لكِ قيمة أمْ مَنسية عَديمة؟!
لن نبدأ هذا الدرس بمقدمة عن تدني قيمة المرأة في بعض الأديان، بل سنتتعرض مباشرةَ، وفي عُجالة، قيمتها في 3 أديان فقط:
في عصور الجاهلية كان العرب يكرهون البنات.
ويدفنونهن في التراب أحياء خشية العار كما يزعمون،
وقد ذمهم الإسلام بذلك وأنكر عليهم أفعالهم هذه،
كما جاء في القرآن: وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ [التكوير:7]،
وعندما جاء الإسلام توقعنا انه ينصف المراة ويعطيها كرامتها الحقيقية،
لأنه ألغى وأد البنات، لكن ظلت هناك تساؤلات بشأن
أنه أعلى شأن الرجل وعظَّم دوره كثير عن دور المرأة!
سورة النساء (34)
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا
وهنا نجد تفسير ابن كثير: الرجل قيم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت ( بما فضل الله بعضهم على بعض ) أي : لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة; ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال.
سورة النساء(3)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ
سورة الطبري (223)
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
أيضا هناك حديث، قال رسول الله ﷺ: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ أن تجئ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. وحديث أبي هريرة ،متفق عليه. صحيح مسلم، كتاب النكاح باب تحريم امتناعها من فراش زوجها
سورة البقرة (282)
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضْحَى أو فِطْر إلى المُصَلَّى، فَمَرَّ على النساء، فقال: «يا مَعْشَرَ النساء تَصَدَّقْنَ فإني أُرِيتُكُنَّ أكثر أهْل النار». فقُلن: وبِمَ يا رسول الله؟ قال: «تُكْثِرْن اللَّعن، وتَكْفُرْن العَشِير، ما رَأَيْت من ناقِصَات عَقْل ودِين أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُل الحَازم من إحدَاكُن». قُلْن: وما نُقصَان دِينِنَا وعَقْلِنَا يا رسول الله؟ قال: «ألَيْس شهادة المرأة مثل نِصف شَهادة الرَّجُل». قُلْن: بَلَى، قال: «فذَلِك من نُقصان عقْلِها، ألَيْس إذا حَاضَت لم تُصَلِّ ولم تَصُم». قُلْن: بَلَى، قال: «فذَلِك من نُقصان دِينِها». صحيح البخاري، كتاب الحيض، باب ترك الحائض.
هنا نحن أمام تساؤل: هل الله يخلق المرأة بطريقة فسيولوجية ويحرم عليها الصلاة وقت الحيض، ثم يدينها الله إنها ناقصة العقل والدين بسبب عدم صلاتها؟!
ستتهمني حتما أني مسيحي متحيز، أردت فقط تشوية أي دين غير مسيحي، الحقيقة أن المسيحية ليست ديانة.
المسيحية حياة مبنية على علاقة متبادلة بين الخالق والمخلوق علاقة قائمة على القيمة والأبوة والبنوة، وموضوع قيمة الإنسان وعلاقته بالله هي خير ختام نختتم به هذه السلسلة، التي تبقى لنا منها موضوعان، لنبتديء بعد ذلك السلسلة القادمة التي سنستعرض فيها إلها مختلفا عن كل تصوراتك عن الله!
وفي ختام السلسلة القادمة، تلقائيا ستكون وصلت لقيمة الإنسان بوجه عام لدى الإيمان المسيحي، بعدما تكون تعرَّفت على شخصية وفكر الإله الحقيقي.