٢- أهمية كلمة الله

الدرس الثاني: ستُغير  دراستك لكلمة الله مفاهيمك عن الحياة، وستجعلك تُدرك أهميتها وتأثيرها في حياتك الروحية، ما سيؤثر على فهمك للحق، وعلاقتك الشخصية بـالله.

    • ما هي كلمة الله؟
    • أهمية كلمة الله.
    • الكلمة ومواقف الحياة.
    • غَيِّرْ مفاهيمك بالكلمة.
    • فَهم كلمة الله وتأمُّلها.

ما هي كلمة الله؟

كلمة الله هي فِكره، وشخصيته، اللذان أعلنهما لنا في الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، وكشف لنا من خلالهما عن مشيئته، ومحبته، وقيمة الإنسان لديه.

هي المباديء الإلهية التي تختص بكل شيء، كنظرة الله لأمور الحياة. هي فكره مكتوبًا على صفحات الكتاب المقدس، عن مثلًا: الحماية – الأسرة – تسديد الاحتياجات.. إلخ.

“لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ” (إنجيل لوقا 4:4). من الهام أن تتعلم كيف تتعامل مع كلمة الله؛ فلا تكون فقط سامعًا لها، بل تُعطيها انتباهًا، واهتمامًا، وتُسكنها في قلبك، وتستجيب إليها.

عندما تأتي إليك الكلمة، لا تتعامل معها على أنها مجرد عظة، أو تُقلل من قيمتها، بل تعامل معها على أن الله ذاته يتكلم إليك.

لا تكُنْ سطحيًّا في عَلاقتك مع الكلمة. ثبِّت عليها حياتك، وستأتي حتمًا بنتائج مؤكدة. فعندما تستجيب بطريقةٍ صحيحة لها، عن طريق العمل بها، وأن تضعها موضع التنفيذ، ستذهب حياتك في اتجاهٍ واحد فقط، لأعلى، وللأمام؛ وستحيا في راحةٍ وسلام. “طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَجِدُ الْحِكْمَةَ، وَلِلرَّجُلِ الَّذِي يَنَالُ الْفَهْمَ، إِنَّ تِجَارَتَهَا خَيْرٌ مِنْ تِجَارَةِ الْفِضَّةِ، وَرِبْحَهَا خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ.” (سفر الأمثال 13:3، 14).

أهمية كلمة الله

  • تُعبِّر كلمة الله عن شخصيته، وغرضه، وخُططه، الصالحة تجاه الإنسان.
  • “أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إلى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” (رسالة العبرانيين 4: 12). نُدرك من هذه الآية أن للكلمة تأثيرًا على أرواحنا، ونفوسنا، وأجسادنا، بل ودوافع قلوبنا. هي لبنائك الداخلي؛ فإرادة الله أن تكون مبنيًّا من الداخل، تنمو باستمرار. لكنها تبقى ساكنة، وبلا مفعول، إلى أن تقوم أنت بدراستها، ثم تلهج بها؛ لتُغير طريقة تفكيرك، ثم تبدأ في السلوك بناءً عليها.

الكلمة ومواقف الحياة

يُمكن لكلمة الله أن تؤثر في كل مواقف وتحديات الحياة، مثل:

  • فَهم الأمور ومعرفة حقيقتها:

“فَتْحُ (دخول) كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ.” (سفر المزامير 119: 130). لم يقل هذا الشاهد إن الكلمة تُعطي نورًا؛ لأن كلمة الله هي النور نفسه، لكنه قال (دخول كلامك يُعطي النور، ويُعطي فهمًا للبسطاء). لتكن كلمة الله هي النور الذي يُرشدك في كل جوانب حياتك؛ لتكن هي المرشد في ارتباطك، خدمتك، دراستك، مادياتك، وبقية الجوانب الأخرى.

  • الجسد

“أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدُ الْمِئَةِ أَصْدِقَاءَ يَقُولُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ تَتْعَبْ. لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أن تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. لِذلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلًا أن آتِيَ إِلَيْكَ. لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيَبْرَأَ غُلاَمِي”. (إنجيل لوقا 7: 6، 7). وثق قائد المائة أن في كلمة الرب يسوع حياة. وكان لديه إيمان أن خادمَه سيُشفَى، لو قال السيد كلمة شفاء.

كذلك عندما ألحت الكنعانية في طلب شفاء ابنتها قال لها يسوع، (ابنتك شُفيت وخرج منها الشيطان)، وذلك بحسب (إنجيل مرقس 7: 25- 30).

لم تُطالِب، المرأة الكنعانية، السيد، أن يذهب معها لشفاء ابنتها، بل اكتفت بكلمةٍ منه، وصدَّقت أن ابنتها فعلًا شُفيت؛ لأن يسوع قال لها ذلك.كلمة الله هي الحقيقية. ولها سلطان وسيادة على الجسد المريض لتشفيه.

  • النجاح

مثال: إنْ تعرَّضتَ لفشلٍ في شيءٍ معين، لا تستسلم إلى روح الفشل، وتُحبَط؛ “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ”. (رسالة تيموثاوس الثانية 1: 7)، تعالَ إلى كلمة الله، الهَج بها، وتأمَّلْ فيها، فمن خلال اللهج أنت تدفع كلمة الله إلي روحك.. أي تُدركها.

  • تعريفك بحقيقة نفسك

من ضمن خُطط إبليس أن يُعطيك صورة خاطئة عن نفسك، كما جاء ليسوع، قائِلًا له “إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا.” (إنجيل متى 3:4)؛ إذ كان يُريد أن يُشككه في هويته.

حينما تنظر للكلمة كالمرآة، ترى من خلالها هويتك الحقيقية؛ التي ليست من خلال تربيتك، أو كلام الناس عنك.

غَيِّرْ مفاهيمك بالكلمة

“لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ.” (سفر الأمثال 7:23). ما تشعر به هو ناتج أفكارك، والصور والانطباعات التي في ذهنك، وهو ما يًحدد شخصيتك، وحالتك التي ستكون عليها “أنت نِتاج أفكارك”.

“وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رسالة رومية 12: 2). من الهام أن تجدد ذهنك بكلمة الله، ما سيؤدي إلى تغيير شكلك وشخصيتك.

يجعلك (تجديد الذهن)، أيضًا، تختبر وتذوق، إرادة الله المعلنة لك في الكلمة، التي هي صالحة مَرضية كاملة.

  • “قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ.” (سفر هوشع 4: 6).
    سهل أن نتبع الله. لكن الأهم الطريقة، التي هي أن تبحث عن مَن هو يسوع مِن الكلمة.
  • “فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.” (إنجيل يوحنا 5: 39).
    فتشوا الكتب، أي ستجدونني فيها؛ فيسوع هو الكلمة المعاشة (الكلمة ذاتها(؛ وعندما تُدخِل كلمة الله في حياتك، ستجد نفسك تسلك بها دون معاناة.

فَهم كلمة الله وتأمُّلها

“لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ (تتأمل) فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ.” (سفر يشوع 1: 8)، يدعونا الله هنا أن نُفكر دائمًا في كلمته، ونتأمل بها؛ كي نعرف، ونفهم، فكره ومشيئته، ونفكر بالحق؛ ما يضمن لنا النجاح والاستقرار.

بقدر ما تفعل هذا، تُدرك ما فعله يسوع لأجلك، وتصير الكلمة شخصية بالنسبة لك.

تطبيقات عامة على الدرس

آياتٌ لدراسةٍ أعمق
  • مزمور 119: 67، 97-99.
  • تثنية 32: 47.
  • لوقا 8 : 9-15.
  • يعقوب 1: 22-25.
صلاة

إلهي الغالي، أشكرك على الإمكانية والقوة الكامنة في كلمتك، التي تُنتج في حياتي، وظروفي، ما تتكلم عنه. أشكرك لأني أنمو بكلمتك، كل يوم، وأتقدم من خلالها دائمًا؛ لأني أحيا بها، وهي حياتي. باسم يسوع.. آمين.

يُمكنك أيضًا سماع الدرس باللهجات المختلفة

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع