12- رجال معصومون أم بشر خطَّاؤون؟!

رجال معصومون أم بشر خطَّاؤون؟!

تقديس رجال الدين وعصمة الأنبياء!

لطالما ارتبطت مجتمعاتنا العربية ومعتقداتها الدينية بفكرة تقديس رجال الدين وعصمة الأنبياء ووضع هالة من النور حول تصرفاتهم وسلوكياتهم وجعلهم خطاً أحمر ممنوع الأقتراب منه أو التعليق عليه مهما كان، مستخدمين في ذلك سيف النصوص الدينية والتفاسير المتطرفة، وقد أدى هذا الأمر على مر التاريخ بنتائج سلبية عديدة من تجاوزات بعض رجال الدين الذين استغلوا مكانتهم المقدسة لتحقيق مآرب شخصية وسياسية.

لذا فمن الضروري إعادة النظر في هذه الفكرة الخطيرة، وتقييمها بموضوعية بعيداً عن المقدسات.. وسوف نتناول في هذا المقال كيف أدت فكرة تقديس رجال الدين إلى عواقب وخيمة كما سنوضح لماذا من غير المنطقي اعتبار أي بشر معصومين من الخطأ. كما سنقوم بطرح بدائل أفضل للتعامل مع رجال الدين تقوم على الاحترام المتبادل والمساءلة العادلة.

فكرة لا أساس لها!

على أي أساس يستند من ينادون بعصمة وتقديس رجال الدين أو الأنبياء؟ هل هناك أساس ديني أو نص صريح يدعو البشر لتقديس رجال الدين أو يدعو لعصمة الأنبياء والمرسلين؟! الحقيقة لا يوجد ذلك. وهذه الفكرة خاطئة لأن رجال الدين أو الأنبياء هم بشر عاديين مثلنا عرضة لنفس ما نقع فيه من أخطاء، وليس لديهم أى قدرات خاصة أو خارقة مميزة تميزهم عن الآخرين سوى معرفتهم الدينية والتي يتم اكتسابها من المعرفة والتدريب والإجتهاد الشخصي!

الإدعاء بعصمتهم يقف حائلاً أمام تقييم سلوكهم وأعمالهم ويضع حدود للنقد والمراجعة ويوقف لغة الحوار والنقاش المتبادل التي تكون اتجاه واحد فقط!

فساد هذا الاعتقاد

يؤدي اعتناق هذا الفكر لمشاكل سلبية وكارثية كثيرة، لكن يمكننا أن نسلط الضوء على أهم ست مشكلات:

الأولى، تكميم الأفواه بإسم الدين فلا تناقش ولا تجادل ولا مجال للتفكير النقدي فهولاء هم وكلاء الله على الأرض!

الثانية، السيطرة الدينية الناتجة عن اعطائهم مكانة مقدسة تجعلهم يستغلون ذلك لتحقيق مكاسب شخصية واجتماعية.

الثالثة، التمييز الديني والتركيز على أشخاصهم بدل من رسالتهم.

الرابعة، مزيد من التعصب الأعمى والانغلاق الفكري.

الخامسة، المزيد القيود على حرية التفكير والاجتهاد والانتقاد.

السادسة، التقليد الأعمى لهم والتحول لنسخ مصغر منهم دون استخدام العقل والمنطق. سابعاً، عدم محاسبة والمسائلة لهم بحجة أنهم لا يخطأون وفوق الشبهات مما يؤدي لسوء استغلال الدين في الكثير من مناحي الحياة.

من أين نشأ هذا الاعتقاد؟

ربما يكون حدث ذلك نتيجة عدة عوامل ثقافية واجتماعية ودينية على مر العصور بالإضافة لوجود رغبة لدى البشر في تعظيم شخص رجل الدين والنبي حتى تجد رسالته قبولاً واحتراماً أكثر!. وقد يرجع أيضاً للتأثر بالأساطير والقصص الخارقة التي تعمل على اظهار هولاء بصفات خارقة للطبيعة. ورغبة من فرض سيطرة دينية على الشعوب من خلال تقديس رموز معينة لجلب مزيد من الطاعة والانصياع لهم.

هل من حلول؟

الحل يمكن في التفريق بين الاحترام وتقديس الأشخاص وجعلهم فوق النقد والذي يسبب الكارثة وذلك من خلال:

(1) الاحترام لا يعني عدم النقد والمسائلة.

(2) عدم تجاهل الأخطاء وفتح حالة حوار ونقاش فكري مجتمعي.

(3) التركيز على الرسالة لا على الأشخاص.

(4) رفض التمييز فكلنا بشر ولا وكلاء لله على الأرض أو وسطاء!

شذرة: “إن تقديس رجال الدين هو أساس كل شرور على الأرض” لـ توماس جفرسون – أحد مؤسسي الجمهورية الأمريكية.

للحديث بقية!

Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع