١١- مَحَبَّة الله

الدرس الحادي عشر : بالتأكيد تختلف المحبة الإلهية عن المحبة البشرية، لكن ما هي أنواع المحبة؟ وما الفرق بين المحبة فيلو  والمحبة أغابي؟

  • أنواع المحبة.
  • اتجاهات المحبة.
  • نتائج إدراكنا لمحبة الله.
  • أبعاد المحبة الإلهية.

أنواع المحبة

استخدَم النصُّ اليوناني، الذي كُتِب به العهد الجديد، مفردات مختلفة لكلمة محبة؛ منها:

1- المحبة الفيلو:

محبة الإعجاب (محبة بين طرفين من نفس النوع والسن)، وهي تُعطي جُزئيًّا، وتنتظر أكثر مَا ستأخذه، وهي محبة مشروطة، أيضا هي محبة الصداقة والتواصل العميق نتيجة نفس الاهتمامات والآراء في الحياة، ولا تشترط نفس النوع والسن.

2- المحبة استورج:

أي إعجاب ما بين جنسَين مُختَلفَين، من رجُلٍ لامرأة، أو العكس. وهي أيضًا مشروطة.

3- المحبة ايروس:

وهي العاطفة بين الزوجين، ويتردد عنه أحيانا أنه الحب الشهواني، الذي يتسم بالأخذ مثل الطفل الصغير الذي يحب امتلاك الكل.

4- المحبة الأغابي:
  • أعلى أنواع المحبة. هي محبة الله الخارجة من قلبه لي، وهى غير مشروطة، ولا تتعامل معنا بحسب أفعالنا، واستحقاقنا، بل تتأنى على أخطائنا، حتى نتغير.
  • وهي تنظر لكل ما هو إيجابي فينا؛ ولا تحتفظ بملفات أخطائنا؛ تتعامل معنا بمراحم وصبر، مترفقة؛ لا تيأس، ليس لها رد فعل سلبي تجاه سلبياتنا؛ ولا تسعى لمصلحتها؛ فهي غير أنانية؛ مُضحية، باذلة، تتوقع الإيجابى فينا. (رسالة كورنثوس الأولى 13: 4- 8).
  • الله محبة، وافكاره تجاهك كلها محبة. “لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ.” (سفر إرميا 11:29).
  • إن أنواع المحبة التي ذكرناها سابقًا (باستثناء الأغابي)، تسعى لإشباع رغبات واحتياجات تحكمها الأنانية، لذلك تحتاج إلى مزجها بنوعية الحب الإلهي غير الأناني.
  • كلما كان للشخص عَلاقة مع كلمة الله؛ سيكتشف هذه المحبة، ويستمتع بها، فيشبع منها؛ ما سيؤثر على حياته، وتصرفاته، وسيكون في تصالح مع الله، ومع نفسه، والآخرين.
  • إن أدركتَ نوعية محبة الله؛ ستحيا في سلام؛ لأن هذه المحبة كاملة، تبدد المخاوف، وتطرحها خارِجًا. “لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ.” (رسالة يوحنا الأولى 4: 18،19).
  • وهذه المحبة عملية؛ لأنها دفعت الآب أن يُرسل ابنه إلى العالم؛ ليُعطيك حياته، ويمحو خطاياك. “بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أن اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إلى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا.” (رسالة يوحنا الأولى 4: 9، 10).

اتجاهات المحبة

  • محبة الله تجاهي

– عندما تدرس الكلمة، ستكتشف هذه المحبة، وتُدركها، وتستمتع وتمتليء بها. – توضح كلمة الله أنه يُحبنا تمامًا، فيا لها من محبةٍ عظيمة غنية. “أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إلى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.” (إنجيل يوحنا 17: 23).

  • محبتي لله

“نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا.” (رسالة يوحنا الأولى 4: 19). ستمتليء من محبة الله، من خلال دراستك للكلمة، وستسطيع أن تُحبه.”وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ.” (رسالة يوحنا الأولى 2 :5).

  • محبتي لنفسي

أي أحبها، وأغفر لها، أقدِّرها. لا أهينها، أو أحتقرها، أو أجرحها “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أن أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟.” (رسالة كورنثوس الأولى 6: 15). عندما تكون لى عَلاقة مع الكلمة، سأحب نفسي من خلالها، ومن خلال ما تقوله عني، حينها تتغير صورتي، إلى تلك الصورة عينها، صورة يسوع.

  • محبتي لاقربائي

مهم أن لا نُقدِّر الشخص من الخارج. فأقدِّر الخاطي؛ لأنه غالٍ عند الرب. وأقدِّر المؤمن؛ لأنه صورة الله. وهكذا؛ لأن الرب أحبَّ الجميع، ومات لأجل الجميع. “وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.” (رسالة كورنثوس الثانية 5: 15). “مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ.” (رسالة يوحنا الأولى 2: 10).

  • محبتي لأعدائي

إن أساء إليك أحدُهم، لا ترد الإساءةَ بالمثل. اتركْ الرب يتدخل. لا مانع طبعًا من أن تضع حدودًا للأشخاص؛ لكن أطلِق، في الوقت نفسه، لهم محبة “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” (مت 5: 44). بكل تأكيد محبة الأعداء ليست سهلة، وتعني طلب الخير لهم، ويمكنني أن أبدأ أطلب من الله أن يفتح عيني؛ لأرى ما بداخلهم، وسبب عدائهم، ويمكنني أن أطلب إرشاد الروح القدس في صلواتٍ خاصة لهم.

  • لكن كيف يمكن أن نُحب أعداءنا؟

حين نُولد من الله، وندرس الكلمة، نمتليء من محبته؛ فنُصبح قناةً لهذه المحبة؛ بالتالي نستطيع أن نحب أعداءنا. وهذا نتيجة لكوننا نُطيع الكلمة، بل نحيا بها.

نتائج إدراكنا لمحبة الله

  • صِرنا في ملكوت ابنه المحبوب. “الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إلى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ.” (رسالة كولوسي 1 :13).
  • التخلص من الخوف. “الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ.” (رسالة يوحنا الأولى 4: 18).
  • التقدم بثقة إلى عرش النعمة. إلى حيث الحضور الإلهي؛ حيث نجد ما نحتاجه من فرح، ومعونة، وحماية. “فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إلى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.” (رسالة العبرانيين 4: 16).
  •  “وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إلى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.” (رسالة أفسس 3: 19)، ما يعني أن حكمته، وحياته، وأفكاره، وقداسته. كل هذا صار متاحًا عن طريق إدراكنا لمحبته، التي تفوق الوصف.
    “فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أن تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رومية 8: 38 ،39).

أبعاد المحبة الإلهية

هي محبة واسعة، وعميقة، وسامية جدًّا؛ تشملك حيثما تتواجد. عندما تمتليء بهذه المحبة، تستطيع أن تسلك بها، وتحب الله، ونفسك، وقريبك، وحتى عدوك.

“وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أن تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ.” (رسالة أفسس 3: 18).

تطبيقات عامة على الدرس

آياتٌ لدراسةٍ أعمق
  • إنجيل متى 18: 15.
  • إنجيل يوحنا 17 :22.
  • إنجيل يوحنا 14 :23.
  • رسالة رومية 5 :8.
صلاة

أشكرك إلهي الغالي على محبتك، التي لا مثيل لها، فأنا، وأنا بعدُ خاطئ، مت لأجلي؛ لتعطيني حياتك، وتجعلني أستمتع بهذه المحبة الفياضة. آمين.

يُمكنك أيضًا سماع الدرس باللهجات المختلفة

محتوى الدرس

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع