(4) لستُ هكذا
س: كيف تؤمنون أن الله ينجب ولدًا؟ ولماذا ليس لديه أكثر من ولد؟
لا، نحن لا نؤمن بهذا، حاشا لله أن يتزوج وينجب… ولا يوجد مسيحي يقول إن الله له ولد من زوجة. أما اسم ابن الله الموجود في الكتاب المقدس، والذي نؤمن به، فنتعرف عليه ونفهمه من خلال آيات الكتاب المقدس وايماننا المسيحي.
أولًا – آيات الكتاب:
“الله روح لم يره أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبر” (يوحنا 1: 13). بمعنى أن ظهور الله في جسد المسيح أعلن لنا محبة الله وطبيعته؛ لأن الله روح غير مرئي. ظهوره في الجسد إعلان عن نفسه، بمعنى أن الابن ليس ناتجًا عن علاقة جنسية ولا زواج، لكن حلول روح الله كاملًا في جسد المسيح يعني بنوة ذاتية، مثلما بنقول مثلًا “ابن السبيل”، فهذا ليس معناه أن السبيل تزوج أو أنجب. ومثلما قال الكتاب عن يهوذا أنه “ابن الهلاك” (يوحنا 17: 12) هذا ليس معناه أن الهلاك تزوج وأنجب يهوذا، ومثل أيضًا “ابن النيل” و”ابن مصر”.. وأمثلة كثيرة.
وعندما قال السيد المسيح عن نفسه إنه ابن الله، مزق اليهود ثيابهم غضبًا؛ لأنه حسب نفسه معادلًا لله؛ بمعنى أنهم فهموا اليهود اللفظ بطريقة صحيحة. (متى 26: 65 ومرقس 14: 63)
هل أنت ابن الله؟ أجاب المسيح عن هذا السؤال قائلًا: “أنا هو”، ولهذا السبب صُلب، ولهذا أيضًا فهم اليهود كلامه أنه الله الظاهر في الجسد، وليس ابنًا بعلاقة جنسية، حاشا لله!
في يوحنا 10: 30، قال السيد المسيح: “أنا والآب واحد”، يعني ليسا اثنين. إذن من أين جاءت هذه الفكرة المغلوطة عن الإيمان المسيحي؟
جاءت الفكرة من الخلط بين النصارى أو (المريميين) من ناحية، والمسيحيين. ورغم أن الفارق كبير جدًّا بينهم، لكننا سنوضحه باختصار: النصارى أو (المريميون) كانوا يؤمنون بالله الآب ويسوع الابن ومريم العذراء الأم والثلاثة بالنسبة لهم آلهة؛ مثل الثالوث المصري إيزيس وأوزوريس وحورس ابنهما. ورفضت الكنيسة هذا الفكر، وطردت معتنقيه؛ لأنه لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تشير إلى أن مريم إلهة، أو أن يسوع جاء من علاقة جنسية، حاشا لله! لذلك الخلاف الرئيسي هنا هو مع النصارى، وليس المسيحيين؛ لأن المسيحيين مؤمنون بيسوع المسيح، الله الذي ظهر بروحه في الجسد، والذي تنبأ عنه العهد القديم بأكثر من 33 نبوة؛ في التوراة وكتب الأنبياء ومزامير داود. باختصار، الله لم يتزوج ولم ينجب، ونحن لا نؤمن بهذا.