6- يشعر بالآلام .. لا ينعس أو ينام!

يشعر بالآلام .. لا ينعس أو ينام!

لست وحيدا!

تحدَّثنا عن أن الله حين أراد أن يكشف للإنسان، عن نفسِه، وشخصيته، وطبيعته، وأفكاره، بشكلٍ جليٍّ واضح لا لبسَ فيه، أرانا نفسه، حين أتى إلى أرضنا متجسدا، ليكشف عن قيمة الإنسان لديه، واحترامه الشديد له، ليكشف عن تفاعله مع الإنسان، دُرة خليقته، وكيف أنه ليس ذلك الإله الذي تصوره البشر لعشرات القرون، فكشف عن أنه ليس إلها بعيدا متعاليا، لا يشعر بالإنسان، ليس إلها منعزلا عنه، لا يهتم بألمه، ولا يتدخل في تفاصيل حياته اليومية العادية العملية الحياتية.

هو إله قريبٌ جدا من البشر، يتفاعل معهم، ومع احتياجاتهم، وآلامهم.

وتكشف لنا هذه الآية الرائعة، من رسالة العبرانيين، في الإصحاح الأول، والعدد 3، أن كل ما فعله السيد المسيح (الله الذي ظهر في الجسد)، ما هو إلا انعكاس لطبيعة وشخصية الله، مرآة لفكر الله تجاه الإنسان، بما لا يدع أي مجال للشك، أو التخمين، أو التخيُّل، إذ تقول الآية عن المسيح: “الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ“. نعم، إذا أراد أحد أن يعرف طبيعة الله، وطبيعة تعاملاته مع البشر، عليه أن يتأمل ويتفرس ويتفحص في حياة السيد المسيح، الواردة في الأناجيل الأربعة.

وهنا سنسرد في عُجالة، على سبيل المثال لا الحصر، عددا من التفاعلات، والتعاملات، الحيَّة، لله الظاهر في الجسد، مع احتياجات البشر الصارخة الطارئة، أو العادية المعتادة، وهذه الوقائع جميعا، وردت في الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا):

  • أولا: الشفاءات المستعصية
  • شفاء الأبرص
  • شفاء البرص العشرة
  • شفاء ابن رجل من حاشية الملك في قانا الجليل
  • شفاء ابنة الكنعانية
  • شفاء الأصم
  • يسوع يشفي أعميين
  • يسوع يشفي أعميين آخرين
  • شفاء الأعمى في بيت صيدا
  • شفاء برتيماوس الأعمى في أريحا
  • يسوع يشفي الأعمى في أورشليم
  • شفاء حماة بطرس
  • يسوع يشفي الرجل المصاب بمرض الاستسقاء
  • شفاء الرجل ذي اليد اليابسة
  • يسوع يشفي مقعدا كسيحا عند بركة الغنم
  • شفاء خادم رئيس الكهنة عند اعتقال يسوع
  • شفاء خادم الضابط قائد المائة
  • يسوع يشفي كسيحا في كفرناحوم
  • شفاء المرأة المنحنية الظهر
  • شفاء شامل في كفرناحوم
  • شفاء شامل من أمراض كثيرة في جنّاسرت
  • شفاء كثير من المرضى بمرأى من تلميذي يوحنا المعمدان
  • شفاء كثير من المرضى في أورشليم يوم الشعانين
  • يسوع يشفي كثيرين
  • يسوع يشفق على الناس
  • ثانيا: المعجزات الخارقة
  • إخراج قطعة النقود من فم السمكة
  • تكثير الخبز والسمك
    • يسوع يطعم خمسة آلاف شخص
    • يسوع يطعم أربعة آلاف شخص
  • إتلاف شجرة التين العقيمة
  • تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل
  • يسوع يهدئ العاصفة
  • الصيد العجيب
  • يسوع يمشي على ماء البحر
  • يسوع يظهر لسبعة من تلاميذه
  • يسوع يدخل والأبواب مقفلة ويؤمن به توما
  • صعود يسوع المسيح إلى السماء
  • ثالثا: طرد الشياطين
  • يسوع يشفي أخرسا في كفرناحوم
  • طرد الشياطين وغرق الخنازير في بلاد الجدريين
  • يسوع يشفي صبيًّا مصابا بالصرع وفيه شيطان
  • يسوع يطرد روحا نجسا في المجمع
  • طرد الشياطين دليل مجيء ملكوت السماوات
  • رابعا: إحياء الموتى
  • إحياء ابن أرملة نائين
  • إحياء صبية وشفاء امرأة منزوفة لمست ثوب يسوع
  • إحياء لِعازَر.
  • خامسا: الغفران

واحتياجات الإنسان ليست جسديةً وحسب، فليست مجرد الاحتياج للشفاء الجسدي، والخوارق التي تحل الأمور المستعصية، أو طرد الشياطين وإقامة الموتى، بل ثمة احتياج آخر خطير هو الغفران، وهو ليس مجرد أن يغفر الله خطيتي، بل أن يريح قلبي من أثقال الشعور بالذنب والإدانة، ليقين القبول غير المشروط، وهذه بعض أمثلة لغففران السيد المسيح:

  • إن امراة خاطئة جائت تقبل قدمي السيد المسيح، وهى باكية، وتدهنهم بالدموع وتمسح قدميه بشعر رأسها، فلم يمنعها المسيح؛ لانه يعرف أنها بذلك تعترف بخطيتها، وهو يشاء أن الجميع يتبرر. والسيد المسيح يُدِهِش الجميع إذ يقول (مغفورة لك خطاياكِ).
  • قال السيد المسيح للمفلوج الذي شفاه: ”أيها الأنسان، مغفوره لك خطاياك” (لوقا 5: 20). وستخدم هذه العبارة مع مرضى كثيرين! كان هذا المفلوج بحاجه للشفاء الجسدي، والسيد المسيح أعطاه غفران الخطايا أيضا! وكأن السيد المسيح يقول للمفلوج: (لا بد وأن أشفى روحك قبل جسدك، أما إذا لم أقم بذلك فإنك بقوة الجسم تمشى على قدميك، وتعود الى حياة الآثم والرذيلة، ولو أنك لم تطلب أيها المريض شفاء الروح، فأنى أنا الاله والرب أرى فيك أمراض النفس وأسقامها، وكيف آتت أليك وكيف أشفيك منها).
  • في صفحه عن الزانية التائبة والعاهرة النادمة، عبر يسوع عن المحبة والرحمة الفائضة لإله الإنجيل الحقيقي الحي. انه أراد أن يعطيهما حياة جديدة وبداية جديدة نقية خالية من الخطيئة. فهو نور الحياة. على عكس ذلك، تأمر بعض الأديان برجم الزانية التائبة، ما يعبر عن الإدانة والنقمة.التي لا تؤدي إلا إلى اليأس والموت.

ثمة احتياجات اخرى سنتطرق لها، في المقالات القادمة، عبَّر بها السيد المسيح (الله الذي ظهر في الجسد) عن تفاعله الشديد الحميمي مع الإنسان، وتلامسه مع واقعه اليومي، من الاحتياجات الملموسة، والاحتياجات الجسدية.

إلهي الحبيب، الغالي المتحنن، أنت الطبيب الشافي لكل أوجاعنا وهمومنا، أنت تشفي كل الآمنا وهمومنا، وتنقي قلوبنا، وتزيل عنا الخطيئة المميتة، وتعطينا الحياة الأبدية الأزلية، التي لن تنتهي الى أبد الآبدين. مثلما شاهدنا المرأة المنزوفة بإيمانها وفي قوة السيد المسيح له المجد تم شفائها النهائي. حيث كانت واثقة تماماً بأن السيد المسيح سوف يستطيع أن يشفيها.

والمسيح هنا لم يشفِِ آلام جسدها فقط بل شفاها تماماً في الجسد والروح والنفس. وهكذا المسيح يسوع كان يتجول ويصنع خيراً لجميع من يتبعه وشفى الكثير من المرضى والمتألمين بل وأقام الموتى أيضا. قال السيد المسيح له المجد: “لا يحتاج الأصحاء الى طبيب ، بل المرضى ، لم آتِ لكي أدعو الصالحين لكني جئت لأدعو الخطأة الى التوبة”.

Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع