إن قضية وجود الشر فى العالم قضيه كبرى وشائكه ونالت الكثير من الإهتمام والتركيز منذ قديم الزمان لمحاولة فهمها والعثور على إجابات لمعضلاتها. وقضية وجود الشر فى العالم تدل على يقظة الضمير الإنسانى ورفضه للمعاناه والتألم وتلقى الكوارث الغير مبرره والصراعات المفروضه على الإنسان وعجزه عن مواجهتها وصعوبة حتى الصبر علي مجابهتها.
مهما نال الإنسان من صلاحيات وقدرات إلا أنه يجد نفسه تحت ضعف شديد لمواجهة أشكال متعدده من الشرور من حوله سواء الطبيعيه أو التى من صناعه بشريه أو حتى على ما يسمعه من وجود قوى شيطانيه تريد دمار الإنسان دون ذنب منه وفى نفس الوقت لا يستطيع مقاومتها أو حتى معرفة مدى قدراتها وتكنيكات عملها الشرير ضد الإنسان.
الشرور تتكرر وتتراكم وتعيد نفسها ولا تيأس من عملها المستمر وتأخذ أشكالاً جديده فى كل عصر وقد تنتهى حياة الإنسان ولا يجد إجابات لكل ما يحدث حوله. يوجد الكثير من الناس من إستطاع أن يعيش حياته ويتكيف بصورة ما بالرغم من عجزه للحصول على تفسير كامل ولكن يوجد أيضاً الكثير ممن يندهش ويصرخ ويرفض القصه من أصلها ويتشكك حتى فى وجود نظام محكم أو حتى إله حكيم.
نماذج من صور الشر والتخبط الموجوده فى حياة البشر :
أولا: بعض أمثله لأفكار يصعب الإجابه عليها :
إذا كان يوجد خالق فلماذا خلق الشر أو على الأقل لماذا سمح به سواء من الشيطان أو الإنسان ؟
إذا كان يوجد خالق فيبدو أنه ترك الخليقه ولا يهتم بها أو إنفلتت منه زمام الأمور ؟
لماذا يقع الألم بصور متنوعه على مخلوق ضعيف ؟
لماذا خلق الله مخلوقات تتحداه وتتصرف ضده بل وتؤذى آخرين أيضاً ؟
لماذا الأشرار سعداء والأخيار يعانون ؟
ثانياً: بعض أمثله لأحداث يصعب الإجابه عليها :
حدوث الموت ؟
حدوث المرض ؟
حدوث الفقر ؟
حدوث تحدث الكوارث الطبيعيه ؟
حدوث الحروب ؟
ثالثاً: النظره لماهية الإنسان وهدف وجوده فى الحياه :
الحياه الإنسانيه وهم أو خطأ ناتج عن صدفه ولا تفسير منطقى لها.
اللا معنى واليأس هو المذهب المقبول للإنسان وحياته.
سطحية الحياه الإنسانيه وعدم جدوى الحياه الأخلاقيه.
نظرية البقاء للأقوى وأفضلية جنس على جنس آخر
الإنسان إما مجرد حيوان متطور باحث عن إشباع غرائزه أو كائن متدين باحث عن إرضاء إله مجهول.
رابعاً: مشكلات الإختلاف والتضارب الدينى والفلسفى فى تفسيراته :
وجود أديان كثيرة مختلفة وفى نفس الوقت كل منهم يدعى الحق المطلق.
العجز عن إجابة جميع الأسئله الوجوديه.
التضارب والصراع بينهم إلى حد القتال.
وجود أشخاص عباقره فى كل فرقه منهم وعدم الحسم بينهم.
الإختلاف الجذرى بينهم على طريقة الخلاص الإنسانى من مشاكله.
خامساً: التاريخ البشرى غير المشرف والممتلئ بأحداث مزريه كنتيجه لما سبق :
شرور بإسم الدين
إدعاء الحق المطلق وتكفير الآخرين.
محاولات القهر الدينى وإجبار الناس على إتباع مذهبهم.
خوض الحروب بهدف نشر الدين.
قتل المخالفين فى العقيده.
إرهاب حتى الأتباع من ترك عقيدتهم وحتى التفكير فى معتقد الآخرين.
شرور بإسم العلم :
إستخدام الإنسان كفأر للتجارب العلميه.
إنتاج أسلحه فتاكه ومدمره للحياه البشريه.
التلاعب الجينى والوراثى بدون ضوابط أخلاقيه.
إستخدام أساليب غسيل العقل للسيطره على البشر.
إستخدام التكنولوجيا للتجسس والتحكم فى مصائر الناس.
شرور بإسم الحريه :
تفاقم الإباحيه لكل شيئ تحت غطاء قانونى.
ممارسة الشذوذ الجنسى بكل أنواعه.
إحتقار الزواج وكرامة الأسره.
الإجهاض وقتل الأجنه.
إهانة وإذدراء الآخرين ومعتقداتهم.
شرور بإسم الأفضليه العرقيه أو إمتلاك قوه خاصه :
السيطره على الموارد الطبيعيه بدون حق.
قهر الضعفاء وإستخدامهم لمصالحهم الخاصه.
الحق فى إبادة كل العناصر الغير مرغوب فيها أو الغير مطابقه للمواصفات.
إستخدام العالم كسوق والآخرين كمستهلكين لمنتجاتهم.
إجبار الآخرين على قبول أى قرار يصدر منهم حتى لو دين عالمى جديد.
شرور بسبب الحروب :
ملايين لا تعد من القتلى الأبرياء وفقدان طاقاتهم وإمكانياتهم.
خراب منشئات بالمليارات ما بين مساكن ومستشفيات ومدارس ومصانع.
كراهيه تمتد لعقود من الزمان بين البلدان والشعوب لبعضها البعض.
إستنزاف الموارد الطبيعيه والبشريه هباء منثوراً.
إنتشار الأمراض النفسيه سواء للمقاتلين أو الشعوب التى فقدت أبنائها.
شرور بسبب القهر والفساد الإجتماعى :
السرقه والرشوه وشهادة الزور.
الزنا سواء الصريح أو المقنع بمسميات أخرى للزواج الغير شرعى.