١٤- الله المُحرِّر

الدرس الرابع عشر : هل كان مجنون كورة الجدريين ذاهباً لـيسوع بإرادته؟ وهل تعلم أن الأرواح الشريرة لم تقدر أن تمنعه من رغبته في التحرير، رغم سكناها في جسده؟

  • يسوع دَفَع ثمن تحريرنا.
  • تحرير المُقيَّدين.
  • المعرفة ومُمارَسَة السُّلطان.
  • اسم يسوع.

يسوع دفع ثمن تحريرنا

“فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا” (إنجيل يو36:8). دفع الله ثمن تحرير البشرية من سُلطان إبليس. لم يُشفق على ابنه الوحيد، بل بذله؛ لأجل إطلاق مَن كانوا في سجون العدو “اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ”. (رسالة رومية 8: 32)، أي في سجون الحزن، والمرض، والشهوة، وكل مَن وقعوا في قبضة إبليس؛ إذ كان، يسوع، وهو على الأرض (يَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إبلِيسُ) (سفر أعمال الرسل 38:10).

“رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ،” (إنجيل لوقا 4: 18).

تحرير المُقيَّدين

ذكر الكتاب المقدس معجزات تحرير كثيرة، وعن كيف كان يسوع يتعامَل بقوةٍ وسُلطان مع الأرواح الشريرة:

  • تحرير المرأه المنحنية

وَقَالَ لَهَا: “يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ”. (إنجيل لوقا 11: 11-13)، مشيئة الله أن يُطلق اولاده في حريةٍ من الأمراض التي تُسببها الأرواح الشريرة.

  • تحرير من روح أخرس أصم

“انْتَهَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلًا لَهُ: «أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ، أَنَا آمُرُكَ: اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضًا!» فَصَرَخَ وَصَرَعَهُ شَدِيدًا وَخَرَجَ. فَصَارَ كَمَيْتٍ، حَتَّى قَالَ كَثِيرُونَ: «إِنَّهُ مَاتَ!» فَأَمْسَكَهُ يَسُوعُ بِيَدِهِ وَأَقَامَهُ، فَقَامَ “. (إنجيل مرقس 9: 25).

سبَّبت الأرواحُ الشريرة لهذا الشخص آلامًا كثيرة منذ طفولته، لكن عندما تقابَل مع ابن الله، لم تستطع الصمودَ أمام هذا السُّلطان. وهكذا علَّمنا الربُّ عندما ننتهر الأرواحَ الشريرة باسمه، أنها لا بُدَّ أن تخضع .

  • تحرير مجنون كورة الجدريين (إنجيل لوقا 8: 26- 39).

“فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَوَجَدُوا الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَتِ الشَّيَاطِينُ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ لاَبِسًا وَعَاقِلًا، جَالِسًا عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ، فَخَافُوا. فَأَخْبَرَهُمْ أَيْضًا الَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ خَلَصَ الْمَجْنُونُ”.

سنواتٌ طويلة، وهذا الشخص أسيرٌ، ومُقيدٌ، بأعدادٍ كبيرة من الأرواح الشريرة، لكن أمام المُخلِّص لم تَثبُت هيمنة تلك الأرواح عليه؛ فقط لأنه آمن بمحبة يسوع، وقُدرته على تحريره.

المعرفة والسُّلطان

في البَدء خلق الله الأرضَ، وكل ما عليها، معطيًا آدم السيادةَ والسُّلطانَ، على كل أعمال يديه. لكن ارتكب آدم (خيانة عُظمى)، إذ باع ميراثه للشيطان، وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». (سفر التكوين 28:1).

من خلال آدم، أصبح الشيطانُ رئيسَ هذا العالم، لكن لم تكن النهاية. فقد أتى يسوع؛ ليهزم إبليس؛ ويسترد السُّلطان من جديد.كان للشيطان الحق أن يسود علينا، إلى الوقت الذي فيه أصبحنا خليقة جديدة، وانضممنا إلى جسد المسيح، كما نرى في (رسالة كولوسي 12:1-13) “شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ.”

يستطيع المؤمن الذي يفهم تمامًا أن قوة الله تسنده، ممارسة سُلطانه، ومواجهة إبليس بلا خوف. وترتبط المعرفة الكتابية السليمة، دائمًا، بالقوة “اَلرَّجُلُ الْحَكِيمُ فِي عِزّ، وَذُو الْمَعْرِفَةِ مُتَشَدِّدُ الْقُوَّةِ.” (سفر الأمثال 5:24).

  • مارِسْ سُلطانك

يُوجِّه شُرطي المرور حركة السيارات في ساعة الازدحام. وما عليه إلا أن يرفع يده إلى أعلى، حتى تتوقف السيارات. لا يمتلك رجل المرور القوة الجسدية لإيقاف السيارات، إذا ما قرر سائقوها عدم التوقف، لكن قوته الحقيقية تكمن في السُّلطان المُفوَّض له من قِبل حكومته.
ويُميز سائقو السيارات ذلك، ويعترفون به. لهذا؛ فالسُّلطان هو قوة مفوَّضة لنا من الله، نستطيع استخدامها؛ لنُوقف أي نشاط، أو هجمات من العدو على حياتنا.

اسم يسوع

  • لماذا اسم يسوع؟

“لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ”. (رسالة فيلبي 2: 9-11).

وفقًا للكتاب المقدس.. اسم يسوع لديه قوة وسُلطان على كل شيء. إذ جرَّد يسوع ذوي القوة والسُّلطان في أجواء الظلمة الروحية، وأظهر هزيمتهم علنًا.

حصل يسوع على النُّصرة في كل شيء. لهذا، فالمخلوقات، أو الأشياء، عندما تتعرف علي اسم يسوع، لن يكون لديها خَيارٌ آخر، سوى أن تُطيع هذا الإسم.

  • الإسم الذي يغير كل شىء

أعطانا الربُّ اسمًا نستطيع أن نعتمد عليه. هذا الإسم لا يُمكن أن يتغير، أو يتأثر بظروف هذه الحياة. هذا الإسم أيضًا يُغير حياة كثيرين. الإسم هو كلمة، أو مصطلح، يُميز شخصية معينة عن باقي الشخصيات، وهو يرمز أيضًا للسُّلطان، والشخصية التي خلف هذا السُّلطان.

  • اسم يسوع مكان الحماية

“اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ.” (سفر الأمثال 18: 10).

إن كنتَ تريد أن تحيا حياةً منتصرة، اعلم أن أكثر الشياطين قوةً، ليس لديهم سُلطان ليتسلطوا على المؤمنين، الذين يسلكون في نور كلمة الله، ولا يُعطون إبليس مكانًا.

تطبيقات عامة على الدرس

آياتٌ لدراسةٍ أعمق
  • رسالة فيلبي 2: 9.
  • رسالة كولوسي 1: 12.
  • رسالة كولوسي 3: 17.
صلاة

أبي الغالي أشكرك لأجل تحريرك لي من كل سُلطان وتأثيرات أرواح الشر. أشكرك لأجل اسمك؛ لأن فيه حماية ونُصرة. شكرًا لأني لستُ عبدًا، بل صِرتُ حُرًّا فيك. آمين.

يُمكنك أيضًا سماع الدرس باللهجات المختلفة

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع