فى إنجيل لوقا 1: 79
“لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ».”
مشروع السلام المسيحى وكيف حل أسباب العنف:
على الأقل هناك أربع تحديات يجب علاجها أولاً لحل مشكلة السلام فيا ترى ما هى وماذا فعل السيد المسيح لحلها ولتقديم علاج شافى وفعال:
أولاً: مشروع شفاء الطبيعه البشريه الفاسده وميلها للعنف:
ففى رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 17
“إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.”
ثانياً: كسر شوكة الشيطان وعمله المتواصل فى نشر العنف والقتل:
ففى سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 2
“فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،”
وفى رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 20
“وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.”
ثالثاً: مشروع كسر الحواجز الدينيه والعرقيه ومصالحة اليهود مع الأمم:
ففى رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 14
“لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ”
و فى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 28
“لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.”
رابعاً: تغيير طبيعة الحياه وتمركزها حول التنافس والذاتيه وصراع الأفضليه بمشروع إرسالية الكنيسه برسالة السلام والخلاص والمحبه للعالم كله:
ففى إنجيل مرقس 16: 15 قال السيد المسيح لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء
“وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.”
وفى إنجيل متى 28: 19
“فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.”
وفى إنجيل متى 5: 9
“طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.”
وفى رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10: 15
“وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ».”
وفى رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 3
“مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ.”
وفى رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 11
“لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ.”
الختام:
الكلام عن السلام كلام خطير جداً لأن بغياب السلام لا تكون فقط دموع ولكن أيضاً دماء فالسيد المسيح قدم حلولاً جذريه وفعاله أثبتت صحتها وقوتها على مر التاريخ وكل من تخلى عن هذه المبادئ فى أى عصر من العصور دخل فى دوامات من العنف والحروب والصراعات وكان الثمن هو دماء الأبرياء وضياع أجيال بالكامل وحرمانها من الحق والنور بسبب تشويه الصوره التى رسمها السيد المسيح لطريق حياة السلام فالمسؤليه تقع على كل إنسان يسمح لنفسه بفتح باب الكراهيه والشر والعنف لذلك نجد السيد المسيح شدد جدا على هذا الموضوع ومنعه من جذره وجعله مقدماً حتى على تقديم العباده ففى إنجيل متى أصحاح 5
21 «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ.
22 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.
23 فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،
24 فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.
إنها حقاً دعوه رائعه ومسئوليه فائقه ورساله ساميه يجب أن تصل إلى كل البشر بمحبه وسلام فليس صحيحاً أو منطقياً أو مسيحياً أن نقدم رسالة السلام بطريقه تخلو من السلام فقد قالها بكل وضوح ووضع هذا المبدأ فى مت 26: 51 – 52
51 وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ.
52 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!