الدرس الحادى عشر (التلمذة): التلمذة هي رحلة تحياها مع الله، فيها يكون تشكيلك وتغييرك؛ إضافةً إلى أهمية دراستك للكلمة.
التلمذة هي علاقة بين معلم وتلاميذه، لذلك نجد بصفةٍ عامة أن المفكرين والفلاسفة كان لهم تلاميذ، وفي الكتاب المقدس نجد أن الأنبياء والمعلمين كان لهم تلاميذ، وبالتالي، التلميذ هو كل من له معلم. لقد كان لموسى تلاميذ مثلما مكتوب في إنجيل يوحنا 28:9 : “فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا:أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى”.
وفي لوقا 18:7 مكتوب أنه كان ليوحنا تلاميذ: “فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهذَا كُلِّهِ”. إذًا فالمسيح – كمعلم أيضًا – له تلاميذه. قال السيد المسيح في يوحنا35:13 “بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ”.
أحد الألقاب التي كان المسيح يُنادَى بها مثل ما هو مكتوب”المعلم”. فنقرأ في متى19:8 “فَتَقَدَّمَ كَاتِبٌ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي»”. ونستطيع أن نقول إن لحياة التلمذة شقين رئيسين؛ شق تعليمي نظري وشق عملي، أما الشق النظري فهو خاص بالاستماع لتعاليم المعلم والتعلم منه والانتباه لها جيدًا، الشق العملي يشمل ما يتعلمه التلاميذ من حياة المعلم، التي من المفترض أن تكون مثالًا وقدوة يحتذي بها التلاميذ. ويمكن تعريف التلميذ بأنه شخص تابع يقبل تعاليم شخص آخر ويساعد في نشرها. والتلميذ المسيحي هو من يقبل الأخبار السارة بيسوع المسيح ويساعد في نشرها.
وتتطلب عملية التلمذة دراسة الكلمة يوميًّا مع الصلاة وطاعة الكلمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نكون مستعدين دائمًا لكي نجاوب من يسألون عن سبب الرجاء الذي فينا (رسالة بطرس الأولى15:3) وأن نتلمذ آخرين حتى يسلكوا في طريق الرب.
لماذا في نظرك يعتبر المسيح معلمًا، وكيف يعتبر معلمك الشخصي؟
رغم أن التلاميذ الاثني عشر لُقِّبوا بالتلاميذ، والذين هم رسل المسيح، إلا أن اسم التلاميذ لم يقتصر على الرسل، بل يشمل كلَّ من يؤمن بالمسيح. قال المسيح لليهود في إنجيل يوحنا 31:8 :
“فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ:إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي”
إذا إن كنت تؤمن بالمسيح، فأنت تلميذ له، لك معلم تسير معه رحلة التلمذة.
من الأمور المهمة التي يجب أن ندركها، أن التلمذة تبدأ حينما نؤمن بالمسيح، لكن تستمر مدى الحياة.
هل ترى نفسك تلميذا للمسيح ولماذا؟
التلمذة تُبنى على ثلاث ركائز أساسية
تختلف هذه التلمذة عن الذي تعودنا عليه حينما نسمع كلمة تلميذ المتعلقة بالمدرسة؛ فالتلميذ في المدرسة قد لا يتفق مع بعض الأمور، لكن يجب عليه أن يخضع للنظام التعليمي، لكن في الايمان لا يمكن أن نكون تلاميذًا ما لم نكن مقتنعين برسالة المعلم.
نكون قابلين لتعلم مبادئ وأسلوب الحياة الجديدة التي دخلنا إليها؛ لأنه عندما آمنا بالمسيح، انتقلنا من الظلمة إلى النور، ومبادئ النور تختلف تمامًا عن مبادئ الظلمة، لذلك نحتاج أن نكون منفتحين ليس فقط لنؤمن بالمسيح، بل أيضًا لنتعلم فكره في كل أمور ونواحي الحياة.
التلميذ – بحسب كلمة الله – ليس فقط من يتعلم، لكن بسبب إيمانه بمعلمه ورسالة معلمه، يكون مهتمًّا بأن ينشر رسالة معلمه. كل تلاميذ الفلاسفة ينشرون فكر معلميهم، وكل تلاميذ المسيح يجب أن يشاركوا إيمانهم ورسالة الإنجيل.
ما رأيك في أساس التلمذة؟
كان المسيح يعلِّم تلاميذه من خلال حياته، ويستغل الفرصة في المواقف المختلفة ليعلمهم أحدالمبادئ بأقواله وأمثاله. لذلك، من المهم أن نقرأ عن حياة المسيح وتعاليمه. وبما أن التلاميذ الأولين – الذين هم الرسل الاثنا عشر- كان لهم أيضًا تلاميذ، فبالتالي نتتلمذ من خلال كلمة الله الكتاب المقدس، وعلى يد من تعلموا وسبقونا في الإيمان.
كيف تعتقد أنك يمكن أن تتلمذ؟
“وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ” (أعمال الرسل52:13): حينما نتبع الرب وتتلمذ في نور كلمته نستطيع أن نمتلئ من الفرح، مهما كانت الظروف، وأن نكون منقادين بالروح القدس.
أحبك ربي يسوع أحبك ربي يسوع
أحبك ربي يسوع وليس لي سواك
إني لك ربي يسوع وليس لي سواك
أتبعك ربي دوما أتبعك بلا رجوع
أسبح اسمك القدوس وليس لي سواك
أتبعك ربي دوما أتبعك بلا رجوع
أسبح اسمك القدوس وليس لي سواك
شاركنا ما تعلمته من خلال هذا الدرس عن التلمذة.. هل التلاميذ هم فقط الرسل الاثنا عشر الذين عاشوا مع المسيح وهو على الأرض؟
معلمي يسوع المسيح، أريد أن أعيش لك تلميذًا يتعلم من حياتك وكلمتك، وبواسطة روحك القدوس، ومن أقمتهم لكي يساعدوني أن أتعلم، أتعهد بالانضباط في حياتي معك كتلميذ لك، وأطلب مساعدتك لي في هذه الرحلة، لكي أستطيع أيضًا أن أنقل الرسالة لآخرين. آمين.