الشغف.. بين الحيرة والهدف!
مقدمة
اذا التقيت بشخص شغوف ستلحظ وتشعر على الفور بكميّة هائلة من الطاقة تنبعث منه.
وكلّما زاد شغفك اتجاه نفسك، عملك، حياتك أو أي شيء تقوم به، زادت كميّة الطاقة الإيجابية المنبعثة منك. والسعادة الحقيقية تأتي حينما تتبع شغفك.
كسب العيش من القيام بعمل أنت شغوف به هو من أعظم وأروع ما يمكن أن يحصل لك.
حينما تحب ما تفعله – سواء كان ذلك وظيفة أو دراسة أو غيرها، سيحفزك شغفك لهذا الأمر لتنهض في كل صباح بكامل نشاطك، وستجد انك في كل يوم متشوق للمستقبل. بالنسبة لك، العمل ليس عملا وانما متعة ، و الدراسة ليس دراسة وانما إثارة و الوظيفة ليست وظيفة بعد الآن وإنما شغف .
مفهوم الشغف
شعور قوي للغاية بالكاد تستطيع السيطرة عليه. هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك .
هو شعور بالحماس الشديد أو رغبة لا تقاوم تجاه شخص أو شيء ما.
الشغف هو اهتماما متلهفا أو إعجابا بفكرة أو مقترح أو دعوى ما، أو تمتعت حماسيا باهتمام أو نشاط ما، ويصل إلى حد الانجذاب الشديد والإثارة والعاطفة تجاه شخص ما.
هو ميل قوي نحو نشاط ما بذاته، يستثمر الإنسان فيه وقته وجهده إيمانا منه بأهمية هذا النشاط أو حبا فيه،
أهمية الشغف
بممارسة الإنسان لأنشطة معينة تعمل على تشكيل الملامح الأساسية لهويته بشكل أو بآخر
أنواع الشغف الرئيسية
1) شغف متناغم
يتشكل الشغف المتناغم ( عند اختيار الإنسان لنشاط ما يحب القيام به بشدة مع التركيز على الجوانب الأخرى من حياته أو مع قيامه بالأنشطة الأخرى التي عليه القيام بها.
2) شغف استحواذي
الاستحواذي أو الوسواسي فيتشكل عند عدم قدرة الإنسان على منع نفسه من القيام بالأنشطة التي يحبها وبالتالي ينغمس فيها للدرجة التي قد تؤثر على حياته.
كيف يأتي الشغف ؟
يأتي الشغف حينما تكون صادقًا مع نفسك
وتفعل ما يلهمك عقلك به دون جهد.
عندما يكون ما تفعله متوافقا مع طبيعتك،
ستكتسب طاقة إضافية من القيام به بدلا من أن تخسرها.
كيف تعيش مع شغفك وتعثر عليه؟
العيش بشغف يعني امتلاك الشجاعة الكافية للتعبير عن أفكارك وآرائك وقناعتك بلا خوف،
إنه وسيلتك للتعبير عن حبك للحياة. ويأتي حبك هذا من واقع انك تعيش حياة أنت اخترتها وليس حياة أجبرت على عيشها.
خطوات تساعدك علي اكتشاف شغفك
1) حدد ما تبرع فيه
خذ ورقة وقلما وابدأ بالإجابة عن الأسئلة التالية:
ما هي مهاراتك، مواهبك، مميزاتك كفرد؟
ونقصد بهذه الأمور كل ما تبرع فيه بالفطرة وتستمتع بالقيام به.
الكثير منا ينسى الأمور التي يبرع فيها لأنها تأتي بالفطرة ولا يبذل جهدا في أدائها.
عد بذاكرتك إلى الماضي، حينما كنت أصغر سنا وفكّر بالوظائف، المشاريع، أو الهوايات التي قمت بها. لعلك كنت كاتبا بارعا ، أو رساما ماهرا ، أو معلما جيدا ……… أو غيرها
رتّب إجاباتك في قائمة وفكّر بما كتبته، ستكتشف شغفك لا محالة
2) ابحث عن ما تحبه لا عن ما تجيد عمله
ويقصد به تلك الأنشطة التي تجلب لك السعادة والطاقة الإيجابية عند ممارستها.
تحديد نقاط القوة والأنشطة أو المهارات التي تتميز فيها وتبدع فيها مقارنة بغيرها
فكّر بالأمور التي توقد في داخلك شعلة الحماس،
هل هي جزء من وظيفتك؟
هل هي هواية ما؟
عمل جانبي؟
نشاط تطوّعي تنفق وقتك فيه؟
قد يكون أمرا تقوم به كزوج أو ولي أمر أو صديق، وقد يكون امرا لم تقم به منذ وقت طويل.
خصص ساعة من يومك للتفكير بإجابة لهذا السؤال، فشغفك يكمن هناك.
3) ما هو الأمر الذي تنفق ساعات في القراءة عنه
عندما تكون شغوفا بموضوع ما، ستسعى دوما لمعرفة المزيد عنه
ستقرأ عنه كثيرا ، وتبحث عن معلومات إضافية عنه
ربما تشاهد الكثير من البرامج حوله وتستمع لمحاضرات ومناظرات متعلقة به
فكّر بالأمور التي تقضي وقتك في محاولة معرفة المزيد عنها
فهذه إشارة قوية ومفتاح لاكتشاف شغفك.
4) فكّر فيما تكرهه
ابدأ بوضع قائمة بأنواع الوظائف أو التخصصات أو الأعمال التي تكره القيام بها.
وبمجرد أن تستبعد هذه الأمور، ستكتشف أن شغفك بات أكثر وضوحا
فكّر بالأشخاص الذين تشعر بالغيرة منهم، أو تحسدهم لا تخجل من مشاعرك
لكن وبدلا من الاستمرار في عيش هذه المشاعر السلبية تجاههم ، حلل السبب وراء
مالذي يفعلونه ويجعلك تشعر بالرغبة في أن تكون مثلهم؟
جرب القيام بتلك الأشياء التي يقومون بها
فقد يكون شغفك نابعا في إحداها
5) طور مهاراتك وقدرتك نحو الاحتراف
عن طريق التسجيل في الدورات وحضور ورشات العمل أو من خلال العمل التطوعي.
6) جرب اختبار تحليل الشخصية
ختبار تحليل الشخصية من موقع فرصة، خيارًا مناسبًا لك.
حيث يتيح لك هذا الاختبار ومن خلال مجموعة من الأسئلة تتيح لك معرفة المزيد عن نفسك، اهتماماتك، نقاط قوّتك ومواطن الضعف فيها.
7) تحدث مع الآخرين عما يحبون فعله
وعن رحلتهم في إيجاد ما هم شغوفون به والتعلم منهم وكسب الخبرات والحصول على أفكار مختلفة من وحي قصصهم.
8) ضع خطة لممارسة مجال الشغف
بشكل أكبر كالتخطيط لما سيتم القيام به في أوقات الفراغ وفي السنة القادمة أو العطلة الصيفية،
بعيدا عن ضغوطات العمل الحالي مثلًا.
صفات الشخص الشغوف
1. يأخذون أفكارهم وعواطفهم ورغباتهم على محمل الجد .
2. يعرفون أنفسهم ونقاط قواتهم وضعفهم جيدا لأنهم مطلعون على أنفسهم من الداخل.
3. يضعون مبادئ ومعالم واضحة لطريقتهم في الحياة ويحترمون أنفسهم .
4. يملكون تصورا واضحا حول طبيعة الحياة التي يريدونها أو يرغبون بالوصول إليها.
5. يواجهون مخاوفهم وندباتهم الداخلية بشجاعة وصبر.
6. يطلعون على كل ما يهم ويناسب شغفهم في الحياة.
7. يثابرون في سبيل الوصول للإبداع في المجالات التي هم شغوفين بها.
8. يتقبلون الحياة والعقبات ويتعاملون مع المواقف بروح رياضية.
كيف يصبح لديك شغف بالمسيح؟
1) نحتاج أن نعرف الله لكي ننمو في محبته.
يجب أن نجعل دراسة الكتاب المقدس أولوية دائمة
أي تكون جزء من حياتنا اليومية مثل الطعام والشراب.
ويجب أن نتذكر أن الكتاب المقدس أكثر من مجرد كتاب إنه رسالة حب الله لنا، وهي تعلن محبته لنا عبر العصور، خاصة من خلال حياة وخدمة إبنه يسوع المسيح.
يجب أن نقرأ الكتاب المقدس بإعتباره رسالة من الله إلينا،
ونطلب من الروح القدس أن يتكلم إلى قلوبنا بما يريدنا أن نتعلمه من كلمة الله كل يوم.
كما أنه من الضروري حفظ الآيات والمقاطع الهامة والتفكير في كيفية تطبيق ما نتعلمه (يشوع 1: 8).
2) إتباع مثال المسيح في الصلاة دائماً وبلا إنقطاع.
عندما نتأمل حياة المسيح وكذلك حياة دانيال وآخرين ممن كانوا يحبون الله، فإننا نجد أن الصلاة كانت عنصراً هاماً في علاقتهم مع الله
فإن الصلاة – التي هي التواصل الصادق والصريح مع الله – أمر ضروري.
لا يمكن أن نتخيل نمو علاقة الحب بين رجل وإمرأة دون وجود تواصل بينهما،
وهكذا لا يمكن إهمال الصلاة دون أن نتوقع فتور محبتنا لله نتيجة لذلك. ا
لصلاة هي جزء من سلاحنا ضد أعظم أعداءنا (أفسس 6: 8).
قد تتوفر لدينا الرغبة أن نحب الله، ولكننا نفشل في مسيرتنا بدون الصلاة (متى 26: 41).
3) السير بقربه هنا والآن.
إختار دانيال وأصدقاؤه طاعة الله ورفضوا المساومة حتى بشأن الطعام الذي يتناولونه (دانيال 1).
إن الذين تم إحضارهم معهم كأسرى من اليهودية إلى بابل إستسلموا ولم يذكروا بعد ذلك.
وعندما واجه إيمان الأسرى اليهود تحديا أكبر من ذلك، فإن هؤلاء الأفراد هم الذين ثبتوا في صف الله (دانيال 3 و 6).
ولكي نضمن أن يستمر شغفنا بالله يجب أن نسير معه الآن وأن نطيعه حتى في أصغر الامتحانات
لقد تعلم بطرس هذا بطريقة صعبة عندما تبع الله “عن بعد” بدلا من أن يقترب من المسيح قبل أن يجرب بإنكاره (لوقا 22: 54).
يقول الله أنه حيث يكون كنز الإنسان هناك يكون قلبه ايضا.
وإذ نستثمر حياتنا في علاقة مع الله عن طريق خدمته وإحتمال الإضطهاد من أجله سيكون كنزنا معه وكذلك تكون قلوبنا (متى 6: 21).
4) القضاء على المنافسة.
قال الرب يسوع أنه من المستحيل أن نخدم سيدين (متى 6: 24).
ونحن نجرب بمحبة العالم (أي الأشياء التي ترضي عيوننا وتجعلنا راضيين عن أنفسنا وتشبع رغباتنا الجسدية) (يوحنا الأولى 2: 15-17). ي
أن محبة العالم والتمسك به عداوة (كراهية) لله ويعتبر زنى روحي
أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ. (يعقوب ٤: ٤)
يجب أن نتخلص من هذه الأمور في حياتنا
A. الأصدقاء الذين يقودونا في طريق الخطأ
B. الأشياء التي تستنزف وقتنا وجهدنا وتمنعنا عن خدمة الله
C. السعي إلى الشهرة
D. السعي وراء الممتلكات
E. السعي وراء الإشباع الجسدي والعاطفي
يعدنا الله أننا إذا سعينا إليه، فإنه لن يدبر إحتياجاتنا فقط (متى 6: 33)
ولكنه أيضاً يعطينا سؤل قلوبنا
٤ وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. ٥ سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، (المزامير ٣٧: ٤، ٥)