16. الرفض: قلبٌ مكسور.. وجُرحٌ محفور!

الرفض: قلبٌ مكسور.. وجُرحٌ محفور!

مقدمة

يعد الشعور بالرفض من الأمور المؤلمة لأكثرنا. إذ يثير المشاعر والمخاوف

كلنا معرضين لخيبة الأمل والشعور بالرفض، بصورة خاصة بعد الخروج من علاقة محطمة. ولكن كمؤمنين مولودين ثانية لدينا سند في كلمة الله يمكن أن يجلب لنا التعزية ووضوح الرؤية في هذا الموقف. إن رفض شخص لنا لا يعني أننا غير محبوبين. ولكننا قد نسمح لهذا الرفض أن يحدد مشاعرنا ونسمح لتلك المشاعر أن تؤثر على فكرتنا عن أنفسنا، أو قد نختار أن نكمل مسيرتنا إستناداً على شيء أبدي.

o          الحياة وفق المشاعر هو أمر يحمل الكثير من المجازفة. فسوف ننجرح ويخيب أملنا لأننا نعيش في عالم ساقط. ويحدد رد فعلنا لذلك الجرح وخيبة الأمل ما إذا كنا سنتقوى في مسيرتنا مع الرب أم نعيش مجروحين. الخيار لنا

o          الإحساس بالرفض ينتج بسبب شعور الإنسان برفض الآخرين له‘ فهو يعتقد انه مهما فعل فهو يرى نفسه مرفوض من الآخرين. لا يرى في شخصيته أي امتيازات مهما فعل لذلك تجده يحاول دائما أن يثبت وجوده بكل الطرق. وقد يعاني الإنسان بالشعور بالرفض من واحد أو اكثر.

o          لا يحتمل الإنسان في كثير من الأحيان الشعور تجاهه بالرفض، سواء بتكوين العلاقات أو في نطاق العمل، بل وفي مجمل مناحي الحياة، حيث ينسحب ذلك الشعور بردود فعل، قد تكون عنيفة أحيانا، وفيها إيذاء للنفس وللآخرين.

o          من يعانون من حساسية الرفض يطرأ عليهم شعور الخوف، وعند تعرضهم لهذه المواقف، فإن الإشارات التي ترسل إلى أقسام الأجهزة المعينة بهذه المشاعر تسبب الألم الجسدي.

          مفهوم الشعور بالرفض

          تعنى شكل من أشكال الاعتراض أى عدم قبول شخص أو عدم قبول شيء أى كان المسمى فهى حالة من حالات تجنب الآخر.

          الرفض هوالجرح العاطفي الأكثر شيوعاً الذي نعاني منه  في الحياة اليومية.

          إن كلمة الرفض تعني الترك جانباً أو التخلي عن شيء لعدم أهميته , وأن تكون مرفوض يعني أن تكون شخص غير مرغوب فيه أو يقال لك أن لا قيمة لك .

          اسباب الشعور بالرفض

1)        رفض قبل الولادة ( محاولة الإجهاض أو أنجاب طفل غير مرغوب فيه)يأتى الطفل فى جو من الرفض

2)        حرمان مادى بالمقارنة باصدقاؤه

3)        إهمال الوالدين للطفل (مرض الطفل أو إعاقته أو العمل أو السفر) يزرع داخله الرفض.

4)        تعرض الشخص لفترة طويلة لمعاملة قاسية من أسرته .

5)        المقارنة مع الآخرين

6)        اجواء الخلاف الأسري

7)        وفاة أحد الوالدين (الطفل يحمل نفسه مسئولية هذا الأمر/ الطفل يشعر بعدم الاستحقاق بأن يكون لديه والدين) اقرأ قصة مفيبوشث

 وَكَانَ لِيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ ابْنٌ مَضْرُوبُ الرِّجْلَيْنِ، كَانَ ابْنَ خَمْسِ سِنِينٍ عِنْدَ مَجِيءِ خَبَرِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ مِنْ يَزْرَعِيلَ، فَحَمَلَتْهُ مُرَبِّيَتُهُ وَهَرَبَتْ. وَلَمَّا كَانَتْ مُسْرِعَةً لِتَهْرُبَ وَقَعَ وَصَارَ أَعْرَجَ. وَاسْمُهُ مَفِيبُوشَثُ. (صموئيل الثاني ٤: ٤)

1)        تربية خلت من كلمات التشجيع

2)        عدم تمكن الشخص من تحقيق ذاته فى دراسته او عمله 1)  تربية خلت من كلمات التشجيع

8)        2)        عدم تمكن الشخص من تحقيق ذاته فى دراسته او عمله  أبوان يشعران داخلهما بالرفض و يورثانه للابناء.

9)        الرفض قد يأتى من الأصدقاء أو المحيطين .

 ثُمَّ وَلَدَتِ امْرَأَةُ جِلْعَادَ لَهُ بَنِينَ. فَلَمَّا كَبِرَ بَنُو الْمَرْأَةِ طَرَدُوا يَفْتَاحَ، وَقَالُوا لَهُ: «لاَ تَرِثْ فِي بَيْتِ أَبِينَا لأَنَّكَ أَنْتَ ابْنُ امْرَأَةٍ أُخْرَى». (القضاة ١١: ٢)

10)      وجود شئ معين فى مظهره يجعله غير طبيعى مثل العاهات .

          صور  الشعور الرفض

1)        رفض غير مبرر

            الرفض الدائم لأى فكرة يتم طرحها

          رفض بدون إبداء أسباب غير مدعم بأدلة وبراهين، 

2)        رفض لمجرد الرفض،

          هو رفض يسمى رفض غير مقنع

          هو رفض ما يقوله الشخص الآخر لأنه يختلف مع ما تقوله أنت

3)        رفض الاعتراف بالخطأ

          عندما يحدث من الشخص خطأ معين فهو يحاول إخفاء ما تبادر منه من خطأ أو إسناد خطأه للآخرين وهنا يحدث عواقب وخيمة

          نتائج الشعور بالرفض

1.        التمرد

2.        شعور داخلي بالغضب

3.        القسوة على النفس و الغير. 

4.        محاولة الحصول علي قيمة من خلال نجاح معين

5.        الهروب من خلال (أحلام اليقظة أو الإدمان أو تناول الطعام أو مشاهدة التليفزيون)

6.        المرارة والشفقة علي الذات 

7.        عادات الكذب

8.        الشعور  بالذنب

9.        الخوف وعدم الأمان

10.      صور سيئة عن الذات

11.      الغيرة وصغر النفس

          سمات الشخص الذي لديه شعور بالرفض

1)        من الصعب عليه أن يشعر بمحبة الآخرين أو باهتمامهم به. لن يرى عمل المحبة من إنسان تجاهه لأنه لا يصدق انه يوجد إنسان يرى فيه أي شيء صالح

2)        يحدد قيمته بناء علي آراء الآخرين

3)        يقع تحت تأثير أفكار غير واقعية – أي أن يشعر بالرفض من شخص لا يرفضه

4)        يشعر أن كل من مختلف مع أفكارنا هو بالضرورة يرفضه (لايقدرعلى التمييز بين أفكاره وذاته

5)        عدم قبول النصح (فالنصح يترجم على انه هجوم على شخصه)

6)        هو يعتقد أن الله يرفضه ولن يرضى عن تصرفاته‘ لن يرضى بأمانته‘ لن يرضى بطاعته للوصية

7)        يحاول أن يعطي الناس ما يريده وليس ما هم  في احتياج إليه (وغالباً ما يرفضون ما يعطيه  إياه عن غير قصد، بسبب عدم شعورهم بالاحتياج إليه

8)        لا يستطيع أن يصدق أن الله يحبه وأنه بذل اينه الوحيد لفدائه

9)        عندما لا يعيره الناس اهتمام  عندما نيتكلم ربما لأن الكلام لا يعنيهم أو لأن التفاصيل ليست جذابة) فإنه يشعر بالرفض (فاختلاف الشخصيات قد يترجم بالرفض)

10)      لا يصدق إنه باستطاعته أن يُقبل إلى الله بدون وسيط‘ فلا بد من وجود وسيط لان الله سوف يقبل الوسيط ويرفضه هو

11)      أن يتجاوب مع آخرين بناء علي احتياجاته الشخصية

12)      محاولة حماية النفس من الألم الناتج عن الرفض بالابتعاد عنهم والهروب منهم

13)      مواقف واتجاهات فكرية معينة يحمي نفسه  بها (لن أخضع لأحد – لن أدع لأحد يقترب مني  – سوف أقود حياتي ولن أسمح لأحد بالتدخل لكي لا أؤذى).

أشكال الحماية التي يتخذها الشخص الذي يشعر بالرفض

1)        التظاهر

 بعدم التألم وعدم الغضب (سور للحماية من الإحساس بالرفض)، فيظهر بخلاف ما أبطن

2)        إقناع الآخرين بصحة موقفه

3)        شراء الحماية

 تقديم المحبة للآخرين لكي ينال محبتهم في المقابل  ليتجنب رفضهم، ويتودد  إليهم ويفعل أشياء من أجلهم

4)        الكمال

  فلا يرفضني أحد لأن أفعالي وأقوالي كاملة وبلا عيب

          مقارنة بين شخصيات في الكتاب المقدس تعرضوا للرفض وبين الرب يسوع ؟ وماذا كان رد فعلهم

          داود عندما رُفِض من شاول وإسرائيل

 شعر بمرارة الرفض.

 نشأ فيه مرة روح انتقام عنيف من نابال (1صموئيل25).

 ومرة أخرى قاده ليبحث عن مكان لكي يقبل فيه حتى لو كان هذا المكان هو أرض الفلسطينين (1صموئيل27).

 ونحن احيانا نفرج عن أنفسنا بأى شئ حتى لو كان ذلك هو فعل الخطية لكى نرضى أنفسنا.

          أما الرب يسوع

فإنه قط لم يرض نفسه ولم يفعل شيئاً ليس فى محله.

 مرة كان فى اليهودية يخدم، لكن اليهود رفضوه وأرادوا أن يوقعوا بينه وبين المعمدان.

 وأثاروا ضجة حوله بخصوص المعمودية.

 مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه (يوحنا4).

 فماذا كان رد فعله نتيجة هذا الرفض؟  لقد ترك اليهودية ومضى أيضاً إلى الجليل.  وكان لابد أن يجتاز السامرة.

 وفى السامرة وجد بعض القبول والترحيب والتعويض عن رفضه ممثلا فى المرأة السامرية وفى أهل مدينة  سوخار.

          يفتاح الجلعادى (قضاة11).

 فى البداية رفضه إخوته وطردوه.

 فهرب يفتاح من وجه إخوته.

 وبعد أيام حارب بنو عمون إسرائيل.

 فذهب شيوخ جلعاد إلى يفتاح وقالوا له «تعال وكن قائداً لنا فنحارب بنى عمون». 

فقال يفتاح «أما أبغضتمونى وطردتمونى .. والآن إذا أرجعتمونى فأكون لكم رأساً .. فجعله الشعب رأساً وقائداً».

  إن مشاعر الرفض قد أنشأت فيه كبرياءً واعتداداً  بالذات.

          أما الرب يسوع

 فعندما رفض، قاده هذا لمزيد من الاتضاع وإنكار النفس.

  مرة «تشاوروا عليه لكى يهلكوه» (متى12: 14)،

«فعلم يسوع وانصرف من هناك»

ليس لأجل نفسه بل «تبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً، وأوصاهم أن لا يظهروه»

(عكس يفتاح الذى طلب أن يكون رئيساً عليهم).

فإن فى الإنسان احتياجا نفسيا  طبيعيا لأن يكون محبوبا ومقبولا  أما المسيح فبدل محبته أبغضوه واحتقروه ورفضوه.  ومع ذلك فلم يكف عن العطاء والخدمة والمحبة الباذلة.

اعظم شخص  يساعدنا علي الشفاء من الرفض هو شخص الرب يسوع فلا تتردد باللجوء إليه

          انواع الشعور بالرفض

1.        الشعور بالرفض الوهمي

          اسباب انا المسئول عنها  مثل ( طريقة كلامي مع الآخرين بها كبرياء وعجرفة  – لا أسمع الآخرين ولا أعطيهم فرصة للحوار- التنمر علي الآخرين  – الاستخفاف بكلام الآخرين ….. الخ )

          سوء الظن  بسبب ( صغر النفس – ترجمة تصرفات الآخرين بناء علي نظرتي لنفسي – … الخ )

          سوء الفهم (   ترجمة  تصرفات الآخرين ترجمة خاطئة بناءا علي فهم خاطئ والحل هو العتاب والمصارحة الدائمة للآخر لإزالة سوء الفهم

  هذا الشعور يحتاج إلى مراجعة النفس وتصحيح الأخطاء من خلال علاقتي بالرب والمرشدين الروحين

2- شعور بالرفض الحقيقي

          اختلافات الهوية (   اختلاف الديانات  – الطوائف – العرق – الجنس – لون البشرة )

          الحل لهذا الشعور هو معرفة قيمتي وهويتي في المسيح (  إِذْ صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّمًا، وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُك (إشعياء ٤٣: ٤)

 الشعور بالرفض قد يكون قاسيا، لكن هنالك من يتقبله وينظر لنفسه و يبحث عن الأسباب ويعالجها من خلال ارتباطه بالحق الكتابي ، وهنالك من لا يستطيع أن يتعايش مع تلك الفكرة فيرفضها وتتغير سلوكاته بناء على ذلك

شعور

مثل توضيحي

 تامر  في  مراحل حياته المتعددة تعرض للشعور  بالرفض الغير حقيقي بسبب لون بشرته فهو كان يعتقد أن الآخرين لا يحبون شكله  وبالتالي كان ينعزل عنهم معتقدا أنهم  لا يردون اللعب معه ….. الخ مما  جعل منه شخصا عصبيا ومتوترا في أغلب الأحيان يحاول أن يحمي ذاته من الآخرين بالقسوة تجاههم، خوفا من أن يتعرض للخذلان.

فكان دائما يبحث  عن إجابة عن سبب الرفض الذي اختبره في مواقف متعددة، وبعد محاولات كثيرة ومراجعات لعلاقاته المختلفة  ، شعر أن عصبيته وعدم فهمه الآخرين هما السبب

والتقبل لنفسه من خلال  قبول الرب يسوع له  هو ما جعله يفكر بشكل حقيقي في تخفيف هذه الصفات السلبية، وأن يدرب ذاته بكيفية كسب الآخرين ممن سيضيفون الإيجابية على حياته، كما وجد أن تعزيز ثقته بالحق الكتابي ومحبة الرب له  ينهي مشكلة الخوف من الرفض وحساسيته المبالغ فيها.

          كيفية  الشفاء من الشعور بالرفض

1.        الإيمان هو العلاج وليس الأعمال  (رو 3: 21 – 22)

 الإيمان يفتح الباب للروح القدس، فيعطي الشفاء والتغيير

2.        الثقة بمحبة الله

3.        لا تنشغل بحماية نفسك، بل آمن بحماية الرب لك

4.        أن تكون لديك الرغبة أن تخرج وتتخلص من هذا الشعور

5.        اكتشف إمكانياتك لتزيد من ثقتك بنفسك

6.        حاول أن تعرف أسباب رفض الآخرين لك وتتخلص منها

7.        لا تتمادى في فترة الحزن

8.        خصص بعض الوقت لمعالجة الرفض

على سبيل المثال: إذا كان بمقدورك أن تغادر العمل إلى المنزل والاستراحة بقية اليوم افعل ذلك

9.        تحدث مع أحد الأصدقاء المقرّبين

يجب أن تختار صديقًا يصارحك بالحقيقة

10.      تجنب مشاركة حزنك على شبكات التواصل الاجتماعي.

11.      لا تكثر من الشكوى

12.      تقبل الرفض مبكرا. كلما تقبلت الرفض أبكر وحاولت المضي قدما

13.      لا تأخذ الرفض على محمل شخصي

14.      ليس الرفض عيب منك أنت. الشخص (أو الأشخاص) الذين يقومون برفض طلبك أو اقتراحك عادة ما يمتلكون اسبابا لذلك الرفض

          بعض الحقائق الكتابية يجب أن تؤمن بها

1)        أن الله اختارني عن قصد (أف 1: 5 – 6)

2)        أننا أبرار بالنعمة  (رو 3: 24 & 5: 1)

3)        أننا مقبولين من الرب  (رو 15: 7)

4)        أننا أحباء وأصدقاء للرب (يو 15 : 15)

5)        أن يسوع يشعر بي ويرثي لضعفي (عب 4: 15)

6)        أنني عمل الرب (تحفته) ومخلوق لأعمال صالحة  (اف 2: 10)

7)        أنني مدعو للمحبة وليس للخوف  (1 يو 4: 18)

8)        الله أعطاني روح القوة  (2تي 1: 7)

9)        إنني ابن ووارث  (رو 8: 15 – 16)

10)      إن حمايتي في اتكالي علي الرب (أش 26: 3 – 4)

11)      لا شكاية علي والرب يبررني  (رو 8: 33)

          كل مؤمن مولود ثانية يتاح له كل هذا  البركات في المسيح، ولكن يجب أن نختار أن نستفيد منها

          الرفض سمة أساسية للحياة ستتعرض لها بغض النظر عن مهاراتك أو عمرك أو وظيفتك أو موقعك في الحياة، فالتدافع بين الناس سنة كونية، على مختلف المستويات، وسواء كنت على صواب أم على خطأ. الشاهد والمهم هنا هو رد فعلك على الإحساس بالرفض .

Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع