9. الصورة الذاتية.. وتحديد الهَوية!

الصورة الذاتية.. وتحديد الهَوية!

  • مقدمة:-
  • كل انسان عنده تصور عن نفسه ويري نفسه بطريقة ما , هذه الطريقة  تكونت خلال سنوات حياته من خلال ما سمعه من نفسه من الناس , خاصة من يعتبر كلامهم مهم ويأخذ به , وايضا من خلال الاحداث المهمة التي حدثت في حياته وما فعله ، هذه الصورة اجزاء من الحقيقة لكنها ليست الحقيقة كاملة  .
  • يجد الكثير من الاشخاص صعوبة ان يصدقوا اشياء ايجابية عن انفسهم او انهم من الممكن ان يقدموا الكثير لعائلتهم او لأصدقائهم وذلك بحسب الرسائل والاحداث والاعمال المختلفة التي تعرضوا لها سواء ايجابية او سلبية .
  • صورتنا الذاتية عن انفسنا هي التي تحد مقدار نجاحنا وفشلنا , وسعادتنا وتعاستنا اذ انها تتحكم في تكوين معتقداتنا وقيمنا عن كل شيء في الحياة .الامر الذي يضع مسئولية دائمة علي الانسان وخصيصا المؤمن طوال حياته علي الارض نحو اكتشاف حقيقة هويته في الله , والعمل علي مصالحه وتصحيح صورته الذاتية .
  • من اكثر الشخصيات التي لا نعرفها هي انفسنا والخطير ان رؤيتي لنفسي  تحدد وتشكل الكثير من علاقاتي ومشاعري فلابد من معرفة نفوسنا جيدا .
  • مفهوم الصورة الذاتية :-
  • هي ادراك الانسان لمن هو يكون وهو شيء يجب ان يكون واعيا لوجوده والا وقع في مشكلة نفسية كبيرة يكون فيها فاقد الادراك والتلامس مع الاحساس بمن هو يكون .
  • هي الصورة التي لنا عن انفسنا اي ( كيف نري انفسنا )
  • هي افكارنا عن انفسنا غالبا لا نعيها ولا نفحصها لنتأكد ان كانت صح ام خطا , وعلي الرغم من انها افكار فإننا نتعامل معها علي انها حقائق وبالتالي تؤثر في طريقة تعاملنا مع الاخرين .
  • هي جزء من شخصياتنا والشخصية تتكون بفعل عدة عناصر وراثية و بيئية تعمل معا جنبا الي جنب فهي تختف من شخص لآخر تبعا لاختلاف الشخصيات .
  • اهمية الصورة الذاتية :-
  • هي حجر الاساس في علاقتنا بأنفسنا
  • هي تلك العلاقة الانسانية الوحيدة المستمرة معنا كل ايام حياتنا
  • لان علاقتنا مع انفسنا هي جزء من شخصياتنا وبالتالي فان افكارنا ومشاعرنا وصراعتنا واولويتنا تصاحبنا في كل مكان.
  • مبادئ هامة للصورة الذاتية :-

لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ. (الأمثال ٢٣: ٧)

  1. انت ما تفكر به عن نفسك ( اي الواقع الذي تعيش فيه وتعتنقه كما لو كان صحيحا )
  2. 2.     ليس مهم ما يفكر به الناس عنك بقدر اهمية ما تفكر به  انت عن نفسك

هذه المبادئ ترينا ان الانسان حين يتبني تصورته المكتسبة عن نفسه ويصير هذه التصورات  هي اعتقاده الراسخ عن من هو يكون اي هويته التي يحيا بها الحياة ، فانه يقدم نفسه للأخرين هكذا ويتعامل معهم علي انه هكذا .

  • كيف تتكون الصورة الذاتية :-
  • ما نعرفه عن أنفسنا اي  ( المعلومات )

وهذه غالبا ما تكون صحيحة لكونها معلومات موضوعية ليس لها علاقة بالتقييم الذاتي 

 مثل ( مستوي التعليم – الوظيفة – العلاقات الهامة في حياتنا ………الخ )

  • المعتقدات الخاصة والافتراضات الفكرية

قد تكونت هذه المعتقدات علي مدي وقت طويل ،

وفي مرحلة مبكرة من حياتنا لم نكن عندها قادرين على النقد والتقييم فقبلتها كما هي وتحولت الي عقائد غير سليمة صدقناها عن أنفسنا  دون اي مناقشه .

هذه المعتقدات تنقسم الي :

أ- ما يعتقد  به الاخرون عنا ويتصرفون به معنا

والاخرون هم الاشخاص المهمون في حياتنا مثل ( الوالدين ) ومن ثم يأتي دور اي شخص اخر كزملاء العمل ورفقائنا واخوتنا في الكنيسة …)

٢- معتقداتنا المسبقة عن ذواتنا

مثل ( انا لا استحق الحب – انا محدود الذكاء – انا عاجز عن حماية نفسي – انا ضعيف الشخصية – انا غير مهم – انا خجول ولا اعرف ان اتكلم …… الخ ) .

  • كلمة معتقد تشير الي انها افكار عقدت علي هذه الصورة منذ فترة طويلة فأصبحت غير قابلة ” للفك ” او التغير بل هي  التي تغير استقبالنا للواقع ولا نخضعها للقياس او التقييم .
  • المشاعر

هي التي نشعر بها نحو أنفسنا 

ان كانت المشاعر  سلبية

  •  تقود البعض الي سلوكيات سلبية  مثل الانسحاب أو التوقف 
  • بينما  تقود البعض المنافسه والمحاولات المستميتة لإثبات الذات
  • هذه المشاعر ترتبط بالمعتقدات فان كانت معتقداتنا عن انفسنا ايجابية فستكون مشاعرنا نحو انفسنا ايجابية هي الحب والقبول ..
  • هذه المشاعر يكون الانسان غير واعي لها ولكنها تحكم سلوكه واستقباله من الاخرين .
  • كيف تتكون الصورة الذاتية السلبية للإنسان ؟
  • التنشئة الخاطئة اثناء الطفولة
  • مثل / التدليل الزائد

عدم رفض اي طلب له وهو طفل

حيث تولد في داخله  الحرية بدون حدود حيث يتصور الفرد انه فوق القانون وفوق الاخرين وان رغباته اهم من رغبات الاخرين

  • الحماية الزائدة التي يقتنع فيها الفرد انه لا يستطيع فعل شيء
  • العلاقات مع شخصيات صعبة مثل
  • الذي يري نفسه افضل من الاخرين
  • الشكاك الذي دائما يتهم الاخرين
  • الاعتمادي الذي يقوده الاخرون  . … الخ
  • قيم المجتمع المرضية
  • الافراط في المديح والافراط في اللوم
  • قيمة المرأة تنحصر في زوجها واولادها مهما عملت من انجازات
  • قيمة الرجل تنحصر في عمله وما يكسبه.
  • مفاهيم دينية ولاهوتية غير صحيحة
  • عدم فهم الفرق بين انكار الذات والتواضع من جانب والدونية وصغر النفس من جانب اخر

 حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ:«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، (متى ١٦: ٢٤)

عدم فهم المعني الحقيقي لصلب الذات والموت مع المسيح ( اماتة الموت هي الحياة )

مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. (غلاطية ٢: ٢٠)

  • الاساءات  

 ( تعد الاساءات بكل صورها احد اهم مسببات الصورة الذاتية السلبية )

  1. الاساءة النفسية  عندما تتكرر الاساءات النفسية في صورة عبارات ( انت غبي – بلا فائدة –لا تفهم – فاشل ….الخ ) هذه العبارات مع مرور الوقت والتكرار تتحول الي ثوابت داخلية الفرد يعيش وكانه هكذا .)
  2. الاساءة الجسدية  كالعنف الشديد والضرب المهين الي اضعاف علاقة الانسان بجسده وبالتالي لا يستطيع قيادته بشكل جيد
  3. الاساءة الجنسية بكل دراجاتها والتي تتراوح من ( التحرش البسيط الي  الاغتصاب الي زني المحارم  ..) التي تشكل اهم رسائل الخزي والعار والصورة السلبية للنفس 
  4. مظاهر واعراض الصورة الذاتية السلبية
  5. فقدان الاحساس بصلاح الله وبمحبته وفقدان التواصل معه

( كنتيجة للإحساس بعدم القيمة او الاحساس بالظلم وعدم التصالح مع الله .)

  • عدم الثقة في النفس
  • صعوبة قبول واعطاء الحب
  • انتقاد النفس بصفة دائمة

( شعور دائم بالذنب وعدم قبول النفس ومقارنة النفس بالآخرين )

  • الحساسية المفرطة والافتقار للمبادرة

نتيجة لعدم الثقة في النفس والاحساس بالرفض

  • اساءة فهم الاخرين

( علاقات غير متزنة مع الاخرين من لوم وانتقاد ودائم في الصراع معهم ….)

  • الرثاء بالنفس
  • التمسك بالراي الشخصي والجمود وعدم المرونة
  • فقدان المعني الحقيقي للحياة والعيش بلا هدف
  • امثلة كتابية لأشخاص كانت لديهم تصورات سلبية عن انفسهم
  • موسي

فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ». (الخروج ٤: ١٠)

  • نشأ بعيدا عن اسرته ( فاقد للانتماء )
  • مرفوض من عشيرته
  • قاتل هارب وخائف
  • لست انا صاحب كلام
  • انا ثقيل الفم واللسان
  • هم لا يصدقونني
  • جدعون

فَقَالَ لَهُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي». (القضاة ٦: ١٥)

  • انا الاصغر في بيت ابي
  • عشيرتي هي الذل
  • خائف
  • ارميا النبي

فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ». (إرميا ١: ٦)

  • لا اعرف ان اتكلم لأني ولد
  • في هذه الامثلة نستطيع ان نري ان تصوراتنا السلبية عن انفسنا مالم تتغير فقد تعطل رؤية الرب لنا ونفقد بركات كثيره معده لنا .
  • وغيرهم من الاشخاص في كلمة الله كانوا ينظرون لأنفسهم بصورة سلبية لكن عندما وضعوا ذواتهم تحت يدي الفخاري العظيم تحولت نظرتهم لأنفسهم السلبية وعاشوا  كما ينظر اليهم الله  .

أمثلة حياتية لأشخاص  صورتهم الذاتية سلبية

  1.  فتاة لديها صورة سلبية عن جسدها وهي تتجاهل حقيقة أن كل من حولها يقولون انها رشيقة القوام ، تلك الفكرة السلبية عن نفسها تمنعها من استقبال أي تقييم ايجابي يأتيها ممن حولها ، وان استقبلته فإنها تقلل من قيمته أو من مصداقية من يقوله له .
  2. شاب يتجاهل حقيقة أن لا أحد يعلق سلبيا علي شكله الان إلا أنه مازال مؤمنا بأنه قبيح الشكل وذلك بسبب بعض التعليقات الساخرة التي كان يسمعها في طفولته عن  شكله مضحك في الصور  الفوتوغرافيه لذلك قرر الامتناع عن التصوير
  3. شخص بطئ نسبيا في بعض الأمور التي لا يميل إليها ، بينما هو سريع في أمور أخري وقد تلقي العديد من الملاحظات من الآخرين عن بطئه ، فتحول هذا الي معتقد لديه وهو أنه بطئ ، وإذا قام بشيء آخر بسرعه وكفاءة فإنه يعتبرها استثناءمفهوم الصورة الذاتية الصحيحة

هي ان يكون لدينا التقييم الواقعي الايجابي لأنفسنا

  • تقييم واقعي وايجابي للنفس

الواقعية هي ( قبول حقيقة وجود العيوب )

الايجابية هي ( الايمان بوجود العيوب ومواجهة مصاعب الحياة من حولنا )

  • مظاهر وعلامات الصورة الذاتية الايجابية
  • علاقة صحيحه مع الله
  • الثقة بالنفس
  • القدرة علي اخذ المبادرة تجاه الاخرين
  • القدرة علي الاهتمام بالآخرين وعدم الانحصار في الذات
  • القدرة علي تناول الامور بطريقة موضوعية دون شخصنه او ذاتية )
  • قابلية التعلم وبالتحديد التعلم من اخطاء الماضي دون الشعور بالهزيمة
  • قبول نقد الاخرين الصحي
  • المرونة والقدرة علي التعامل مع مشاكل الحياة اليومية
  • 9-     وجود هدف ومعني واضح للحياة
  • توقعات منطقية وحدود صحية في العلاقات المختلفة مع الاخرين
  • طريق التغير من الصورة السلبية للإيجابية
  • ابحث عن حقيقة هويتك ” من انت ؟ ” وهذه الهوية لن تجدها الا من خلال الحق (وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». (يوحنا ٨: ٣٢)
  • تحتاج الي تجديد ذهنك وتغيير منظومة اعتقاداتك بأكملها

اي ان تغير من شكل حديثك الذاتي لنفسك وهذا يحتاج الي جهد شاق ومستمر في ان ترفض الافكار الخاطئة وتخبر نفسك بالحق حتي ينير الحق داخلك ويطرد كل كذب تحول الي حقيقة داخلك وتري نفسك كما يراك الله.

تغيير الذهن يتضمن تغيير الفكر وتغيير السلوك وهذا التغيير يستلزم في البداية الي صلب الانسان العتيق بداخلك

وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. (رومية ١٢: ٢)

  • تحتاج الي كثير من القرارات التي يجب ان تتخذها من نحو حياتك اولا , وربما نحو اخرين ايضا
  • تحتاج الي طلب مشورة من احد الاشخاص المتخصصين الموثوق لهم عند الاحتياج فان الانفتاح وطلب المساعدة مبدا هام للشفاء
  • رفض الافكار السلبية والمبادئ الخاطئة مثل
    • يجب أن تقارن نفسك دائما بشخص افضل منك لتتقدم مثله
    • يجب أن تصل إلي الكمال
    • قبول التشجيع يجعلك متكبرا لكن قبول اللوم يجعلك متواضع
  • السعي للتفوق بطريقة مبالغ فيها لانك تعتقد  بأنك بهذه الطريقة تجد الحب والاحترام من الآخرين .
  • لا بد من فهم  السبب الرئيسي  وراء سلوكياتنا

الخطر في الامر ان الانسان لا يدرك ان كل ما يفعله في الحياة ومع الناس وفي حياته الروحية انما هو نتيجة لغياب المصالحة والسلام الداخلي لديه !!!!!!!

امثله  

  • عندم يشعر ان الله يقف منتظر ان يراه ان يخطئ كي يقوم بمعاقبته قد لا يدرك ان تلك الفكرة ما هي الا امتداد لما يمارسه هو مع نفسه او ما كان والده يمارسها معه في طفولته وهو يقوم بإسقاط  ذلك علي الله
  • او من يستشيط غضبا بسبب اي تعليق سلبي قد لا يدرك ان منبع هذا هو شعوره الدفين بالنقص
  • او من يشعر بالخوف الدائم من الاخرين قد لا يدرك ان منبع هذا الشعور هو انه يري نفسه انسان ضعيف عاجز عن حماية نفسه.
Please log in to join the chat

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع