4. هَويَّة .. تَقود لمعرفة مَن أنا!

هَويَّة .. تَقود لمعرفة مَن أنا!

س1: ما هي هويتي الجديدة في المسيح بعد الخلاص؟!

س2: هل تعرف جيدا مَن أنتَ في المسيح؟!

  • مقدمة

تقول الآية في رسالة كورنثوس الثانية 5: 17  “إذا أن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقةٌ جديدةٌ. الأشياء العتيقةُ قد مضت .هوذا الكلُ صار جديدًا”. إن عبارة “في المسيح” هي مُصطَلحٌ يُستخَدَم أكثر من ٣٠٠ مرة في العهد الجديد، وتُشير دائمًا إلى علاقةٍ حيوية بالاتحاد مع الله. عندما يحدث هذا، تصبحُ مخلوقا جديدًا .وهنا نحن نتحدث لا عن حالتنا الجسدية، لكن عن طبيعتنا الداخلية!

لكن، قبل أن نطرح سؤال ما هي هويتي الجديدة في المسيح، نحتاج أن نتذكر حالتنا الحقيقية، قبل وبعد، تبعيتنا للمسيح؛ لأن هذا أمر هام جدًا، يجب أن نتذكره دائمًا، حتى لو كنا نعرفه، كي ما نستطيع أن نُمجد الله شاكرين، ونسلك في حياتنا الجديدة بنجاح وفرح. والله كان دائمًا يُذَكر شعب إسرائيل في القديم، بأشياءٍ ثلاثة هامة: أين كانوا؟ وماذا فعل لإنقاذهم؟ وكيف يؤثر هذا على حياتهم؟ وهذا نجده في عشراتٍ من الآيات والنصوص. (انظر سفر التثنية 24، الأعداد من 1 – 3/ تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة).

وسنتطرق في هذا الدرس لأمرين غايةً في الأهمية، لحياة ونمو أي مؤمن، وهما:

  1. هويتي قبل وبعد قبول المسيح.
  2. مَن أنا في المسيح.
  1. هويتي قبل وبعد قبول المسيح
  • سنُبرز هنا أهم نقطتين لهما عَلاقة بالهوية:
  • أولا: الانتقال من عالم الموت، لعالم الحياة
  • وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُنُوبِ وَالْخَطَايَا 2 الَتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُوحِ الَذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ 3 وَكُنَا بِالطَبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا.. 5 وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ¬ بِالنِعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَصُونَ ¬” أفسس 2.
  • بحسب العدد 1:
  • كان الموت سائدًا علينا،
  • والموت هو حالة العَيش بانفصالٍ عن الله؛
  • أي كُنا منفصلين عن كل خير حقيقي في الحياة.
  • بحسب العدد 2:
  • كنا نعيش تحت سلطان إبليس؛
  • وكان إبليس لا يعمل حولنا فقط، بل أيضًا فينا،
  • أي في داخل حياتنا وقلوبنا!
  • في العدد نفسه يصفنا بأننا كنا “أبناء المعصية”،
  • أي في حالة عصيان وتمرُّد على الله.
  • لذلك يؤكد العدد 3،
  • أننا كنا تحت غضب الله الدنيوي المستمر،
  • وسائرين مع أبناء العالم المتمرد على الله!
  • فنرى في عدد 5،
  • أنه، وبالرغم من سيادة الموت علينا بسبب سيادة الخطية،
  • وبالرغم من تمرُّدنا؛
  • نقلَنا المسيح بنعمته الغنية من الموت للحياة.
  • فخلَّصنا من سطوة الخطية علينا،
  • واضعا فينا دعوة للمُصالحة مع الله؛
  • وهي دعوة لنقل البشر من الموت للحياة:
  • “19 أَيْ إِنَ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ” 2 كورنثوس 5.
  • ثانيًا: الانتقال من عداوة الفكر للمصالحة مع الله
  • أعداء من الناحية الفِكرية:
  • أيضًا كنا أعداء مع الله بطبيعتنا القديمة من الناحية الفكرية؛
  • أي كانت أفكار إنساننا العتيق مُعادِية لله، مهما كانت تبدو جميلة ومفيدة،
  • وبعدما كنا في حالة عداوة مع الله، فكرًا وعملاً،
  • قد صالحنا الله في المسيح وأرجعنا إليه؛
  • “20 وَأَنْتُمُ الَذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِينَ «وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِرِيرَةِ»، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ” رسالة كولوسي 1.
  • ذهن عاطل عن التمييز:
  • أيضًا يصف الوحي حالتنا قبل المسيح، كأصحاب أذهان عاطلة عن التمييز!!
  • ·       “28 وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ.” رومية 1.
  • ومعنى “أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض”،
  • بحسب اللغة الأصلية لكتابة العهد الجديد: “أسلمهم الله إلى ذهنٍ عاطلٍ عن التمييز”؛
  • ويَقصِد به، التمييز بين الخير والشر،
  • أي بين الخير من وجهة نظر الله، والشر بحسب وجهة نظر الله!!
  • ذهنٌ محاط بالدينونة للآخرين:
    • إن واحدة من أهم الصفات البشرية في العالم الخاطئ، هي حياة الدينونة للآخرين.
    • والله وحده الذي يدين، ويدين بحسب الحق.
    • فالإنسان الطبيعي لا يعرف الحق بحسب نظرة الله،
    • ويستخدم كل الوقت طريقة تبرير الذات عن طريق الإدانة للآخرين!!
    • وهذا هو نظام عالمنا الساقط (كما جاء بالعهد القديم).
    • فالإسرائيليون يبررون أعمالهم بإدانة الفلسطينيين،
    • والفلسطينيون يبررون أعمالهم بإدانة الإسرائيليين؛
    • وهي دائرة مستمرة على كل مستويات العالم.
  • لهذا علينا أن نعرف أن هناك طريقًا واحدًا فقط يبرر الجميع،
  • دم المسيح وحده ليس سواه؛
  • نعم، طريقٌ واحد للتبرير، وهو كفارة المسيح،
  • فلا تحاول أخي المؤمن بأن تدخل من بابٍ آخر، وأنت تعرف أنه سراب!
  • ذهنٌ أسير للمُسلَّمَات!!
  • إن فكر إنساننا القديم، هو فكر مُستسلم للمُسلمات،
  • لثوابت وضعها التقليد والأجداد والمجتمع؛
  • يجب أن يسير الإنسان الذي ينتمي لنظام الموت بحسبها وهو معصوب العينين.
  • وهذه كارثة كبرى لكثير من المؤمنين؛ أنهم يعيشون في سجن المسلمات الموروثة من الآباء والأجداد!
  • لهذا علينا أن نثق بأن الله قادر على تغيير واقع،
  • عالم نظام الموت، لعالم نظام الحياة؛
  • فيتحول كلٌّ مِنا لإنسان يطلب أن تُفرض مشيئة الله،
  • كما في السماء كذلك على الأرض.
  • من أنا في المسيح: (تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة)

يُحاول الشيطان والعالم دائما تشويه هوِيتنا. وعندما نستمع إلى أكاذيبَ حول هوِيتنا، ينتهي بنا الأمر عبر قَول أشياء سلبية عن أنفُسنا، كالشُّعور بالأسى، بالإضافة إلى ممارسة عادات سيئة، من شأنها أن تؤذينا، وتؤذي الآخرين. ولكي نعرف هوِيتنا الحقيقية، الهوِية التي خلقنا الله بها، نحتاج لأن نذهب بشكل مباشر إلى كلمة الله، ونقرأ ما يقوله الله عن مَن نحن. وإليك خُلاصة لنقاط مهمة عن هوِية المؤمن، التي يوضحها لنا الكتاب المقدس.

  • أنا مقبول
  • يوحَنَّا 12:1 – أنا ابن الله.
  • يوحَنا 15:15 – أنا صَديق يسوع المسيح.
  • رومية 1:5 – قَد تمَّ تَبريري من الله.
  • رسالة كورنثوس الأولى 17:6 – أنا مُتَّحِد مع الرب.
  • رسالة كورنثوس الأولى 19:6-20 – أنا أنتَمي إلى الله.
  • رسالة كورنثوس الأولى 27:12 – أنا عضو في جسَد المسيح.
  • أفَسُس 1:1 – أنا قِديس.
  • أفَسُس 5:1 – أنا مُتَبَنَّى من الله.
  • كولوسي 14:1 – قد افتُديتُ وغُفِرَت كل ذُنوبي.
  • كولوسّي 9:2-10 – أنا كامِل في المسيح.
  • أنا في أمان
  • رومية 1:8-2 – تحَرَّرت من الدَّينونة.
  • رومية 28:8 – تأكَّدت من أنَّ الله يعمَل لخَيري في جميع الظُّروف.
  • رومية 31:8-34 – تحَرَّرت من كل الاِتِّهامات ضدي.
  • رومية 35:8-39 – لا يمكن أن أنفَصِل عن محبَّة الله.
  • رسالة كورنثوس الأولى 21:1-22 – قَد ثَبَتُّ، ومُسِحتُ وخُتِمتُ من الله.
  • كولوسي 1:3-4 – أنا مَستور مع المسيح.
  • فيلِبي 6:1 – أنا واثق بأنَّ الله سوفَ يُكمل عملهُ الصَّالِح الذي ابتدأهُ فِيَّ.
  • فيلِبي 20:3 – موطني الأصلي هو في السَّماء.
  • رسالة تيموثاوُس الأولى 7:1 – الله لم يُعطِني روح الفَشَل، بل روح القوَّة، المحبَّة، والبَصيرة.
  • رسالة يوحَنَّا الأولى 18:5 – أنا مَولود من الله، وإبليس لا يستطيع أن يمسَّني.
  • أنا مُميز
  • يوحَنّا 5:15 – أنا غصن في يسوع المسيح، الكرمة الحقيقية.
  • يوحَنّا 16:15 – قَد تمَّ اختِياري وتَعييني لأُنتِج ثمَرًا.
  • رسالة كورنثوس الأولى 16:3 – أنا هَيكل الله.
  • رسالة كورنثوس الثانية 17:5-21 – أنا سَفير المُصالَحة مع الله.
  • أفَسُس 6:2 – أنا جالس مع المسيح في السَّماوِيّات.
  • أفَسُس 10:2 – أنا صَنعَة الله.
  • أفَسُس 12:3 – بإمكاني أن أقتَرِب إلى الله بحُرِّيَّة وثِقة.
  • فيلِبي 13:4 – أستطيع فِعل كل شيء في المسيح الذي يُقوّيني.
  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • كما رأينا، أنَّ من سمات الإنسان العتيق المنفصل عن الله؛
  • أنه إنسان يعيش تحت نظام الموت والكراهية،
  • يُنتج أعمالًا مرفوضة لدى الله لا تأتي بثمر له؛
  • نظام فيه أفكاره وأعماله المعادية لله؛
  • وله ذهن عاطل عن التمييز بين الحق والباطل!!
  • أيضًا ذهن محاط بالدينونة للآخرين،
  • ومستسلم للمسلمات الموروثة من عالم الموت!!
  • لكن تقول كلمة الله:
  • “الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (رسالة كورنثوس الثانية 5: 17)؛
  • أمَّا عن مَن أنا في المسيح فأنا: مميز –  في أمان – مقبول!
  • تأمُّل مُشجع

ابتدأ يسود على العالم بعد سقوط آدم، نظام الموت؛ وتُظهر لنا كلمة الله، كيف كنا أمواتًا، تحت نظام موت هذا العالم. أيضًا يبين لنا، أن الإنسان الذي لا يعرف محبة الله، لا يزال يعيش تحت نظام الموت؛ أي يضع نفسه تحت سيادة إبليس، وحتى لو كان مؤمنًا، لهذا كان الإنسان يحتاج لأن ينتقل من الموت للحياة، لكي ينتج أعمالًا مقبولة لدى الله.

ونحن من اللحظة التي فيها قبلنا يد الله الممتدة لنا بالمسيح، وتبعناه، وولدنا ولادة جديدة، قد انتقلنا من عالم الموت لعالم الحياة. عالم الموت الذي فيه كل ما نعمله، ليس فيه حياة بالنسبة لله. بينما في طبيعتنا الجديدة، نقدر أن نأتي بحياة لكل من حولنا؛ لأننا عبرنا الموت بجسد المسيح، لنأتي لعالم فيه نقدر أن نثمر لله؛ بالتالي نُثمر في ملكوت الرب!

هنا نحب أن نؤكد أن لدى معظم الناس معرفةً بالجزء الجسدي والجزء النفسي، وفهمًا لهما، لكن بحسب الكتاب المقدس، هناك جزءٌ آخرٌ وهو الروح .الروح هو الجزء الذي يتغير فينا، ويُصبح جديدًا بعد الخلاص. إنه في الواقع الجزء الذي يُعطي الحياة. تقول الآية في يعقوب ٢٦:٢، “لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمانُ أيضًا بدون أعمالٍ ميت”. تُبين هذه الآية أن الروح هو في الواقع الذي يبثُ الحياة في أجسادنا. ما أمجد وأعمق وأغنى الحياة مع المسيح يسوع!

  • مُشارَكة
  • يقوم قائد المجموعة بمشاركة الأعضاء بكيف نقل الرب شعبَه من الظلمة للنور في قصة الخروج.
  • يقوم كل عضو بمشاركة زملائه بثلاثة شواهد كتابية من المذكورة في بنود مَن أنا في المسيح.
  • على أن يقوم كل عضو بمشاركة تأمل بسيط عن بند من البنود الثلاثة: مميز –  مقبول – في أمان.
  • أسئلة للتفكير
  • في ضوء فَهمك للدرس، كيف يُمكن أن تؤثر هويتك الجديدة على فَهمك لمَن أنتَ في المسيح؟!
  • اذكر نقاط أخرى، هامَّة، لم نذكرها بالدرس عن مَن أنتَ بالمسيح يسوع!
Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع