SorOnline

معنى كلمة إنجيل

كلمة إنجيل كلمة يونانية، وتَعني “البشارة السَّارة”، وقد قدَّم لنا الوحي الإلهي إنجيلا واحدًا، “هو إنجيل ربنا يسوع المسيح”، بواسطة الإنجيليين الأربعة: متى، مرقس، لوقا، يوحنا. حيث يكشف كلٌّ منهم لنا، عن جانب معين من الإنجيل الواحد، وكأن كلًّا منهم قدم لنا زاوية معينة؛ حتى يُعلَن الإنجيل من كل زواياه.

مَن هو القديس متى؟

هو واحد من الاثني عشر تلميذًا الذين اختارهم السيد المسيح، له كل المجد، واسمه الروماني “متى”، ومعناه (عطية الله).

ولُقِّب متى بـ”اللاوي بن حلفى”، واسم أبيه حلفى، وكان يسكن مدينة كفر ناحوم على الشاطئ الغربي من بحر الجليل. وكان عشارًا يجمع الضرائب في كفر ناحوم من اليهود لصالح الرومان، فيما كانت وظيفة العشار، وصاحبها، مكروهة من اليهود، نظرًا لقساوته، وعدم أمانته.
دعاه السيد للعمل الرسولي فترك مكان الجباية، وصنع له وليمة دعَى إليها العشارين والخطاة؛ الأمر الذي أثار معلمي اليهود. وتُفيد التقاليد أنه قضى بعد صعود المسيح مدة 15 سنة وهو يخدم في فلسطين، ثم ذهب بعد يذلك إلى بلاد الفرس والحبش، حيث مات شهيدًا بطعنة رمح من مضطهديه

مكان كتابة إنجيل متى

* كُتِب إنجيل متى في فلسطين، بعد بضع سنوات من كتابة إنجيل مرقس.

تاريخ كتابة هذا الإنجيل

كتب القديس متى إنجيله هذا ما بين سنة 60 – 65 ميلادية.

الشخصيات الرئيسة فيه

الرب يسوع، القديسة مريم العذراء أمه، يوسف النجار الرجل البار، يوحنا المعمدان مهيئ الطريق للسيد، التلاميذ، القادة الدينيون ، قيافا، بيلاطس، مريم المجدلية.

الأماكن الرئيسة للأحداث

بيت لحم، أورشليم، كفر ناحوم، الجليل، اليهودية.

هل يوجد إله؟!

هذا واحدٌ من أهم الأسئلة التي يطرحها الإنسان على نفسه وعلى الآخرين، وهو سؤال مصيري خطير. ومنذ فجر التاريخ انشغل الإنسان بملاحظة الطبيعة وظواهرها من حوله محاولًا إيجاد تفسير لما يراه ويشعر به، وشعر أنه بالتأكيد هناك قوةٌ أكبر هي المسؤولة عن هذا النظام الكوني البارع؛ فمضى يعبد قوى الطبيعة ويفترض بعض الحكايات التي تفسر بداية الخلق والآلهة وما إلى ذلك من معتقدات. وأصبح الدين ذا تأثير كبير على حياة الإنسان؛ إذ كان وراء كل حضارة قائمة ديانة تُسيّر مجرى التاريخ، وكانت عظمة الحضارات ترتبط بديانة قوية تدفع الناس للتقدم والمعرفة اليقينية التي ارتبطت باستقرار الإنسان وتقدمه.

وفي البداية فكر الإنسان في وجود إله أو إلهة لكل مجال من مجالات الحياة والطبيعة، لكنه فيما بعد استطاع أن يصل من فكرة التعددية إلى فكرة توحيد الإله. 

إذًا ففكر الإنسان الطبيعي يرشده لوجود إله أنشأ هذا الكون ويحركه ويحكم قوانين حركته بدقة شديدة. 

ومن فكرة التأمل في الطبيعة ننطلق نحن أيضًا لنكتشف هل يوجد إله أم لا؛ فوفقا لـ Ask an Astronomer -وهي مدونة يديرها علماء الفلك في جامعة كورنيل في إيثاكا بنيويورك- تدور الأرض -بكل ما عليها من جبال ومحيطات وبحار وأنهار- حول الشمس بسرعة 67 ألف ميل في الساعة (110 آلاف كم / ساعة). في حين أن أسرع الطائرات لا تتجاوز سرعتها 1000 كم/ ساعة. هذه الحقيقة تضعنا أمام أحد احتمالين: أن تكون هذه الخليقة بدون خالق، وهنا نحن أمام أزمةٍ، إذ أن هذه الكرة تطير بهذه السرعة بلا حاكم ولا رابط ولا ضابط، ويطير معها أيضًا عدد غير متناهٍ من الأجسام الفضائية وبسرعات كبيرة أيضًا. فهل يستطيع أحد أن يأمن ركوب طائرة بدون طيار؟ الاحتمال الثاني أن يكون هناك خالق. وهنا يكمن الاختيار، الذي يستدعي وجود عقل مفكر متروٍّ في ماذا يعتقد وبمن يؤمن.

وإذا تأملنا في تكوين الإنسان نفسه نستطيع أن نجد يد الله واضحة في خلقه وتكوينه، فالعقلُ البشري يعالج في وقتٍ واحدٍ مقدارًا مذهلًا من المعلومات، ويستوعب جميعَ الألوان والأشياء التي تراها، ودرجة الحرارة من حولك، وضغط قدميك على الأرض، والأصوات من حولك، وجفاف فمك، وحتى ملمس سطح لوحة المفاتيح. كما يستوعب العقلُ جميعَ عواطفك وأفكارك وذكرياتك ويعالجها. وفي الوقت نفسه، يحتفظ عقلك بسجلّ لوظائف جسمك المستمرة مثل التنفس وحركة الجفن والجوع وحركة العضلات في يديك. وكذلك عين الإنسان التي يمكنها التمييز بين سبعة ملايين لون، كما تتمتع بتركيز تلقائي، وتستطيع أن تعالج عددًا مذهلًا من الرسائل يصل إلى 1.5 مليون رسالة في وقتٍ واحدٍ. هذه الدقة في خلق الإنسان لا بد أن تشير إلى خالق غير محدود في علمه وقدرته. 

كل هذه الإثباتات هامة وضرورية جدًّا للاقتناع بوجود الله، لكن الأهم هو شعورنا الداخلي الذي يحتاج لوجود خالق وإلى وجود علاقة قوية معه.

لستُ هكذا (١)

س: أنتم كفار لا تعرفون الله ولا تؤمنون به؟

لا لسنا كذلك، وسأجيبك على هذا بالتفصيل، سؤالك مكوَّنٌ من ثلاثة أجزاء:

الجزء الأول: اتهام لنا بالكفر.

الجزء الثاني: أننا لا نعرف الله.

الجزء الثالث: أننا لا نؤمن به.

قبل أن نجيب على الجزء الأول دعنا أولًا نعرف ما معنى الكفر؛ الكفر هو الرفض، رفض الإيمان بمعتقد معين، ولفظيًّا هو التغطية. فلو كان المقصود هو الاعتقاد بوجود إله واحد فنحن إذن لسنا كفارًا؛ لأننا مؤمنون بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهذا موجود في طول الكتاب وعرضه من أول سطر في التوراه.

على سبيل المثال، في تكوين 1: 1 “في البدء خلق الله السماوات والأرض” مما يعني أن إيماننا مبنيٌّ على الله خالق السماء والأرض والكون بالكامل، المسيطر والمهيمن عليه، إذن نحن لسنا كفارًا. 

الفكرة الثانية: هل هو إله واحد أم أكثر من إله؟ يقول الكتاب المقدس في أول وصية من الوصايا العشر “اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا واحد”، إذن إيماننا مبنيٌّ على وجود إلهٍ، وعلى أنه واحد لا شريك له.

الاتهام الثاني: أننا لا نعرف الله، ورغم أن الإجابة الأولى ردت على هذا الاتهام، إلا أننا سنكمل ببعض التفاصيل لنوضح أننا نعرف الله جيدًا، ونعرف اسمه الذي أعلنه عن نفسه عندما سأله موسى عن اسمه، ورد الله عليه وقال: “يهوه” الذي معناه الكائن بذاته، نحن أيضًا نعرف طبيعة الله.

يقول الكتاب إن الله روحٌ لم يَرَه أحدٌ قط. و”روح” يعني أنه ليس محدودًا بمكان ولا زمان وأنه لا يموت ولا يتزوج ولا ينجب أطفالًا؛ لأن الله حي من الأزل إلى الأبد؛ هذه هي طبيعة الله، الخلود.

نعرف أيضًا صفاته، وهذه الصفات تشمل الصفات الذاتية التي لا يشترك فيها معه أحد، مثل كونه أزليًّا أبديًّا خالقًا غير محدود، والصفات الأدبية التي شارك الناس فيها وجعل لدى كل منا جزءًا منها، مثل كونه الله ناطقًا، عاقلًا، حكيمًا، رؤوفًا، رحيمًا، قدوسًا، محبًّا، صبورًا. والله هو مصدر السلام ومصدر الحياة، وكل هذا بحسب آيات كتاب الله التي أعلن فيها عن نفسه.

إلهنا أيضًا صالحٌ يحب كل خليقته؛ لأنهم صنعة يديه، لكنه لا يرضى عن خطاياهم، وهذا هو الفرق بين محبة الله لكل الناس وعدم رضاه عن خطايا الناس وذنوبهم، يقول الكتاب أيضًا عن الله إنه يريد أن الجميع يخلصون، لكن الله يحترم إرادة الإنسان واختياره؛ لأن الإنسان في الفكر المسيحى حرٌّ وعنده إرادة وليس مُسيَّرًا.

الفكرة الثالثة، والخاصة بعدم الإيمان بالله، وهذا هو الاتهام الثالث، وإجابة الاتهامين الأول والثاني قد جاوبت على الثالث.

باختصار، نحن مؤمنون بالله الواحد، الخالق البارئ، ومؤمنون بوحدانيته، لسنا كفارًا، والعياذ بالله. وأختم كلامي معك بلا إله الا الله وحده.

للاستفادة من الكورسات، تحتاج أولًا للتسجيل في الموقع