الأدلة الأثرية والتاريخية لصحة الكتاب المقدس!
س: هل توجد إثباتات أثرية وتاريخية تؤكد صحة ما جاء بالكتاب المقدس من أحداثٍ ووقائع؟!
تحدَّثنا سابقا عن استحالة تحريف الكتاب المقدس، واليومَ سنتحدث بتدقيقٍ أكبر، عن صحته من الناحية التاريخية، ومن ناحية الأدلة الأثرية، ما يُؤكد، ويُثبت، صحة ما جاء به من أحداثٍ ووقائع، سنذكر فقط بعضا منها، على سبيل المثال، لا الحصر، لأن الإثباتات كثيرة جدا!
البتراء وآدوم:
دُوّن الكتاب المقدس على مدى ٦٠٠,١ سنة تقريبا. ويرتبط تاريخه ونبواته، بعدة دول عالمية، في العالم القديم، مثل: مصر، آشور، بابل، مادي وفارس، اليونان، روما،. والتأمل في حقائق عن مصر مثلا، أولى هذه الدول، سيؤكد أن الكتاب المقدس جدير بالثقة، وموحى به من اللّٰه، وأن رسالته تبعث الرجاء بنهاية الآلام، الناجمة عن حُكم البشر الفاسد.
مثلا مصر هي أول دولة عالمية في تاريخ الكتاب المقدس. ففي كنفها تشكّلت أمة اسرائيل. وفي أراضيها وُلد وتثقّف موسى، كاتب الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس. ويؤيد التاريخ وعلم الآثار، ما كتبه موسى عن تلك البلاد القديمة! لنتأمل في بعض الامثلة:
غالبا ما تتجلّى دقة التاريخ، من خلال تفاصيل كالعادات، آداب السلوك، وأسماء وألقاب الرسميين، وهو ما اتضح في سفرَي الكتاب المقدس الأولين: التكوين والخروج، تعليقا على قصة يوسف، ابن الأب الجليل يعقوب، الواردة في سفر التكوين، كذلك على سفر الخروج، فظهر كاتب هذين السفرين، ملمًّا كل الالمام، بالشؤون المصرية، مثل اللغة، الأعراف، المعتقدات، الحياة في البلاط الملكي، آداب السلوك، والامور المتعلقة بفئة الموظفين.
في الواقع، هذا مجرد دليل واحد، على مصداقية الكتبة، ودرايتهم التامة بما يكتبون، ما يجعلنا نُضيف لأذهاننا، مجموعة إثباتات راسخة لصحة الكتاب المقدس، وموثوقيته، من كافة الزاويا، الأمر الذي يقودنا بالأخير أن نكون فرحين، واثقين، في عظمة ودقة وروعة ما جاء به، وأنه كتاب إلهي تماما، نستطيع الوثوق به، والرسوخ فيه، والاعتماد كليا على تعاليمه ومبادئه، القادرة على نقلنا من الظلمة للنور، من خلال محبة إلهنا الحبيب للإنسان!