الدرس الحادي عشر : بالتأكيد تختلف المحبة الإلهية عن المحبة البشرية، لكن ما هي أنواع المحبة؟ وما الفرق بين المحبة فيلو والمحبة أغابي؟
استخدَم النصُّ اليوناني، الذي كُتِب به العهد الجديد، مفردات مختلفة لكلمة محبة؛ منها:
محبة الإعجاب (محبة بين طرفين من نفس النوع والسن)، وهي تُعطي جُزئيًّا، وتنتظر أكثر مَا ستأخذه، وهي محبة مشروطة، أيضا هي محبة الصداقة والتواصل العميق نتيجة نفس الاهتمامات والآراء في الحياة، ولا تشترط نفس النوع والسن.
أي إعجاب ما بين جنسَين مُختَلفَين، من رجُلٍ لامرأة، أو العكس. وهي أيضًا مشروطة.
وهي العاطفة بين الزوجين، ويتردد عنه أحيانا أنه الحب الشهواني، الذي يتسم بالأخذ مثل الطفل الصغير الذي يحب امتلاك الكل.
– عندما تدرس الكلمة، ستكتشف هذه المحبة، وتُدركها، وتستمتع وتمتليء بها. – توضح كلمة الله أنه يُحبنا تمامًا، فيا لها من محبةٍ عظيمة غنية. “أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إلى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.” (إنجيل يوحنا 17: 23).
“نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا.” (رسالة يوحنا الأولى 4: 19). ستمتليء من محبة الله، من خلال دراستك للكلمة، وستسطيع أن تُحبه.”وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ.” (رسالة يوحنا الأولى 2 :5).
أي أحبها، وأغفر لها، أقدِّرها. لا أهينها، أو أحتقرها، أو أجرحها “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أن أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟.” (رسالة كورنثوس الأولى 6: 15). عندما تكون لى عَلاقة مع الكلمة، سأحب نفسي من خلالها، ومن خلال ما تقوله عني، حينها تتغير صورتي، إلى تلك الصورة عينها، صورة يسوع.
مهم أن لا نُقدِّر الشخص من الخارج. فأقدِّر الخاطي؛ لأنه غالٍ عند الرب. وأقدِّر المؤمن؛ لأنه صورة الله. وهكذا؛ لأن الرب أحبَّ الجميع، ومات لأجل الجميع. “وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.” (رسالة كورنثوس الثانية 5: 15). “مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ.” (رسالة يوحنا الأولى 2: 10).
إن أساء إليك أحدُهم، لا ترد الإساءةَ بالمثل. اتركْ الرب يتدخل. لا مانع طبعًا من أن تضع حدودًا للأشخاص؛ لكن أطلِق، في الوقت نفسه، لهم محبة “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” (مت 5: 44). بكل تأكيد محبة الأعداء ليست سهلة، وتعني طلب الخير لهم، ويمكنني أن أبدأ أطلب من الله أن يفتح عيني؛ لأرى ما بداخلهم، وسبب عدائهم، ويمكنني أن أطلب إرشاد الروح القدس في صلواتٍ خاصة لهم.
حين نُولد من الله، وندرس الكلمة، نمتليء من محبته؛ فنُصبح قناةً لهذه المحبة؛ بالتالي نستطيع أن نحب أعداءنا. وهذا نتيجة لكوننا نُطيع الكلمة، بل نحيا بها.
هي محبة واسعة، وعميقة، وسامية جدًّا؛ تشملك حيثما تتواجد. عندما تمتليء بهذه المحبة، تستطيع أن تسلك بها، وتحب الله، ونفسك، وقريبك، وحتى عدوك.
“وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أن تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ.” (رسالة أفسس 3: 18).
أشكرك إلهي الغالي على محبتك، التي لا مثيل لها، فأنا، وأنا بعدُ خاطئ، مت لأجلي؛ لتعطيني حياتك، وتجعلني أستمتع بهذه المحبة الفياضة. آمين.