الدرس السادس (النصرة): إلى أي حد يكون لسلطان المؤمن تأثير وقوة؟ وإذا كان المسيح هزم الشيطان فى الصليب، لماذا إذا ما زال إبليس يحاربنا؟
النصرة أمر رائع، يفرح بها كل من يختبرها ويعيشها، وضد النصرة هي الهزيمة، ولا أحد من الناس يحب الهزيمة، بل قد تسبب له الاكتئاب والإحباط، وتجعله عبدًا لا سيدًا.
ما هي النصرة بالنسبة لك؟
“فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ” (أَفَسُسَ ١٢:٦) .
لكي نفهم النصرة يجب أن ندرك أن هناك معارك في حياتنا، معارك روحية ونفسية وجسدية.
المعارك الروحية هي معركة مع الخطية التي سادت علينا وصرنا عبيدًا للخطية التي نتيجتها الموت، وبالتالي النصرة لا تأتي إلا بقبول المسيح في حياتنا مخلصًا وسيدًا وربًّا. وبالرغم من إيماننا بالمسيح، يقاومنا العدو باستمرار.
المعارك النفسية هي النصرة على الشهوات التي تريد أن تسود علينا، مثل الكبرياء والنجاسة وغيرها.
أما الشهوات الجسدية فهي مثل الشراهة في الأكل والتي تعتبر خطية، لأنه من المهم أن نحافظ على الجسد الذي أعطاه الله لنا والذي هو مسكن للروح القدس.
إذا كان المسيح قد هزم الشيطان، لماذا تعتقد أن العدو مستمر في محاربتنا؟
هزم المسيح الشيطان في معركة الصليب، مكتوب في (رسالة كولوسي 2: 14، 15).
“إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ .”
بموت المسيح على الصليب، صار لنا الخلاص والحرية والعتق من العبودية التي كنا فيها بسبب الخطية.
إذا كان المسيح قد فتح باب النصرة وأي نصرة هي باسمه، فإنه قد أعطانا السلطان لكي نهزم الأرواح الشريرة في حربنا معها، وحينما أعطانا السلطان أعطانا الأسلحة الروحية التي نستخدمها، لذلك في معاركنا يجب أن نستعمل السلطان الذي لنا لكي ندوس الحيات والعقارب مثل ما هو مكتوب في (لوقا 10: 19).
” هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. ”
الحيات والعقارب هم أرواح الشر، لذلك يقول أيضًا “وكل قوة العدو”، ندوس كل أنواع ومستويات الظلمة بالسلطان الممنوح لنا من صاحب السلطة.
“الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.” (أفسس 6: 11).
النصرة هي في المسيح يسوع، بسبب موته وقيامته، لكن مع ذلك يستمر العدو في مقاومة المؤمنين ليدمر حياتهم، بالتالي من المهم أن نستخدم السلطان الذي لنا والأسلحة التي أعطانا لكي نسحق العدو تحت أقدامنا.
لماذا أسلحة محاربتنا روحية وليست جسدية؟
“مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟” (يوحنا الأولى 5: 5): لا يمكن أن تكون لنا النصرة إلا في إيماننا في شخص السيد المسيح، مهما اعتقدنا في قدرتنا على ذلك.
هيا يا شعب المسيح هيا للجنب الجريح
نطهر ونستريح من كل أتعابا
ق: يعظم انتصارنا بالذي أحبنا
يسوع الفادي الأمين قد صلب لأجلنا
+ مهما كان في الطريق من شدائد أو ضيق
فالرب لنا رفيق وجهه يريحنا
+مهما كان من إغراء لا رجوع لوراء
مملوئين بالرجاء سنرى عريسنا
+هيا هيا يا جموع في احترام وخشوع
نعطي القلب ليسوع يحفظ غربتنا
(أشكرك أيها الآب السماوي على النصرة التي لنا في المسيح يسوع؛ إذ سحق رأس الحية، الشيطان، على الصليب، أشكرك لأنك أعطيتني السلطان والسلاح الكامل لكي أهزم العدو في كل معركة أواجهها، يا رب درِّبني لكي أحارب بالسلاح الروحي وليس الجسدي، ضد أرواح الشر وليس ضد الإنسان. في اسم يسوع المسيح. آمين).