العادلُ المحبوب .. متأني وليس غضوب!
ما هو العدل؟!
اعتدنا على ترديد مصطلحات دارجة كثيرا دون التفكير بعمق في معناها او على الاقل ماذا تعني لنا هذة الكلمة او هذا المصطلح ماذا يمثل لي وكيف ياثر على سلوكي ومعتقداتي!! لذالك راجع معتقداتك ومفاهيم من جديد ضع لها ضوابط واجعلها معلومه ومعرفة على الاقل لديك والان فكر في الامر ؟؟ ماذا تعني لك كلمة عدل ماهي العدالة في وجهة نظرك ؟!
العدل صفة إنسانية في الاصل موجودة في الله ذاته وهو مصدرها او نقدر ان نقول انه المادة الخام لهذا المصطلح وبأننا مخلوقين على صورته فعلينا ان نكون في داخلنا وقبل اي تعليم نميل لتطبيق هذة الصفة مسؤولين كانا او غير مسؤولين، أكدّ الله في العهد القديم على الحكام بالعدل في القضاء والبيع والشراء ومع المساكين والأيتام والأرامل والخدام
يقول الكتاب “عَدْلُكَ عَدْلٌ إِلَى الدَّهْرِ، وَشَرِيعَتُكَ حَقٌّ.” (مز 119: 142).
وايضا الصّانِعُ حَقَّ اليَتيمِ والأرمَلَةِ، والمُحِبُّ الغَريبَ ليُعطيَهُ طَعامًا ولِباسًا. (تثنية 10: 18)
• النظرة الاحادية لله
مشكلة كبيرة من مشاكلنا اننا ننظر لله على انه صفة واحدة نتعامل معه بناء على هذة الصفة التي في منظورنا نحن الشخصي بل وعلى حسب تعريفنا نحن لها ايضا فمنا من يركز على ان الله رحيم فقط او عادل فقط او حكيم فقط ..
فالله في ذات الوقت؛
رحيم وعادل وقدير وحنان وصارم هو نار آكلة وفي ذات الوقت هو طبيب شافي وراعي صالح ولانه الله احيانا لا نستطيع ان نفهم للنهاية وبالمنطق كيف يحدث ذالك ولكنة هكذا بالفعل كما أنه اله كامل وانسان كامل تماما ..
فمثلا راجع هذة الاية؛
لنُموِّ رياسَتِهِ، ولِلسَّلامِ لا نِهايَةَ علَى كُرسيِّ داوُدَ وعلَى مَملكَتِهِ، ليُثَبِّتَها ويَعضُدَها بالحَقِّ والبِرِّ، مِنَ الآنَ إلَى الأبدِ. غَيرَةُ رَبِّ الجُنودِ تصنَعُ هذا. (إشعياء 9: 7) هنا وفي اية واحدة يصفه انه ملك وعادل ومقاتل واله سلام وحق وبر..
لماذا لا نفهم عدل الله احيانا؟!
1. بسبب محدوديتنا
كيف نحاول فهم لا محدود ونحن محدوين ؟! هل يستطيع كوب من الماء ان يستوعيب محيط باكملة او حتى بحيرة ؟! هذا احيانا ما نحاول ان نفعلة ..
ايوب 40
6فَأَجَابَ الرَّبُّ أَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ فَقَالَ:
7الآنَ شُدَّ حَقْوَيْكَ كَرَجُل. أَسْأَلُكَ فَتُعْلِمُنِي.
8 لَعَلَّكَ تُنَاقِضُ حُكْمِي، تَسْتَذْنِبُنِي لِكَيْ تَتَبَرَّرَ أَنْتَ؟
9 هَلْ لَكَ ذِرَاعٌ كَمَا للهِ، وَبِصَوْتٍ مِثْلِ صَوْتِهِ تُرْعِدُ؟
10تَزَيَّنِ الآنَ بِالْجَلاَلِ وَالْعِزِّ، وَالْبَسِ الْمَجْدَ وَالْبَهَاءَ.
11فَرِّقْ فَيْضَ غَضَبِكَ، وَانْظُرْ كُلَّ مُتَعَظِّمٍ وَاخْفِضْهُ.
12اُنْظُرْ إِلَى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وَذَلِّلْهُ، وَدُسِ الأَشْرَارَ فِي مَكَانِهِمِ.
13 اطْمِرْهُمْ فِي التُّرَابِ مَعًا، وَاحْبِسْ وُجُوهَهُمْ فِي الظَّلاَمِ.
2. بسبب الانانية
كثيرا ما ننظر للامور على انها تحدث من اجلنا او انها لابد ان تحدث لاجلنا وننسى اننا نعيش في منظومة متكاملة وجميعها خلقية الله العلي فهو يشرق شمسة على الاشرار والابرار وايضا نحن فرد في عائلة الله ولنا اخوة كثيرين وجميعهم ابن الله وان الله يحبهم بنفس المقدار دون محاباه
راجع هذة الايات؛
ليس لأجلِ برِّكَ وعَدالَةِ قَلبِكَ تدخُلُ لتَمتَلِكَ أرضَهُمْ، بل لأجلِ إثمِ أولئكَ الشُّعوبِ يَطرُدُهُمُ الرَّبُّ إلهُكَ مِنْ أمامِكَ، ولكي يَفيَ بالكلامِ الّذي أقسَمَ الرَّبُّ علَيهِ لآبائكَ إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ. (تثنية 9: 5)
وأمّا الآنَ فقد ظَهَرَ برُّ اللهِ بدونِ النّاموسِ، مَشهودًا لهُ مِنَ النّاموسِ والأنبياءِ، برُّ اللهِ بالإيمانِ بيَسوعَ المَسيحِ، إلَى كُلِّ وعلَى كُلِّ الّذينَ يؤمِنونَ. لأنَّهُ لا فرقَ. إذ الجميعُ أخطأوا وأعوَزَهُمْ مَجدُ اللهِ. (رومية 3: 21-23)
3. لاننا لانعرفه عن قرب
كيف نرى الله ؟! ما تقيم علاقتنا بة؟! هل نحن في علاقة صداقة معه ؟ هل نسمع منه عنه ام اننا نكتفي بالسماع عنه من اخرين ؟! كيف نراه !! هل نراه كا البودي جارد الذي علية الانتقام من من يؤذينى او يضايقنى ؟؟ هل هكذا ترى الله .. هل تأمن على نفسك مع اله يحرق من يغضبة بنار او يسقطهم قتلى لمجرد انهم مختلفون او انهم ارتكبوا بعض الاخطاء ؟!
ان كنت لا تحمل اجابات مؤكدة عن مثل هذة الاسئلة فانت تحتاج الاقتراب اكتر الي الله واقامة علاقة قريبة معه فيها تسطيع ان تختبر فيها الله العادل الحكيم الرحيم المحب في نفس ذات الوقت ..
في النهاية كيف أستمتع واطمئن لعدل الله ؟
١. تعرف على الله من قرب
٢. لا تضع نفسك مكان الله أو مكان شخص متألم
٣. لا تهتم باجابة اسئلتك ولكن أهتم بصلاح الله ومحبته
٤.ذكر نفسك بمحدوديتك
٥. تمنى للاخر ما تتمناه لنفسك
٦. تذكر دائما أن الشيطان يحاول دائما وبكل الطرق المباشرة والغير مباشرة تشويه صورة الله