المَوت .. رحيلٌ بعدَهُ صَمت!
غموض ما بعد الموت.. رحلة بلا إجابات!
كتب الصحفي الألماني “رولاند شولتس” في كتابه (هكذا نموت): “الموت ليس جميلاً.. إنه أصعب ما يواجهه الإنسان في حياته، قاسٍ ومؤلم، ورغم ذلك فهو جزء من الحياة..من الصعب الاعتراف بذلك، سواء بالنسبة للمحتضر أو الأصحاء”. حقاً ما أصعب وأثقل الموت على النفس البشرية! لكن الأصعب هو الغموض الذي بعد الموت! أسئلة كثيرة وإجابات تزيد الأمر تعقيداً. لقد فشل الدين في أن يقدم أي ملامح عن هذه الرحلة الغامضة” سوف نتناول فى هذه المقال موضوع غموض الموت وماذا قالت الأديان عن ما بعد الموت ولماذا يخاف البشر من هذا الأمر.
ماهو الموت؟
انفصال للروح عن الجسد، توقف القلب والعقل وجميع أجهزة الجسم، هذا فقط ما نعرفه – بعيداً عن التفسيرات العلمية لسبب الوفاة – لكن إلي هنا تقف رحلتنا للمعرفة، فالباقي عبارة عن موروثات وتقاليد وأعراف ثقافية ودينية واجتماعية..إلخ
ماذا قالت الأديان عن ما بعد الموت؟
الأديان على اختلافها فشلت في أن توضح أكثر من مجرد رجاء بالقيامة والبعث بعد الحساب، فمنهم من وعد بجنة تجري من تحتها الأنهار أو فردوس النعيم والعيش في الأبدية السعيدة في محضر الله بعد وقفة حساب ودينونة أمام الله، وهناك من قالوا أنه بمثابة نهاية للإنسان وفنائه، وآخرين ممن يؤمنون بتناسخ الأرواح ودورة الحياة والموت..إلخ ، لكننا لم نجد إجابة شافية على لغز ما بعد الموت، لقد استغلت الأديان ذلك لصالحها ولعبت في مساحة ما بعد الموت كما يحلو لها، فالباحث المجتهد سيجد العديد من القصص والخيالات والأساطير التي نُسجت حول ذلك ومن ثواب وعقاب لتضمن طاعة البشر واستغلت الفضول والخوف الإنساني من هذا المجهول!، لقد استطاعت الأديان أن تستمر في الوجود بهذه الحيلة مستغلة أن منطقة الموت منطقة مظلمة من يدخلها لا يعود منها أبداً، فعندما يموت الإنسان ويكتشف هذه الأكاذيب فمن المستحيل أن يعود للدنيا مرة أخرى ويفضح تلك الأوهام.
لماذا يخاف البشر الموت؟
هناك ثلاثة أسباب تجعل الإنسان يخاف ويرتعب من الموت:
أولاً، الموت هو خسارة ونهاية للحياة وكل شيء.
ثانياً، في الموت آلام مبرحة جسدياً ونفسياً.
ثالثاً، غموض وجهل لما بعده، فهل توجد أى فلسفة أو عقيدة نجحت فى هزيمة رعب وهلع الموت؟!
رحلة بلا إجابات!
مازال – الموت – منذ بدء التاريخ وحتى الآن يضعنا في حيرته وألغازه الغير مجاب عنها: ما معنى أن أموت؟ كيف سأعيش هذه التجربة؟ أين سأذهب؟ هل حقاً توجد حياة بعد الموت؟ ما شكل هذه الحياة وطبيعتها؟ هل هي حياة بالمعنى المعروف لدينا؟ هل تستمر روح الإنسان وشخصيته؟ أم أن الوعي ينتهي مع موت الجسد؟ مع من سنعيش وكيف؟ هل سيحاسب الإنسان على ما فعله؟ وما معايير هذا الحساب؟ هل سيلتقي الإنسان بأحباؤه؟ ما مصير من ماتوا صغاراً أو من ظلموا في هذه الحياة؟ هل سيعوضون في الآخرة؟ هل هذه الحياة الأخرى ستنتهي أم أنها أبدية؟!
هل من رجاء؟
فيا له من غموض قاتل منذ فجر التاريخ لم نجد من يفك رموزه، ويطلق الإجابات اليقينية لكل تسأولاته..تُرى هل يوجد رجاء؟!