8. الحَرْبُ الرُّوحيَّة.. اعرف عدوَّك!

الحَرْبُ الرُّوحيَّة.. اعرف عدوَّك!

(خطرٌ دائم أم معركة محسومة؟!)

س: ما هي مفاتيح النُّصرة في الحرب الروحية؟

  • مقدمة:

هناك خطأن رئيسيان نقع فيهما، عند تناول موضوع الحرب الروحية: التركيز الزائد أو عدم التركيز الكافي.

فهناك مَن يُرجعون كل خطية أوخلاف أو مشكلة، إلى أرواحٍ شريرة، يجب انتهارُها، وطردُها. بينما يتجاهل آخرون، البُعد الروحي تماما، وحقيقةً، يُعلمنا الكتاب المقدس، أن صراعنا هو ضد قِوى روحية. ومفتاح الانتصار في الحرب الروحية، هو إيجاد التوازن المبني على تعاليم الكتاب المقدس. فنجد أن المسيح في بعض الأحيان، كان ينتهر الشياطين، ويُخرجها من الناس، وأحيانا أخرى يشفيهم دون أي ذِكر للشياطين.

تقول رسالة أفسس 10:6-12 “أخِيرا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إبليس. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ“. ويعلمنا هذا النص الكتابي بعض الحقائق الهامة: أن سلاح الله هو الذي يحمينا، وأن صراعنا الحقيقي هو ضد أجناد الشر الروحية.

تعطينا رسالة أفسس 13:6 -18 وصفا للسلاح الروحي الذي يعطيه لنا الله. فلا بد أن نثبت ممنطقين أحقاءنا بالحق، ولابسين درع البر، وإنجيل السلام، وترس الإيمان، وخوذة الخلاص، وسيف الروح، بالإضافة إلى الصلاة بالروح. فماذا تمثل هذه الأسلحة في الحرب الروحية؟

  • اسم المسيح ليس تعويذة!

يجب أن نعرف الحق، ونؤمن بالحق، ونتكلم بالحق. يجب أن نكون واثقين بحقيقة أننا أبرار؛ بسبب تضحية المسيح من أجلنا. كما يجب أن ننشر الإنجيل، بغض النظر عن مقدار المقاومة التي ستواجهنا. فلا بد أن نثبت في الإيمان، واثقين في وعود الله، برغم قوة الهجوم الذي نتلقاه. ودفاعنا الآخير هو يقين خلاصنا، اليقين الذي لا تستطيع أيَّة قوى روحية أن تنتزعه. وسلاحنا الهجومي، هو كلمة الله، وليس آراءنا أو مشاعرنا. وعلينا أن نصلي بسلطان الروح القدس، وحسب مشيئته.

يسوع المسيح هو قدوتنا في مقاومة تجارب الحروب الروحية. فتأمَّلْ كيف تعامَل المسيح مع الهجمات المُباشِرة، المُوجَّهة إليه من إبليس، عندما جرَّبه في البرية (متى 4: 1-11). فقد واجه كل تجربة بالكلمات “مكتوب”. فكلمة الله الحيَّة، هي أقوى سلاح ضد تجارب إبليس. “خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ” (مزمور 119: 11).

هنا يجب إضافة تحذير بشأن الحرب الروحية. فاسمُ المسيح ليس تعويذةً سحرية، تجعل الشياطين، تهرب من أمامنا. ويقدم بنو سكاوا مثالا (تابِعْ التطبيقات العملية – مُشارَكة)، لما يمكن أن يحدث، عندما يدَّعي الناس، أنهم يمتلكون سلطانا، لم يُعطَ لهم، (أعمال الرسل 19: 13-16). وعندما نبدأ في التحاور مع إبليس، نخاطر بأن يضللنا كما فعل مع حواء (تكوين 3: 1-7). لذا يجب أن يكون تركيزُنا على الله، وليس الأرواح الشريرة؛ فنتكلم مع الله، وليس مع الشياطين.

  • بعض الحقائق الهامة عن الحرب الرُّوحيَّة:
  • يمكننا أن نكون أقوياء بقدرة الله
  • ومثال لذلك رئيس الملائكة ميخائيل في يهوذا عدد 9.
  • وميخائيل الذي يعتبر أقوي ملائكة الله، لم ينتهر إبليس بقوته المجردة، بل قال، “لينتهرك الرب!”
  • ويُسجل لنا (رؤيا 7:12-8)، أن ميخائيل سيغلب إبليس، في نهاية الأيام.
  • ولكننا نرى أن الملاك ميخائيل قام في هذا الخلاف، بانتهار إبليس باسم الرب وسلطانه.
  • لأن من خلال علاقتنا مع يسوع المسيح، تصير لنا السُّلطة والغَلْبة علي إبليس وأجناد الشر.
  • والانتهار يُصبح فعَّالا فقط باسم وقوة الرب يسوع.
  • أن سلاح الله هو الذي يحمينا
  • أفسس 13:6 -18 يعطينا وصفا لسلاح الله الكامل. فلا بد أن نثبت:
  • ممنطقين أحقاءنا بالحق (للحماية)، ولا بُدَّ أن نعرف (كلمة الله) لصد أكاذيب إبليس.
  • لابسين درع البر. نؤمن بأننا أبرار في المسيح. وننمو أيضا في السلوك بالبر والاستقامة.
  • حاذين أرجلنا بأستعداد انجيل السلام . ننشر الإنجيل بغض النظر عن المقاومة التي ستُواجهنا.
  • حاملين ترس الأيمان. أن نثبت في الأيمان، ونصد أيَّة مقاومة من خلال إيماننا في حكمة الله وقدرته.
  • خوذة الخلاص. التفكير والتأمُّل في الخلاص والأبدية يحمينا من هجمات العدو.
  • سيف الروح الذي هو كلمة الله. (للدفاع والهجوم). كما انتصر المسيح على إبليس بالمكتوب.
  • الصلاة في الروح. معرفة أن الغلبة الروحية تأتي من خلال الصلاة.
  • أن صراعنا ضد أجناد الشر الروحية في هذا العالم
  • مهم جدا أن ندرك أن حربنا وصراعنا ليس مع البشر، فحتى وان كان إبليس يستخدم البشر لمحاربتنا،
  • فدرونا أن نحارب إبليس الذي يحركهم. ويمكننا ذلك من خلال الاسلحة الروحية الموجودة هنا،
  • مع الصلاة من أجلهم، وتقديم المحبة العملية لهم. ويسوع المسيح هو قدوتنا في الحروب الروحية.
  • فالطريقة الفُضلى للانتصار علي إبليس هي الطريقة التي اتبعها المسيح،
  • ألا وهي، استخدام كلمة الله كسلاح، لا يمكن لإبليس التغلب عليه، إذ إنها كلمة الله الحي.
  • ويجب أن لا نحتذي به في محاربتنا الروحية بـ “بنين سكاوا” (أعمال الرسل 13:19-16).
  • الذين استخدموا “اسم المسيح” دون أن يكون لهم شركة معه، فلم تحمل كلماتهم أيَّ سُلطانٍ فانهزموا.

هنا يجب التنويه لأمرٍ هام.. أن الحرب الروحية ليست مُقتصرةً فقط على العهد الجديد، كما يظن البعض، بل إننا نجد مثلا في العهد القديم، في قصة شاول الملك، أن روحا ردئيا كان يُباغته، ويجعله في حالةٍ سيئة، لدرجة أن داود النبي، كان يعزف له بالعود حتى يهدأ، ونستطيع أن نقرأ عن هذه الواقعة كاملةً، في الأصحاح السادس عشر من سِفر صموئيل الأول.

  • تطبيقات عملية
  • الدرس في نقاط
  • علينا أن نتذكر أننا نعلن الحرب الروحية ضد إبليس وأجناده،
  • لكن ليس كل مشكلة نتعرض لها هي حرب روحية من إبليس،
  • وأن لنا غلبة في هذه الحرب “ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا ” (رومية 37:8).
  • خلاصة القول، إن مفاتيح النجاح في الحرب الروحية، هي:
  • الاعتماد على قوة الله وليس قوتنا.
  • نلبس سلاح الله الكامل.
  • نتكل على قوة كلمة الله، فكلمة الله هي سيف الروح.
  • نصلي بمثابرة وقداسة مقدمين طلباتنا إلى الله.
  • نقف ثابتين (أفسس 6: 13-14)؛ ونخضع لله؛ ونقاوم أعمال إبليس (يعقوب 4: 7)،
  • عالمين أن الرب هو حامينا. “إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي مَلْجَإِي. لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرا” (مزمور 62).
  • تأمُّل مُشجع

الحرب الروحية ليست سهلة؛ فلا تقاتل وحدك. يريدك الشيطان أن تقاتل معه وحدك. سوف يهاجمك من اليمين، من اليسار، ومن الخلف. لن يكون عادلا، وسيهاجمك بطرقٍ لا تتوقعها. إنَّ الإخوة والأخوات في المسيح، مستعدون، ومتشوقون لمساعدتك خلال هذه الحرب. انضم إلى المؤمنين الآخرين في الصلاة. شارك معهم معاناتك في الإيمان، وأي هجوم قد تشعر به. لن يحكم عليك المؤمنون، أو يُخجِلونك، فهم موجودون للصلاة، ويشجعونك على ذلك. يريدون مساعدتك في النمو في إيمانك. انضم إلى المسيحيين بقدر ما تستطيع، خاصة في البداية، عندما يحاول الشيطان سرقة الكلمة من قلبك.

لا تظن أن العالم الروحي وهجمات الشرير ليست حقيقية. إذا تجاهلت التحذيرات؛ فأنت بالفعل مخدوع. في الوقت نفسِهِ لا تخف. في حين أن إبليس والشياطين حقيقيون، ويريدون أن يأخذوا الكلمة من قلوبكم، فإن الله واضح جدًا عندما يقول لنا ألا نخاف. الله في صفنا، ويمكننا الوثوق به لرعايتنا، لكن يجب أن نتواضع، ونطلب مساعدته. لقد أعطانا الله درعًا نرتديه؛ لحمايتنا في ساحة المعركة الروحية. يعطينا الله أيضًا؛ كلمة الحق، كسيفٍ لنا في المعركة الروحية. عندما يزرع الشرير الشك والكذب، عليك أن تَصدَّه، وتتكل على ما هو حقيقي.

  • مُشارَكة
  • يُشارك أحد أعضاء المجموعة زملاءه، بمفاهيمَ خاطئةٍ كانت لديه عن الحرب الروحية.
  • فيما يُشارك آخر، بنُبذة عن قصة “بنين سكاوا“، الورادة في أعمال الرسل 19.
  • على أن يُشارك قائد المجموعة ختاما، بتعليمٍ بسيط، عن الدروس المُستفادَ من (التجربة على الجبل).
  • أسئلة للتفكير
  • كيف كنتَ تتعامل، قبل هذا الدرس، مع حروبك الروحية وتحديات حياتك؟!
  • شاركنا، باختبارٍ قصير، انتصرتَ فيه، بقوة الله، على ظروفٍ صعبة واجهتَها في حياتك.
Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع