الدرس الخامس: المرأة التي أمسكت فى ذات الفعل، وأتوا بها ليسوع: ما أغرب وما أجمل تصرف يسوع معها، والذي أدهش كل الحاضرين بقوله “ولا أنا أدينك”!
تخيل معي هذا الموقف المذهل العجيب: تخيل أن رجلا وامرأة يرتكبان خطية أخلاقية بشعة، لا تعريف لها إلا “الزنا”. وفجأةً، وبلا أية مُقدمات؛ ظهر “الله” لهما!
نعم كما أقول لكَ، ظهر الله لهما، أثناء ارتكابهما هذه الخطية المُشينة.
بعد تفكيرك في هذه الواقعة، وملابساتها، وإجابتك عن هذه الأسئلة، خُذْ بالضبط دقيقتَين استرِح فيهما من التفكير! وعُد معي، بعدها الدقيقتين للواقع؛ كي أخبرك عن قصةٍ مماثِلة للموقف الافتراضي الذي افترضناه في بداية الدرس!
نعم قصة مُشابهة، لكن هذه المرة، حقيقية، وحدثت بالفعل، بل وقعت أحداثُها، في زمانٍ ومكانٍ، ومع أشخاص قد تعرف أنتَ بعضهم، أو على الأقل سمعت عنهم!
بكل تأكيد تعرف “عيسى”، أو “السيد المسيح”، أو في إيماننا المسيحي “الرب يسوع، له كل المجد والإكرام”، ذلك الإله المتجسد.
تعالَ نتعرف معا على هذه القصة، إن كنتَ لا تعرفها:
هنا موقفٌ لا نهايةَ له إلا مصير واحد محتوم:
هنا الجميع في انتظار رد فعل واحد محتوم: الانتقام وتطبيق العقوبة!
والمعلم، الذي كان البعض مؤمنا أنه ابن الله، وبعضهم الآخر يراه نبيا عظيما، واقفٌ في منتصف المشهد، يتأهب لإعلان موقفه النهائي من هذه الجريمة، وتلك المُجرمة (في نظر الجميع)!
هنا نفذ يسوع “الله المتجسد”، واحدةً من أغرب وأعجب، وأجمل وأفضل، بل أرق وأرقى، ردود الأفعال التي يمكن أن يتوقعها إنسان في ذلك الزمان، أو حتى زماننا الحالي، من الله.
إذ قرر (الله) أن يقف في صف الإنسان! وأي إنسان؟! “امرأة زانية”.
أليس هذا هو الله الذي ينتقم من الخطاة، ويعذبهم، ويصب عليهم ويلات غضبه وعقابه ووعيده؟
أليس هذا هو الله الذي يكره الخطية، ولا يقبلها، أو يتساهل فيها.
أليس هو الذي يرفض وضْع مبررات للخطية، تحت أي مسمى أو عُذر..؟!
لا.. ليس هو!
هو إله غير الإله الذي سمعنا عنه، أو تصورناه، وتخيلناه في أذهاننا.
هو إله يصعب، وبشدة، استفزازه!
نعم.. لأنه:
الإلهُ الأب. الإلهُ الوديع. الإلهُ الهاديء الصبور.
هو الإله المتمهل. مانح الفرص.
هو الإله المتسامح. الذي لا يفقد الأمل في أعز خليقته، وأقربها إلى قلبه: الإنسان.
هو الإله الذي يكره الخطية، لكن،،،
لكن يُحب الخاطي. يحترم المرأة. يرحم الضعيف. يتفهم وضع المسكين المظلوم.
اقرأ معي هذه القصة من إنجيل يُوحَنَّا 1:8-11
ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. وَقَدَّمَ إِلَيْهِ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱمْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي ٱلْوَسْطِ قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ ٱلْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي ٱلنَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ . فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟». قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَٱنْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَلَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، ٱنْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ !». ثُمَّ ٱنْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ إِلَى ٱلْآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَٱلْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي ٱلْوَسْطِ. فَلَمَّا ٱنْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى ٱلْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ ٱلْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟». فَقَالَتْ «لَا أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلَا أَنَا أَدِينُكِ . ٱذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضًا ».
ها الإنسان لا يرحم أخيه الإنسان عندما يُخطيء.
وها الإنسانُ أيضا لا يتوقع من الله إلا العقاب والانتقام ممن يُخطيء.
لكن الله، أزاح الستارَ هنا، عن أوجه جديدة من شخصيته الصالحة، تتمثل في:
“فَإِنْ حَرَّرَكُمْ ٱلِٱبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا”. (يوحنا 8: 36)
1- (ابحث عن كلمات اقوى من الكلمات)2
(تفصح عن ما بقلبي نحو الهي وربي)2
(تسمو بوصف جماله تعلو لحد كماله)2
لا اجد الكلمات…. لا اجد الكلمات
2- (ابحث عن نغمات احلى من النغمات)2
(اعزف فيها لربي لحن سجودي وحبي)2
(ترقى في سبح جلاله تصبر بعد مجاله)2
لا اجد النغمات…. لا اجد النغمات
3- (انتظراللمسات من لدن السماوات)2
(ترفع فكري وروحي تعلن مجد مسيحي)2
(يغمر كل كياني يملأ كل جناني)2
انتظر اللمسات…. انتظر اللمسات
شاركنا بموقف أخطأتَ فيه وكنت تتوقع عقابا فوريا من الله لكنه أحاطك بمحبته.. شاركْ شخصا عزيزا عليك بما تعلمته عن محبة الله من هذه القصة الرائعة.
(إلهنا الحبيب الصالح، أشكرك كثيرا؛ لأن محبتَك دائما تُحيط بي، وتكتنفني، وتحتويني، حتى في عِز وذروة أخطائي. أشكرك أنك أب بكل ما تحمله الكلمة، من معاني الرحمة والتسامح والقبول، أشكرك أنك لستَ سريع الغضب والانتقام، أشكرك لأجل رحمتك. أحبك جدا إلهي. في اسم المسيح أصلي.. آمين.)