يشعر بالآلام .. لا ينعس أو ينام!
لست وحيدا!
تحدَّثنا عن أن الله حين أراد أن يكشف للإنسان، عن نفسِه، وشخصيته، وطبيعته، وأفكاره، بشكلٍ جليٍّ واضح لا لبسَ فيه، أرانا نفسه، حين أتى إلى أرضنا متجسدا، ليكشف عن قيمة الإنسان لديه، واحترامه الشديد له، ليكشف عن تفاعله مع الإنسان، دُرة خليقته، وكيف أنه ليس ذلك الإله الذي تصوره البشر لعشرات القرون، فكشف عن أنه ليس إلها بعيدا متعاليا، لا يشعر بالإنسان، ليس إلها منعزلا عنه، لا يهتم بألمه، ولا يتدخل في تفاصيل حياته اليومية العادية العملية الحياتية.
هو إله قريبٌ جدا من البشر، يتفاعل معهم، ومع احتياجاتهم، وآلامهم.
وتكشف لنا هذه الآية الرائعة، من رسالة العبرانيين، في الإصحاح الأول، والعدد 3، أن كل ما فعله السيد المسيح (الله الذي ظهر في الجسد)، ما هو إلا انعكاس لطبيعة وشخصية الله، مرآة لفكر الله تجاه الإنسان، بما لا يدع أي مجال للشك، أو التخمين، أو التخيُّل، إذ تقول الآية عن المسيح: “الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ“. نعم، إذا أراد أحد أن يعرف طبيعة الله، وطبيعة تعاملاته مع البشر، عليه أن يتأمل ويتفرس ويتفحص في حياة السيد المسيح، الواردة في الأناجيل الأربعة.
وهنا سنسرد في عُجالة، على سبيل المثال لا الحصر، عددا من التفاعلات، والتعاملات، الحيَّة، لله الظاهر في الجسد، مع احتياجات البشر الصارخة الطارئة، أو العادية المعتادة، وهذه الوقائع جميعا، وردت في الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا):
واحتياجات الإنسان ليست جسديةً وحسب، فليست مجرد الاحتياج للشفاء الجسدي، والخوارق التي تحل الأمور المستعصية، أو طرد الشياطين وإقامة الموتى، بل ثمة احتياج آخر خطير هو الغفران، وهو ليس مجرد أن يغفر الله خطيتي، بل أن يريح قلبي من أثقال الشعور بالذنب والإدانة، ليقين القبول غير المشروط، وهذه بعض أمثلة لغففران السيد المسيح:
ثمة احتياجات اخرى سنتطرق لها، في المقالات القادمة، عبَّر بها السيد المسيح (الله الذي ظهر في الجسد) عن تفاعله الشديد الحميمي مع الإنسان، وتلامسه مع واقعه اليومي، من الاحتياجات الملموسة، والاحتياجات الجسدية.
إلهي الحبيب، الغالي المتحنن، أنت الطبيب الشافي لكل أوجاعنا وهمومنا، أنت تشفي كل الآمنا وهمومنا، وتنقي قلوبنا، وتزيل عنا الخطيئة المميتة، وتعطينا الحياة الأبدية الأزلية، التي لن تنتهي الى أبد الآبدين. مثلما شاهدنا المرأة المنزوفة بإيمانها وفي قوة السيد المسيح له المجد تم شفائها النهائي. حيث كانت واثقة تماماً بأن السيد المسيح سوف يستطيع أن يشفيها.
والمسيح هنا لم يشفِِ آلام جسدها فقط بل شفاها تماماً في الجسد والروح والنفس. وهكذا المسيح يسوع كان يتجول ويصنع خيراً لجميع من يتبعه وشفى الكثير من المرضى والمتألمين بل وأقام الموتى أيضا. قال السيد المسيح له المجد: “لا يحتاج الأصحاء الى طبيب ، بل المرضى ، لم آتِ لكي أدعو الصالحين لكني جئت لأدعو الخطأة الى التوبة”.