12. سلاح الله الكامل وتأثيره العامل!

سلاح الله الكامل وتأثيره العامل!

س: ما هي أجزء سلاح الله الكامل التي نستخدمها في حربنا ضد إبليس في الحروب الروحية؟ّ

  • مُقدمة

تحدَّثنا في الدروس السابقة، عن مَن هو الشيطان، وعرفنا أسماءه وخصائصه وأساليب عمله، ورأينا كيف جَرَّب المسيح في البرية أربعين يومًا كالحيَّة، وكيف جاءه عند الصليب كالأسد. وعرفنا كيف حقَّق المسيح النصرة الساحقة على الشيطان في الصليب بالقيامة من الأموات.

وقد تحدَّثنا أيضا عن صراعنا مع الشيطان؛ في حربنا الروحية، وكيف يمكننا أن نثبت ضد مكايده. وقد أخبرنا الكتاب عن «سلاح الله الكامل» الذي به نواجه هذا العدو. ويجب أن نعرف أساليب هذا العدو وحِيَله وخداعه ولا نقلل من شأنه، لكن دون أن نخاف ونرتعد منه، ونعرف أننا بدون الرب لسنا كُفَاة لمواجهته. وعلينا أن نصحو ونسهر لأن إبليس خصمنا كأسد زائر يجول مُلتَمِسًا من يبتلعه، فنقاومه راسخين في الإيمان (رسالة بطرس الأولى 5: 8).

وفي رسالة أفسس يقول الرسول بولس: «أخيرًا يا إخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته! البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس!» (أفسس6: 10، 11).

  • مَصدر القوة الوحيد

إن القوة دائمًا هي «في الرب»، والعدو يحاول أن يفصلنا عن الرب المصدر الوحيد للقوة، فبدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا. وقد قال الرب لبولس: «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمَل» (رسالة كورنثوس الثانية 12: 9). ثم يُرينا مملكة الشيطان الضخمة والمُنَظَّمة التي تشمل الرؤساء والسلاطين والولاة وأجناد الشر الروحية في السماويات (أفسس 6: 12).

إن هذا التنظيم الهائل يقف ضد المؤمنين لإعاقتهم عن التمتع ببركاتهم الروحية ولتحطيم شهادتهم. من أجل هذا علينا أن نحمل سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نقاوم في اليوم الشرير. أي إننا يجب أن نلبس هذا السلاح باستمرار، وأن نحمله في وقت الجهاد.

والمقصود بـ«اليوم الشرير» هو كل الفترة الحاضرة وحتى ظهور المسيح بالمجد والقوة، للدينونة والمُلك والقضاء على الشيطان وأعوانه. ولكن أيضًا هناك أيام يُشدِّد فيها العدو هجومه ضد المؤمن مثلما حدث مع يوسف في بيت فوطيفار (تكوين 39)، ومع إيليا عندما هرب من إيزابل (أخبار الملوك الأول 19)، ومع أيوب يوم حَلَّت به النكَبَات (أيوب 1، 2)، ومع بطرس يوم أنكر الرب (متى 26).

لذا علينا أن نستمر ثابتين وساهرين لأن النصرة في موقعة لا تعني النصرة في كل موقعة، والعدو لن يَكُف عن الهجوم. ويجب أن نعرف أن لحظات الخطر هي لحظات ما بعد الانتصار حيث الميل الطبيعي للاسترخاء.

  • سلاح الله الكامل

نأتي إلى أجزاء «سلاح الله الكامل» الذي يتكون من عِدة قطع، ليس فيها ما يحمي الظهر، فليس في فكر الله التراجع والتقهقر. وفقدان أحد الأجزاء، سيُعطي الفرصة للعدو للهجوم على هذه النقطة الضعيفة، لذا يجب أن نلبس كل قطع السلاح.

أعطانا الله سلاحا كاملا لمحاربة عدونا الشيطان، فنقرأ عن هذا السلاح في أفسس 6: 14- 17

فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.”

كما هو واضح، ليس هناك ما يَنقص هذا السلاح الكامل، فهو حقا كامل. وبالإضافة إلى ذلك، كونه سلاح الله، فالوظيفة التي لكل جزء منه ليست من قبيل الصدفة على الإطلاق، فلندرس هذا الدرع إذا بالمزيد من التفصيل.

  1.   مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ

الإرشاد الأول لاستخدام هذا السلاح الكامل هو بأن نمنطق أحقائنا بالحق، وسيساعدنا فهم وظيفة المِنْطَق في الدرع الواقعي على فهم أهمية مِنْطَق الحق في سلاح الله الكامل. والمِنْطَق العسكري هو عبارة عن حزام قوي، مصمم لتقوية الجسم، وفي نفس الوقت لتغطية هذا الجزء من البطن والذي قد يكون غير محمي بواسطة الدرع. تبدو بعض تلك المشدات وكأنها بالفعل جزء أساسي من الدرع، أُعِد لتثبيته بشكل أقوى. وأهمية المِنْطَق كجزء من الدرع تتضح في حقيقة تسمية التجهيز الكامل للمعركة بالـ “تمنطق”.

إذا، فقد كانت وظيفة المِنْطَق هي الإبقاء على الجسم محكم للمعركة. والآن، بالإنتقال من الدرع المادي إلى درع الله، دُعِينا لأن نمنطق أحقائنا بالحق. هذه الأحقاء ليست أحقاء مادية، بل هي “أحقاء أذهاننا” (بطرس الأولى 1: 13). والمِنْظَق المؤهل لهذا الغرض هو الحق كما تخبرنا رسالة يوحنا الأولى 17: 17: فكلمة الله حقيقة أو بمعنى آخر، لن نكون مستعدين للمعركة ونحن لابسين المِنطَق ما لم نكن ممنطقين أذهاننا بالحق أو بكلمة الله.

  • 2.    لاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرّ

الجزء الثاني من السلاح الكامل هو درع البر، وهذا ليس برنا الذاتي الآتي من أعمالنا الصالحة، إذ تقول كلمة الله إن الأعمال الصالحة لا يمكن لها أن تجعلنا أبرارا (رومية 3: 28). فالبر الذي تتحدث عنه كلمة الله هنا هو البر الذي استقبلناه في الولادة الجديدة، عندما آمنا بأن “يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ” أي المسيا المُخَلِّص، ابن الله، إنه ذاك البر المعطى من الله هو درع السلاح الكامل الآتي منه. وبما أن وظيفة الدرع هي حماية الصدر وخاصة القلب، فطالما أنك ترتدي هذا الدرع – أي طالما أنك قد تضع في أعماق عقلك أنك بار أمام الله، سيكون قلبك محروسا من مثل تلك الأفكار، كالإدانة وغيرها من الأشياء التي يسببها الشيطان والناتجة عن فكرة البر الذاتي فيما يخص علاقتنا بالله.

  • 3.    “حَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ

ثالث جزء من سلاح الله الكامل هو الحذاء، وكما نعلم، فالحذاء لازم لسهولة الحركة، وفي حالة سلاح الله الكامل، فالحذاء الذي ينبغي علينا أن نضعه هو “اسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ“، وبوضعنا لهذا الحذاء يعني أننا مستعدين وقتما تلوح الفرصة لأن نتحرك من أجل استعداد إنجيل السلام.

يكون من السهل في بعض الأحيان إعطاء الأشياء الأخرى أولوية أكبر فوق الإنجيل، ومن ثم، فعندما يدعونا الله، لا نسمعه لأن عقولنا تكون موجهة نحو التزامات أخرى، مثل العمل، الأسرة والدراسة … إلخ، لا يقول الله إنك لايجب أن تعمل أو أن تكون لك أسرة، ومع ذلك، فعليك أن تتأكد من أن اهتمامك الرئيس الآن ودائما هو الله واهتماماته. وهذا لا يتطلب منك أن تتوقف عن العمل أو عن الدراسة. ما يتطلبه هذا الأمر هو أن تبقي آذانك مفتوحة لله لتعرف ما يريد.

  • 4.    “حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ

رابع أجزاء السلاح الكامل هو ترس الإيمان. والإيمان يعني “أن أؤمن بما قاله الله في كلمته المكتوبة” أو إن كان ما قاله من خلال الروح يخص موقف معين. فحمل ترس الإيمان يعني ببساطة أن أؤمن بما قاله الله، فمعرفة الكلمة ليس هو الإيمان بالضرورة، فمن الممكن أن تعرف الإنجيل ولا تزال غير مؤمن به، ومع ذلك فالمعرفة هي شرط أساس للإيمان، فبدون معرفة بالكلمة، بماذا ستؤمن؟ بأفكارك؟ بالدين؟ لن تفيدك تلك الأشياء، ولكن فقط بالإيمان بما تقوله كلمة الله، ستكون لديك حماية مساوية للحماية التي يوفرها الترس للمحارب.

  • 5.    وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ

آخر أجزاء سلاح الله الكامل هو جزء دفاعي، وهو ليس سوى “سَيْفَ الرُّوحِ“. والإضافة المستخدمة هنا هي الإضافة للمصدر وتعني “السيف الآتي من الروح” أي السيف الآتي من الله الذي هو الروح. وهذا السيف هو كلمة الله، وكما تقول عبرانيين 4: 12: “لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ” فكلمة الله هي أفضل سلاح دفاعي من الممكن أن نملكه وهو الوحيد الذي نقدر به أن نهزم العدو.

  • تطبيقات عملية
  • الخلاصة
  • الشيطان هو عدو حقيقي، موجود الآن وسيظل موجودا حتى الإقصاء الأخير والنهائي عندما سيلقى في بحيرة النار (سفر الرؤيا 20: 10).
  • ومع ذلك، فنحن لسنا غير محميين في الوقت الحالي، فقد أعطانا الله سلاحه الكامل حتى نستطيع أن نقاوم الشرير، كما تؤكد لنا يوحنا الأولى يوحنا الأولى 4: 4 ” أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ
  • رومية 8: 35- 36 : ” مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:”إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ“”
  • جوع، اضطهاد.. إلخ، سلبيات كثيرة! ومع ذلك لا تقف الفقرة عند هذه النقطة:
  • رومية 8: 37- 39 : ” وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا [الجوع، السيف، العري.. إلخ] يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا”
  • تأمُّل مُشجع
  • لم يعدنا الله بأننا لن نضطهد، ومع ذلك، فحتى في الاضطهاد، يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بالذي أحبنا. فالحياة التي لديه لأجلك ليست حياة مضطهدة من قِبَل الشيطان، تلك هي الحياة التي كانت لدينا قبل أن نؤمن، بل إنه لديه لأجلك حياة زاخرة، تقول كورنثوس الثانية 2: 14 وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.”
  • فالله سيقودك دائما في موكب نصرته، كلما نظرت إليه وإلى كلمته. ومع ذلك، فعلينا أن نوضح مرة أخرى أن هذا لا يعني أن الأيام الشريرة لن تأتي؛ فنحن نعرف من كلمته أن مثل تلك الايام آتية لأن هناك عدو. ومع ذلك، فحتى في هذه الحالة، عندما تفعل ما تقوله الكلمة (أن تكون متيقظا وحذرا، ولابسا سلاح الله الكامل مقاوما الشرير ومطيعا لله) سيقودك الله في موكب نصرته!
  • أسئلة للتفكير:
  • اذكر أجزء سلاح الله الكامل متحدثا عن أهميتها.
  • اختر جزئين من أجزاء سلاح الله الكامل، واكتب شرحا بسيطا من فهمك لطبيعة عملهما.
Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع