٩- المَعمُوديَّة

الدرس التاسع: المعمودية فى المفهوم المسيحي، وعلاقة المعمودية بالروح القدس، وما الفرق بين معمودية المسيح ومعمودية يوحنا المعمدان؟

  • ما هي المَعمُوديَّة؟
  • الخلاص ليس بالمَعمُوديَّة.
  • الفرق بين مَعمُوديَّة يوحنا والمَعمُوديَّة المَسيحيَّة.
  • قبول الرُّوح القُدُس.
  • الامتلاء بالرُّوح القُدُس وأهميته.

ما هي المَعمُوديَّة؟

المَعمُوديَّة المَسيحيَّة هي إعلان إيمان عن قبول الرب يسوع مُخلِّصًا لحياتي، وأنه طهَّر نفسي من الخطية، فصارت لي حياةٌ جديدة مقدسة، وهي تَعني التغطيس في الماء، كإشارةٍ إلى أن خطايانا وآثامنا صُلِبت وماتت ودُفنت مع المسيح؛ وأننا قُمنا معه بطبيعةٍ جديدة وحياةٍ جديدة في القيامة. .

يرمز الخروج من الماء إلى هذه الحياة التي تتبع الخلاص، فكما دُفِن يسوع، وقام، نُدفِن نحن أيضًا، بشكلٍ رمزي، معه في المَعمُوديَّة، ونقوم، حسب ما جاء في (رسالة رومية 6: 4): “دُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعمُوديَّة لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسيح مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ (الحياة الجديدة)”.

الخلاص ليس بالمَعمُوديَّة

إن المَعمُوديَّة شَهادة خارجية عن التغيير الداخلي في حياة المُؤمِن. هي إعلانٌ عن الخلاص، لكنها ليست من متطلبات الخلاص.

يُوضح الكتاب المقدس في عدة مواضع أن الترتيب كالتالي:
  • يؤمن الشخص بالرب يسوع. “لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ”. (رسالة رومية 10: 9).
  • تتم معموديتُه. “فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: “تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسيح لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا”. (سفر أعمال الرسل 2: 38).
  • ثم قبول شخص الرُّوح القُدُس. “فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”. (سفر أعمال الرسل أصحاح2: 38).

إذن الترتيب “تُوبُوا، وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ … فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”. وهذا الترتيب واضحٌ أيضًا في (إنجيل مرقس 16: 16) “مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ”. والإدانة هنا على عدم الإيمان، وليس على عدم المَعمُوديَّة، لأن الإيمان هو الخُطوة التي تسبِق المَعمُوديَّة.

الفرق بين مَعمُوديَّة يوحنا والمَعمُوديَّة المَسيحيَّة:

  • أولًا: مَعمُوديَّة يوحنا كانت قبل بَدء خدمة يسوع العلنية لليهود، أما المَعمُوديَّة المَسيحيَّة؛ فأول حديث جاء عنها كان بعد قيامة المَسيح من الأموات، كما جاء في (إنجيل متى 18:28-20).
  • ثانيًا: كان الغرض من مَعمُوديَّة يوحنا هو إعداد اليهود لاستقبال المَسيح، الذي كان مُزمِعًا أن يظهر؛ باعتباره المَسيا الذي ينتظرونه. أما المَعمُوديَّة المَسيحيَّة، فهي تحمل مَعنى الدفن مع المَسيح (رسالة رومية 3:6)، (رسالة كولوسي 12:2)، لذلك لم يُشَر إليها إلا بعد رفض اليهود للمَسيح، وصلبهم إياه، أيضًا بعد قيامته.
  • ثالثًا: مَعمُوديَّة يوحنا كانت لليهود فقط: “حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ،” (إنجيل متى 5:3)، أما المَعمُوديَّة المَسيحيَّة، فهي لكل مَن يؤمن بالمَسيح إيمانًا قلبيًّا، من كل العالم، حسب إرسالية الرب لتلاميذه: ” فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.” (إنجيل متى 19:28)، وأيضًا: ” وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.” (إنجيل مرقس 15:16).
  • رابعًا: مَعمُوديَّة يوحنا كان يُمارسها اليهود؛ للحصول على غفران خطاياهم، فهي مرتبطة بالغفران، والغفران مرتبط بها، وهي ليست إعلانًا عن تغيير روحي قد تم.

أما المَعمُوديَّة المَسيحيَّة، فهي تُشير إلى، وتُعبِّر وتُعلن عن، (اتحاد المُؤمِن بالمَسيح بالإيمان)، كما أن الذي يعتمد لا يعتمد لتُغْفَر خطاياه؛ بل لأن خطاياه قد غُفِرت.

قبول الرُّوح القُدُس

  • يدعونا الرب يسوع لقبول الرُّوح القدس. وقد شبَّهه الرب بأنهار الحياة؛ لأنه مصدر الحياة، والذي عندما نقبله، يسكن في أعماق قلوبنا، ويتحد بنا، فيكون أعظم مشير لنا. “وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قِائِلًا: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤمِنونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ” (إنجيل يو 37:3).
  • وقد وعد يسوع بإرسال الرُّوح القدس: “وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ”. (إنجيل يوحنا 14: 16).
  • وقبول الرُّوح القدس، كان ثالث خُطوة بعد الإيمان بالرب، والمَعمُوديَّة، “وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ، أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ”. (سفر أعمال 14:8- 17).

الامتلاء بالروح القدس وأهميته

  • يحثنا الكتاب المقدس على “الامتلاء” بالروح القدس”، أي أن نسمح للروح القدس، روح الله، أن يسيطر على كل جزء من حياتنا: (أفكارنا وإرادتنا وجسدنا). إذن، ليس معنى الامتلاء أننا ننال جزءًا أكبر من الرُّوح القدس؛ حيث إن الرُّوح القُدُس كامل، لا يتجزأ؛ لأنه الله نفسه.
  • والامتلاء بالروح القدس يعني أن نسلمه أكثر فأكثر كل نواحي حياتنا، ونسمح له بتشكيل شخصيتنا، وسلوكنا بما يُرضي الله القدوس. ولكي يفعل الرُّوح القُدُس ذلك، ينبغي ألا نُهمل دراسة الكتاب المقدس، فكلمة الله التي أوحى بها الرُّوح القُدُس نفسه، هي كلمة الحياة.
  • سننال قوةً من السماء، عندما نمتلىء بالرُّوح القدس: “لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ القُدُس عَلَيْكُمْ”. (سفر أعمال الرسل 1: 8). هذه القوة كافية أن تحطم أي قيود عانينا منها كثيرًا؛ لأن لا أحد يستطيع أن يعيش الحياة المَسيحيَّة بنجاح بدون ملىء الرُّوح القدس.
تستطيع أن تمتلى بالروح القدس بشكلٍ يوميٍّ عن طريق:
  • الدراسة اليومية لكلمة الله: فالرب يسوع قال في (إنجيل يو 63:6) “اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ”. وكلمة الله غنية بروح الله، فكلما امتلأتَ بالكلمة، امتلأتَ بالروح؛ لذا يجب أن نحيا بالكلمة، ونُقدرها، ونُعطي لها هيبتها، ومكانةً أُولى قبل كل شىء.
  • تستطيع أيضًا أن تمتلىء بالروح القدس عن طريق صلاتك اليومية، في “وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوح القُدُس”. (سفر أعمال الرسل 31:4). فالصلاة باستمرار تجعل قوة الله متاحة لتعمل بداخلك، وفي ظروفك طوال الوقت.
وأهمية أن تمتلئ بالروح القدس يوميًّا أنه:
  • يجعلك قويًّا مُتشددًا: انظر ما حدث لاسطفانوس وهو يُرجم “وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ”. (سفر أعمال الرسل 55:7). تشدَّد اسطفانوس جدًّا، وأصبح أقوى من كل الآلام التي يُقابلها.
  • يجعلك ممتلئًا من المحبة: وتستطيع أن تحب حتى مَن تسببوا في إيذائك، أو أهانوك. تستطيع أن تحب أعداءك “أنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا”. (رسالة رومية 5:5).
  • يجعلك غالِبًا جريئًا في المواجهات والظروف: فيفقد الخوف سيطرته على حياتك، وتكون قويًّا في الشَّهادة بالإنجيل، وعمل الله في حياتك. فعندما امتلأ التلاميذ بالرُّوح القدس، تغيَّرت حياتُهم من الجُبن، والهروب من المواجهات، إلى حياةٍ جريئة، لا تخشى التهديدَ، ولا حتى الموت. “وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ”. (سفر أعمال الرسل 4: 31).

تطبيقات عامة على الدرس

آياتٌ لدراسةٍ أعمق
  • سفر أعمال الرسل 38:2.
  • سفر أعمال الرسل 3:6.
  • إنجيل لوقا 35:1.
  • إنجيل لوقا 13:11.
صلاة

إلهي الحبيب أشكرك من أجل روحك، أشكرك أنه صار لى صديقًا، بل مُدافِعًا عني. أشكرك لأني غالٍ ومحبوبٌ عٍندك. ما أحلي حضورَك في داخلي. شكرًا لأنك تسمعني دائمًا باسم يسوع. آمين.

يُمكنك أيضًا سماع الدرس باللهجات المختلفة

محتوى الدرس

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع