الدرس الثانى عشر (دراسة الكلمة): “اكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك”. هذه الطلبة أو الصلاة لا تتحدث عن العيون الطبيعية، لكن عن العيون الروحية التي تتسع، وتستنير عن طريق دراسة الكلمة، ومعرفة الحق.
لكي تحظى بعلاقة عميقة مع أحد، يجب أولًا أن تتحدث معه، تتبادل الأفكار والآراء، وتسمع وجهة نظره في مختلف الأمور، وكذلك يستمع هو إليك. وهكذا تكون علاقتنا مع الله أيضًا، يحب الله أن يسمع صوتنا في الصلاة، ويتحدث هو إلينا من خلال الكتاب المقدس، كلمة الله وإعلانه المكتوب عن ذاته. لذا من المهم إن كنا نريد أن نعرف الله حق معرفة أن نقرأ كلمته وندرسها بعمق، وهذا يتم من خلال المراحل التالية.
أيًّا كانت الطريقة التي ندرس بها كلمة الله، لو لم تكن مصحوبة بالصلاة فسوف يبقى ما نتعلمه محدودًا؛ لأن هناك دورًا للروح القدس في فتح عيون أدهاننا لكي نكتشف ونفهم ما نقرأ وندرس. مكتوب في مزمور 119: 18 “اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ”
يصلي كاتبُ هذا المزمور أن يفتح الله عينيه لكي يرى عجائب في كلمته، وهنا لا يتحدث عن العيون الطبيعية التي نرى بها، بل العيون الروحية التي تساعد عيوننا الطبيعية أن ترى أعمق مما يمكن أن تراه بالقدرات الطبيعية. لذلك من المهم، حينما نريد أن ندرس كلمة الله، أن نصلي لكي نرى ونلاحظ ونفهم كلَّ ما يريد منا الله أن ندركه. وفي نفس المزمور والآية 125 مكتوب: “عَبْدُكَ أَنَا. فَهِّمْنِي فَأَعْرِفَ شَهَادَاتِكَ”.
اجعل دراسة الكلمة مصحوبةً بالصلاة، يعني استخدم العقل الذي أعطاك الله إياه، لكن اتكل على معونة الله لكي تفهم بشكل أعمق وترى عجائب الكلمة.
لماذا من المهم أن تكون دراسة الكلمة مصحوبة بالصلاة؟
مكتوب في مزمور 1: 2 “لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً”
في هذا المزمور يقول الكاتب بأنه هنيئًا للرجل الذي يفرح بكلمة الله ويلهج بها، والفعل يلهج يعني يتأمل لوقت طويل لدرجة لا يتوقف عن التأمل، ولكي أوضح المقصود، أعطي مثال الحيوانات المجترة مثل البقر والغنم، تأكل الأكل، وبعد ذلك تجلس وتعود ترجع الأكل وتطحنه، هذه العملية تسمى الاجترار، يعني حينما أقرأ الكلمة، آخذ الوقت الكافي لكي أهضمها وأفهمها وأتعمق فيها. وفي مزمور 119: 97 مكتوب: “كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي”
كيف ترى أن محبة الكلمة دافع قوي لتدرسها وتتأمل فيها؟
قال الرسول بولس في رسالته الأولى لتيموثاوس 4: 13 “إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ”
اعكف يعني داوم على القراءة؛ لأن الذي يفيد ويساعد على التعلم هو القراءة المستمرة المنتظمة، وليس فقط من حين لآخر. في وقت ضعفت فيه القراءة بشكل واضح، نحتاج أن ندرب أنفسنا على قراءة كلمة الله.
إحدى الملاحظات عن التلاميذ وهم مع المسيح، أنهم كانوا باستمرار يسألون أسئلة، من ضمن المرات التي سألوا فيها، حينما كان يعطي أمثلة عن ملكوت الله في إنجيل متى 13: 36
“حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ»”.
عندما سألوه أجابهم وشرح لهم عن المثل الذي قاله لهم، لكن الملاحظة أنهم سألوه بعد أن انصرفت الجموع وجاءوا إلى البيت، أي أنهم لم ينسوا ما سمعوه وكانوا مهتمين ومنتظرين الفرصة لكي يسألوه.
الأسئلة من الأمور المهمة للتعلم، توجد أمور كثيرة لا نفهمها ولا نعرفها، لذلك حينما نقرأ في الكلمة، إذا لم نفهم، يجب أن نسأل. من فضلك تعلم طرح الأسئلة.
ما هي الطريقة التي تقودك للعمق في فهم الكلمة؟
في إنجيل يوحنا الفصل الخامس كان يوحنا يتكلم إلى اليهود، قال لهم في العدد 39 “فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي”.
قال المسيح لليهود أن يفتشوا الكتب، يبحثوا ويدرسوا لعلهم يعرفون الحق، خصوصًا أن الكتب التي يؤمنون بها، ويؤمن بها المسيح، تتنبأ عن المسيح، لذلك وجَّه لهم هذه الدعوة للتفتيش فيما يؤمنون به.
كلما أردت أن تعرف الحق وتتعلم كلمة الله، كلمة احتجت أن تدرب نفسك على التفتيش والبحث والدراسة، ليس هناك عمق في الفهم والإدراك لكلمة الله بدون مجهود، أو بتعبير آخر، بحسب المجهود الذي تقوم به، يكون العمق الذي تصل إليه.
ما هو مصدر الحق بالنسبة إليك؟
” فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ” (مزمور 119: 130) وحده كلام الله هو الذي يزيل الغشاوة عن أعيننا كي نعرفه ونتعمق معه في علاقتنا أكثر وأكثر.
القرار- (ما أحلى السجود أمامك أنشد بالعود لجلالك)2
1- ياللي دفعت في أغلي الأثمان ولما قبلتك ربي صار لي السلطان
وإنت بترعى حياتي بكل حنان ما يملك قلبي أمامك غير السجود
2- وصوتي ليك هايعلي بهتاف أناشيد ولأنك عايش في أيامي عيد
وبتغنى حياتي جنبك بالمواعيد ما يملك قلبي أمامك غير السجود
3- أنا عزي بيك وفخري ومالي سواك وسراج لرجلي كلامك وماشي وراك
وعلي أيامي يا ربي ما يسود إلاك ما يملك قلبي أمامك غير السجود
شاركنا كيف تستمتع بقراءة الكلمة والتأمل فيها. ما مدى تأثير الكلمة في حياتك؟
(أبي السماوي، شكرًا من أجل الكتاب المقدس الذي هو كلمتك الحية، ساعدني لكي أدرسها وأتعلمها، أنت تريدني أن أبني بيتي على الصخر، حتى إذا أتت العاصفة لا يسقط بيت حياتي، لذلك أريد أن يكون بيتي مبنيًّا على الصخر من خلال الأساس العميق والقوي لكلمتك. في اسم يسوع. آمين).