10. تنمية المهارات .. وتطوير الذات!

تنمية المهارات .. وتطوير الذات!

لا تقتصر المهارات القيادية على المدراء وأصحاب المناصب العليا، إذ يمكنك اكتساب هذه المهارات مهما كان دورك وفي أيِّ جانب من جوانب حياتك. فالالتزام بالمواعيد مثلاً يعتبر دليلاً على مدى استقلاليتك وإمكانية الاعتماد عليك. واحترامك للقوانين يعبّر عن نزاهتك، وهكذا.

فيما يلي بعض النصائح والخطوات العملية التي تساعدك على تطوير مهاراتك القيادية وشحذها لتحقق النجاح في مسيرتك، سواء في المجال الخَدَمي أو العملي أو حتى الأكاديمي.

  1. اعمل على مشاريع أكثر

إحدى أهمّ الوسائل لتطوير المهارات القيادية تتمثل في تحمّل مسؤولية أكبر. لا يعني هذا بالطبع أن تستلم مهمّات كثيرة تفوق قدرتك، لكن إن كنت راغبًا في أن تنمو وتتطوّر، فاحرص ببساطة على القيام بمهام إضافية خارج نطاق الوصف الوظيفي الخاص بك. الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك هي الطريقة الوحيدة كي تتعلّم شيئًا جديدًا.

  • تقبل أن تتبع الآخرين

القائد الحقيقي لا يخشى تسليم زمام الأمور لشخص آخر حين يتطلّب الأمر ذلك. لا تشعر بالتهديد حينما يخالفك أحدهم في الرأي، أو حين يضع معتقداتك موضع النقد والتحليل. حافظ على عقل متفتّح يتقبّل آراء الآخرين ونقدهم بروح رياضية. واحرص على احترام جميع أفراد فريقك سواءً كانوا زملائك أو موظفيك، أو تابعين روحيا لك. قدّر قيمة كلّ واحد منهم، وابحث عن ميزاتهم وذكّرهم بها، سيجعلك ذلك أكثر تواضعًا وتقبلا للآخرين ويكسبك سمات قيادية تضمن لك النجاح.

  • طور وعيك الظرفي

القائد الحقيقي هو من يستطيع رؤية الصورة الأعظم، والتنبؤ بالمشكلات قبل حدوثها، بل وإدراك الفرص التي يجب انتهازها والتي يغضّ الكثيرون البصر عنها.

أيًّا كان المشروع الذي تعمل عليه، احرص على ألاّ تركّز تفكيرك على حالته الراهنة، وإنّما على حالته المستقبلية. لا تفكّر فيما هو الآن، وإنّما فكّر فيما يمكن أن يكون. درّب نفسك على رؤية إمكانات كلّ شخص وكلّ شيء أمامك من خلال تخيّل ما يمكن أن يحققه هذا الشخص أو يصبح عليه هذا الشيء، ولاحظ  مدى تطوّر وعيك الظرفي بناءً على ذلك.

  • كن مصدر إلهام للآخرين

أن تكون قياديًا، يعني أنّك جزء من فريق تقوده. وحتى تستطيع قيادة الفريق بنجاح، لابدّ من أن تملك القدرة على تحفيزه ودعمه. درّب نفسك على تشجيع الآخرين وتحفيزهم ليحققوا أهدافهم (حتى لو لم تكن قائدًا ومسؤولا عنهم).

قدّم النصح والإرشاد لمن يحتاجه، ولا تبخل بالكلمة الطيبة على أصدقائك ومعارفك، ففي بعض الأحيان، كل ما يحتاجه أحدهم، هو شخص ينصت إليه ويتفهّم مشكلاته.

  • وزع المهام على الآخرين

ليس هناك شخص كامل يبرع في كلّ شيء. بمجرّد ن تدرك هذه الحقيقة، فأنت قد قطعت شوطًا كبيرًا في درب القيادة. أن تكون قياديًا لا يعني أن تقوم بكلّ شيء بمفردك.

تعلّم أن توزّع المهام التي لا تحسن القيام بها على أشخاص موثوقين يمكنهم إنجازها أفضل منك. لا يعني هذا بالطبع أن توكّل غيرك بالعمل وتجلس مرتاحًا، وإنما المقصد ألاّ تخجل من طلب يد العون ممّن يملك المعرفة والمهارة الكافية لمساعدتك.

  • أتقن فن فض النزاعات

الحياة ليست وردية، ولابدّ من حدوث خلافات ونزاعات سواءً في العمل أو على الصعيد الشخصي. بدل من تجاهل ذلك الخلاف الذي حصل بين صديقيك المقربين، حاول أن تحلّه وترجع المياه إلى مجاريها، اسمع من الطرفين، وتحدّث إلى كلّ منهما على انفراد. درّب نفسك على أن تكون حياديًا في مثل هذه المواقف وأن تحافظ على علاقتك الطيبة مع كلّ الأطراف المختلفة.

أمّا إن كنت في منصب إداري بالفعل، فلا تتردّد في إعادة ترتيب الفريق وتوكيل المهام إلى أشخاص آخرين ليعملوا معًا في حال لم تتمكّن من تصفية النزاع.

  • ثقف نفسك أكثر في هذا المجال

لا تنتظر أن يطلب منك أحد الحصول معرفة معيّنة في مجال ما، ولا تكتفِ بهذا المقال فقط لتطوّر مهاراتك القيادية. وحديثنا هذا ليس سوى مقدّمة عن مهارات القيادة، وهو مجال واسع لابدّ أن تمتلك العزيمة والإصرار الكافيين لتخوضه بمفردك. ابحث عن كتب في مجال القيادة، واستمع إلى متحدّثين عالميين.

يمكنك أن تبدأ بقراءة كتاب: “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين”، للكاتب الشهير ديل كارنيجي، والذي لازال يُعتبر حتى يومنا هذا الكتاب المفضّل لدى الكثير من القياديين في مجال الأعمال.

  • شارك في المعسكرات القيادية والتدريبات وورش العمل

لا تتردّد في الالتحاق بمعسكر تدريبي حول القيادة، أو في التسجيل لحضور دورة مجانية عبر الإنترنت أو ورشات عمل في هذا المجال، والتي تتضمّن في كثير من الأحيان تدريبات عملية ومحاكاة للأدوار حيث ستساعدك هذه التدريبات في تطوير مهاراتك وشحذها، وتطبيقها في مواقف أقرب ما تكون للحياة العملية.

  • ابدأ بتطبيق ما تعلمته

قد تكون هذه الخطوة هي الأصعب في عملية تطوير المهارات القيادية، لكنّها الخطوة الأهمّ أيضًا. في حال لم تعثر على فرصة لتطبيق ما تعلمته من مهارات القيادة في داخل عملك، ابدأ بالبحث عن فرص خارج وظيفتك أو محيطك الحالي، كما يمكنك أيضًا أخذ زمام المبادرة في هذا المجال، من خلال اتخاذ إجراءات وقرارات قيادية بسيطة، كأن تنظّم نزهة مع أصدقائك، أو مبادرة تطوعية في حيّك مع زملائك.

Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع