الدرس الرابع عشر (كيف تطبق كلمة الله بشكل عملي؟): سراجٌ لرجلي كلامك، ونور لسبيلي، لابد أنك سمعت كلمات هذه الآية ولو مرة على الأقل، لكن ما علاقة كلام الله بسراج القدم؟
الكتاب المقدس هو كلمة الله؛ فيه أعلن اللهُ عن نفسِه، لذا من المهم قراءة الكتاب المقدس حتى تقدر أن تعرف الله، ولكي تعيش الحياة الجديدة وأنت تعرف الله وتعرف إرادته وتطبقها على حياتك. فأن تعيش حسب إرادة الله هو واجبٌ على كل مؤمن سلَّم حياته للمسيح، وما تقرأه في الكتاب المقدس يجب أن تطبقه حتى لا يبقى الكتاب المقدس مثل كتاب عادي ليس له أي تأثير على من يقرأه.
يحاول الشيطانُ إبعادَك عن الله وعن كلمته؛ لأن كلمة الله هي حيةٌ وفعالةٌ وأمضى من كلِّ سيف ذي حدين؛ فالكتاب المقدس يستطيع أن يُبعِدَك عن الخطية، وفي نفس الوقت تستطيع الخطية أن تُبعِدَك عن الكتاب المقدس؛ فكلمة الله تنزع وتقلع منا الأعمال الشريرة وكلمة الله تثمر وتزرع فينا الأعمال الصالحة.
دراسة الكتاب المقدس ليست فقط لكي نحرك عقولنا، بل بالأولى تدريب القلب، وهذا يحتاج إلى أمرين على الأقـل؛ أولهما أن أطبق ما أتعلمه على نفسي “كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم”، كما جاء في الكتاب المقدس. كل وعد إلهي أقرأه أتمسك به، وأي تعليم كتابي أمر به خلال دراستي أطلب من الله أن يجعلني أعمل به، وكل حق أتعلمه من الكلمة أجعله يملك أولًا على قلبي.
والأهم من كل هذا أن أبحث عن المسيح في كل نص في الكتاب المقدس؛ حيث لا توجد كلمة فى كل الكتاب لا تحمل غذاء إلى نفوسنا، فادرس الكتاب المقدس بالصلاة، وابحث فيه عن الرب لا عن العلم، ولا بد أنك ستجد العلم أيضًا، إنما اجعل غرضك هو الرب أولًا.
“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ” (الرسالة إلى العبرانيين 12:4). ما أعظم التغيير الذي تحدثه كلمة الله في حياتنا؛ فهي مصدر الحياة وهي التي نلجأ إليها لنسمع صوت الله ونعرف مشيئته في حياتنا.
كلامك يا رب نوري هو هدايا في الطريق
به عرفت كيف أتيت كيف فديت يا قدير
هو ضيائي وقت ظلامي هو أنيس رحلتي
هو عزائي نبع سلامي وفي اشتداد محنتي
فيه فدائي فيه حياتي فيه طعامي للأيام
فيه رجائي عند سقوطي غفران ذا الفادي المقام
ساعدني حتى أخبأن كلامك في داخلي
فلا أعود أخطئ إليك بل يشهد لك حبي
(إلهي الحبيب الصالح، أشكرك لأجل كلمتك الصالحة لنا في كل زمان ومكان، تقربنا إليك وتعمق علاقتنا الشخصية معك، امنحنا يا الله الاستنارة لنقرأ كلمتك ونفسرها ونطبقها وتنعكس في كل سلوكيات ومبادئ حياتنا. في اسم يسوع. آمين).