7-الحروب الدينيَّة .. قرابين دمويَّة!

الحروب الدينيَّة .. قرابين دمويَّة!

الحروب الدينية .. واحدة من أكثر المواضيع التي حيَّرت الملايين حول العالم، وعلى مر التاريخ، تُرى ما الذي يقود فصيلا أو أتباع دين معين، سواء سماوي، أو غير سماوي، أن يدخل في صراع دموي لأجل الله؟!

هل هي أفكار مغلوطة، أم هذه الأديان ليست سماوية، أم هو فَهم خاطيء للنصوص الدينية، أم أطماع دُنيوية يتم تغليفها وصبغتها بصبغة دينية؛ لإعطائها غلافا مقدسا، أو شرعية تتيح التأثير على ملايين الأتباع لينفذوا أجندات وأطماع قائدي هذه الحروب!

ماذا إذن عن ملايين القتلى والجرحى والضحايا والخراب والفقر، الذي ولَّدته هذه الحروب، التي تمخضت بالأخير عن لا شيء، سوى الدمار وإلحاد كثيرين، وكُره ملايين للأديان، بل وللإله نفسه.

فحين تكون الحروب والنزاعات بين الدول والمجتمعات المختلفة على قضية دنيوية، فإنه يرجى حل لهذه الحرب. لكن حين تكون الحرب مؤسسة على صراع صفري، إما أنا أو أنت، بحجة مقدسة، هنا أنت أمام أخطر أنواع الحروب. هنا أنت أمام “الحروب الدينية”.

كثيرة هي هذه الحروب، ولكن نتوقف عند أشهرها، التي استغرقت عشرات السنين، وأفنت ملايين البشر، وهدمت مدناً وبلداناً. أشهرها في التاريخ هي الحروب الدينية في أوروبا، بين المسيحيين، حرب الكاثوليك والبروتستانت.

كما كانت الحروب الصفوية العثمانية، أي بين المسلمين، هي أشهر الحروب الدينية الكبرى في الإطار الإسلامي، والغريب أن زمن الحروب الأوروبية والعثمانية الصفوية كان متزامن تاريخيا، ف عصر وُسِم بعصر الحروب الدينية.

وتاريخ البشرية حافل بالمجازر والجرائم ضد الأطفال والكبار والإنسانية عمومًا، فمع الوقت تظهر حقيقة مجزرة  لم يذكرها التاريخ، ولم يسمع بها أحد من المشرق للمغرب، فأحدث اكتشافات المجازر التي تمت في حق الأطفال في التاريخ القديم كانت في بيرو وضحيتها أكثر من 140 طفلاً و200 شاب كلهم مطعونين في القلب كما قال الباحثون إن سبب هذه المجزرة طقوس دينية لأن حضارات الإنكا والمايا والأزتك تضحي بالبشر كطقس من الطقوس الدينية. وإليك عدد من أشهر هذه المجازر:

  • مذبحة الأرمن

عشرات المجازر وقعت باسم الدين ولا يمكن نسيانها أبدًا، وأهمها مذبحة الأرمن، ففي 1915 وقعت المجزرة على يد العثمانيين فقاموا بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمينية  وتم إعدامهم في شوارع اسطنبول، غير تهجير الباقي من الأرمن من الدولة العثمانية وبسبب طغيان العثمانيين مات أكثر من 75 % المهجرين من النساء والأطفال نتيجة حرمانهم من الأكل والشرب.

  • مذبحة الهولوكوست

من أشهر المذابح التي وقعت في القرن الماضي، وكان فاعلها هتلر الألماني الذي دفعه كرهه لليهود إلى إقامة مذبحة الهولوكوست لهم، فأعد لهم أفران مخصصة لحرقهم  فكان الفرن الواحد يسعى لحرق 2000 يهودي مرة واحدة، غير الحجرات الخاصة الذي أقام فيها معسكراتهم وكانت مملوءة بالغاز السام، وأطلق عليها الهولوكوست لأن معناها باليوناني “الحرق تضحية من أجل الله”.

  • إبادة الهنود الحمر

حرق وتدمير وقتل وكل أنواع التعذيب قام بها المسيحيون الأوروبيون ضد الهنود الحمر، مجزرة كاملة وقعت من زمن نقلتها لنا رسالة المطران لاس كازاس، شرح فيها كل ما كان يدور وقتها «كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا ولا حاملا ولا امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف فى الحظيرة، وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين، أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف، كانوا ينزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويربطون رؤوسهم بالصخور، أو يلقون بهم فى الأنهار ضاحكين ساخرين».

  • الحروب الصليبية

تكنيك القتل والمجازر واحد في الحقيقة “لا يوجد به اختلاف كبير” فالحروب الصليبية فعلت ما فعله السابقون واللاحقون من قتل ودمر، فكان الهدف واحد.

  • مجزرة بابي يار

من أكبر المجازر في تاريخ النازية، فتم إعدام أكثر من 33 ألف يهودي على أيدي النازيين، إلى جانب قتل عشرات الآلاف من أسرى الحرب السوفيتية والشيوعيين وغيرهم.

  • مجزرة أوديسا

سنة 1941 وقعت مجزرة في حق اليهود وكان القتل جماعي، وذلك في أوديسا بأوكرانيا وقتل الغزاة الرومانيين وقتها أكثر من 100 ألف يهودي أوكراني.

  • البوسنة والهرسك

قتل أكثر من 8 ألف شخص وتهجير الآلاف من المسلمين في مذبحة سربرنيتسا، مجزرة بالبوسنة والهرسك سنة 1995 على أيدى القوات الصربية.

وغيرها من الحروب في العصور القديمة والعصر الحديث، أودت بملايين البشر، مُخلفةً وراءها إرثا من الحزن والمرار والألم والاستفهامات. لكن الأخطر أنها تركت انطباعا محوه قد يكون مستحيلا في كثير من الأحيان، وهو أن الأديان لا يأتي من ورائها سوى الخراب والتعصب والتشدد، وأن جميعها على حدٍّ سواء دموية، تُذهب العقل، تجعل تابعيها متوقفين عن الزمن والحضارة والمدنية والمحبة والسلام وقبول الآخر.

عزيزي لو تُريد أن تُلحد سيكون لديك مئات الأسباب المنطقية والعقلية والتاريخية التي تقود في سهولةٍ ويُسر لهذا القرار، أما لو أنت مُلحدٌ بالفعل فهنئيا لك مؤقتا بإلحادك! لحين أن تنتهي من هذه السلسلة، وتبدأ معنا في السلسلة الجديدة، التي ندعوك فيها لتغير نظرتك عن الدين، وتُعطيك صورة مختلفة حقيقية عملية عن الإله! تابعنا.

Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع