19. مواجهة المواقف لكَسْر المخاوف!
مواجهة المواقف لكَسْر المخاوف!
- مقدمة
- ليست المواجهة شيئا سهلا. أنها عملية دقيقة حساس. أنه لأمر فاصل أن نجد المدخل الصحيح للمواجهة، الكلمات الصحيحة لتلك المهمة. أو، إن وصفناها بطريقة لعبة الجولف، أن الأمر يشبه مهارة معرفة أي عصا نستخدمها لضرب الكرة
- البعض لا يحبون المواجهة ايا كانت مع النفس أو مع الآخرين أو مع الله، فدائما تجدهم هاربين، حتى من مواجهة المواقف.
- إن أقصر السبل إلى حل المشاكل هو المواجهة والوضوح وقد تكون المواجهة قاسية لكنها أرحم من الهروب وقد يكون الوضوح مؤلما لكنه أقل ضررا من التجاهل.
- لا يحب الناس بمعظمهم المواجهة، وإذا كنت تفضلها فأنت ضمن الأقلية .
- يخاف كثيرون منها ويقولون لأنفسهم إنَّها صعبة جدا. وعندما يجدون أنفسهم أمام وضع صعب أو إنسان صعب المراس، يتجنبونه ويهربون لأطول مدة ممكنة.
- يجب أن نتوقف عن الهروب من المواقف الصعبة لان الله لا يريد أن نخاف، بل أن نتحلي بالجرأة والشجاعة عالمين اننا قادرون على مواجهة أي مشكلة تعترض طريقنا
- الشخص البالغ يستطيع بل ويجب عليه أن يواجه الحقائق الشعورية التي حدثت له في العلاقات القديمة بصدق وأمانة مع نفسه ومع الله ومع الآخرين ، سكس يشفي وينضج . فإن كانت علاقاتنا القديمة والأسر التي عشنا فيها غير صحيحة بما يكفي ، فلدينا الأن علاقة مع الله ومع أسرنا الجديدة وهذه العلاقات الجديدة يمكن أن يستخدمها الله كأدوات لشفائنا وبناء شخصياتنا .
- المواجهة هى
الكشف المسئول الحكيم عن المتناقضات
فى الفعل أو الكلمات أو السلوك أو الرسائل غير منطوقة ، وتكون مصحوبة بدفعة لحل التناقضات الموجودة ، وقد تؤدى إلى إنفعال عاطفى قد يصل إلى الشعور بالقلق
المواجهة ليست :
- الهجوم على شخص حتى لو كان لمصلحته ، ومن الخطأ والخطر أن يقوم بها الشخص نفسه كنوع من التنفيس عن مشاعره الشخصية أكثر منها لمساعدة الاخر .
- وهى ليست العنف أو إصدار الأحكام علي الشخص.
- Ø فالمواجهة الحكيمة
هى تقديم بعض الأفكار للآخر و التي ربما لم يلاحظها هو.
- تناقضات تكشفها المواجهة
- التناقضات : بين الفكر والشعور ، بين الفعل والقول ، بين رؤيته لنفسه ورؤية الآخرين له، بين ما هو عليه وما يتمنى أن يكونه ، بين النضوج الشديد فى ناحية والهشاشة الشديدة ( غياب النضوج ) فى ناحية أخرى.
- تناقض بين فكر وسلوك ومشاعر
مثال للتوضيح : فتاة تحكي أن آخر كام سنة إتقدم لى حوالى 5 عرسان ، أنا مصدقة إن ربنا عنده الشخص الصح لجوازى ، بس إنتظارى طال.
المواجهة ” أنتى ترفضين الخطاب مع أنك تريدين الإرتباط. يبدو كما لو كان هناك شىء ما بداخلك يريد الإرتباط وشىء آخر لا يريده
مثال اخر : شاب يقول ربنا يورينى يوم فيه ( شخص ما ، ليكن زميل ) ، إن شاء الله أرتاح من الموضوع دة بعد الإمتحانات . بالمناسبة أنا نفسى قوى أكرس أول سنة بعد تخرجى لخدمة ربنا.
المواجهة ” إنت بتحكى عن علاقة قوية بالله وبتفكر فى تكريس سنة كاملة لخدمة الرب وفى نفس الوقت بتدبر للإنتقام من زميل لك لأنه جرحك”.
- تناقض بين الرسالة المنطوقة وغير المنطوقة
مثال للتوضيح الحياة بقت جحيم – كل حاجة فى النازل ، حاجة تضَحَك ( بعض الضحكات والإبتسامات ) ، ساعات أحس إنه بيحبنى وساعات أحس أنه بيكرهنى.
المواجهه ضحكك وابتسامتك بيخلينى أعتقد إن مفيش مشكلة ، فى نفس الوقت ،من اللى إنتى قلته يبدو إن الموضوع مؤلم جداً.
- تناقض بين ما يخطط له وبين الروية
مثال للتوضيح أنا وخطيبتى بقى لنا وقت بنتخانق كثير وساعات بتقلب بعنف ، أفتكر لو إتجوزنا بسرعة وعشنا مع بعض ممكن دة يقل بيننا .
المواجهه : أنا فهمت إنك كل مابتقضوا وقت طويل مع بعض إحتمالية خناقاتكم بتزيد ، يبقى إزاى فكرة العيشة مع بعض طول الوقت هتساعد فى حل المشكلة
- – تناقض بين ما يقول وما يشعر به
مثال للتوضيح مراتى مرتبها أعلى منى ، دى حاجة ماتضايقنيش طبعاً. ساعات باحس إنها بتستَقِل بىّ وإنى مفروض ألاقى وظيفة تانية عشان أجيب فلوس أكتر.
المواجهه : يعنى إنت بتقول إن الحكاية دى مش مضايقاك ، لكن فى نفس الوقت شاعر بالأقلية فى عينيها لدرجة إنك عايز تلاقى شغل تانى
- الهروب من المشاكل وعدم مواجهتها
جميع البشر في هذة الحياة يتعرضون لمشاكل وتعثرات أثناء سيرهم في الحياة ، وجميعهم يتعثرون ، ولكن كل شخص يختلف في طريقة تفاعلة مع تلك المشاكل التي تواجهة ، هذا الإختلاف سببة الثقافة الشخصية وطبيعة الشخص والإرادة وغيرها
- انواع الأشخاص من حيث تعاملهم مع مشاكل الحياة اليومية
- النوع الأول يستسلم ويهرب
- النوع الثاني ينهض ويحاول ولا ييأس ويواجه
- اسباب الهروب من المشاكل وعدم مواجهتها
هناك عدة أسباب تجعل شخص يهرب من مشكلاتة وتجعل شخص آخر يحار أمام مشاكلة، ومن الأسباب التي تجعل شخص يهرب من مشاكلة دون حلها التالي .
- البيئة التي نشأ فيها الشخص وتربية الوالدين
- 2) فالشخص الذي تعود علي الدلع وأن والدية يفعلوا له كل شئ يكون من النوع الذي يهرب من مشاكلة ، والنوع الذي علمة والدية الإعتماد علي نفسة منذ الصغر يكون من النوع الذي يواجة مشاكلة .
- شعورك الداخلي بأنك لا تستطيع
- 4) يولد لديك فتور وعدم حماسة للتجربة ويجعلك تمتنع حتي عن المحاولة وهذا أمر خاطئ فكل شئ يستحق المحاولة والفشل وارد ولكن يكفي شرف المحاولة .
- 5) التأجيل
- 6) من أحد أشكال الهروب من حل المشاكل، وهو سبب كبير لزيادة المشكلة وليس حلها فبعض المشاكل تكون مثل الكرة الثلج تبدأ صغيرة وتزداد وتكبر إذا لم توقفها عند شي معين
- فالمشكلة الحقيقة التى تدفع الهاربين لذلك الطريق يكمن فى العلاقات، المحيط الاجتماعى الغير داعم والبيئة النفسية غير سوية الذى يجد فيها الهارب الرفض وعدم الوصول لنقاط اتصال حولت الهروب لديه كنوع من أنواع الإدمان غير قادر على التخلى عنه ينظر له كعلاج فعال وحل سورى لكنه للأسف مؤقت ، يجب النظر بقوة للأساس وليس الآثار المترتبة عليه
- كيف يتم كسر الإنكار وتعلم المواجهه
كسر الإنكار يشمل علي اكثر من عمل ( الاستكشاف – المشاركة – الاعلان )
- اولا الاستكشاف ( ما يفعله الإنسان مع نفسه )
- الاستكشاف هو قرار ارادي مؤلم يتخذه من يريد أن يبدا مسيرة الشفاء الداخلي العميق وتعلم المواجهة
- هي خطوة نقرر بها مواجهة حقيقية لشخصياتنا الحالية وحقيقة آلامنا الماضية ؟وكيف أثرت العلاقات القديمة والأحداث علينا ؟ والطريقة التي نفكر بها والتي تؤدي للمشاعر السلبية الصعبة التي نعاني منها من وقت لآخر
- ثانيا / المشاركة ( ما يفعله الانسان مع الآخرين )
هي خطوة أكثر جرأة بها نقرر أن نجعل جزءا مما اكتشفناه ظاهرا اما شخص أو أشخاص وهذا الجزء يتزايد تدريجيا
- فوائد المشاركة
- الاكتشاف
- كشف لنا جوانب شخصياتنا لم نكن نستطيع أن نراها بمفرده .
- لكل إنسان منا نقاط عمياء لا يراها في نفسه لكن مشاركة الآخرين أمامه تساعده أن يراها بصورة غير مهدده وغير متحدية ،
- كما أن الشجاعة التي نراها في مشاركة الآخرين بالاشياء السلبية التي فيهم ، تشجعه أن يفعل الشئ نفسه ويتخلص من حمل ثقيل
- الشركة الحقيقية
- عندما نتكلم عن أنفسنا علي حقيقتها بدون الصورة الخارجية أو القناع الذي تلبسه أمام الآخرين .
- المكاشفة بصدق يؤدي لاستقبال المحبة غير المشروطة من الآخرين .
- ذلك لأن الحب والقبول الذي استقبله من الآخرين بعد أن يعرفوا أسوأ جوانب شخصيتي يكون حبا حقيقيا غير مشروط
- التواضع
- عندما تكون المشاركة بأمور سلبية وخطايا سرية .
- فإن هذه المشاركة يمكن أن نسميها اعتراف .
- والاعتراف هو الطريقة العملية التي تمارس بها فضيلة التواضع والانكسار أمام الله .
- فلا معني الانكسار أمام الله بدون الانكسار أمام الآخرين كشرط للشفاء الشخصي .
ثالثا / الاعلان ( ما يفعله الله معنا )
- هو عمل من أعمال السيادة الإلهية التي يأخذ الله فيها زمام المبادرة .
- لأن استقبالنا كبشر تشوه ، فنحن نستقبل الله بصورة خاطئة فنسقط عليه صورا من العلاقات العامه في حياتنا وبالذات الاب والام في السنيين المبكرة من حياتنا .
- لان مثل هذه العلاقات تكون بمثابة النافذة التي ننظر من خلالها العالم والاخرين والله نفسه.
- فإن كانت النافذة ملوثه فإننا لا نقدر بمفردنا أن نري صورة نقية
- لكن في مرات نحتاج الاختراقات إلهية نحتاج أحيانا أن يكسر الله مناطق من هذه النافذة ويفتح فيها نوافذ إدراك خاصة ليعلن لنا من خلالها اعلانات تساعدنا في مسيرة الشفاء والمواجهة .
- كيف تتم المواجهه
- واجه الشر وانت تصلي
- يعد التهرب من الواقع تجربة – هي تجربة الخجل من المواجهة.
- لكن ينبغي مواجهة الشر. أنت مدعو لا لأن تهرب، ولا لأن ترتبك. بل أنك مدعو حيثما يمكنك أن تبقى، وأن تفعل ما يمكنك أن تفعله.
- “لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ” (رو21:12).
- كان رد فعل داود تجاه العنف والدمار هو أن طلب من الله أن يتدخل. أنه يصلي قائلا، “مِنْ قُوَّتِهِ، إِلَيْكَ أَلْتَجِئُ، لأَنَّ اللهَ مَلْجَإِي” (مز9:55). ا
- الصلاة هي جزء هام من رد فعلنا تجاه “قوى الدمار” (ع١١ )
- واجه الناس بمحبة
- تعد مواجهة من هم في موقف ضعيف أمر سهل نسبيا وأحيانا يكون تصرف جبان.
- تتطلب مواجهة من هم في موضع سلطة فوقنا، من خلال وظائفهم أو وضعهم أو ثروتهم شجاعة كبيرة
- كان يسوع أستاذا في المواجهة. لم يخجل أبدا من أن يواجه. ولكنه من ناحية أخرى، لم يتصرف أبدا من منطلق أي دافع إلا المحبة.
- كان نيقوديموس رجلا بالغ القوة؛ رجل فريسي ذو خلق ومستقيم و”عضو في المجلس اليهودي الحاكم” (ع1، تفسيري).
- لم يخف يسوع من منصبه. بل واجه نيقوديموس بمحبة باحتياجه إلى أن “يولد من جديد”
- ان يبدأ من جديد، تاركا وراءه جراح الماضي، والعادات والطرق القديمة.
تدور رسالة يسوع حول التغيير .
فارق كبير بين المواجهة والإدانة. واجه يسوع الناس، لكنه لم يدنهم. لم يأت يسوع ليدينك بل لينجيك من الإدانة
- واجه المقاومة بالحكمة
- يمكن تجنب الكثير من الصراعات إن تحدث الناس مع بعضهم البعض، بدلا من مجرد التحدث عن بعضهم البعض.
- كن حريصا ألا تقفز بتسرع إلى استنتاجات تثير الخصومة مع المسيحيين والكنائس الأخرى.
- لا تهاجمهم بكلامك من ظهرهم. إن كان الأمر ضروريا، رتب مقابلة، واجه وسامع التفسير.
- إن فعلنا كلنا هذا، سيتم تجنب الكثير من الانقسام الذي لا لزوم له وكذلك الكثير من المشاعر السيئة
- كلمات مؤثرة تشجعك علي مواجهة مشاكلك
- إذا تعلمت الهروب يوما فسوف يصبح عادة .
- الهروب من مصدر الضيق أصعب من مواجهته دائماً لذلك لا تتخذ الحل الأصعب أبداً .
- إذا كنت حقا تريد الهروب من أشياء تؤرقك، فما تحتاجه ليس في أن ترحل إلى مكان مختلف، بل أن تكون أنت شخصا مختلفا .
- ككل الضعفاء اختار الهرب عوض المواجهة .
- الهروب من المتاعب لا يذهبها، ولكنه ينسى عذابها إلى حين، كي تعود أفظع مما كانت .
- بغض النظر عن الطرف الذى يقف فيه المرء فان عليه مواجهة الحقائق .
- ليست القوة في أن تختار ولكن في مواجهة نتائج اختياراتك .
- ليس كل ما تواجهه يمكن تغييره، ولكن لا تغيير بلا مواجهة
- ملاحظات أخيرة :
- 1) إستخدم كل أساليب الإستماع
الذى لا يصدر أحكاماً لفهم ما يقول الاخر ، واسأل نفسك دائماً إن كان الوقت مناسب للمواجهة أم أن المواجهة فى هذه اللحظة ستقيد العلاقة . اسأل نفسك أيضاً هل اكتسبت هذا الحق فى مواجهته.
- 2) إتبع المواجهة بمواجهة ثانية ( فى نفس الأمر )
حتى يزداد الدفع نحو التغيير. لأن الاخر عادة يتجاوب مع المواجهة بالإنكار أو الموافقة المصطنعة. فعلى الشخص أن يكون مستعدا ليتبع باستيضاح واستكشاف إضافى وبمواجهة ثانية .
- 3) المواجهة غير مريحة
ومن الأسهل أن تدع الاخر ” يفلت ” من الأمر، لكن لن يكون هذا مجديا أو مفيدا له.
وفي النهاية إن وجود حياة بل مشاكل هو أمر مستحيل، بل قد يكون مملا، ولكن يجب أن نعرف كيف نتعامل مع مشاكلنا لا أن ندمر ذواتنا بالهروب سواء كان بتعاطي الكحول أو المخدرات أو الأدوية أو غيرها من وسائل الهروب من حل المشكلات