2. المسيح القدوس.. الذي لم يعمل خطيَّة!

المسيح القدوس.. الذي لم يعمل خطيَّة!

  • هل المسيحُ، قدوسٌ، لم يعمل خطيَّة؟!
  • مقدمة

يتساءل البعضُ – على مضض- تساؤلا، حيَّر كثيرين، بشأن قصة ميلاد السيد المسيح، ألا وهو: “كيف يمكن أن يكون المسيح، قدوسَ الله، وهو مولودٌ من امرأة؟ أي هل هو إنسان مولود بالخطية كما شهد داود: “هئنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي” (مزمور 51: 5)؟

إذ إن الخطية المورثة من آدم، لا بُدَّ وأن وقعت على مولود المرأة يسوع. وهنا يسوع يكون محتاجًا لكي ما يقدم ذبيحة لفدائه! وهل كانت السيدة العذراء تحتاج أن تُقدم ذبائح كذبيحة خطية عن يسوع؟

قبل أن نتطرق لإثبات أن المسيح، قدوس، لم يفعل ولا خطيَّة، دعونا، في إيجاز، نتحدث عن أمرين هامَّين:

  1. يسوع والخطية الموروثة.
  2. الذبائح
  1. يسوع والخطية الموروثة
  • لقد أتى الملاك ليبشر القديسة العذراء مريم قائلاً: “الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لوقا 1: 35).
  • لقد شهد داود: “هئنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي” (مزمور 51: 5)؛ لأن داود إنسان عادٍ، ولد من زرع البش، لكن يسوع المسيح كان مولودًا من القديسة مريم، بزرع الروح القدس، وقوة الله الخالقة، لإناء يحمل اللاهوت، ويعيش فيما بيننا؛ لهذا هو القدوس المولود ابن الله.
  • ·       والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا” (يوحنا 1: 14).
  • لم يرث المسيح خطية آدم، لكنه حمل خطايانا على الصليب “حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة” (رسالة بطرس الأولى 2: 24)، لقد ولد قدوسًا بلا خطية، كما شهد عنه كثيرون إنه بلا خطية.
  • 2. الذبائح
  • كانت الذبائح في العهد القديم رمزا نبويا لذبيحة المسيح الكاملة المقدمة “مرة وإلى الأبد” (عبرانيين 7: 27؛ 10: 10).
  • كان الطريق الوحيد للتصالح مع إله قدوس وكامل هو من خلال تقدمة مقدسة و كاملة، والتي لم تكن متاحة لنا لو لم يكن المسيح بلا خطية.
  • تماما كما أعلن الرسول بطرس: “عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ” (بطرس الأولى 1: 18-19).
  • دم المسيح الذي هو بلا خطية هو وحده القادر أن يصنع السلام والمصالحة بين الله والإنسان وبهذه المصالحة نستطيع أن نكون “قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ” (كولوسي 1: 22).
  • إن موت المسيح، الذي هو بلا خطية، على صليب الجلجثة، استوفى عقوبة الخطية الكاملة لكل من يؤمن به.
  • لهذا، فإن ما قد فقد في السقوط، تم استردادُه في الصليب. وكما دخلت الخطية إلى العالم بواسطة إنسان واحد (آدم)، فإن الله إستطاع أن يفدي العالم من خلال إنسان واحد – هو يسوع المسيح الذي بلا خطية.
  • المسيح القدوس

ثمَّة إثباتات كتابية عديدة، عبر كلمة الله، توضح، بما لا يدع مجالا للقول، أو الشك، أنَّ المسيحّ قدوس:

بطرس الرسول يوبخ اليهود بعد شفاء الأعرج، ويقول لهم عن رفضهم المسيح “ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل” (أعمال 3: 14).

  • بولس الرسول يتكلم عن السيد المسيح فيقول “قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات” (عبرانيين 7: 26).
  • الكنيسة كلها صلت بعد إطلاق بطرس ويوحنا وقالت “امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة… ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع” (أعمال 4: 30). انظر أيضًا (أعمال 4: 27).
  • الرب نفسه في رسالته إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا يقول “هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح” (رؤيا 3: 7).
  • وفي قداسة الرب يسوع، يبدو للكل وقد انفصل عن الخطاة (عبرانيين 7: 26). وأنه الوحيد الصالح.
  • لذلك يقول لليهود متحديًا “مَن منكم يبكتني على خطية؟!” (يوحنا 8: 46).
  • ويقول عن الشيطان “رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء” (يوحنا 14: 30).
  • ويشهد عنه الرسل قائلين:
  • “مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية” (عبرانيين 4: 15).
  • “لم يعرف خطية” (رسالة كورنثوس الثانية 5: 21).
  • و”ليس فيه خطية” (رسالة يوحنا الأولى 3: 5).
  • “والذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه مكر” (رسالة بطرس الأولى 2: 22).
  • حتى الغرباء، والأعداء، شهدوا عنه نفس الشهادة:
  • فيهوذا الذي أسلمه قال “أخطأت إذ أسلمت دمًا بريئا” (متى 27: 4).
  • وبيلاطس الذي حكم عليه قال “إني من دم هذا البار” (متى 27: 19).
  1. حتى الشيطان شهد له قائلًا “أنا أعرف من أنت قدوس الله” (مرقس 1: 24)، (لوقا 4: 34).
  • استنتاج:
  • إن كان ليس أحد صالحًا، إلا واحد فقط وهو الله. وقد ثبت أن المسيح صالح، أو هو الوحيد الصالح، إذن هو الله.
  • وإن كان الله هو وحده قدوس (رؤيا 15: 4). وقد ثبت أن المسيح قدوس إذن هو الله.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • لم يحمل المسيح خطية آدم الموروثة.
  • ذلك لأن الملاك أخبر يوسف النجار هذه الكلمات: “لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس” (متى 1: 20).
  • لاحظ معي قول الملاك (حُبل به فيها)، ولم يقل (حُبل به منها).
  • لأن هذا الحَبْل ليس من رجل، بل من الروح.
  • لأن هذا القول ليس عن مخلوق هو طفل جديد، بل هو الكائن منذ الأزل بلاهوته.
  • لم تكن بدايته في الحبل. لكنه الأزلي، وقد تأنس ذاك الذي كان سابقًا موجودًا أزليًا.
  • وهو فوق كل الأزمنة.
  • لهذا ولد القدوس بلا خطية، لأنه الله الظاهر فى الجسد في صورة إنسان.
  • ليعيش علي أرضنا ويعلم في شوارعنا، ثم يموت بدلاً عنا كذبيحة كفارية.
  • وفي اليوم الثالث يقوم.
  • وقد شهد يسوع عن نفسه أنه بار وبلا خطية.
  • كذلك الرسل وكل مَن تعامَل معه.
  • تأمُّل مُشجع

نعم، كان المسيح بلا خطية، ولأن المسيح كان بلا خطية؛ لنا رجاء الأبدية في السماء. لو لم يكن المسيح بلا خطية، لم تكن توجد ذبيحة للخطايا. إن عصيان آدم وحواء لله في جنة عدن أدخل الخطية إلى العالم (تكوين 3: 6). ومع الخطية جاء الموت، بالضبط كما أنذرهما الله (تكوين 2: 17). ونتيجة لهذا فإن البشر يولدون بطبيعة الخطية (رومية 5: 12-19)، وهي ملازمة لنا منذ تكويننا في بطون أمهاتنا (مزمور 51: 5). ولكن يوضح الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح، رغم أنه كان مجربا في كل شيء مثلنا (عبرانيين 4: 15)، إلا أنه لم يرتكب خطية (كورنثوس الثانية 5: 21؛ يوحنا الأولى 3: 5). وقد عبَّر الرسول بطرس عن هذا بوضوح: “الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ” (بطرس الأولى 2: 22). بالفعل، يسوع المسيح هو الله، ولا يستطيع أن يخطيء.

  • مُشارَكة
  • تشارَك مع زملائك في مجموعة التلمذة، بموقفين من حياة الرب يسوع على الأرض، يشهدان عن صلاحه.
  • اختر آيةً تتحدث عن صلاح السيد المسيح، وبره، وشارك زملاءك في المجموعة بتأمل عنها، مدته لا تقل عن دقيقتين.
  • اكتُبْ صلاةً قصيرة تشكر فيها الرب على صلاحه في حياتك، وإحساناته التي لا تنتهي.
  • أسئلة للتفكير
  •  اذكر في إيجاز ما تعرفه عن الذبائح في العهد القديم.
  • اثبت من خلال كلمة الله أن السيد المسيح قدوس لم يعمل خطيَّة.
Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع