2- اللهُ الظاهر في الجسد .. حقيقةٌ للأبد!

اللهُ الظاهر في الجسد .. حقيقةٌ للأبد!

ما معني التجسد؟!

التجسد ببساطة وفي البداية هو “ان الله قرر ان ياخذ جسد” ويتكشف لنا .. قبل ان تغلق المقال وتغضب تحمل بعض الدقائق في قراءة المقال والتفكير في السطور القادمة ..

لماذا يتجسد الله؟

ان كان هذا هو السؤال الحائز على تفكيرك الان فدعني اسالك سؤالا ايضا قد يساعدك على التفكير “ولماذا لا؟؟”

اتوقع نوعين من الردود بغض النظر عن صياغتهم ..

الاول “لماذا نعم”

الثاني “استغفر الله كيف ياخذ جسدا فهذا كفر”

دعني احاول الاجابة عن الاول ..

ببساطة بدافع الحب اولا واخيرا ولكن داخل هذا الحب بعض التفاصيل دعني استعرضها عليك ؛

1.        الصورة الاصيلة

خلق الله الإنسان لكي يتمتع  في الحضور الإلهي، وقبل أن يخلقه أعدَّ له كل شيء.. خلق من أجله الشمس والقمر وملء الكون بالنجوم.. جهز له الأرض وخلق له النباتات والأزهار والورود..

خلق له الأسماك والطيور والحيوانات أنواعًا وأشكالًا وألوانًا، ورأى الله أن كل هذا حسن، وعندما خلق الإنسان ميَّزه عن سائر الخليقة إذ خلقه على صورته ومثاله في الوجود والعقل والحياة فقد اعطاه من روحه وفي الاصل تعني هذة الكلمة انفاس الله نفسه، “وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».” (تك 1: 26 وكلمة “صورة” بالعبرية “صليم” أي الظل أو الخيال، فالإنسان هو ظل الله على الأرض، و”شبه” بالعبرية “ديموت” أي دمية أو مثال أو شبه، فالإنسان خلق على شاكلة الله في الابتكار وحرية الإرادة والسلطة والخلود…. وعندما خلقه قال “حسن جدًا”.

وهذا كان قصد  الله ولكن اتى السقوط، الذي تحدثنا عنه، في مقالة سبب وجود الشر، ودمر هذه الصورة الجميلة التي ارادها الله للانسان فلم يعد هناك مثالا حي يسلك علية الجنس البشري لان النسخة الاولى قد شُوهت واستمرت في التشوه الي مولد المسيح يسوع ليعود يرسم امام اعيننا هذة الصورة مرة اخرى..

2.        اعلان قلب الله

“لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” ( رسالة الرسول بولس الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 6).

“لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً.” (سفر إرميا 29: 11).

“اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.” (البشارة بحسب القديس يوحنا 1: 18).

هكذا عرفنا الله الذي لم يره احد قط حتى اقرب الانبياء قربا كنا دائما نتكهن عن من يكون الله نكتشف جزء واخر لا وفي بعض الاحيانا كنا ننسج الها في عقولنا غير الله الذي يكون .. وفي التجسد تكشف هذا الاعلان في وجه يسوع المسيح هو خبر عن نفسه هو قدم نفسه وجعل الصورة اوضح بكثير عن اي وقت مضى ..

تحقيق المعادلة الصعبة

“لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رومية 6: 23).

 تبدو الكلمات السابقة في تناقض شديد كيف تكون اجرة الخطية موت وهبة الله حياة ؟! كيف يجتمع عدل الله مع رحمته ؟! العدل الملكي هو تنفيذ ما خرج من لسان الملك ولا يمكن الرجوع فيه ولا يكفي الاعتذار ولكن الله مصدر الرحمة والحب فكيف يبيد صنعت يدية ؟! هل وضع الله نفسه في مأزق!!

بالتأكيد لا فالصليب في فكر الله منذ الازل .. “فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ للهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!” (رسالة العبرانيين 9: 14). لا حظ هنا جملة بروح ازلي قدم نفسه .. لم يتفاجأ الله بما بدر عن ادم ولم يكن الصليب الخطة البديلة ولكن كل شئ معلم لدى الله من البداية الي الابد فهو خارج الزمن وكل مايحدث وما حدث وما سيحدث فهو امامه حاضر هنا والان ..

ولهذا لم يكن في الاصل معادلة صعبة امام الله ولكن نحن من كنا في هذة الورطة ..

هناك الكثير والكثير من الاسباب قد نتطرق لها في مقال اخر ..

ولكن الان دعني اطرح هذا التسؤال عليك؛

“لما لا!!”؟؟

قف لتفكير !!

هل يصعب على الله فعلها ؟! لقد فعلها سابقا عندما تجلى في شجرة لسيدنا موسى ..

هل الجسد شئ مخزي او شرير برغم ان الله من صنعه وقال عنه “انه حسننا جدا” ؟!

ان اراد الله فعلها ما حجتك لرفضها !!

وسنتناول في المقالات القادمة كيف كشف الله الذي ظهر في الجسد (السيد المسيح بحسب إيمان كل المسيحيين)عن هويته وشخصيته وصفاته وقيمة الإنسان لديه وفكره تجاه الإنسان وردودات أفعاله وتعامله معه.

Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع