الشَّركة مع الله
(الفَرق بين العَلاقة والشَّراكة)

عندما قبِلت المسيح مخلصا لك؛ فقد بدأت عَلاقة شخصية معه. لقد أصبحت ابنا لله بحسب بما جاء في (يوحنا 12:1). هنا يتساءل، أحيانا، بعض المؤمنين بالمسيح، قائلينَ: “ماذا يحدث حين أخطئ وأعمل ما يُغضب الله؟”، وأحيانا يتساءلون: “هل تنقطع شركتي معه”، أو “يخرج المسيح من حياتي؟” للإجابة عن هذه الأسئلة، يجب أن نعرف الفرق بين العلاقة مع الله والشركة معه.
- العـلاقـة مـع الله
يُمكننا أن نوضح الفرق بين العلاقة مع الله والشركة معه، بالتأمل في علاقة الإبن بأبيه، في الأسرة العادية.
حين يُولد الطفل، يُصبح ابنا لأبيه، بموجب الحياة التي انتقلت من الأب الى إبنه، لهذا فهو يحمل اسم أبيه، وينتسبُ إليه، ويكون الاثنان في شراكةٍ معا، تتزايد كلما كَبُر الابن، وصار ناضجا، واعيا، بمعنى أن بينهما سيكون حبٌّ متبادَل، وعطاء، وعاطفة جميلة، وإحساس بالمسؤولية كلٌّ تجاه بعضمها، وتشارُك بالمشاعر والأفكار، والتساؤلات، والمشاركة الوجدانية، في كل ظروف وتحيات الحياة!
أما لو فرضنا أن هذا الابن ارتكب أعمالا، من شأنها أن تُحزن قلب أبيه، وتجلب العارَ عليه، فهل يظل، هذا الابنُ، بعد، ابنا لأبيه؟ بكل بساطة، نعم تستمر العلاقة بينهما، رغم تصرُّف الابن، لكن قد يقل عُمق الشَّراكة بينهما، أو قد تنقطع أحيانا!
- الشركة مع الله
هنا، ماذا يجب على الابن أن يعمل؛ حتى يستعيد الشركة مع أبيه؟ لا بُدَّ أن يرجِع الابنُ الى أبيه، ويعترف بأنه أخطأ، ويطلب غفرانه. وإذا طبقنا هذا المثال على علاقتنا بالله؛ نجد أن العلاقة بيننا وبين الله- أبينا- مستمرة؛ لأننا أولاده، وعلاقتنا به، ومكانته فيه، ولديه، لا تتغير أبدا. لكن حين نخطئ، ونعمل أشياء لا ترضيه؛ فإن شركتنا معه تنقطع؛ نعم.. تنقطع الشركة مع الله؛ بسبب الخطية.
إن كلمة «شركة» في الكتاب المقدس؛ تعني «التشارُك معا». أي المُشاركة بين شخصين أو أكثر، في أمرٍ يهم الطرفين. بهذا الفكر؛ دعونا نقرأ بعض الآيات التي تتحدث عن الشركة .
«أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا» (رسالة كورنثوس الأولى 1: 9).
«شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور» (كولوسى 1: 12)
أليس هذا امتيازا عظيما؟ أنَّ الله الذي خلصنا، وطهَّر بالإيمان قلوبنا، أعطانا امتياز، أن ندخل في شركة معه، هو شخصيا. هل أدركت ذلك؟ هل تتمتع عمليا بهذا الامتياز العظيم؟!
- يتطلب التمتع بالشركة مع الله:
- الرجوع القلبي الدائم لله: أن تكون رجِعت عن حياتك الماضية؟ وصِرتَ من أولاد الله الحقيقيين.
- الاعتراف بالخطية وإدانتها: إن التساهل مع أبسط خطية، كافٍ، بأن يحرمنا من هذه الشركة. إذ قال الرب «آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم» (إشعياء 59: 2).
- السلوك في النور: نخدع أنفسنا عندما نسلك في الظلمة، وندَّعى أن لنا شركة معه، لكن إن سلكنا في النور، سنتمتع بحلاوة وقوة الشركة.
- المواظبة على الخلوة والصلاة: إن الحديث اليومي مع الله، والتعوُّد على سماع صوته، بصورة مستمرة، يُمتعنا بحضوره المستمر معنا.
- حِفظ وصايا وكلمة الرب بصورة عملية: كلما درسنا كلمة الرب بعُمق، وأحببناها في قلوبنا، وسكنت فينا بغنى، سنتمتع بقول المسيح «إليه نأتي وعنده نصنع منزلا» (يوحنا 14: 23).
- عِش حياة الترنيم والتسبيح للرب: هل تتذكر بولس وسيلا فى السجن؟ لقد كانا يُصليان، ويُسبحان الله، ماذا كانت النتيجة؟ حضور إلهي عظيم (أعمال الرسل 16: 25).
- المواظبة على اجتماعات المؤمنين: إن الرب يسكن وسط تسبيحات شعبه، تذكّر قوله «أُخبِر باسمك إخوتى وفي وسط الكنيسة أسبحك» (عبرانيين 2: 12).
- نتائج حياة الشركة المستمرة :
- حياة الشِبع والإمتلاء: تذكَّر المكتوب «أمامك شِبع سرور في يمينك نِعم إلى الأبد» (مزمور 16: 11)
- حياة الفرح الحقيقي: فَرِح التلاميذ عندما رأوا الرب بعد القيامة، وتقول الكلمة «افرحوا في الرب كل حين» (فيلبى 4: 4).
- التمتع بمعرفة فكر الرب: تذكّر إبراهيم رجل الشركة المستمرة مع الله، وكيف قال الرب له، «هل أخفي عن ابراهيم ما أنا فاعله» (تكوين 18: 17)
- قوة التأثير على الآخرين: تأمل في أندراوس، الذي مكث مع الرب يومًا كاملًا، وكيف خرج من عنده، وبكلمات بسيطة، استطاع أن يربح أخاه سمعان بطرس للمسيح (يوحنا 1: 42،41)
- حياة النمو والتغير المستمر: لقد مكث موسى رجل الله، مع الرب أربعين يومًا على الجبل، فنزل، وجلد وجهه يلمع. وهكذا نحن لنا هذا الإمتياز، كما هو مكتوب «ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف (من خلال الشركة).. نتغير إلى تلك الصورة عينها» (رسالة كورنثوس الثانية 3: 18)
- تطبيق عملي – ثـلاث دوائـر:
سنستخدم ثلاث دوائر لإيضاح الفرق بين العلاقة مع الله والشركة معه، بشكل عملي. اقرأ أولا رسالة الرسول بولس الأولى الى أهل كورنثوس 14:2 إلى 3:3 ثم اكتب إجابتك على الاسئلة المذكورة في الأماكن المناسبة.
- ما هي صفـة الإنسـان المذكور فـي كورنثوس الأولى 14:2 ؟
(غير المؤمن بالمسيح) هل توجد علاقة و/أو شركة بين هذا الإنسان والله؟ العلاقة: نعم لا الشركة: نعم لا | |
(المسيح يسيطر على الحياة) هل توجد علاقة و/أو شركة بين هذا الإنسان والله؟ العلاقة: نعم لا الشركة: نعم لا | |
(الذات تسيطر على الحياة) هل توجد علاقة و/أو شركة بين هذا الإنسان والله؟ العلاقة: نعم لا الشركة: نعم لا |
- بحسب رسالة يوحنا الأولى 9:1
- ماذا توصينا هذه الآية أن نفعل بخطايانا؟ _________________________
- بماذا يعدنـا الله عندمـا نعترف بخطايانا؟ _________________________
- متى تنقطع شركة المؤمن مع الله؟ _________________________
- كيف يستعيد شركته مع الله؟ _________________________