7. أعداء المؤمن الثلاثة؟!

أعداء المؤمن الثلاثة؟!

س: مَن هم أعداء المؤمن الثلاثة؟ وماذا تُخبرنا كلمة الله عنهم؟!

  • مقدمة

لم يَعِد الكتابُ المقدس، المؤمنين، بحياةٍ خاليةٍ من التحديات! والتحديات كثيرة، وتصنيفاتُها أكثر، لكنه وعَدَنا أيضا، أن هذه التحديات لن تَكسِرنا، أو تجعلنا في خِزيٍ، ومرارٍ وهزيمة! إذ وعَدنا أن لنا فيه (أي السيد المسيح)، غَلْبَة، وسلام، وفرح. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».” (يوحنا 16: 33).

وسنتحدث في هذا الدرس، بإيجازٍ، عن أعداء المؤمن الثلاثة، كما تحدَّثت كلمة الله عنهم: (العالمالشيطانالجسد)، على أن نتناول بمزيدٍ من التفصيل، كلَّ عَدوٍّ منهم، في درسٍ منفصل، على أن نتحدث ختاما عن أسلحتنا الروحية، كمؤمنين، في مواجهة هؤلاء الأعداء، فأول مفاتيح النُّصرة الحقيقيَّة، هي “أن تعرف عدوك جيدا“؛ لا لتخشى منه، بل لتعرف كيف تتعامل معه، بعقلية المنتصرين الأبطال، لا بعقلية الخائفين الضِعاف!

  • أولا: العالم
  • تَرِد كلمة “العالم” في الكتاب المقدس في ثلاثة معانٍ:
  • بمعنى الكون: أي الخليقة، كما جاء في عبرانيين 2:1 “الذي به (أي المسيح) أيضًا عمل العالمين.” وأيضًا في أعمال 24:17 “الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه.” من الواضح أن هذا العالم، في حد ذاته، ليس عدوًا لنا.
  • الجنس البشري: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.” هذا العالم علينا نحن أيضًا، أن نحبه، ونرغب في قيادته، لمعرفة الرب يسوع المسيح، المخلص الوحيد.
  • شهوات العالم ومغرياته: كما جاء في رسالة يوحنا الأولى 15:2-16 “لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد.”  أي المشكلة ليست في العالم، بلْ الفساد الذي حلَّ به.
  • العالم والمؤمن
  • كلما انجذب المؤمن لمحبة العالم، حَرَم نفسه من التمتُّع بمحبة الله؛ فيُصبح ضعيفًا وفريسةً لإبليس.
  • فإن كانت محبة الله لنا ثابتة، لا تتغيَّر، هل يليق بنا أن نسمح لشهوات العالم أن تُعطل محبتنا له؟
  • كل شهوات العالم، زائلة باطلة خدَّاعة، ويستخدمها الشيطان؛ ليغلبنا في حربنا الروحية.
  • محبة العالم تشمل محبة المال التي هي أصل لكل الشرور (تيموثاوس الأولى 9:6-10).
  • ومحبة الشهرة، وهي تدل على أن المؤمن المغلوب منها، نسي الامتيازات الروحية الثمينة التي له.
  • ثانيًا: إبليس
  • ويُدعى الشيطان لأنه المُقاوِم لله ولأولاد الله.
  • كما يُسمَّى الحية (تكوين 3)، والحية القديمة (رؤيا 12). بسبب مكره وخداعه،
  • والتنين (رؤيا 12) لقوته في عمل الشر. ويُوصف أيضًا كأسد يجول ويزأر، يريد أن يبتلع المؤمن.
  • “اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمكم كأسد زائر.” (بطرس الأولى 8:5-9).
  • من كل هذا، نرى أنه عدو لا يُستهان به، فهو “رئيس هذا العالم.” (يوحنا 31:12؛ 11:16).
  • لكن ربنا وفادينا يسوع المسيح، انتصر عليه، بموته على الصليب؛ إذ
  • أباد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس.” (عبرانيين 14:2)، وانتصر على أعوانه.
  • إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه (أي في الصليب).” (كولوسي 15:2).
  • ولنا هذا الوعد: “وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا.” (رومية 20:16).
  • يَستخدم الشيطان أحيانًا مكره وخداعه ليوقع الإنسان في الخطيئة. وأحيانًا قسوته وبطشه.
  • إذ يُحرك الأشرار لاضطهاد المؤمنين؛ لأنه عدوُّ الرب يسوع المسيح؛ بالتالي عدوُّ أتباعه.
  • لكن إن كُنَّا نلبَس سلاح الله الكامل (انظر أفسس 10:6-20)؛ فإننا سننتصر عليه.
  • ثالثًا: الجسد
  • فكما أن كلمة “العالم” لها معانٍ مختلفة في الكتاب المقدس، كذلك كلمة “الجسد“.
  • فهي أحيانًا تشير إلى جسم الإنسان الذي هو عطية من الله، إذ يقول عنها الكتاب المقدس:
  • “مجدوا الله في أجسادكم.” (كورنثوس الأولى 20:6)، وفي (أفسس 29:5):
  • فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربِّيه.
  • وتُشير كلمة “الجسد” أحيانًا للطبيعة القديمة. التي تُسمَّى أيضًا “الإنسان العتيق”.
  • وهذا أخطر عدو للمؤمن. والعلاج الوحيد لهذا العدو، هو أن يوضع دائمًا على الصليب.
  • الذي هو الحُكْم على الذات بالموت:
  • مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ.” (غلاطية 20:2).

كلمة ختامية: تُعلمنا كلمة الله، أن المسيح مات؛ لينقذنا من هذا العالم الشرير (غلاطية 4:1)، وتعلمنا أيضًا أن عدونا إبليس، سوف يُطرح في البحيرة المتقدة بنار وكبريت. وأن الجسد، أي الطبيعة الساقطة، لن يكون له وجود، متى جاء المسيح؛ ليأخذنا لنكون معه في المجد إلى الأبد.

في المرة القادمة، بنعمة الرب، سنتكلم عن الحرب الروحية، لنتناول بعدها في درسين منفصلَين، الشيطان، والجسد، ونتحدَّث ختاما عن سلاح الله الكامل، الذي يُمكِّننا، من التعامل، من موضع ثبات وقوة ونُصرة، مع هذه الأعداء!

  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • لم يَعِد الكتابُ المقدس، المؤمنين، بأنهم سيحييون حياةً خاليةً من التحديات.
  • لكنه وعَدَهم بالنَّصرة والثبات وسط الضيقات.
  • وأعداء المؤمن، كما تحدَّثت عنهم كلمة الله، هم ثلاثة: (العالمالشيطانالجسد):
  • العالم:
  • كلما انجذب المؤمن لمحبة العالم، حَرِم نفسه من التمتُّع بمحبة الله.
  • فيصبح ضعيفًا وفريسة لإبليس.
  • ومحبة العالم تشمل محبة المال التي هي أصل لكل الشرور.
  • ومحبة الشهرة، وهي تدل على أن المؤمن نسي الامتيازات الروحية الثمينة التي له.
  • الشيطان:
  • ويُدعى الشيطان لأنه المقاوم لله ولأولاد الله.
  • ويُسمَّى الحية (تكوين 3)، والحية القديمة (رؤيا 12). بسبب مكره وخداعه.
  • والتنين (رؤيا 12) لقوته في عمل الشر.
  • ويوصف أيضًا كأسد يجول ويزأر ويريد أن يبتلع المؤمن.
  • الجسم البشري:
  • ما يُشير إلى جسم الإنسان الذي هو عطية من الله.
  • وتُشير كلمة “الجسد” أحيانًا للطبيعة القديمة.
  • والعلاج الوحيد لهذا العدو، هو أن يوضع دائمًا على الصليب.
  • تُعلمنا كلمة الله، أن المسيح مات؛ لينقذنا من هذا العالم الشرير (غلاطية 4:1).
  • وتعلمنا أيضًا أن عدونا إبليس، سوف يُطرح في البحيرة المتقدة بنار وكبريت.
  • تأمُّل مُشجع (تابِعْ مُشَارَكة)

. موكب المنتصرين: قدَّم لنا السيد المسيح في تجسُّده، الصورة المثالية، لحياة الغَلْبة والانتصار؛ إذ كان منتصرا في كل شيء: لقد انتصر في كل حروب الشيطان، كما في التجربة على الجبل (متى 4)، وانتصر في كل حوار له مع الكتبة والفريسيين والصدوقيين، وكل قيادات اليهود (متى 21-23). وانتصر وهو على الصليب، إذ أمكنه أن يقدم فداءً وخلاصًا للعالم كله، وداس على الموت بموته (عبرانيين 2: 14، 15). كما انتصر على الموت بقيامته. وانتصر على العالم، إذ قال: “ثقوا أنا قد غلبت العالم” (يوحنا 16: 33).

ومن جهة “البِر:، كان منتصرًا، فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية (عبرانيين 4: 15). وقد تحدى اليهود قائلًا “من منكم يبكتنى على خطية؟!” (يوحنا 8: 46). وانتصر في كَسْب محبة الناس، فقيل عنه “هوذا العالم قد ذهب وراءه” (يوحنا 12: 19). ودخل أورشليم منتصرًا كملك، وارتجت المدينة كلها (يوحنا 21: 10). وقِيل عن مجمل انتصاراته: “هوذا قد غلب السد الذي من سبط يهوذا” (رؤيا 5: 5).

وقيل إنه يغلب كل الملوك الذين يحاربونه “لأنه رب الأرباب وملك الملوك” (رؤ 17: 14). وإذ قد انتصر باستمرار، وعَدَنا الكتاب أنه “يقودنا في موكب نصرته” (كورنثوس الثانية 2: 14) “بقوةٍ ومجد كثير” (متى 24: 30).

وكما قدَّم لنا الكتاب انتصارات ربنا يسوع المسيح، قدَّم لنا أيضًا، عبر تاريخ الكنيسة، أمثلةً لانتصار القديسين، نعم، حياةٌ ليست خاليةً من التحديثات والضغوطات؛ لكن في المسيح، وفي الثبات في كلمته، لنا نُصرة وفرح.

  • مُشارَكة
  • يُشارك أحد أعضاء المجموعة زملاءه بملخص لقصة “تجربة الشيطان للسيد المسيح على الجبل” .
  • ويُشارك عضوٌ آخر موقف للسيد المسيح مع (الكتبة والفِريسيين) و(انتصاره في الحديث معهم).
  • ليُشارك قائد المجموعة أخيرًا، بتأمُّل بسيط عن “دخول السيد المسيح أورشليم كمَلِك”.
  • أسئلة للتفكير
  • ما هو أكبر عدو من أعداء المؤمن الثلاثة يُؤرقك في حياتك الروحية؟!
  • وهل تشعر بالهزيمة والخِزي المتكرر منه؟ أم تستطيع التعامل معه، والانتصار عليه؟!
Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع