هَويَّة .. تَقود لمعرفة مَن أنا!
س1: ما هي هويتي الجديدة في المسيح بعد الخلاص؟!
س2: هل تعرف جيدا مَن أنتَ في المسيح؟!
تقول الآية في رسالة كورنثوس الثانية 5: 17 “إذا أن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقةٌ جديدةٌ. الأشياء العتيقةُ قد مضت .هوذا الكلُ صار جديدًا”. إن عبارة “في المسيح” هي مُصطَلحٌ يُستخَدَم أكثر من ٣٠٠ مرة في العهد الجديد، وتُشير دائمًا إلى علاقةٍ حيوية بالاتحاد مع الله. عندما يحدث هذا، تصبحُ مخلوقا جديدًا .وهنا نحن نتحدث لا عن حالتنا الجسدية، لكن عن طبيعتنا الداخلية!
لكن، قبل أن نطرح سؤال ما هي هويتي الجديدة في المسيح، نحتاج أن نتذكر حالتنا الحقيقية، قبل وبعد، تبعيتنا للمسيح؛ لأن هذا أمر هام جدًا، يجب أن نتذكره دائمًا، حتى لو كنا نعرفه، كي ما نستطيع أن نُمجد الله شاكرين، ونسلك في حياتنا الجديدة بنجاح وفرح. والله كان دائمًا يُذَكر شعب إسرائيل في القديم، بأشياءٍ ثلاثة هامة: أين كانوا؟ وماذا فعل لإنقاذهم؟ وكيف يؤثر هذا على حياتهم؟ وهذا نجده في عشراتٍ من الآيات والنصوص. (انظر سفر التثنية 24، الأعداد من 1 – 3/ تابع التطبيقات العملية – مُشارَكة).
وسنتطرق في هذا الدرس لأمرين غايةً في الأهمية، لحياة ونمو أي مؤمن، وهما:
يُحاول الشيطان والعالم دائما تشويه هوِيتنا. وعندما نستمع إلى أكاذيبَ حول هوِيتنا، ينتهي بنا الأمر عبر قَول أشياء سلبية عن أنفُسنا، كالشُّعور بالأسى، بالإضافة إلى ممارسة عادات سيئة، من شأنها أن تؤذينا، وتؤذي الآخرين. ولكي نعرف هوِيتنا الحقيقية، الهوِية التي خلقنا الله بها، نحتاج لأن نذهب بشكل مباشر إلى كلمة الله، ونقرأ ما يقوله الله عن مَن نحن. وإليك خُلاصة لنقاط مهمة عن هوِية المؤمن، التي يوضحها لنا الكتاب المقدس.
ابتدأ يسود على العالم بعد سقوط آدم، نظام الموت؛ وتُظهر لنا كلمة الله، كيف كنا أمواتًا، تحت نظام موت هذا العالم. أيضًا يبين لنا، أن الإنسان الذي لا يعرف محبة الله، لا يزال يعيش تحت نظام الموت؛ أي يضع نفسه تحت سيادة إبليس، وحتى لو كان مؤمنًا، لهذا كان الإنسان يحتاج لأن ينتقل من الموت للحياة، لكي ينتج أعمالًا مقبولة لدى الله.
ونحن من اللحظة التي فيها قبلنا يد الله الممتدة لنا بالمسيح، وتبعناه، وولدنا ولادة جديدة، قد انتقلنا من عالم الموت لعالم الحياة. عالم الموت الذي فيه كل ما نعمله، ليس فيه حياة بالنسبة لله. بينما في طبيعتنا الجديدة، نقدر أن نأتي بحياة لكل من حولنا؛ لأننا عبرنا الموت بجسد المسيح، لنأتي لعالم فيه نقدر أن نثمر لله؛ بالتالي نُثمر في ملكوت الرب!
هنا نحب أن نؤكد أن لدى معظم الناس معرفةً بالجزء الجسدي والجزء النفسي، وفهمًا لهما، لكن بحسب الكتاب المقدس، هناك جزءٌ آخرٌ وهو الروح .الروح هو الجزء الذي يتغير فينا، ويُصبح جديدًا بعد الخلاص. إنه في الواقع الجزء الذي يُعطي الحياة. تقول الآية في يعقوب ٢٦:٢، “لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمانُ أيضًا بدون أعمالٍ ميت”. تُبين هذه الآية أن الروح هو في الواقع الذي يبثُ الحياة في أجسادنا. ما أمجد وأعمق وأغنى الحياة مع المسيح يسوع!