س: ما هي استراتيجيات عدو الخير في حربه مع المؤمنين؟ وهل لنا نُصرة فيها؟!
مُقدمة
تحدثنا في الدرس السابق عن الحرب الروحية، وهي ببساطة حرب تدور في العالم الروحي – غير المنظور – يشنها الشيطان على المؤمن بهدف إسقاطه في الخطية، وإصابته بالفشل والضعف؛ ومن ثم ابتعاده عن الشركة والعلاقة مع الله. واستكمالا لما بدأناه، سنتحدث في هذا الدرس، عن النُّصرة في مثل هذه الحروب، لذا لزاما علينا أن نطرح بعض الأسئلة، ونحاول أن نجيب عنها في إيجازٍ وتبسيط.
هل هناك أسلحة ومُعدات في هذه الحرب؟
كما قُلنا هي حرب بمعنى الكلمة، لكنها تدور في العالم الروحي.
أرض المعركة فيها هي الذهن البشري، ويستخدم فيها الشيطان أسلحته وجنوده ومُعداته ليسقط المؤمن.
لكن المؤمن أيضًا لديه سلاح الله الكامل الذي يُحارب به الشيطان.
وحتمًا ينتصر عليه إن كان متدربًا على استخدام سلاح الله الكامل. ومستندًا على نعمة الله، وقوته.
الشيطان يحارب الله في أولاده؛ إذ يريدهم دائمًا منكسرين، مهزومين، مضطربين، وخائفين.
هذا الامر يملأ قلبه بالزهو والشعور بالانتصار.
حيث يرى أولاد الله لا يدركون قيمتهم ومكانتهم لدى الرب. ولا يمارسون سلطانهم عليه.
هدف الشيطان دائمًا في حربه معك؛ أن تفشل. ألا تفكر في علاقتك بالرب.
فهو يرتعب من علاقتك بالله؛ لأنه يعلم جيدًا أنها تجعل منك مؤمنًا قويًا منتصرًا مؤثرًا.
لذلك فإن أقوى حرب يشنها عليك الشيطان تأتي في الوقت الذي تقرر فيه أن تقترب من الرب
وتكون في شركة دائمة ومتصلة معه. وحربه تزداد عنفًا وشراسة حينما تقترب من الله.
وتبدأ في إدراك وضعك وقيمتك كمؤمن وواحد من أولاد الله.
ما الذي يفعله الشيطان في حربه معنا؟
الشيطان يفعل أمرًا غاية في الخبث؛ فما إن تبدأ في علاقة وشركة مع الله،
وتتخذ قرارًا بالدخول إلى العمق. حتى يبدأ بضربات بسيطة وصغيرة.
تبدو وكأنها مواقف عادية، حتى يُضعف من قوتك تدريجيًا.
وربما تسخر منه ومن ضرباته الضعيفة في البداية.
لكن الحقيقة هو يضرب تلك الضربات الضعيفة بصورة متتالية حتى لا تشعر بما يُعده لك،
وحتى يُضعف من قوتك بطريقة قد لا تشعر بها. ثم يضرب ضربات عنيفة ومتتالية فتفقد توازنك،.
وربما تنطرح أرضًا دون مقاومة كبيرة منك.
حيث إنك قد ابتعدت قليلاً عن محضر الله بسبب الضربات السابقة.
وإن لم تدرك الأمر سريعًا فهو ينهال عليك بضربات أعنف وأشد حتى تخور وتسقط وتتراجع.
هل يمكن أن تتحول هذه الحرب لخيرنا؟
إن نجح الشيطان في إسقاطك، فإنه يعمل على إصابتك بمشاعر الفشل والإحباط والشعور بالذنب.
حتى لا تفكر في الاقتراب من الرب. وهذه هي غايته في حربه معك.
لأنه يعلم جيدًا أنك طالما ابتعدت عن الرب فسوف تفعل كل الأمور بطريقة غير صحيحة،
حتى وإن بدت صحيحة! هو فقط يريدك بعيدًا عن حضن أبيك السماوي!
لكن هناك أمر آخر في غاية الأهمية؛ فالله يستخدم هذه الحرب التي يشنها العدو على أولاده لخيرهم.
نعم إذ يستخدم الرب هذه الحرب لنعرف عدونا، وندرك مكانتنا في المسيح.
وبعد سلسلة من الحروب والسقطات والدموع والانتصارات، ثم الفشل والنجاح والضعف،
ندرك تمامًا أن نصرتنا وقوتنا في المسيح وحده (أمثال ٢١: ٣١).
وهذا الدرس الذي نتعلمه أحيانا كثيرة بعد الدموع والصدمات يجعلنا نلتصق بإلهنا.
بعض حروب الشيطان ضد المؤمن وطُرُق مواجهتها
الكذب والتشكيك : ويهدف إبليس من خلال هذا الكذب، أن يملا أفكارك بالكذب عن الله، وعن الآخرين، وعن نفسك ليفسد حياتك، وعليك أن تفضح أكاذيبه وترفضها وتتمسك بكلمة الله كما يقول الكتاب المقدس فى رسالة كورنثوس الثانية 10: 5 (هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر لطاعة المسيح).
الكبرياء:وهدف إبليس هو أن يجعلك فى خداع، كما وقع هو أمام الله، ولذلك يجب مواجهته بالاتضاع القلبي أمام الله، فيقول الكتاب المقدس فى رسالة يعقوب 4 : 6 – 7 (يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعين فيعطيهم نعمة فاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم).
الشكاية :وهدفه هو أن يملأ حياتك بالشعور بالذنب وعدم المصالحة مع الله، فواجه هذا بدم المسيح، فيقول الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا 12 : 10 (وسمعت صوتا عظيما قائلا فى السماء لأنه صار خلاص إلهنا وقدرته وسلطان مسيحه لأنه طرح المشتكي على إخوتنا الذى كان يشتكى عليهم أمام إلهنا نهارا وليلا).
الفشل وصغر النفس :وهدفه أن يجعلك وضيعا فى عيني نفسك وبالتالي تفشل فى خطة الله فى حياتك ولذلك واجه إبليس بالثبات فى المسيح فيقول الكتاب فى يوحنا 15 : 5 (أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذى يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير).
مفاتيح نصرتنا في الحرب الروحية:
دم المسيح: من خلال إيماني بقوة هذا الدم، أنال النصرة فى المسيح على مملكة الظلمة، فيقول الكتاب المقدس فى (رؤيا 12 : 11)، “وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت” .
الروح القدس: عندما أمتلئ من الروح القدس فى محضر الله، وعندما أجدد هذه القوة، فإنني أستطيع أن أنتصر على مملكة الظلمة .
الكلمة: عندما أمتلئ من الكلمة وأشبع بها فإنني أستطيع أن أنتصر على مملكة الشيطان، فيقول الكتاب فى (أفسس 6 : 14)، “فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق ولابسين درع البر “
المقاومة: عندما أقاوم إبليس باسم يسوع، وبالكلمة، فإنه سوف ينهزم، وأنال نصرة عليه، فيقول الكتاب فى (أفسس 6 : 13)، “من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا فى اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شئ أن تثبتوا “
الترنُّم والتسبيح: إن تسبيح الرب من المفاتيح الأساسية للنصرة ضد مملكة الظلمة فعندما نسبح الله فإننا نهجم على إبليس ونؤثر على مملكته .
الصوم: يعلمنا الكتاب المقدس أن الصوم من المفاتيح التى تساعدنا فى الهجوم على مملكة الظلمة كما قال السيد المسيح للتلاميذ عندما فشلوا فى إخراج شيطان ““فَقَالَ لَهُمْ: «هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».” (مرقس 9: 29). فبعض الحروب التى ندخلها تحتاج منا أن ندخلها بالصوم .
تطبيقات عملية:
مُشاركة
شارك زملاءك في المجموعة بحرب روحية تعرضت إليها ولم تستطتع وقتها النصرة فيها.
شارك زملاءك كيف ستتعامل الآن مع التحديات والحروب الروحية بعد فهمك لهذا التعليم.
يشارك قائد المجموعة الأعضاء بمثالين من الكتاب المقدس لنصرة رجال الله في حروب روحية.
أسئلة للتفكير:
اذكر 5 آيات من الكتاب المقدس تتحدث عن النُّصرة التي لنا في المسيح.
اذكر مثالين من الكتاب المقدس لشكاية إبليس على أولاد الله.