تشابُه الأديان: كذبة أم عَيان؟!
سرقة الأديان من بعضها البعض!
يقول عالم النفس السويسري” كارل يونج”: ” إن الأديان تأخذ من بعضها البعض في نفس الإتجاه وتستمد من نفس المصدر فليس ثمة اختلاف واضح بينهم”. فهل حقاً لا يوجد فرقاً؟! وهل سرق أتباع الديانات من بعضهم البعض الأفكار والقصص؟ ما أثر ذلك على مصداقية وتفرد الدين؟ سوف يتناول مقالنا البحث عن هذا الموضوع وتسليط الضوء عليه.
في البداية
يمكننا القول أن تابعي الأديان وكل دين على حدة يجتمعون على مجموعة تعاليم وممارسات وفرائض وأحكام متميزة عن الآخرين في 6 عناصر على الأقل:
الأول، المعبود (الإله): فهم يرون أن الإله المعبود لديهم متميز ولا مثال له فلا إله إلا الله.
الثاني، الكتب المُنزلة: كتابهم المقدس الجامعة لشريعته وأقواله وهي دستور الدين الذي لا يشابهه أى كتاب.
الثالث، التاريخ والتقاليد الخاصة بها: كل ديانة لديها تاريخها وأحداثها الهامة التي تميزها عن غيرها. هذه الأحداث والتقاليد تعزز الهوية الدينية الفريدة لكل ديانة.
الرابع، الشعائر والمعتقدات: كل ديانة لديها طقوس وشعائر معينة تميزها وتجعلها مميزة بالنسبة لأتباعها.
الخامس، المعتقدات والقيم: تعكس هذه المعتقدات والقيم ما يعتبره أتباع الديانة هو الحقيقة والتوجيه الإلهي في حياتهم.
السادس، الهوية: يتميز كل مجتمع ديني بهوية فريدة خاصة بهم.
الحقيقة غير ذلك!
نجد على أرض الواقع أن الأديان تأخذ من بعضها البعض ولا تتوافر فيها الـ 6 عناصر السابقة مجتمعة!! فالحقيقة أن معظم ما جاء في هذه الأديان ما هو إلا مسروق ومقتبس من أديان وثقافات سابق ويمكننا أن نوضح ذلك كالتالي:
(1) نجد تشابه كبير بين قصص والروايات الخاصة ببداية الخليقة وخلق آدم وحواء وقصص الطوفان وغيرها بين كل الأديان وبين الأساطير القديمة مثل المصرية والسومرية والشعائر الوثنية وتأثرها بالثقافة والفلسفة اليونانية! فما معنى ذلك؟
(2) اشتقاق معظم الشعائر والطقوس والفرائض والممارسات من أصول وثنية
(3) تشابه مفهوم الجنة والنار و الثواب والعقاب بين الديانات.
(4) وجود نصوص متشابهة مباشرة بين كُتب الأديان المقدسة.
دعوة للتفكير الحـر!
بعد هذا العرض الموجز عن فكرة نقل واقتباس الأديان من بعضها البعض وتأثير ذلك على منطقيتها وصدق ماجاءت به، نقف أمام تلك الأسئلة المُوجهة لمؤمني الأديان والتي تدعونا لنفكر لعلنا نجد الإجابات الشافية:
* شذرة:
“إن الأديان هي منتجات ثقافية بشرية، وقد تأثرت ببعضها البعض بشكل كبير”
لــ عالم الأديان البريطاني “جون هيك”.
تُرى.. هل فعلا الأمرُ كذلك؟!